الثالث

3.9K 92 1
                                    

غزال شهقت أول ما شهاب مسك دراعها وشدها وراة على أوضتهم وهو بيضغط على إيدها .. قفل الباب بغضب وبصلها بحدة...
= إية إللى مقعدك برة لحد دلوقتى؟؟ وإية إللى أنتِ لبساة دة؟؟ إزاى تقعدى برة بالشكل دة؟؟
غزال بهدوء/ مالة شكلى؟؟ العباية مش ضيقة والله مقلعتش النقاب خالص.
شهاب مسك إيدها وشدها بسرعة لة وباين علية الغضب...
= وأنا قولتلك متخرجيش بتمشى من دماغك ولا إية؟؟ ولا عاجبك قعدتك قدام الغفر وهم بيبحلقوا فيكى؟؟ أسمعى يابنت الناس أنا مبحبش الطريقة دى كلمتى لما أقولها تتنفذ أنت فاهمة؟؟ بدل ما تزعلى وأنا زعلى وحش.
لما بيغضب بيناديها ب "بنت الناس" غضبة مخيف وقاسى بيحاول يهدأ علشان ميإذيهاش لكن تصرفاتها بتعصبة.
غزال/ أنت بتقول إية؟؟ أولا أنا عمرى ما لبست حاجة ضيقة برة أوضتى، ثانياً الغفر دول يمكن من عمر أبويا يعنى محدش فيهم هيبصلى بصة وحشة
وبعدين أنا كنت خايفة وعايزة أعرف إية إللى حصل.
شهاب بحدة وغيرة عامية/ ومتكلمنيش على الزفت المحمول لية؟؟ ولا حلال إنك تكلميهم كلهم وتيجى عندى أنا وتقلقى كأن هاكلك لو إتصلتى عليا؟؟
بصت فى الأرض بخجل مش عارفة ترد تقولة إية بس هى فعلا قليل جدا لو كلمتة على الموبيل وبيكون بأمر من جدها ومش بتتكلم جملتين وتقفل معاة لأن مفيش حاجة يتكلموا فيها تقريباً.
غزال/ أنا أسفة.
شهاب ساب إيدها بإستهزاء...
= لا كتر خيرك .. إللى قولتة يتسمع وبعد كدة تلبسى حاجة واسعة عن كدة.
غزال هزت رأسها بالموافقة وبعدت عنة بسرعة
شهاب كان بيغير ملابسة وهى قاعدة على الأنترية وباصة في الأرض .. كان بيبصلها بتركيز وهو عندة فضول ورغبة كبيرة يشوف ملامحها وشكلها أتغير قد إية.
شهاب/ مش ناوية تقلعى البتاع دة بقى ولا هتفضلى قاعدة بية على طول؟؟
غزال بإرتباك/ إية؟؟
شهاب بجدية/ النقاب.
غزال قلبها كان بيدق بسرعة من الخوف و حاسة أنة هيقف...
= هدخل أغير.
مردش عليها وهو شايفها بتاخد هدوم ليها ودخلت الحمام.
وقعد هو يفكر فى مين إللى قاصد يحرق الرزع فى ليلة فرحة؟؟
إنشغل فى التفكير ونسى غزال تقريباً .. وقف فى البلكونة طلع سيجارة يدخنها.
خرجت غزال من الحمام وهى نفسها الأرض تنشق وتبلعها .. بصت لشهاب إللى واقف فى البلكونة وإتنحنحت بصوت مسموع خلاة يدخل ويقفل الباب وراة .. لف يبصلها لكن فضل واقف مكانة وهو بياخد نفسة ببطئ مخيف وعيونة محصراها بتركيز بلع ريقة بصعوبة .. عيونة نزلت على فستانها القصير وإيدها إللى بتشد الفستان بخجل واضح مكانش متخيل إنها بالجمال دة عمرة ما توقع إنها تكون جميلة للدرجة دى بشرتها بيضاء ناعمة، رموشها طويلة شعرها الأسود، شفايفها وردية حركات إيدها وهروب عنيها من نظراتة كانت بتشدة أكتر أنة يقرب منها.
فاتت سنين طويلة من وقت ما شافها أخر مرة وعمرة ما أهتم بشكلها هيكون إزاى.
وقف قدامها ومد إيدية تحت دقنها رفع وشها لة غزال كانت بتبص لة بخوف كبير وحزن مكانتش تتمنى أبدا إنها تقف قدامة كدة فى يوم من الأيام عمرها ما شافت نفسها مراتة.
شهقت بصدمة وخجل أول ما قرب منها وباسها وهو محاوط خصرها بإيدة لكن أستسلمت لأنها عارفة إن دة إللى المفروض يحصل وبكرة كل العيلة هتيجى تبارك ليهم .
تاني يوم الضهر...
كانت بتعيط ووشها أحمر حاسة إنها هتفقد الوعى من الحزن كانت بتبص لة وهو نايم، قامت أخدت دش وغيرت هدومها وقعدت على الكنبة ودفنت وشها فى المخدة...
= أنا بكرهك ياشهاب بكرهك حتى جسمى بقيت بكرهة بسببك، يارب خدنى يارب لية هو يكون نصيبى؟؟ أستغفر الله العظيم أة يارب خدنى وريحنى من إللى أنا فية دلوقتى .. بس لا مش هسمح لة يقربلى تانى أنا سلمتة نفسي بس علشان يتأكد ويهدى جدى ومراة عمى لكن غير كدة مالهوش حاجة عندى.
غمضت عنيها بحزن وهى بتحاول تنام مكانها
بعد نص ساعة تقريباً شهاب صحى على صوت الموبيل بيرن فقام لكن أستغرب إنها مش جنبة وشايفها نايمة على الكنبة.
أخد موبايلة قفلة وقام راح ناحيتها، قعد جانبها مد إيدة يبعد شعرها الأسود عن وشها، فضل يبصلها وهو ساكت وأفتكر حاجة قديمة جدا بينهم .. كان عندة 12 سنة لما أبوة توفى كان بيحبة جدا وقريب منى أوى لما مات مكانش مصدق وقعد فترة طويلة حزين ومكتئب .. أفتكر وقت ما كانت بتتسحب وتدخل أوضتة من ورا أمة إللى كانت دايما تزعق ليها لو شافتها معاة .. غزال كانت بتتسحب وبتدخل الأوضة بليل تقعد جنبة وهو نايم تحط فى إيدة قطعة شكولاتة وتطبطب علية وتقوم تجرى قبل مايصحى لكنة كان بيبقى صاحى وقاعد مستنيها تيجى تتكلم معاة وهو نايم وتهون علية حزنة لكن مع الوقت هو أتغير وبدأ يكبر وينضج ويشيلها من حساباتة وهى بطلت تتكلم معاة سواء نايم أو صاحى.
بصلها وهى نايمة مال عليها يبوسها بهدوء لكنها فتحت عنيها وبصتلة عن قرب لكن بدون وعى زقتة بعيد عنها بقوة وضربتة بالقلم من شدة إرتباكها.
كان واقف بيحاول يستوعب إللى حصل وإنها مدت إيدها علية!!
صرخت بوجع أول ما مسكها من شعرها وعيونة حمراء مليانة غضب.
شهاب بحدة/ أنتِ عارفة لو حد تانى عملها ممكن أعمل فية إية .. دة ولا قطع إيدة يخلينى أسامحة عارفة يعنى إية تمدى إيدك عليا؟؟
غزال بوجع/ أنا .. أنا مكنتش أقصد .. سيب شعرى بالله عليك بيوجعنى .. أنا أسفة والله أسفة بس أنا مش هقدر أتعامل معاك على إنك جوزى وإللى حصل بينا دة بس علشان تسكتهم مش أكتر لكن أنا مش عايزة دة يتكرر .. أعتبرنى مش موجودة أو ميتة ما أنتوا طول عمركم شايفني ميتة فى البيت دة عمرى ما خطرت على بال حد فيكم وروح أتجوز أى واحدة تانية وأنا مش هعترض بس سبنى فى حالى أبوس  إيدك.
شهاب ساب شعرها بدهشة وإحساس إنها هانت كبريائة/ للدرجة دى مش طايقة لمستي ليكى ولا قابلة قربى منك!!
غزال بصت فى الأرض وهى بتعيط مش عارفة قول إية.
شهاب بحدة وغيرة...
= طب إسمعى بقى الكلمتين دول يابنت الناس أنا طول ما فيا الروح هتفضلى على ذمتى وفكرة إنى مش هقرب منك دى تشيليها من دماغك لا دة أنا  هقرب وأقرب وهتبقى أم عيالى ودة بمزاجك مش غصب عنك لا سمح الله .. وأقولك الأنقح بقى هيبقى برغبتك وبشوقك ياغزال وكل حتة فيكى هتبقى ملهوف عليا.
غزال/ دة بالغصب على كدة.
شهاب كان هيرد لكن سمع صوت الزغايط جاى من برة لحظات والباب خبط فقال بحدة...
= قومى غيرى والكلام إللى قولتة إمبارح يتنفذ.
غزال/ بس دة أكيد جدى ووالدتك.
شهاب بضيق/ حتى هند نفسها مالهاش إنها تشوفك كدة قومى ومطلعيش عفاريتى عليكى
غزال قامت بهدوء أخدت هدوم ليها وسابتة ودخلت الحمام فأخد التيشيرت لبسة وفتح الباب لجدة وأمة إللى كانت واقفة عنيها بتطق شرار.
الجد بإبتسامة/ صباحية مباركة ياحبيبي.
شهاب بإبتسامة/ الله يبارك فيك ياجدى.
الجد بحب/ أومال فين حبيبتى الصغيرة عايز أباركلها
شهاب/ بتغير.
حليمة بضيق/ إية الأخبار ياحبيبى؟؟
شهاب بحدة وضيق/ أطمني يا أما.
حليمة/ يلا بينا ياحاج محمود خلينا نسيب العرسان لوحدهم.
الحاج محمود بجدية/ هستناكم على الغداء تحت عايزك فى موضوع مهم ياشهاب.
شهاب/ حاضر ياجدى.
بعد مدة...
نزل وهى وراة باين عليها الخجل وإنها مش عايزة تنزل أدامهم .. دخلوا الصالون الكبير وكانوا كلهم قاعدين
حليمة قاعدة جانب نرمين بنت أختها والحاج محمود بيتكلم مع هند وقاسم وقاعد معاهم خال شهاب الحاج ممدوح.
شهاب بجدية/ السلام عليكم.
الكل/ وعليكم السلام.
هند أبتسمت بحب وهى بتبص لغزال
غزال بإبتسامة/ صباح الخير ياجدى.
محمود بحب/ صباح الورد على عيونك ياحبيبتى تعالي أقعدى جانبى.
شهاب بصلها بهدوء وهى قعدت جانب جدها وهو من الناحية التانية رغم إن الكرسى بتاعة على رأس السفرة.
هند بصتلة وأبتسمت بخبث لكن محدش قدر يعلق
بدوا ياكلوا وهى بتقلب فى الأكل.
هند/ ما تاكلى ياغزال.
غزال/ ها؟ هاكل أهو.
●○●○●○●○●
●○●○●○●○●
بعد كام ساعة فى المزرعة...
شهاب كان واقف مع جدة قدام الأرض بيبص للقمح
فقال الحاج محمود بجدية...
= عايز ندرس الغلة دى ياشهاب.
شهاب بهدوء/ خلي الزرعة تاخد كفايتها ياجدى وأنا أسبوع كدة وهكلم أبو أمير يجى ندرسها.
جدة وهو بيدخل لأوضة المكتب...
= ناوى على إية ياشهاب؟؟ أنا عارف إنك بتفكر فى حاجة إحكيلي إية إللى شاغلك؟؟
شهاب/ النار إللى مسكت فى الأرض إمبارح عندى إحساس إن فى حد وراها.
جدة/ تفتكر يكون حد من عيلة المنشاوية؟؟ أنا  عارف إنك هتضايق من إللى هقولة بس أمك هى أول  واحدة كانت طمعانة فى الأرض دى وكل عيلتها
وكان نفسها إننا نبيع الأرض لأخوها سليمان علشان يضموها لأرضهم لولا إنك رفضت.
شهاب بجدية/ رفضت علشان الأرض دى بالذات تخص غزال.
الحاج محمود بجدية/ شهاب مش عليا الكلمتين دول.
شهاب/ الموضوع أتقفل من سنين ياجدى من يوم وفاة عمى الله يرحمة وأنا مهما حصل مستحيل أخلية يتفتح من تانى.
الحاج محمود/ عندك حق ياشهاب الله يرحمك ياسعد يابنى مشيت وسبت بنتك وسط ناس ميعرفوش ربنا.
شهاب/ غزال فى حمايتى ياجدى متخافش عليها.
الحاج محمود بإبتسامة/ ماشي ياغالى، صحيح سيبك بقى من الأرض والفلاحين وخد مراتك وروحوا أى مكان بعيد كدة دى عمرها ما خرجت من المنصورة خدها ياشهاب وروحوا أى مكان خليها تشوف الدنيا وتشوف الناس وأهو أنت كمان ترتاح شوية من الشغل وتقرب منها.
شهاب/ خليها على الله ياجدى.
فى نفس الوقت...
الغفير دخل المكتب بعد ما خبط...
= حاج محمود فى واحدة ست برة بتقول إنها لازم تشوف حضرتك ضرورى.
شهاب بجدية/ ست مين يعنى؟؟
الغفير/ مش راضية تقول إسمها وبتقول لازم تقابل حضرتك.
شهاب بإستغراب/ تقابلنى!! طب دخلها نشوف حكايتها إية.
مشي ورجع بعد دقايق وهو معاة واحدة.
الحاج محمود أول ما شافها وقف بغضب...
= أنت إية إللى جابك هنا؟؟ ليكى عين تيجي هنا؟!!
شهاب بحدة وهو بيقف قدامها...
= الظاهر إنك مش ناوية تجبيها لبر ومن بجاحتك جاية لحد هنا برجليكى.
الست وطت تبوس إيدة لكنة بعد عنها بإشمئزاز
فإتكلمت بمسكنة وتمثيل...
= أبوس إيدك ياحاج محمود خلينى أشوف بنتى مرة واحدة وغلاوة سعد عندك.
الحاج محمود بكرة/ ملكيش بنات عندنا ويلا إنجرى أطلعى برة ومشوفش وشك فى البلد كلها .. غزال أمها ماتت فاهمة ياصباح بنتك نفسها مش عيزاكى وبلاش تخلينا نفتح فى إللى فات لأن لو غزال عرفت الحقيقة هتكرهك.
شهاب بحدة وغضب وهو بيمسك ذراعها بغضب...
= راجعة تانى لية؟؟ مش كنتى أخدتى الفلوس إللى أنت عيزاها وإتخليتى عن غزال وروحتى جريتى ورا واحد بعد ما عمى مات .. عايزة إية تانى؟؟ دة على جثتى إنك تشوفيها أو تقربى منها وعلى فكرة هى دلوقتى على ذمتى إبقى فكرى بس مجرد تفكير إنك تقربى منها علشان مليم تانى مش هتشوفى مننا حاجة أنت قبضتى التمن مرة .. يلا إمشى من هنا ياجابر أنت يازفت ياجابر.
جابر/ أيوة ياشهاب بية.
شهاب/ خد الست دى من هنا وإن حاولت مرة تانية تقرب من المزرعة أو البيت متخليهاش تدخل تانى.
صباح/ أبوس إيدك ياشهاب يا إبنى خلينى أشوفها بس مرة واحدة وغلاوة الغالين عليك.
شهاب وقف قدامها بغضب...
= إعتبري بنتك ماتت أرجعى مصر مش عايزين نشوف وشك هنا تانى برة.
جابر شدها وأخدها وخرج فبص الحاج محمود لشهاب بقلق.
شهاب/ متقلقش ياجدى مش هسمح إنها توصل لغزال مهما حصل .. أصل إللى يبيع بنتنا ميشوفش ضفرها بعد كدة.
الحاج محمود/ أنا قلقان توصلها ودى عقربة كل إللى يهمها الفلوس ممكن تسمم ودان غزال بأى حاجة لو وصلت ليها .. الموضوع كان إتقفل أنفتح تانى لية بس؟؟
شهاب مردش وأخد نفس عميق.
بعد وقت حوالي الساعة تسعة...
شهاب وصل البيت هو وجدة طلع أوضتة لقاها نايمة بأريحية وهي لبسة بجامة قصيرة فقعد جانبها على السرير وبلع ريقة بصعوبة وهو بيحرك إيدة بنعومة على بشرة دراعها الناعمة .. مال عليها يبوسها بشغف ففتحت عنيها بصدمة...

غزالة الشهاب.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن