الثالث والعشرون

1.9K 58 1
                                    

شهاب خرج من الحمام وهو سامع صوت خبط على الباب، حط الفوطة على الأنترية وفتح لقى جدة واقف قدام الباب.
الحاج محمود كان عارف إن شهاب زعلان منة بعد إللى حصل وإللى قالة أخر مرة لة وأنة مقدرش يحمى غزال من أمها وبسبب دة شهاب مكانش بيتعامل معاة كتير ودايما واخد جنب.
الحاج محمود/ عايز أتكلم معاك ياشهاب، هستناك فى المكتب.
شهاب بجدية/ حاضر ياجدى أوامر تانية؟؟
الحاج محمود بضيق/ لأ.
نزل وهو متضايق من إللى حصل وشهاب دخل غير هدومة ونزل وراة دخل المكتب وقعد قصاد جدة بهدوء...
= نعم ياجدى؟؟
الحاج محمود/ طالما أتكلمت بالطريقة دى يبقى لسة زعلان من إللى قولتة أنت عارف إنى مقصدش أزعلك بس لما شفت صباح قدامى وغزال حصلها إللى حصل مكنتش شايف قدامى وأنت عارفنى ميهونش عليا زعلك ياشهاب .. رغم إن أنت وقاسم وهند وغزال أغلى ما عندى لكن أنت بالذات واخد حتة من قلبى
كل ما أبصلك أفتكر أبوك الله يرحمة كان طيب وجدع وكلمتة بتمشى على الكل حتى أمك إللى محدش بيقدر عليها كانت بتقف زى ألف وحسها ميطلعش .. عصبيتى وزعلة يا إبنى مش شوية أنا واحد خسر ولادة الإتنين فى حياة عينة،الكبير أبوك كان واخد منى كتير أوى والصغير عمك سعد كان طيب عايش فى الدنيا بقلبة، إبتسامتة كفيلة تخلى الهم يزول وكان غاوى السفر وركوب الخيل وأنة يكتشف أماكن مختلفة ودى كانت أكتر حاجة بتضايقنى منة .. كتير كنت بزعق معاة وأقولة ياريتك تبقى زى أخوك لحد ما جة وقالى أنة عايز يتجوز بنت من مصر أتعرف عليها وحبها، صباح لعبت علية علشان طيب وعرفت توقعة فى شباكها
كانت فاكرة أنة لما يتجوزها هيغرف ويديها وأنا كمان كنت خايف من كدة بس لما أتجوزها كان حاكمها لحد ما فى يوم حصل خناقة كبيرة بينى وبينة .. كانت غزال وقتها عندها سنة وشهر تقريباً من غضبى وعصبيتى قلتلة روح ياسعد تقوم قيامتك ياشيخ وأرتاح منك.
الحاج محمود بكى بحرقة وهو بيكمل...
= وقتها خرج من البيت وربك سمع دعوتى على إبنى العربية إتقبلت بية، مات سعد وخد معاة الروح الحلوة والفرح إللى كان فى البيت، كانت جدتك لسة عايشة فضلت تقولى لية يامحمود؟؟ لية دعيت علية كنت سيبة دة الغلبان إللى فى البيت؟؟ طب وبنتة دى ذنبها إية؟؟ هدى مستحملتش موت إبنها وماتت بعدها بكام شهر كانت بتحبة أوى أكتر من أى حد رغم إنى كنت رافض جوازة من صباح لكن هى إللى خلتنى أوافق ومات أبوك بعدها بكام سنة .. غزال كانت بتكبر قدامى يوم بعد يوم وكنت بشوف فيها سعد الله يرحمة، كنت كل يوم أحس بالذنب وأحس إنى السبب فى موتة والسبب فى حزنها دايما وهى قاعدة لوحدها ولما تبصلى كنت بخاف يجى اليوم إللى تقولى فية لية ياجدى؟؟ علشان كدة مكنتش بحب حد يجى عليها بس أمك مكانتش بترحم ولا بتسيب رحمة ربنا تنزل وغزال كانت بتخاف منها وبتسكت .. لما أنت وهى كنتوا بتزعقوا مع بعض حتى لو بدون قصد كنت بشد عليك غصب عنى يا إبني والله، أنا طلعت من الدنيا بأربع أحفاد واحدة فيهم كنت مشيل نفسى ذنب وحدتها وأنا برضوا راجل كبير، يوم ماقولتلك تتجوزها كنت خايف عليها من أمك ومن شرها وعايزها تعرف إن لما أموت الفلوس والأرضى مش هتروح لحد غريب وكلة ليكم ولعيالكم ولأنى عارف إنك أحق واحد بيها .. جايز محدش غيرك كان هيستحمل إللى شوفتة منها لحد ما أخدت عليك وقلبها ماللك.
شهاب قام راح ناحيتة وقعد على الأرض قصادة مسح دموعة...
= بعيد الشر عليك ياجدى، فلوس إية إللى بتحكى عنها؟؟ الفلوس دي شوية زبالة أة نعمة لكن أشد نقمة ممكن تصيب بنى أدم ولا أنا ولا حد من أحفادك عمرة فرق معاة الفلوس قصاد إنك تبقى معانا .. بعدين لو على أمى مبقتش تيجى جنب غزال ولو على موت عمى سعد دة عمرة وقدرة ومحدش بيهرب من قدرة وصدقنى هو يمكن فى مكان أحسن علشان هو كان طيب أوى، وبعدين أنا ياسيدى مش زعلان أصلا أنا  بس بتقل عليك بشوف غلاوتى عندك.
الحاج محمود ضحك وضرب شهاب بخفة...
= تبقى عبيط لو جية يوم وأفتكرت إنك ملكش غلاوة عندى، قولى بقى عامل إية مع مراتك؟؟
شهاب بسعادة وحماس...
= كويسين جداً، عارف أنا مبسوط أوى بجد يمكن بقالى كتير  مفرحتش كدة.
الحاج محمود/ طب الحمد لله فرحتنى أخيرا ياواد، بس إية مش تفرحنا بحفيد صغير كدة؟؟
شهاب أبتسم بهدوء...
= والله ياحاج انا مش مستعجل، أنا أة عايز يبقى عندى أولاد من غزال بس سيبها على الله وقت مايريد هيحصل، وكمان لو أنا فتحت سيرة الحمل أو خلفة أمى مش هتسكت وهتفضل تسمم ودان غزال ودى مبترحمش.
الحاج محمود/ أنت هتقولى على حليمة؟؟ دة أنا حافظها.
في نفس الوقت...
قاسم دخل المكتب من غير مايخبط باين علية التعب والإرهاق...
= صباح الخير.
شهاب قام من مكانة وقعد على الكرسى...
= صباح النور، مالك يا إبنى أنت حد ضربك؟؟
قاسم بنوم/ الطب .. هو أنا إية إللى خلانى أبقى  دكتور مش كنت أدخل أى حاجة تانية، كان عندى نبطشية إمبارح بليل وأول إمبارح ملحقتش أنام  بسبب الطواريئ والحادثة إللى حصلت على الطريق بس الحمد لله مفيش إصابات خطيرة، أة يادماغى  وغير كدة دكتور أمجد واخد أجازة علشان فرحة وأنا لبست مع طقم التمريض ودكتور نبيل ربنا يا*** ولا بلاش.
شهاب ضحك على شكلة هو والحاج محمود.
قاسم بضيق/ أنتوا بتضحكوا!! هو أنا ناقص؟؟ أنا هطلع أخد دش وأنام ومحدش يصحينى عندى لحد الضهر وبعدها هرجع على المستشفى
شهاب/ مش هتفطر معانا؟؟
قاسم/ مفيش دماغ هطلع أنام سلام ياجدو عايز منى حاجة؟؟
الحاج محمود/ أصلب طولك أنت بس.
قاسم طلع أوضتة.
شهاب/ الله يعينة.
الحاج محمود/ أخوك لسة صغير ياشهاب خلى بالك علية وتابعة كل شوية أنت متعرفش دماغ الشباب الأيام دى ويمكن حد يلعب فى دماغة كدة ولا كدة.
شهاب بثقة/ من الناحية دى إطمن ياجدى، قاسم عاقل وفاهم هو عايز إية وأنا فى ضهرة، المهم قولى أنت ناوى تعمل إية مع صباح.
الحاج محمود/ خليها مرمية فى المخزن شوية يكش تتجنن ونخلص منها ولو إنى عارف إن غزال هتحن وتقول عايزة تشوفها وهتيجى تقول إنها مسمحاها ويمكن كمان تطلب منك تديها فلوس وتسيبها تمشى لحال سبيلها .. صدقنى أنا عارفها كويس رغم صدمتها بالى حصل لكن هترجع تقولك عايزة أشوفها جايبة لنفسها وجع القلب بطيبة قلبها دى.
شهاب/ بس أقولك أنا حاسس إن فى حاجة غلط
وإن صباح مجاتش كدة من الباب للطاق، متأكد إنها أذكى من كدة .. لو كانت عايزة فلوس فعلا كانت لفت علينا بأى طريقة وحاولت تاخذ الفلوس مش تكشف نفسها قدام غزال وتقولها إنها سابتها عمرها كلة، فى حاجة غلط فى الموضوع.
الحاج محمود/ أنا كمان فكرت فى كدة بس مقدرتش أفهم هي عايزة إية من إللى عملتة دة؟!!
شهاب/ طب ما تسبنى أروحلها وأفهم منها.
الحاج محمود/ لأ ياشهاب وأنا قولت كلمة، دى ست عقربة ممكن تسمم دماغك بأفكار مش صح وأنا معنديش إستعداد الصراحة.
شهاب/ طب أنت جاى معايا المزرعة ولا إية الدنيا؟؟
الحاج محمود/ لأ أنا عايز أقعد مع غزال وهند شوية هنفطر وأخدهم نخرج شوية.
شهاب/ ماشى بس ياريت متتأخروش، أنا لازم أمشى دلوقتى.
الحاج محمود/ مش هستنا تفطر معانا؟؟
شهاب/ هفطر فى المزرعة يلا سلام عليكم.
الحاج محمود/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة.
بعد الفطار غزال وهند خرجوا مع جدهم أشتروا حاجات كتير وأتكلموا عن حاجات أكتر، فضلوا لوقت طويل سوا هما الإتنين كانوا فعلا محتاجين يخرجوا معاة ويتكلموا ويضحكوا من قلبهم من جديد.
بعد مدة...
غزال قالتلهم إنها هتروح الحمام لكن أول ماخرجت من المول نزلت الصيدلية أشترت إختبار حمل ورجعت تانى قعدت معاهم لكن كانت مشغولة فى أفكارها
●○●○●○●
●○●○●○●
بليل...
كانت قاعدة فى أوضتها وهى ماسكة إختبار الحمل وساكتة، سمعت صوت شهاب فقامت بسرعة حطيتة فى الدولاب.

غزالة الشهاب.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن