الثامن عشر

2.1K 56 0
                                    

صباح رفعت النقاب وهي مرعوبة...
= جاية عايزة بنتى ياحاج محمود.
الحاج محمود بص لصباح بصدمة قوية إنها عندها الجرائة إللى تخليها ترجع تانى للبيت دة بعد إللى عملتة؟!!
شهاب قام بسرعة وزق الكرسى إللى كان قاعد علية بغضب ومسكها من دراعها وكان هيخرج لكن وقف لما سمع صوت غزال وهي مصدومة...
= أستنى عندك.
شهاب غمض عنية بقوة وهو مديها ضهرة وضغط على إيد صباح بعنف لدرجة إنها صرخت من الوجع...
= سيب إيدى ياشهاب.
غزال راحت ناحيتهم ووقفت قدام صباح وعيونها دمعت...
= أنت شبة إللى فى الصورة!! لا أنت مش هى صح؟؟ جدي قول حاجة مين دى؟؟
صباح كانت ساكتة وبصة فى الأرض
غزال صرخت فيهم بغضب...
= حد يرد عليا مين دى؟؟
صباح/ أنا أمك ياغزال.
غزال هزت رأسها بالنفى.
الحاج محمود عيونة أحمرت من الغضب قام وضرب بقوة على السفرة لدرجة إنهم أتفزعوا وقال بصوت عالى...
= كدابة أنت مش أمها ولا عمرك كنتى أمها، شهاب خرج الست دى من هنا ولينا حساب بعدين.
هند قامت بسرعة وهى مش فاهمة حاجة وقفت جنب غزال بتحاول تشدها علشان يمشوا...
هند/ غزال تعالى نطلع دلوقتى.
غزال زقت إيدها بعيد عنها وقربت من صباح وغصب عنها عيطت...
= إزاى أمى؟؟ هم قالوا إن أمى ماتت فإزاى لسة عايشة؟؟
صباح مدت إيدها تلمس غزال لكن شهاب بعدها عنها بسرعة وبصلها بشر...
= إياكى تفكرى تلمسيها فاهمة إياكى، وأنت أطلعى أوضتك وبعدين نتكلم.
غزال بصدمة ومش قادرة تستوعب...
= أستنوا بس أستنوا يعنى إية أمى؟؟ يعنى السنين إللى فاتت دى كلها كنتوا بتضحكوا عليا ومفهمنى إنها ماتت؟؟
حطت ايدها على صدرها برعب من الصدمة صرخت فيهم...
= يعنى إية حد ينطق؟؟ قولوا اي حاجة، قولوا إنها  بتكدب وإنها مش أمى.
قربت من شهاب ومسكت إيدة بقوة وهى مفزوعة...
= أبوس إيدك ياشهاب والله والله هسمع كلامك من غير مناقشة والله، قول إنها ماتت فعلا وإنكم محرمتونيش منها كل السنين دى.
عيطت وبسرعة راحت لجدها...
= أنت مش هتكدب عليا صح؟؟ أنت قولت إنها ماتت طب إزاى هى هنا دلوقتى؟؟ أنا بثق فيك قول إن دى واحدة شبها مش أكتر وأنا هصدك، حد يرد عليا مين دى؟؟ أنطقوا .. مرات عمى قولى أى حاجة أبوس إيدك والله مستعدة أعمل أى حاجة أنت عايزاها حتى لو إية، مستعدة أطلق من شهاب، أنا عارفة إنك بتكرهينى ونفسك تجوزية بنت أخوكى وأنا موافقة أطلق منة وأخرج من حياتة بس قوليلى هى أمى فعلا؟؟ طب لو هى أمى إزاى سابتنى؟؟ وأنتوا لية قولتوا كدة؟؟
شهاب كان بيبصلها بيحاول يقدر صدمتها لكن كلامها عن الطلاق بالسهولة دى جرحة وعصبة منها ومن الموقف كلة وحس أنة على وشك إنة يحرق حد من الغضب فسحب صباح بقوة وعنف لكن غزال صرخت بصوت عالى...
= مش هتمشى من هنا إلا لما أفهم أنتوا فاهمين؟؟ طالما محدش بيرد يبقى لازم أفهم، كفاية لحد هنا تحددوا مصير حياتى كفاية .. أنا من حقى أعرف أنتوا مخبين عليا إية، لو هى أمى فعلا يبقى لية كدبتوا عليا طول السنين دى؟؟ أنتوا كنتوا شايفنى وحيدة ومحدش فيكم رحمنى وقالي إنها عايشة لية؟؟ أنا والله مكنتش عايزة حاجة من الدنيا غير إنى ألاقى حد حنين، كنت بقول بعد أمى وأبويا مش هلاقى حد يحن قلبة عليا بس لية تظلمونى كدة؟؟ لية تبقى عايشة وأنا عارفة إنها ميتة؟؟ هو أنا وحشة أوى كدة علشان تيجوا عليا بالشكل دة وتحرمونى من إنى أعرفها؟؟ لية ياجدى؟؟ أنت خبيت عليا كل السنين دى لية؟؟ وأنت كنت عارف ياشهاب؟؟ هند أنت كنت عارفة أنت كمان؟؟
حطت إيدها على بوقها وهى بتحاول تستوعب معقول كلهم عارفين وهى الوحيدة إللى متعرفش؟؟ كانت بتعيط بحرقة وهستريا فهند بسرعة ودموع وقربت منها تحضنها...
= و الله ما أعرف حاجة ياغزال والله.
غزال حضنتها بقوة وعيطت، عقلها كأنة مشلول مش قادر يفهم حاجة.
الحج محمود بحدة وأمر...
= شهاب خدها من هنا.
صباح كانت بتبص لغزال وأول مرة تتقهر بالشكل دة وتحس إنها وحشة أوى من جواها كدة.
غزال بعدت عن هند ووقفت قدام صباح وبدون ماتتكلم حضنتها وفضلت تعيط رغم إنها مش فاهمة حاجة، حتى إنها مكانتش فاكرة شكلها وهى صورة واحدة إللى معها لصباح .. جدها أخد كل صور صباح وكان دايماً بيزعق لما يسمع إسمها من غزال لكنها قدرت تحتفظ بصورة واحدة لوالدتها، كانت كل ليلة تطلع صورتها وصور أبوها وتحضنهم، كانت لما تحس بالظلم من حليمة تفضل تتكلم مع الصور بتاعتهم وتعيط وفى النهاية تنام وتتمنى لو تحلم بيهم بيطبطوا عليها .. كانت طفلة صغيرة وحليمة دايماً تزعق لها على أى حاجة تعملها لدرجة إنها كانت لما بتلعب لو عملت صوت بس كانت بتتخانق معها عاشت مراهقتها لوحدها كانت محتاجة والدتها محتاجة تفهمها حاجات كتير وتخليها تتعامل زى باقى البنات إللى فى سنها .. كانت محتاجة تحس بحنانها فى الوقت إللى صباح فية كانت بتعيش أيامها مع رأفت وناسية إن ليها بنت، كانت كل يوم تحط رأسها على المخدة وتحاول تنسى إن عندها بنت محتاجها تخلت عنها علشان شخص معتقدة إنها بتحبة ولو كانت بتحبه فعلا، هل بالفعل فى حاجة تستاهل إنها تتخلى عن بنوتة صغيرة عمرها سنة ونص يعنى برائة وجمال الدنيا فيها، بنتها.
غزال بعدت عنها ومش عارفة تقول إية لكن كانت بتبص لها بتركيز بتحفظ ملامحها فصباح دموعها نزلت وبصت فى الأرض.
شهاب لنفسة بتعب...
= أرحمنا يارب أرحمنا.
غزال/ أنت حلوة أوى أجمل بكتير من الصورة إللى معايا، عارفة أنا كنت بتكلم معاكى كل يوم أة والله بصى السلسلة دى أنا طبعت صورتك أنت وبابا عليها ولبسها من زمان أوى مكانش معايا غيرها .. عارفة أنا مش مصدقة إنك واقفة قدامى دلوقت!! والله مش مصدقة، أنت جميلة أوى مش مهم أى حاجة مش عايزة أعرف حاجة بس أنت مش هتبعدى عنى صح؟؟ مش هتمشى تانى .. أنا مش فاهمة حصل إية بس متأكدة إنك بتحبينى زى ما أنا بحبك أوى أنت هتفضلى معايا صح؟؟ وهتقوليلى إنى أجمل بنت فى الدنيا وهتاخدينى فى حضنك وهتحكيلى عن بابا
وأنا هقولك أسرارى كلها بس متمشيش تانى بالله عليكى متمشيش تانى .. أحضنينى كتير أوى وأفضلى معايا على طول وأنا مش هبقى مزعجة خالص والله أنا هسمع كلامك على طول ومش هضايقك أبدا بس متمشيش تانى.
شهاب بحزن وغضب لأن صباح متستاهلش كل الحب دة...
= كفاية ياغزال وأطلعى أوضتك دلوقتى يلا بعدين نتكلم، إللى حصل دلوقتى أعتبرية كأنة لم يكن.
قال كلامة وأخد صباح بسرعة بدون مايبص لغزال
إللى طلعت وراة وهى بتعيط ومش عيزاة ياخد أمها...
= سيبها ياشهاب، بقولك سيبها.
شهاب بعصبية/ قولتلك أطلعى أوضتك.
غزال صرخت فية بجنون وهستريا وكأنها فقدت عقلها...
= مش هطلع  مش هطلع سيبها أنت معندكش قلب؟؟ مبصعبش عليك؟؟ سيبها وأنا مستعدة أسيب ليكم أى حاجة أنتوا عايزينها بس سيبها ليا، والله أنا مش عايزة حاجة منكم غيرها والله.
كانت بتتكلم بسرعة ووشها أحمر وكلامها مش مفهوم من سرعتة .. شهاب عيونة دمعت لكن مينفعش يضعف وجود صباح في حياتهم هيإذيها، يمكن دى أصعب لحظة كان خايف إنها تحصل من يوم ما جدة قالة حقيقة صباح.
بصلها بملامح باردة وهو بيحاول ميتأثرش وخرج بصباح من البيت وهى بتصرخ والغفر قفلوا الباب ومنعوها من الخروج بأمر من شهاب.
هند كانت حضناها وهى بتصرخ وتعيط وهى شيفاة واخدها بالعربية بعيد
الحاج محمود كان واقف بيبص لغزال بغضب وكأنة عايز يخرج يضربها ويقولها دي متستاهلش حزنك عليها ولا كل دة وحاسس بالضعف أنة مقدرش يبعد صباح عنها وهو شايفها بالضعف دة هو أتحمل كتير فى حياتة، موت ولادة الإتنين سعد وعيسى وموت مراتة .. أحفادة كانوا مسئولين منة ولازم يبان جامد علشان يقدر يحافظ على العيلة، أتحمل إللى مرات إبنة عملتة وطلعها من حياتهم لكن رجعت تانى علشان تقلب عليهم الدنيا.
غزال حست إنها مش قادرة تتنفس من الشعور إللى حست بية وبدأت تدريجى إنها تفقد الوعى.
هند بخوف/ غزال!! ياجدى، ياقاسم.
الحاج محمود خرج بسرعة هو وقاسم ودخلوها.
حليمة كانت واقفة بتغلى من الغضب لأن دى مكانتش خطتها أبدا.
●○●○●○●
●○●○●○●
بعد كام ساعة فى المخزن...
صباح كانت قاعدة وهى مرعوبة المكان ضلمة جدا وقديم كلة تراب وعنكبوت وسامعة أصوات كتير مخيفة.
كانت بتبكى لأول مرة بقهر...
= والله كان قصدي أحميها .. أنا عارفة إنى زبالة أوى وطماعة بس مكنتش عيزاها تموت على إيد حليمة.
فضلت تعيط وهي بتلعن نفسها وكلام رأفت ليلة إمبارح بتردد فى ودانها...
●○●○●
●○●○●
فلاش باك...
كان رأفت بايت عند صباح فى الشقة إللى إشتراها ليها؛ كان بيدخن فى أوضتة وهو بيفكر وصباح كانت بتاخد دش، موبايلة رن أخدة لقاها حليمة فبص ناحية الباب ورد...
= أيوة ياحليمة فى إية؟؟ بترنى دلوقتى لية؟؟
حليمة بسخرية/ البت نرمين رنت عليا وقالتلي إنك  بايت برة البيت، فينك يارأفت؟؟ ولا تكونش عند ست الحسن بتاعتك.
رأفت بضيق/ أة عندها ياحليمة عايزة إية بقى؟؟
حليمة بحدة/ هو أنت بتحبها ولا إية يارأفت؟؟ متخلنيش أشك فيك.
رأفت ضحك/ لأ ياحبيبة أخوكى ومن أمتى وأنا ليا فى الحب و الكلام الفارغ دة؟؟ كل الحكاية إن صباح دى ليها كدة نكهة تانية عن كل الحريم إللى عرفتهم وبعدين متنسيش الخير إللر هيجينا من وراها هى وبنتها مش قليل يعنى يخلينى أجي على نفسى حتى لو مش عايزاها.
حليمة/ ماشي بس أنا بقى عايزة أعرف أنت ناوى على إية من الأخر؟؟ ناوى تسمع كلامها وتسيب البت في حالها بعد ما تاخد منها الأرض؟؟
رأفت وطى صوتة وأتكلم...
= لأ ياحليمة أنا ميرضنيش زعلك برضوا وعارف إنك  نفسك تخلصى من غزال وصباح من زمان أوى علشان لما الحاج محمود يموت ولادك بس إللى يورثوا لأنها هتقاسمهم فى كل حاجة لأن أبوهم مات وأبوها كمان مات فى حياة الجد علشان كدة عامل خطة كدة إنما إية .. بصى ياستى أنا هخلى رجب يخطف غزال أول  لما تخرج من البيت وبعدها هخلى صباح تظهر وتقولها إنها هى إللى إتفقت مع رجب يعمل كدة علشان كان نفسها تشوفها وإن الحاج محمود هو إللى عمل كل دة زمان وبعد صباح عن غزال لأنة مكانش راضى عن جوازها من سعد وبعد موت إبنة طردها من البيت وأخدها منها وعمل ليها عزا وكل ما كانت تحاول بس تقرب منها كان يقف لها ويرفض يخليها تشوفها.. طبعا غزال هتبقى مصدومة بسبب ظهور أمها المسكينة فجأة لكن دة هيخليها تفرح أوى لأن عمرها ماحست منك بأى حنية وهخلى صباح تمثل عليها شوية حب وكدة يعنى وبعدها تطلب من غزال تكتبلها الأرض بإسمها علشان لما ترجع معاها بيت جدها يبقى ليها حاجة بإسمها تخليهم ميطردوهاش.
حليمة بردح/ وأنت ناوى بعد ما تاخد الأرض من صباح تسبب السنيورة عايشة؟؟ أبقى أنا إستفدت إية ياعنيا؟؟
رافت بضيق/ أنت عيزانى أخد الأرض وبعدها تموت علشان ألبس أنا فى سين وجيم ويقولوا أنا إللى قتلتها؟؟ وقتها الحاج محمود إحتمال يسلخ جلدى أنا  وأنت .. الراجل دة أنت متعرفهوش لحد دلوقتى هادى كدة وبيتعامل مع الأمور بعقل لكن لو فكرنا نعمللها حاجة يبقى ياويلنا من إللى هنشوفة، إحنا  هنستنا فترة لما ترجع والأمور تهدأ وصباح تكتب ليا الأرض وأنت ترجعى ليا الأرض إللى إبنك لهفها وأنا أوعدك أول ما أضمن حقى غزال هتكون فى خبر كان
ونخلص عليها وأنا هعرف أتخلص من صباح وكدة كل حاجة تبقى لينا ولاودلاك، بس ربنا يستر من شهاب علشان إبنك مش سهل ياحليمة مع إننا بنعمل كدة لمصلحتة وهو يتجوز البت نرمين وكل حاجة تبقى لأولادنا.
حليمة/ ماشى يارأفت سبنى أفكر بس خلى بالك من صباح لتعمل إى حاجة تبوظ بيها إللى بنخطط لية.
رافت/ سبيها عليا أنا.
صباح كانت واقفة ورا الباب وهى بتسمعة ومش عارفه تتصرف إزاى؟؟ كانت متفقة معاة إنهم ميإذوش غزال ويسيبوها هى وشهاب فى حالهم بعدما ياخد الأرض لكن هو قرر يخلص على بنتها.
●○●○●
●○●○●
فاقت من شرودها وهى بتعيط بقهر مكانش عندها حل تاني غير إنها تبوظ إللى بيعملوة لو كانت راحت لشهاب مكانش هيديها فرصة تتكلم ولا عمرة هيصدقها، يمكن طريقها غلط لكن كانت عايزة تساعدها.
بتعيط جامد كل ما تفتكر غزال وكلامها ودموعها.

غزالة الشهاب.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن