الواحد والعشرين

2K 65 2
                                    

عربية شهاب كانت واقفة قدام المخزن إللى صباح فية، غزال قاعدة بمنتهى الهدوء رغم الصراع القوى إللى جواها وشهاب كان قاعد جانبها وبيبص قدامة وهو مش عارف لية وافق يجيبها لمكان والدتها رغم رفض جدة لكنة أصر ينهى الموضوع ويرمى الحمل دة كلة من على كتفة وينتهى كل دة، المواجهة مابين غزال وأمها .. آة ياغزال لو تعرفى ظلمتى قلبة قد إية، آة لو تعرفى إللى جواة، كان منتظر منك ردة فعل تهون على قلبة، كان منتظر يشوف حتى إبتسامة ضحكة، لمعة عنيها بالسعادة، أى ردة فعل تحسسة إن إهتمامة دة فارق معاكى .. آة من عنيكى إللى كل دقيقة تغرقة فى بحورك، ضايع معاكى مستمتع بضايعة وعذابك لة رغم وجعة وجرحة من العلاقة دى لكن مبقاش عندةةحل هو واقع غريق فيكى، أة لو تدخلى قلبة وتشوفى نفسك جواة
هتلاقى إسمك معلم فى قلبة، ملامحك محفورة جواة، أمتى كبر حبة ليكى؟؟ أمتى ياشهاب؟؟
كانت دى كلها أسئلة بتدور فى دماغة هو ساكت.
= حاسة إنك جاهزة تقابليها؟؟
لحظات صمت مرعبة وخوف .. خوف تنجرح أكتر لما تشوفها، هى عارفة إنها هتتأذى أوى أوى لكن عايزة تطفى النار إللى جواها، نار حرقتها سنين ودلوقتى جة الوقت إللة تفهم فية لية؟؟
= أنا خايفة، خايفة أوى ياشهاب.
= تحبى تروحى؟؟
غزال بسرعة وتلقائية...
= أحضنى ياشهاب.
شهاب أبتسم بسخرية وأخد نفس عميق وبيفتح دراعه وبيحضنها بقوة هى غمضت عنيها وهى بتحاول تستمد منة الأمان.
همس بخوف عليها وحزن...
= بلاش ياغزال، صدقينى بلاش.
= مش هقدر، لو مشيت دلوقتى عقلى مش هيسبنى فى حالى وقلبى هيفضل حيران وموجوع.
بعدت عنة وفتحت باب العربية ودخلت معاة...
= ممكن أبقى لوحدى معاها؟؟
شهاب/ بس.
غزال/ معليش ريحنى ياشهاب المرة دى.
شهاب بحدة/ مش هسيبك.
غزال بصتلة بقلة حيلة وهى معندهاش القدرة تتناقش معاة، كانت بتمشى فى المكان بخوف ورهبة
بصت للمكان إللى فية إضائة بسيطة وكانت صباح نايمة على الأرض إتعدلت بسرعة وهى حاسة بوجود حد معها كان باين عليها الذعر والخوف .. غزال قربت منها وفضلت واقفة وهى شيفاها قدامها، دموعها نزلت غصب عنها وسحبت إيديها من إيد شهاب إللى أخد نفس عميق وهو متأكد إن اليوم مش هيعدى على خير.
غزال قعدت على الأرض وبصت لصباح بنظرة غريبة وهى كانت بتحاول تتجنب إنها تبصلها
غزال دموعها نزلت بقهر ورفعت النقاب بتعب وضيق.
غزال بحدة...
= ما تبصيلى هو أنا وحشة للدرجة دى؟!! هو أنا  وحشة لدرجة تخليكى تسبينى كل السنين دى؟؟طب لية؟؟ علشان الفلوس!! ردى عليا... قوليلى حاجة
كدبيهم وقولى إنهم بيكدبوا عليا علشان يبعدونى عنك، أنا عندى إستعداد أديكى أى فلوس أنت عيزاها بس تقوليلى إنهم كدابين، أنت عارفة أنا كنت محتاجكى قد إية؟؟ عارفة كل لحظة فى البيت عدت عليا إزاى وأنا لوحدى؟؟ لما أنت مش عيزانى لية جبتينى الدنيا دى؟؟ علشان أبقى لوحدى؟؟ علشان أمر بكل دة لوحدى؟؟ أنت عارفة يعنى إية تكبرى من غير أمك وهي عايشة على وش الدنيا؟؟ كنتى إجهضينى بدل كل الوجع دة،  ياشيخة دة أنا كرهت نفسي بسببك .. أقول إية بس يارب، حسبى الله، حرام والله إللى عملتية فيا حرام، طب هو أنا لية موجوعة أوى كدة؟؟ مش أنت سبتينى لية أنا زعلانة على واحدة بياعة زيك؟؟ دة أنا كان عندى إستعداد  أشتريكى بعمرى والله يوم واحد بس معاكى، ساعة واحدة كانت كفيلة إنى أرتاح وأنا فى حضنك وتخلينى مش زعلانة حتى لو كانت آخر ساعة فى عمرى .. تصدقى أنا مرعوبة من فكرة إنك قدامى ومش قادرة أحضنك، حاسة إن فى حد ماسك قلبى وبيعصرة لدرجة أنة مبقاش ينفع لأى حاجة تانية
أقول إية بس؟؟ منك لله، منك لله على الوجع دة كلة، طب أنا ذنبى إية؟؟ محبتيش بابا مثلا، كنتى إنفصلى عنة بهدوء بدل ما تجيبى واحدة زيى للدنيا
أنا ياشيخة بكرة نفسى دلوقتى أضعاف بكتير.
صباح كانت بتعيط وهة شايفة غزال منهارة وبتصرخ، بتتكلم بصوت عالى وضربت على قلبها بقوة...
= أنا موجوعة أوى، بيوجعنى أوى قهرتينى، ياريتنى فضلت فاكرة إنك ميتة كنت هفضل عايشة وأنا فاكرة إنك بتحبينى كنت هبقى عايشة وأنا مرتاحة إن ليا أم عادية زى باقى البنات .. أم بتشوف بنتها أجمل بنت فى الدنيا، أم حنينة وقت ما أبكى أجرى عليها وتحضنى وتهون عليا، واحدة تجيبلى حقى من أى حد يكسر قلبى.
صباح مدت إيدها بتحاول تلمس غزل لكنها أنتفضت بقوة ورجعت لورا...
= إياك .. إياك تحاولى تلمسينى، مش مسموحلك أنت قبضتى تمنى خلاص كدة البيعة تمت من زمان أوى
قبضتي التمن وبعتى بنتك، بعتى بنتك أنت متستحقيش تكونى أم متستهليش أنا بكرهك بحق كل لحظة كنت يتيمة فيها وبحق قلبى إللى كان بيتكسر كل مرة حسبى الله .. حسبى الله.
صباح كانت بتعيط بقوة ووشها أحمر جدا وبتحاول تهدى غزال...
= إدينى فرصة أفهمك.
غزال بصتلها بصدمة وفجأة ضحكت بهستريا وسط دموعها...
= تفهمينى!! معقول فى سبب مقنع يوصلك للبجاحة دى؟؟ مفيش أم بتتخلى عن بنتها ومفيش مبررات تشفعلها، الأم الحقيقة بتعمل المستحيل علشان ولادها وأنا عمري ما لقيت حد حنين تكون أمى
معليش بقى ألفاظى مش حلوة أصل ملقتش حد يربينى ويعلمنى إزاى أتكلم .. مبرراتك دى أنانية منك، أنت إختارتى نفسك وبس، إختارتى نفسك وبس، ربنا يسامحك على إللى عملتية فيا بس أنا مش هقدر أسامح إدعى يجى اليوم وأعذرك، حسبى الله.
شهاب إنحنى ساعدها تقوم كانت قاعدة على التراب قدام صباح مش قادرة تتنفس وكل مشاعرها متلغبطة، إحساس الغضب مسيطر عليها... خرجت معاة ولسة جواها غضب كبير وحزن.
شهاب ساق العربية بسرعة وبعد عن المكان، غزال كانت بتبص من الإزاز وبتعيط إتكلمت بسرحان
= أنا قلبى وجعنى أوى لدرجة إنى عايزاة أصرخ من الوجع.
شهاب/ أنت إللى تختارى الوجع ياغزال، تفتكرى لية خبينا عليكى كل السنين دى؟؟ علشان عارفين أنة مش هين وكان لازم كل حاجة تفضل مدفونة.
غزال مسحت دمعة نزلت من عيونها فشهاب فتح الإزاز كلة وفجأة بقى يسوق العربية بسرعة وغزال بصتلة وفضلت مركزة معاة.
●○●○●○●
●○●○●○●
عدي أسبوع...
غزال طول الوقت قاعدة فى أوضتها مش بتكلم هند أو جدها، حياتها طبيعية مع شهاب لكن معظم الوقت ساكتة وبتحلم بكوابيس كتير، شهاب كان دايما جانبها لأنها أول ما بتصحى مش بتفتكر حاجة لدرجة إنها فى يوم صحيت وفضلت تبكى بهسترية لدرجة إن كلهم صحيوا وتانى يوم صحيت وهى مش فاكرة
شهاب تواصل مع الدكتورة وبلغتة إن دة سبب الصدمة إللى أعرضت ليها وإنها مش قادرة تتخطى إللى بيحصل بسهولة، كان أصعب وقت عدى عليهم
غزال كانت بتختار هدوم ليها علشان تاخد شاور سمعت صوت الباب بيخبط...
= مين؟؟
هند بمرح/ أنا يازوز أفتحى.
غزال فتحت الباب وهند دخلت...
= كنتى بتعملى إية؟؟
غزال بإرهاق/ ولا حاجة كنت هاخد دش حاسة إنى دايخة وحاسة إن عندى برد فى جسمى.
هند/ أساعدك فى حاجة؟؟
غزال/ أيوة ياريت تعمليلى أى حاجة أشربها على ما أخلص.
هند/ تؤمرينى عايزة تشربى إية؟؟ لمون بالنعناع أنت بتحبية.
غزال/ ماشى بس حطيلى تلج.
هند/ حاضر .. صحيح ياغزال نرمين بنت خالى جاية إية رأيك تنزلى تقعدى؟؟ شهاب النهاردة هنا وبيخلص شغل فى المكتب ما تنزلى كدة وتفرفشى
بدل الجو الكئيب دة، على فكرة قاسم بايت فى المستشفى النهاردة ومفيش حد غريب يعنى خدى راحتك.
غزال بصت لها بشك...
= تقصدى إية ياهند؟؟
هند بصوت عالى وضيق...
= بصراحة أنا مش مبسوطة من إللى بيحصل ياغزل
نرمين كل يوم والتاني هنا وبتيجى على سنجة عشرة وهى عارفة إن شهاب هنا الفترة دى وأنت تعبانة يبقى إية بقى؟؟ نرمين أنا وأنت عرفينها عنيها على شهاب وبصراحة مينفعش تفضلى باردة كدة من ناحية شهاب .. دة جوزك أولا، ثانيا أنا عارفة أخويا 
مش بيعرف يعبر عن إللى عيزاة لكن بيبان من نظرة عنية ومن تصرفاتة يعني مثالا لما يبصلك عنية بتدى نظرة مش بشوفها غير ليكى أنت وبس، نظرة جميلة تخطف القلب، بيخجل لما يلاحظ إن حد قفشة وبيخبى دة بحركة إيدة على دقنة ويبص فى كل الإتجاهات إلا أنت .. شهاب مش هيفضل يستحمل الوش الخشب دة كتير لازم تتحركى.
سمعوا صوت نرمين جاى من برة فى الجنينة فهند طلعت بسرعة تبص من البلكونة رجعت وهى متغاظة...
= مش قولتلك لازم تيجى على سنجة عشرة، بقولك إية دلع البنات دة بطلناة، مفيش حد غريب تحت إلبسى أى دريس شيك ومش لازم يكون طويل و حطى مكياج ومش عيزاكى تفارقى شهاب أنت فاهمة يابت.
غزال ضحكت من الطريقة إللى هند بتتكلم بيها وهي محموقة على شهاب وخوفها على علاقتهم ببعض مش عيزاها تتاثر.
هند بحدة و غيظ...
= متضحكيش يلا خدى دش فى السريع و إلبسى الفستان الأزرق دة شكله حلو أوى وحطي روج كدة
هو أنت أة أحلى منها بكتير لكن ميمنعش إننا لازم نحط النقط على الحروف ونخليها تفهم إن إللى بتفكر فية مينفعش وخليها تشوف حالها بدل ماعمالة ترفض عرسان كدة يلا بسرعة .. هعمل فراولة ساقعة على ما تيجى يابت والله لو منزلتش هاجي أجيبك من شعرك.
هند خرجت من الأوضة بسرعة، غزال أخدت الحجاب حطتة على شعرها ووقفت قدام إزاز البلكونة تشوف نرمين إللى قاعدة بكامل شياكتها وهى بتتكلم مع حليمة وبتضحك برقة، شافت شهاب خارج وطالع الجنينة .. ملامحها كلها إتغيرت وهى بتضغط على إيدها بقوة وعيونها لمعت بشراسة وهى شايفة نرمين بتسلم على شهاب.
دخلت أوضتنا  بسرعة ودخلت تاخد شاور، لأول مرة قلبها يدق بسرعة كدة ومتفهمش الشعور إللى حاسة بية!! ولية غيرانة ومتضايقة من وجود نرمين بالشكل دة؟؟معقول بتغير علية؟!!

غزالة الشهاب.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن