شهاب دخل البيت فى وقت متأخر بعد ما ساب صباح فى المخزن، كان هيتهور عليها لكن جدة كلمة وقالة ميإذيهاش وهو هيتصرف معاها ولازم يرجع البيت.
طلع السلم وهو سامع صوتهم بيتكلموا ف أوضتة دخل لقى الحاج محمود وهند قاعدين مع غزال وغزال كانت قاعدة ساكتة تماماً وكأنها مش مستوعبة إللى حصل كلة.
فقدت الوعى من مدة، الدكتورة جت وعملتلها اللازم
كان كانوا مرعوبين عليها بسبب حالة الصمت إللى هى فيها ومش بترد على حد فيهم.
شهاب بصلها بتركيز/ السلام عليكم.
= وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة.
هند بخوف/ غزال .. إتكلمى قولى أى حاجة مينفعش كدة.
شهاب بص لجدة وقعد جانبهم على السرير مسك إيدها كانت باردة ومستسلمة...
= الدكتورة قالت إية؟؟
هند بتوتر/ إنهيار عصبي وحالة صدمة إديتها مهدئ.
شهاب غمض عنية بتعب وحزن وفى بالة كلامها لما قالت لحليمة إنها عندها إستعداد يطلقوا وتعرف حقيقة أمها .. مجروح منها وحزين عليها والإحساس دة مخلية مش فاهم نفسة لأول مرة هو مكانش كدة عمرة ما كان كدة، لو قبل كدة كان عارف إن الإنسانة إللى هيرتبط بيها بتتخلى عنة بسهولة أوى كدة كان هو نفسة إللى هيبقى كارة قربها لكن دلوقتى العكس هو مستحيل يبعد رغم إحساسة بالوجع من ناحيتها
وكأن مكتوب علية الألم مع كل إللى يقرب منهم.
شهاب بجدية/ طب أنتوا ممكن تروحوا ترتاحوا وأنا هفضل معها.
هند/ ماتخلينى أبات معها النهاردة ياشهاب
شهاب بجدية/ مش هينفع ياهند وبعدين أنت عندك شغل بكرة متشغليش بالك يلا بقى.
هند بصتلة بشك...
= هى إللى كانت هنا دى فعلا تبقى مرات عمى سعد؟؟ وهى إزاى عايشة لحد دلوقتى؟؟
شهاب بضيق/ هند مش وقتة دلوقتي يلا.
هند قامت بضيق وخرجت من الأوضة لكن الحاج محمود فضل قاعد وهو بيبص لشهاب ونظراتة كلها لوم وكأن شهاب إللى مسئول عن إللى بيحصل.
شهاب حاول يتجاهل نظراتة وهو حاسس بغضب من نفسة.
الحج محمود بجدية...
= شهاب أنا يوم ماجيت وقولتلك إنى عايز أجوزكم غزال كان عندها 18 سنة وكتبنا الكتاب وأنت عرفت الحكاية كلها وعدتنى هتحافظ عليها مهما حصل بس الظاهر كدة إنة كنت غلطان، أنا فضلت سنين مراقب صباح ومتأكد إنها بعيدة عننا .. من يوم جوازكم وأنا شيلت إيدى من الموضوع وإعتمدت عليك بس لأول مرة تخزلنى ياشهاب.
شهاب بصله بتعب من كم المسئوليات إللى علية وإللى دايما ينفذها بدون ما يشتكى أو يعترض مدام فى مصلحة العيلة، المهم تكون عيلتة خير حتى لو على حساب راحتة هو وعمرة ما فكر يشتكى حتى لنفسة لأن دة واجبة .. لكن لأول مرة يشوف النظرة دى فى عيون جدة.
الحاج محمود بص لغزال بقهر وحرقة على حالتها وخرج من الاوضة وقفل الباب وراو
شهاب دموعة نزلت وجواة قهر وإحساس بالضعف.
غزال رغم إنها مكانتش حاسة بحاجة من إللى حواليها وساكتة تماماً إلا إنها أول مرة تشوف دموعة كأنها صاعقة قوية، شهاب الحسينى بيبكى قدامها عادى.
دموعها نزلت ومدت إيدها حطيتها على كتفة فشهاب مسح دموعة بسرعة وبصلها بخوف...
= أنت كويسة ياغزال؟؟
غزال هزت رأسها ب لأ وهى بتعيط .. شهاب معرفش يقول إية لكن حضنها وطبطب عليها فغزال عيطت بقوة وشهقاتها عليا وشهاب سمح لنفسة يبكى هو كمان ويخرج كل إللى جواة.
عدى وقت طويل على نفس الحال وكان الوقت مش بيعدى ببطئ ومؤلم
ناموا الإتنين بدون مايحسوا وكل واحد جواة حزن ووجع.
●○●○●○●
●○●○●○●
فى أوضة حليمة...
كانت بتتكلم مع رأفت بحدة وغيظ وهي مش مصدقة إن صباح بوظت خطتهم وقررت تكشف نفسها قدامهم.
حليمة بعصبية/ أنا هتجنن يارأفت إزاى تعمل كدة أنا مش مصدقة؟؟ بنت الكلب دى عملت كدة لية مع إنها عارفة إن الحاج محمود ممكن يخلص عليها فى حاجة زى دة؟؟
رأفت/ أنا كمان مش مصدق إللى انتي قولتية بقى صباح تعمل كدة!! طب لية؟؟ صباح طول عمرها وهى فى مصر مكانتش حتى بتجيب سيرة غزال تقوم تعمل كدة دلوقتى وتكشف نفسها ليهم؟!!
حليمة/ أنا حاسة أنها سمعت المكالمة إللى بينا وعرفت إننا ناويين نخلص على غزال بعد ما ناخد إللى عايزينة، أنت غبى يارأفت بتكلمنى وهى معاك؟؟
بس لية خايفة عليها أوى كدة!! ماهى رميتها إتنين وعشرين سنة ولا أهتمت بوجودها أصلا جاية دلوقتى وتفتكر إن دي بنتها؟؟ هاين عليا أقطعها يارأفت، هاين عليا أقتلها وأخلص منها بنت ال...
رأفت/ وحياتك لأخلصك منها ياحليمة دة لو ليها عمر أظن ان شهاب هيتصرف معاها المشكلة دلوقتى لو هى قالتلة على إللى كنا مخططينة وأنة يعرف إية إللى بنفكر فية.
حليمة بخوف/ فكرك شهاب لو عرف هيعمل إية؟؟
رأفت/ يبقى الله يرحمنا ياحليمة، المهم دلوقتى هنعمل إية أنا معنديش أى فكرة؟؟ إللى كنا عايزينة محصلش ناوية على إية؟؟
حليمة بغضب/ أنا ناوية أخلص عليها أنت فاهم؟؟ بأى طريقة المهم تختفى من حياتنا ومتورثش جنية واحد، غزال لازم تموت لو ماتت هنخلص من كل الهم دة والأرض هتبقى لشهاب لأنة جوزها.
رأفت بخوف/ مبلاش الفكرة دى ياحليمة أنا بصراحة خايف من إبنك، دة لو عرف حاجة من صباح مش هيسبنى فى حالى وأنت كمان.
حليمة بغرور/ مش حليمة المنشاوى إللى تخاف بسبب حتة بت زى دى يارأفت، أنت واثق من رجب دة ولا هيطلع زى ست الحسن.
رأفت/ رجب دة كلب فلوس.
حليمة/ ومالو يبقى أستنى مني مكالمة هقولك هنعمل إية بس خلى رجب عندك ومش عايزة حد يشوفة من أهل البلد، إخفية خالص لحد ما أقولك.
رأفت/ ماشي ياحليمة أم نشوف أخرتها
حليمة/ أخرتها خير.
●○●○●○●
●○●○●○●
تانى يوم الصبح...
شهاب كان قاعد جنب غزال إللى نايمة بقلق وكأنها بتحلم بكوابيس وبتهلوس بكلام مش مفهوم
فتحت عنيها إللى أحمرت من البكا، بصتلة وأتعدلت بسرعة ولهفة وكأنها مش فاكرة حاجة...
= شهاب أنا شوفت كابوس، شوفت واحدة شبة ماما الله يرحمها، شوفتها وبتقول إنها أمة ووأنت كنت بتبكى .. أنا متأكدة أنة كان كابوس أصلا أنت عمرك ما بكيت قدام حد، دة مكانش كابوس صح؟؟ دة مش كابوس!!
شهاب/ إهدى ياغزال وهفهمك.
غزال/ تفهمنى!! تفهمنى إية؟؟ تفهمنى إنكم خبيتوا عليا حاجة زى دى؟؟ خبيتوا عليا إن أمى عايشة وحرمتونى منها كل السنين دى.
شهاب/ إحنا محرمنكيش من حد هى إللى أختارت تبعد وبمزاجها.
غزال بغضب وحدة...
= أنت كداب دة مش صح، أمي مستحيل تعمل كدة مفيش أم بتتخلى عن بنتها مهما حصل.
شهاب بتلقائية قاسية...
= بس هى إتخلت عنك فعلا مكانتش عيزاكى، أختارت نفسها وبس .. دى واحدة أنانية كل همها كان الفلوس لا حبتك ولا أتمسكت بيكى أخدت فلوس كتير من جدك علشان تسيبك لة وتمشى أستمتعت بحياتها وأنت مكونتيش فارقة معها ولما رجعت رجعت علشان تطلب فلوس.
غزال كانت بتعيط مع كلة كلمة بتخرج منة وبتأمرة يسكت وهى منهارة ومش عارفة إية السبب إللى يخلى أمها كارهها ومش مصدقه إنها أتخلت عنها فعلا، ضربتة بقوة وهى بتقولة يسكت وبتصرخ...
= بقولك أسكت أنت كدة، هي مسابتنيش أنت كداب أنا بكرهك بكرهكم كلكم، أبعد عنى .. هو أنا وحشة للدرجة دى علشان كلكم تكرهونى كدة حتى أمى؟؟
أنت كداب هى معملتش كدة.
حطت إيدها على ودانها وبدأت تصرخ بهسترية وهى بتعيط بقوة ووشها أحمر وفى حالة لا تحسد عليها أبدا ضعف خزلان صدمة قوية وجع.
شهاب أتفزع عليها وقام بسرعة حاول يهديها لكن كانت بتبعد عنة وبتصرخ بشكل مخيف وكأنها فى حالة لاوعى وكلامة بيتردد فى ودانها بقوة وبيقتلها بالبطيئ.
قعدت على الأرض وضمت نفسها بقوة وخوف وبدأت تعيط بصوت أهدي وإستسلام فشهاب قعد جانبها...
= غزال هى متستاهلش دموعك دى دموعك دى غالية أوى، بلاش تعيطي علشان خاطرى وعلشان خاطر أبوكى، عمي سعد أنت مش بتحبية وكنتى دايما تقولى إنك بتحبية وأنة أكيد حاسس بيكى؟؟
هو مش هيبقى فرحان لما يحس إنك بالحزن دة كلة علشان خاطرة هو أهدى عمى سعد كان بيحبك أوى أوى كان نفسة تكبرى ويشوفك أجمل بنت فى العالم بلاش تحزنى الحزن والدموع مش بتليق على قلبك
أنت تستاهلى تفرحى دايما .. علشان خاطرى أنا
أنا تعبت ياغزال أوى، تعبت ومحتاج أحس إنك موجودة تخففي عنى أنا أول مرة أقول كدة لحد بس أنا محتاجك أوى محتاج ألاقيكى جانبى ياغزال.
غزال بصتلة بدموع...
= طلقنى ياشهاب.
أنت تقرأ
غزالة الشهاب.
Romanceتبدو لك الحياة أحيانا حزينة بائسة، تظن أنك تحب أحدهم ثم يأتى الزمان يخبرك بمنتهى الخفة أنك لم تكن ذلك الشخص وأن العشق خلق ليكون من أجل شخص أخر.