فى نفس اليوم بليل...
غزال كانت بتتفرج على التلفزيون وهى قاعدة جنب شهاب اللي كان سرحان، رفعت رأسها وبصتلة...
= شهاب أنت كويس؟؟
أبتسم بحب ومال عليها باس راسها...
= أة كويس بس سرحت فى كام حاجة كدة.
كمل كلامة وهو بياخد من طبق المكسرات...
= عادى يعنى متخافيش أنا كويس كل الحكاية إنى بفكر فى هند وقاسم حاسس إنى الفترة الأخيرة إنشغلت عنهم شوية ودة مضايقنى، عارفة لما فوقت فى المستشفى ولقيت قاسم جانبى عرفت أنة كان عندى حق لما طلبت من جدى يبعدة عن الشغل بتاعنا ويركز فى دراستة.
غزال بإبتسامة/ متقلقش عليهم ياشهاب، هند الحمد لله كويسة إحنا دايما بنتكلم سوا وهى من وقت ما بدأت تشتغل وهى حاسة إنها كويسة وقاسم أنت عارفة كويس من وقت ما أتعين فى المستشفى وهو أصلا مش فاضى ويدوب يصحى الصبح يفطر ويروح الشغل وبليل يرجع قتيل عايز ينام.
شهاب/ الله يعينهم ياغزال، غزال هو أنت نفسك فى إية؟؟
غزال/ أنا!! بلاش تعرف أحسن ياشهاب أنا مش عايزة نتخانق ماصدقت يعنى.
شهاب/ مش فاهم قصدك إية؟!! غزال أنت بتفكرى فى صباح؟!!
غزال بتهرب/ أنا هقوم أعمل نسكافية أجبلك حاجة معايا؟؟
شهاب بجدية/ غزل.
غزال بضيق/ بالله عليك ياشهاب أنا أصلا مش عارفة أنت لية بتسأل سؤال زى دة؟؟ أنا مش نفسى فى أى حاجة غير إنى أعيش بهدوء بدون مشاكل، عايزة أعيش وأكون عيلة معاك ويبقى عندنا أولاد .. بس فى نفس الوقت مش عارفة هل أنا فعلا هبقى أم كويسة وأنا حتى معرفش الأم بتعمل إية لأولادها؟؟
أة بفكر فيها ليل ونهار ياشهاب وكنت بفكر إزاى أخليك تسيبها تمشى كفاية حبسها لحد كدة لأنها أكيد مش هتستحمل وجودها فى المكان دة، أنا مش عارفه أى حاجة ياشهاب، كل حاجة داخلة فى بعضها ياشهاب أنا مرتبكة ومتوترة وتعبك إمبارح دة قلقنى وخوفني عليك بالله عليك أنا مش عايزة أتكلم فى الموضوع دة لأنة بيربكنى أكتر.
شهاب/ بس أنا عايز أتكلم وعايز أفهم منك إللى جواكى، أنت شايفة إنى المفروض أسيبها تمشى عادى كدة؟؟
غزال/ قولتلك هتزعل
شهاب/ أنا مش زعلان أنا بس عايز أعرف أنت شايفة إنها تستاهل إنك تسامحيها بسهولك كدة؟؟ بلاش تبقى غبية ياغزال.
غزال/ مين قال إنى سامحتها بس أنا حتى لو مقهورة منها على إللى عملتة فيا بسهولة كدة فهى فى الأخر أمى مش هقدر أسيبها ياشهاب إفهمني وقدر خوفى عليها.
شهاب بإستغراب/ غزال أنت ممكن تسامحيها فعلا فى يوم من الأيام؟؟
غزال/ أة ياشهاب ممكن أسامحها.. أنا كان نفسى يوم ما روحتلها تمسك فيا وتقولى إنها أسفة وتتحايل عليا شوية وانا كنت هسامحها والله، أنا أسفة عارفة إنك هتقول عليا هطلة بس غصب عنى جوايا حتة عايزة تترمى فى حضنها أنا أسفة.
شهاب/ بتعتذرى على إية بس ياغزال؟؟ أنت عارفة أنت النعمة إللى فى حياتى وإللى بتمنى إنها تفضل معايا لأخر يوم فى عمرى، وكأنى بدوب ياغزالة بدوب.
غزال بسعادة وخجل...
= بحب إسم غزالة منك بحس إنى مميزة بالنسبالك.
شهاب أبتسم ومد إيدة لخصلات شعرها المموجة...
= ما أنت فعلا مميزة أوى وبعدين إسم غزال دة إسم على مسمى كفاية عيونك دول متعرفيش عملوا فيا إية.
غزال بدلال/ إية؟؟
شهاب/ سافرت فيهم ياغزال، شوفت فيهم نفسى وشوفتك، من يوم كتب كتابنا وأنا بتخيل اليوم إللى هتكونى فية جانبى وأحس بخوفك ولهفتك وسعادتك، عمري ما تخيلت إنى هضعف قدام واحدة عمرى ياغزال .. محدش فى الدنيا دى شاف دموعى غير جدى وقت ما كنت عيل لكن فجأة جيتى أنت وكل حاجة أتغيرت، بكيت لأول مرة قصادك وأنا حاسس بالضعف وجدى بيلومنى على تقصيرى معاكى وفى حمايتك، وقتها حسيت إن كل حاجة ومهما عملت هفضل ضعيف .. سبحان الله إرادتة بتيجى بتغير كل توقعاتنا يعنى مثلا أنا عشت عمرى كلة أتخيل إن هيجى اليوم إللى أشهد فية على جوازك وأسلمك بإيدي لعريسك، رغم أنة كان إحساس وحش أوى لكن كنت عارف إن دي الحقيقة
لكن فجأة وبدون ترتيب جة القدر بمنتهى اللطف
ولقيت إنك مش بس بنت عمى لا كمان هتبقى نصى التانى .. عيونك ياغزالة توهتنى خلتنى أنسى الحزن وأعرف إن كرم ربنا دايما كبير، عارفة ربنا بيرتب الأمور بشكل عظيم بجد يعنى أة بابا وعمى سعد ماتوا فى حياة جدي محمود لكن إحنا موجودين
أنا وانت وهند وقاسم كنا السبب فى أنة يتمسك بالحياة بعد ما خسر ولادة الإتنين.
غزال بتلقائية ونظرة غريبة...
= أنا كل يوم بحس إنى بشوفك لأول مرة ياشهاب وكأنى بعرفك من جديد هو إزاى كنا عايشين فى نفس البيت ومعرفكش كدة؟؟ إزاى كنت بخاف منك وإزاي كنت خايفة من فكرة جوازنا كدة؟؟
شهاب بود/ النصيب ياغزالة النصيب وبعدين لازم تفضلى تخافي منى، مش أوى يعنى بس أكيد فى جزء مخيف جوايا زى بقيت البشر وبالذات بقى لما بتعصب ممكن كل حاجة بينا تضيع من لحظة غضب وياخوف قلبي عليكى من لحظة غضب تشوفيها منى
بدعى ربنا كل يوم إنى أكظم غضبى لو حصل أى مشكلة فى يوم من الأيام.
غزال بإبتسامة/ بس أنا مبقتش أخاف منك، أنا برتاح معاك ياشهاب وبطمن.
شهاب أخد نفس عميق وسند رأسة على رأسها وهما بيتفرجوا على التلفزيون.
●○●○●○●
●○●○●○●
تاني يوم الصبح...
غزال صحيت من النوم لكن كانت متضايقة أنة خرج من بدرى ومن غير ما يفطر.
أتعصبت منة لأنة لسة تعبان وطلبت من نعيمة تحضر فطار وتجهزة ليها إنها تاخدة للمزرعة المكان الأكيد أنة هيكون فية كالعادة.
كانت حليمة قاعدة فى الجنينة بتشرب قهوة وهى ساكتةوبتفكر في اللي بيحصل.
غزال بجدية/ مرات عمى.
حليمة رفعت رأسها بضيق/ نعم.
غزال/ ممكن نتكلم؟؟
حليمة/ عايزة إية يابنت صباح؟؟
غزال قعدت على الكرسي إللى قصادها...
= أنا عارفة إنك مش بتحبينى وعارفة كمان إنك مش طايقة وجودى في حياة شهاب بس أنا مش عارفة أنا المفروض أعمل إية علشان أرضيكى؟؟ أنا مش هقدر أكمل حياتي معاة وأنت مش موافقة على وجودى مش هنرتاح سوا .. قوليلي بس أعمل إية وأنا موافقة أعملة بس بلاش نفضل نعيش طول العمر وأنت مش طيقانى كدة، أصل أنا معنديش إستعداد أسيبة ولا هقدر أكمل حياتى من غيرة فلو سمحتى قوليلى بس أعمل إية؟؟ أنت أذتينى قبل كدة كتير وأنا يمكن وجودى أذيكى يبقى خلصنين كدة خلينا نقفل صفحة الأذية دى ونبدأ صفحة جديدة علشان خاطر شهاب على الأقل.
حليمة/ بقولك إية ياغزال أنا مش فايقة للمحن بتاعك دة على الصبح، الشويتين دول تضحكى بيهم على شهاب ماشى أهو جوزك، تضحكى بيهم على هند وتاخديها فى صفك ماشى بس أنا ماليش فى محن البنات دة، وبعدين فكرك لو أنا مش عيزاكى فى حياة إبنى هسيبك فيها؟؟ تبقى بتحلمى.
غزال بضيق منها...
= هو أنت بتعملى كدة لية بجد؟؟ أنا عملتلك إية علشان تكرهينى كدة؟؟ أنا كان ممكن أفهم موقفك لو شهاب نفسة متضايق من وجودى أو كارهنى لكن كلهم بيحبونى فى حياتهم ويعلم ربنا إنى بحبهم يبقى لية الكرة دة كلة لية؟؟
حليمة بغضب/ أنا ست مفترية بقى وبصراحة أنت وأمك مش نازلين ليا من زور ولو خايفة على نفسك إمشى، إمشى من هنا خالص ياغزال علشان أنا خلقى ضيق.
غزال قامت وسابتها وهى مش عارفة المفروض تعمل إية هي بس بتحاول تحسن علاقتها معها علشان تعرف تكمل حياتها مع شهاب لكن حليمة مش مدياها فرصة.
●○●○●○●
●○●○●○●
بعد مدة قصيرة...
غزال إستئذنت جدها إنها تاخد الفطار وتروح لشهاب المزرعة وافق لكن فضل معها لحد ما ركبت تاكسى مع سواق هو يعرفة وطلب منة يوصلها لحد المزرعة.
شهاب كان مع الفلاحين وهو بيقولهم يعملوا إية الغفير راحلة وقالة إن غزال مستنياة المكتب
خاف إن يكون فى حاجة حصلت فبسرعة راحلها
دخل المكتب لقاها قاعد مكانة ومرتاحة فى الكرسى بتاعة
شهاب/ غزال!!
غزال من بين سنانها/ نورت ياشهاب بية.
شهاب/ لهجتك!
غزال/ لهجتى!! أنت لسة شوفت لهجة دة أنا لسة متكلمتش .. فاكر خروجك من غير فطار وبدرى كدة هيعدى بالساهل؟؟ لية إن شاء الله؟؟
شهاب/ غزال يلا علشان أروحك وبلاش دلع أنا كويس وبعدين فكرك أنا هعرف أقعد فى البيت وأسيب أخويا وجدى يشتغلوا بدالى؟؟ وبعدين
قاسم مش بيفهم فى شغل الأرض وجدك تعبان يلا هغير هدوم الشغل وأنت نزلى النقاب دة.
أخد هدومة وراح يغير لكنها إتكلمت بصرامة...
= مش همشى وأنا بقولك أهو إلا فى حالة مثلا إنك تفطر معايا .. يعنى أنا جايبة فطار لينا ونفسى تفرجنى على المزرعة أنا بقالى كتير أوى مجتش هنا وكمان نفسى أفطر فى الأرض تحت شجرة التوت وتجبلى منها توت أحمر من فوق الشجرة مش بحب الأبيض، وكمان عايزة أركب الحصان بتاعك، أنا قولت لهند قبل كدة إنى نفسى أركب علية بس هى ضحكت وقالت إنى بحلم وإنك مش هتوافق لأنة مش بيقف مع حد غيرك وبيبقى مخيف لو أى حد تانى غيرك جرب يركبة فأنت بقى زى الشاطر كدة تعملنى إزاى أخلية يحبنى وكمان يقف معايا، أة طبعا بعد ما تمشى الناس إللى فى الأسطبل علشان أكون على راحتى بس كدة.
شهاب هز رأسة بيأس وبص للأكل إللى هى جابتة
مسك منها الشنطة ومسك إيدها وخرج من المكتب فضلوا يمشوا شوية وبعدها وقف جنب شجرة التوت.
غزال فرشت مفرش صغير وحطت الفطار لقتة بيكلم الغفير بعيد شوية ورجع ليها...
غزال/ كنت بتقولة إية؟؟
شهاب/ ولا حاجة يلا بقى نفطر.
غزال/ ماشى، أقعد.
شهاب قعد جنبها وهى بدأت تاكل وبتبص للمكان براحة نفسية.
بعد مدة...
كان بيجيبلها توت أحمر، غزال كانت قاعدة على الفرشة الكبيرة إللى حطها وإللى واقع عليها توت كتير لأنة هز ليها الفرع .. كانت مبسوطة ومرتاحة مكانتش عايزة نجمة من السماء هى بس عايزة تفضل معاة بالشكل دة.
طلعت موبايلها وصورتة وهو واقف على الفرع وفضلت تصورة وتصور نفسها.
شهاب بمرح/ يابت بطلى هبل.
غزال/ بحب الصور ياجدع.
شهاب لأول مرة يبقى مستمتع بالشكل دة وهو فى المزرعة أة هو مكان مفضل لية لكن وجودها بيخلى فى بهجة وسعادة تلقائية.
بعد مدة...
كانت قاعدة جنب تدفقات المياة إللى بيسوق منها الأرض واخدة مسار محدد ليها وسط الزرع، كانت بتتفرج وهى بتاكل من التوت وإيديها بقى لونها أحمر، حاطه الجوانتى جنبها لأنها متأكدة أنة هيتبهدل، كانت مرتاحة لأن معاها نقاب تانى لأن إللى هى لبساة أتبهدل من كتر ما أكلت من وراة.
بصت تشوف شهاب إللى أختفى من ساعة إلا ربع تقريباً جى ناحيتها وبصلها بغيظ لأنها بهدلت نفسها حتى النقاب أتبقع من التوت إللى كانت بتاكلة...
= إية إللى أنت عملتية فى نفسك دة؟!!
غزال بحرج/ كنت باكل وبعدين أنا معايا واحد تانى فى المكتب جوة.
شهاب/ طب تعالى ورايا.
غزال قامت وراة وهو راح ناحية ترومبة المياة إللى موجودة جنب أوضة المكتب خلاها تغسل إيدها ووشها.
بعد مدة طويلة...
كانت واقفة جنب الحصان بتاعة وهى قلقانة منة رغم إن شهاب قعد معها وقت طويل وقالها تتعامل معاة إزاى وإزاى تخلية يحبها ووعدها أنة هيعلمها إزاى تركب الخيل لكن دلوقتة هو مشغول.
شهاب/ أفتحى إيدك.
غزال فتحت أيديها لقتة مد إيدة بزهور صغيرة بيضاء.
شهاب بإبتسامة/ أنا بحب الفل جدا وبزرعة هنا ريحتة جميلة أوى.
غزال أبتسمت وبدأت تستنشق ريحتة بإستمتاع
= حلو الفل؟؟
غزال بإبتسامة وغمزة/ حلو إللى زرع الفل.
شهاب أبتسم بحب وكان أجمل يوم عد علية مكانش متوقع تفضل معاة طول اليوم لكن كان مميز بكل التفاصيل الصغيرة إللى بينهم.
أنت تقرأ
غزالة الشهاب.
Romantizmتبدو لك الحياة أحيانا حزينة بائسة، تظن أنك تحب أحدهم ثم يأتى الزمان يخبرك بمنتهى الخفة أنك لم تكن ذلك الشخص وأن العشق خلق ليكون من أجل شخص أخر.