فى المنصورة بعد عشر أيام...
غزال كانت قاعدة لوحدها فى الجنينة وهى زهقانة رغم إنها لسة راجعة من شرم الشيخ مع شهاب لكن هو رجع الشغل متنكرش أبدا إنها أول مرة تستمتع بالشكل دة وبالذات الوقت إللى قضوة فى السفارى وكل لحظة بينهم كانت مميزة بشكل جنوني مخليها حاسة إن قلبها هيقف من كتر مابيدق .. كل كلمة بيقولها وحركة، تقلباتة المزاجية، صرامتة، عصبيتة وهدوئة كل شيئ فية متناقض بشكل يخلية يخطف أنفاسها.
هند مش موجودة من وقت ما بدأت تشتغل مع معتز فى السنتر.
كانت بتتفرج على الصور إللى أخدتها ليهم فى شرم الشيخ وظهرت إبتسامة بسيطة وهى بتكبر صورتة
فاقت من شرودها على صوت حد بيتكلم بصوت عالى عند البوابة لكن أول ماوصلت كانت الست مشيت، غزال بصت الغفير بإستغراب...
= فى إية ياعم جابر؟؟ ومين الست دى؟؟
بص لها بإرتباك وأفتكر تحذير شهاب لية لو صباح دخلت البيت أو حد سمع عنها رد بإرتباك...
= دى ست كانت بتسأل على بيت الحج نعمان إللى فى البر التانى وكانت فاكرة أنة هنا لكن أنا كنت بفهمها إن دى مش فيلتة.
غزال رفعت عنيها تبص على الست إللى ماشية بعيد بإستغراب...
= طب هى كانت بتزعق لية؟؟؟
جابر/ معرفش بقى ياست غزال بس أهى مشيت لحال سبيلها.
غزال مكانتش عايزة تمشى فضلت تبص عليها وكأنها منتظرة إن الست دى تتلفت ناحيتها لكن بدون فايدة ففى لحظات قليلة كانت إختفت من قدامها.
غزال/ هى مرات عمى خرجت؟؟
جابر/ أة ست حليمة خرجت من شوية مع الأنسة نرمين تومرينى بأى حاجة؟؟
غزال/ تسلم.
غزال دخلت بهدوء وقابلت قاسم على السلم.
قاسم بإبتسامة ومرح كعادتة...
= صباح الجمال ياغزالة.
غزال بإبتسامة/ صباح الورد ياعم قاسم.
قاسم/ مال صوتك ياغزال؟؟
غزال إتنهدت بهدوء وقعدت على السلم...
= قاسم إحنا أخوات صح؟؟
قاسم أستغرب طريقتها وقعد على السلم...
= أكيد أخوات وبعدين أنت بنت عمى ومرات أخويا ولو عايزة تتكلمي معايا فى حاجة أنا تحت أمرك.
غزال/ شهاب .. أقصد هو ممكن يكون يعرف بنات أو حاجة؟؟
قاسم/ مش فاهم يعنى إية؟؟
غزال بإرتباك/ حاسة أنة مخبى عليا حاجات كتير مش فاهمها، يعني نكون بنتكلم سوا وفجأة يجيلة مكالمة ويقوم يرد .. مكالمة معينة يعنى حصل كذا مرة نكون مع بعض لو حد أتصل بية ييكنسل عادى لكن فى مكالمة لما بتجيلة بيبعد عنى ويرد عليها.
قاسم أبتسم بهدوء...
= أنت شاكة أنة بيعرف بنات من وراكى ولا إية؟؟
غزال هزت كتفها بهدوء...
= مش عارفة بس أنا خمنت مثلا أنة يكون يعرف.
قاسم/ مظنش ياغزال .. بصى هو أة شهاب غامض شوية فى حاجات كتير وبالذات لما يقعد مع جدى بحس إنهم بيخططوا لحاجة سوا لكن شهاب مش من النوعية دى ومش بيفرق معاة أنة يكون مع بنات كتير وتعاملة معاهم بسيطة جدا، لما كان بيسافر مصر علشان الشغل كان ممكن يبقى مضطر لكن مظنش.
غزال/ طب أسيبك أنا بقى، صحيح هو طة بقى كويس دلوقتى؟؟
قاسم/ لسة ياغزال العلاج من الإدمان بياخد وقت بس إن شاء الله عن قريب يلا أنا لازم أخرج عايزة حاجة أجيبهالك معايا؟؟
غزال/ تسلم ياقاسم.
●○●○●○●
●○●○●○●
في محطة القطار...
صباح كانت قاعدة في الإنتظار وهى حاسة بالحزن لأول مرة ومتعرفش هى لية راحت أصلا لبيت الحسينى رغم إن رأفت قالها متعمليش أى حاجة من غير ما ترجعلة!!
جايز لما راحت كان عندها أمل تشوف غزال بعد ماكبرت .. كل ما تقرب من بيت الحسينى تحس إنها بتتخنق وهى بتفتكر قد إية كانت أم بشعة تخلت عن بنتها وهى مكملتش سنة ونص، لسة فاكرة صوتها وهى بتعيط كانت صغيرة، جميلة لكن صباح مكانتش تستحق إنها تكون أم.
صباح لنفسها...
= بتعذبى نفسك لية ياصباح ماكنتى نسيتى وعديتى و تجاهلتى وجودها فى حياتك؟؟ راجعة تانى لية؟؟ ياريتك ما رجعتى، رجعتى تتفقى مع إللى كانت السبب فى كرهك للعيلة دى، رجعتى علشان تحطى إيدك فى إيد حليمة على بنتك إللى من دمك.
ضحكت بسخرية...
= بنتك!! من أمتى وأنت كنتى أم ياصباح؟؟ دة أنت من بجاحتك لما كنتى عيلة صغيرة روحتى تقولى لجدها إنك هتاخديها وتبعدى علشان بس الحاج محمود يديكى فلوس وتسيى ليهم غزال .. طب لية بقى جاية دلوقتى وعايزة تشوفيها؟!! حنيتى ولا ضميرك مأنبك وبيوجعك علشان كنتى بالندالة دى؟؟
شافت القطار وقف قامت كانت مستنية لحد ماظهر راجل في بداية الأربعين ومعاة واحدة باين عليها فى أخر العشرينات.
رجب ابتسم بخبث وهو بيقرب منها مع فردوس أختها ، فرودس حضنت صباح وسلمت عليها...
= رجعت تاني المنصورة لية ياصباح؟؟
{{رجب/ زوج فردوس فى بداية الأربعين من عمرة شعر أسود خفيف، يرتدى ألوان غير متناسقة لة بطن كبيرة طماع وجشع بلطجى}}
رجب بإبتسامة ماكرة وهو بيحرك إيدة على رأسة...
= منورة ياصبوحة.
صباح بصتلة بضيق ورجعت بصت لفردوس...
= يلا يافردوس خلينى أخذكم البيت.
رجب/ إية المعاملة الناشفة دى ياصباح؟؟
صباح بضيق/ بقولك إية يا رجب أنا مش ناقصة وبعدين أنت إية إللى خلاكى تجبية معاكى يافردوس مش قولتلك تيجى لوحدك؟؟
رجب بحدة وهو يمسك دراعها بعنف لدرجة أنها كتمت تاوهها...
= مالك ياصباح شكلها هبت منك!! أقفى معووج وأتكلمى عدل دة أنا المعلم رجب يعنى مفيش حرمة تعلى صوتها عليا .. وبعدين أنت فكرك أختك تقدر تتحرك خطوة واحدة من غيرى ولا إية؟؟ دة أنا أدبحها فيها.
صباح بوجع/ سيب دراعى يارجب بدل والله هصوت وألم عليك أمة لا إلة الا الله.
رجب أبتسم بمراوغة وساب دراعها...
= ومالة ياسنيورة أختك قالتلى إن مجيتك هنا فيها سبوبة حلوة وأنا بقى بعشق اللقمة الطرية مدام من ناحيتك.
صباح بصت لفردوس بغضب لأنها عارفة أنة شرانى ولو إتفق مع رأفت وحليمة هيإذوا غزال أوى مدام من وراها مصلحة.
فردوس بتوتر...
= أنا بقول خلينا نمشى من هنا مش هنقف نتكلم فى المحطة كدة قصاد إللى رايح وإللى جاى.
رجب/ أنا بقول كدة برضوا.
صباح/ أتفضلوا خلونا نكسح من الخرابة دى.
بعد مدة في بيت صباح...
رجب كان فى الحمام بياخد دش وصباح قاعدة مع فردوس...
صباح بغضب/ الزفت دة إية إللى جابة معاكى؟؟ مش قولتلك تيجى لوحدك.
فردوس/ والله ما أقصد ياصباح، والله العظيم ما كان قصدى هو سمعنى وأنا بكلمك وكانت هتقلب ليلة سودا على دماغى لو مقولتلوش وأنت عارفة إنة ميعرفش الرحمة.
صباح/ ماهو دة إللى مخوفنى أنت تخدية وتمشوا من هنا قبل ما رأفت يحس، الإتنين دول لو قعدوا سوا هيعملوا مصيبة.
فردوس/ شوفتيها ياصباح؟؟
صباح سكتت للحظات...
= معرفتش أشوفها.
فردوس/ طب إحكيلى بقى كل حاجة من أول ماجيتى علشان مفهمتش منك حاجة فى الموبايل.
صباح بدأت تحكيلها عن إللى حصل من أول ما نزلت المنصورة ومقابلتها مع حليمة.
فردوس شهقت بصدمة وهى بتضرب على صدرها..
= يالهووى ياصباح حليمة تانى؟؟ ما كنا خلصنا منها ما تسيبك من رأفت بقى ياصباح وإبعدى بكفياكى.
صباح/ أنا بحبة يافردوس .. لما وعيت على الدنيا معرفتش أحب سعد ورأفت كان أول واحد أحبة فى حياتة، عارفة أنة بتاع نسوان وحلنجى بس أنا بحبة رغم جوازنا فى السر ورغم طريقتة معايا بحبة أوى يافردوس.
فردوس/ دة أنت كدة تبقى مجنونة ياصباح والله العظيم تبقى مجنونة لو وافقتى تإذى بنتك علشان ترضى سى زفت.
صباح/ أنا عارفة إن دة كلة غلط بس أنا مش عايزة أخسرة وعندي حل أنا ممكن أعمل إللى هو عيزاة بس في نفس الوقت أخربلة خطتة وأبلغ شهاب بإللى بيحصل وشهاب هيقدر يحميها وفى نفس الوقت مأذيش غزال.
فردوس بحزن...
= شيلتك تقيلة ياصباح تقيلة أوى، ظلمتى نفسك يوم ماحبيتى رأفت المنشاوى كأنة إبتلاء ياريتك عرفتى تقلبى سعد فى قرشين وتهربى منة لا دة أنت قعدتى وخلفتى وجبتى بنت للدنيا دى علشان تعيش يتيمة وأمها عايشة وسيباها تتمرمط على إيد الست إللى كانت مخلية حياتك جحيم فوقى ياصباح أبوس إيدك وكفاياكى بقى.
صباح فضلت قاعدة فى الأوضة ساكتة وفردوس خرجت على صوت رجب وهو بيزعق علشان عايز الغدا.
●○●○●○●
●○●○●○●
فى وقت متأخر من الليل...
شهاب وصل البيت بإرهاق كان البيت كلة ضلمة والكل نايمين، طلع أوضتة دخل وقفل الباب وراة لكن أستغرب وهو شايف تورتة محطوطة على التربيزة .. بص لغزال إللى كانت نايمه بأريحية بصلها بدهشة وصدمة وهو شايفها نايمة ولابسة فستان أسود قصير بدراع مكشوف وشعرها مفرود حواليها باين إنها فضلت مستنية لوقت طويل بملل لحد ما نامت، إستغرب لأن النهاردة مش عيد ميلادة ولا هو مناسبة مهمة؟؟ أبتسم وقرب منها بهدوء، قعد جانبها على طرف السرير...
= غزال .. غزالة.
غزال فتحت عنيها بنوم بدأت تفوق بصتلة بحزن وإتعدلت...
= أيوة فى حاجة؟؟
شهاب/ لأ أبدا بس كنت هسألك التورتة دي بتاعة إية؟؟
غزال بحزن/ ولا حاجة أنا بس طلبتها من برة ولما جت مكانش ليا نفس أخد منها لكن شكلى نمت ونسيتها هقوم أغير وأنزلها.
شهاب/ لأ خليكي بلاش تنزلى دلوقتى.
أخد هدوم وراح ناحية الحمام فقالت غزال لنفسها...
= كان نفسى أقضى عيد ميلادى بشكل مميز ولو لمرة واحدة بس فى حياتى .. مرة واحدة بس هو حتى مفتكرش، متزعليش هو يعنى مشغول وبعدين ما أنت طول عمرك بتقضى اليوم دة مع هند فعادى بقى.
غمضت عنيها وشدت الغطا عليها ونامت.
بعد دقايق...
شهاب خرج من الحمام لقاها نايمة قعد على السرير وحط موبايلة على الشاحن لأنة كان فاصل لحظات وجالة إشعارات كتير عن رسائل واتساب من هند و تلات مكالمات فائتة منها فإستغرب وفتح الرسايل...
"شهاب ممكن متتأخرش النهاردة لو سمحت"
"غزال النهاردة عيد ميلادها وأنا للأسف فى السنتر طول اليوم بلاش تخليها تقضى اليوم لوحدها"
"شهاب أنا رنيت عليك كذا مرة أتمنى تشوف الرسايل، أنا عارفة إنها حاجة تافهة بس صدقنى هتفرق معاها لو حتى تقولها كل سنة وأنت طيبة، عارفة إنك ملكش فى الحاجات دى بس معلش تعالى على نفسك"
شهاب قفل الموبيل وبص لغزال إللى نامت وبعدها بص للكيك إللى على التربيزة وأخد نفس عميق وهو حاسس إنها كانت زعلانة وقعد جانبها وهو بيبصلها وبيفكر فى طريقة يصلح بيها إللى حصل.
أنت تقرأ
غزالة الشهاب.
Romanceتبدو لك الحياة أحيانا حزينة بائسة، تظن أنك تحب أحدهم ثم يأتى الزمان يخبرك بمنتهى الخفة أنك لم تكن ذلك الشخص وأن العشق خلق ليكون من أجل شخص أخر.