العشرين

2.1K 62 2
                                    

شهاب بص لغزال بخذلان وتعب من عنادها وإصرارها دايماً إنها متديش علاقتهم فرصة...
= غزال هو حد قالك إنى معنديش قلب؟؟ حد قالك إنى مش بتأثر مثلا؟؟ طب هو أنت متفقة مع الدنيا تدونى على دماغي وتغدروا بيا مهما حاولت؟؟ عايزة تطلقى؟؟ أنا مبقتش فاهم أنا قصرت فى إية معاكم؟؟ دة حتى جدى رمى اللوم كلة عليا كأن أنا إللى قولت لأمك تسيبك وتمشى وكأن أنا سبب كل إللى بيحصل، هو شهاب دة حجر مش بيحس؟؟ حتى جدى هو كمان شايف إن شهاب مقصر، هو بجد أنا قصرت كذة فى حقكم؟؟ أنا عمرى ما إشتكيت لحد ولا عمرى هشتكى أنا بس كنت منتظر إنى ألاقى منك الدعم وأحس إنك فى ضهرى تفهمينى وتهونى عليا بس أنت كمان زيهم أنانية .. تعرفى أنا إتأكدت إن الكبير دة طالما متحمل المسئولية وساكت يبقى محدش بيهتم بية بيفتكروا أنة تمام وعادى مع إن فى الحقيقة هو مش عادى خالص.
شهاب كان هيقوم لكن غزال بسرعة مسكت إيدة وبصتلة بعيونها الحمرا والدموع فيها...
= أنا عارفة إنك تستاهل واحدة أحسن منى مية مرة، عارفة إنى مستاهلش كل إللى بتعملة علشانى، أنت منتظر منى إية؟؟ أنت بجد منتظر منى إنى أدعمك وأقف فى ضهرك؟؟ طب إزاى وأنا فاقدة الشعور بالثقة فى كل الناس؟؟ أنا كل شوية ألاقى إن فى حد أتخلى عنى، أنت عايزنى أثق فيك وأنا لسة من ساعات عارفة إن والدتى سابتنى كل السنين دى ومقدرتش تتحمل مسئوليتى؟؟ عايزنى أثق فيك أنت والست إللى هى أمى مقدرتش تفضل معايا؟؟ إية إللى يخليني أثق إنك مش هتسبنى زيهم؟؟ .. أنا خايفة، مش جبن الخوف شيئ نتج عن ظروف عشتها ومقدرتش أتخطاها، أنا لحد دلوقتى حاسة نفسى محجوزة فى زنزانة، حاسة إنى مش قادرة أتنفس وكل شوية بتضيق عليا لدرجة إنها بقت تسحق قلبى .. شهاب أنت تستاهل كل خير لأنك إنسان مبهر بجد، خلتنى أفرح من قلبى بجد وخلتنى أحب الحياة وأحس إن فى أمل إنى أعيش، بس أوعى ياشهاب أوعى تفتكر إن البنت لما بتكبر من غير أمها وأبوها بتكون كويسة، أة جدو كان بيحبنا وبيخاف علينا كلنا وبيخاف عليا لكن جدى مهما كان كان شديد علينا لما كنا صغيرين، يمكن بسبب فقدانة لأولادة الإتنين وإللي أمى عملتة كان شديد علشان يحافظ علينا بس كان دايما بيقربك منة وبيقرب من قاسم ودايما ياخدكم معاة فى أى مشوار وهند كانت معظم الوقت مع أمها .. أما غزال كانت قاعدة بإهمال بتلعب لوحدها فى الجنينة، محدش إهتم يقعد معاها
أقولك سر أنا كنت بغير أوى من هند، جايز أكون وحشة من جوايا بس غصب عنى كل ما كنت أشوف  حليمة قاعدة معها وبتقولها تعمل إية ومتعملش إية كنت بغير، كنت بتمنى لو كان عندى أم تهتم بيا كان عندى عروسة أظن أنت فاكرها .. العروسة أم شعر أحمر، كنت دايما بقعد العب بيها لوحدى وباخدها معايا لما أجى أنام وأعيط أوى وأنحرق من جوايا وأنا شايفة البنات من حوليا كل واحدة بتجرى على أمها أول واحدة، أنا يمكن بشعة من جوايا، بس يعلم ربنا إنى رغم غيرتى منهم لكن كنت بتمنى ليهم السعادة، أنا بس كنت عايزة أبقى زيهم لكن فى النهاية كنت برجع أوضتى وأنام وأنا بتمنى إنى أروح  لماما وبابا .. تصدق أنا معرفش الشعور إللى بتحس بية لما يكون عندك أب وأم!! كلمة بابا وماما طول عمرها كانت تقيلة على لسانى، كان نفسى أعرف إيى الشعور إللى هحسة لما أقولها ليهم، تقوم فى النهاية بمنتهى البساطة تقولى إن أمى إتخلت عنى وإنها مكانتش عيزانى؟!! يعنى فوق كل دة هى كمان مش حابة وجودى!! طب لية؟؟ لية ياشهاب؟؟ طب هو أنت هتسبنى بعد قد إية؟؟ ماهو مش معقول هتفضل متمسك بيا للأخر، محدش بيستحمل حد ياشهاب.
شهاب/ مين قالك كدة؟؟ غزال أنت مش بنت عمى بس ولا مراتى وخلاص أنت غالية أوى .. غالية فى عنيا وعمرى ما أقل منك لأن إللى رايد حد بجد
بيفضل معاة فى الحلوة والمرة هو أنا دلوقتى لو تعبت أو خسرت كل فلوسى ولا قدر الله بقيت عاجز عن الشغل مش تساعدينى نتجاوز المحنة دى؟؟
مش هتساعدينى نفسيا؟؟ أنا وأنت خسرنا ناس بنحبهم فى حياتنا، أة الحياة مش وردى بس إحنا  نقدر نخليها حلوة لما نفرح بعض .. أكون ليكى الأب والأخ والزوج وتكونى ليا الأمان والراحة بعيد عن زحمة الحياة، أصل الهدف من الجواز إن قلب يخاف على قلب وعقل يفضل مشغول بإللى بيحبة، الونس إللى يخلينا منحسش بالوحدة مع بعض، علاقتنا تستاهل فرصة ياغزال، تستاهل فرص كتير أوى علشان أنا مش هطلقك مهما قولتى أو عملتى هتفضلى على ذمتى لحد ما ربنا يإذن وياخد الأمانة.
غزال مسحت دموعها...
= قبل أى حاجة لازم تفهمنى كل إللى حصل والأرض إللى أنتوا قلتوا إنها ورثى من أمى دى بتاع مين؟؟
وتحكيلى كل إللى مخبينة عنى.
شهاب/ صدقينى مش مهم، مش مهم ياغزال المهم بالنسبة ليا إنك تكونى واثقة إن دة بيتك وإن عيلتك بتحبك بجد وإن الأرض دى بإسمك وإنك فرد من أفراد العيلة ووجودك هنا مش تطفل على حد لأ دة حقك.
غزال سكتت للحظات وأتكلمت بدهشة وصدمة وهى حاسة إن كلهم كانوا بيكدبوا عليها...
= هى الأرض دى بتاعتك؟!! ثوانى وأنت كمان كنت عارف الكتب إللى بحبها وأنا سألت قاسم إزاى عرفت
لكن هو كان متوتر .. ثوانى بس أنت إللى كنت بتشترى الكتب وتديها لقاسم علشان يديهالى طب والفلوس إللى كان كل شهر بيديهالى كنت أنت برضوا 
شهاب قام وهو متضايق...
= غزال .. ممكن متفكريش فى الموضوع دة تانى و إنسى حكاية الطلاق دى.
غزال قامت بسرعة وهى حاسة أنة بيتهرب من سؤالها ووقفت قدامة وأتكلمت وباين عليها الإرهاق وعدم الإتزان.
= أنت مخبي عليا حاجات كتير ياشهاب، مخبى عليا حاجات كتير وجاى تلومنى إن علاقتنا بتتهد!! أنت إللى كنت بتعمل كل دة ليا مش قاسم طب لية؟؟
لية دة أنا وأنت مكناش بنتكلم جملتين على بعض
إزيك عاملة إية؟؟ بخير الحمد لله، كل كلامنا كان عابر .. لية كنت بتعطف عليا لما شفت إنى لوحدى
كنت بتتعاطف معايا علشان إللى أمى عملتة ولا علشان شفت بنت يتيمة ملهاش حد، ومتتهربش منى المرة دى مش هسيبك تمشى قبل ما تحكيلى كل حاجة، كل حاجة مخبيها عليا وهل فى حاجة تانية مرتبطة بيا أنت مخبيها عليا؟؟
شهاب/ غزال أنت شكلك تعبانة خلينا نأجل الكلام دلوقتى وإرتاحى.
غزال بإصرار وإحساس بالهزلان مسكت فى كتفة و هى دايخة...
= مش هسيبك تمشى إلا لما تقولى عملت كدة لية؟؟
شهاب أخد نفس عميق بتعب وقعدها...
= عايزة تعرفى إية؟؟ بتسألينى هل كنت بحبك علشان أهتم بيكى!! هقولك لا مكنتش بحبك ياغزال
أنت كنتى بالنسبة ليا طول الوقت بنت عمي، أمانة جدى إنى أحميكي وأخاف عليك، حتى لما كان عندك 18سنة وجدى طلب منى أتجوزك وكتبنا الكتاب
كنتى بالنسبة ليا غزال بنت عمى سعد .. لكن كان عندى فضول ناحيتك طول الوقت، فضول غريب إنى أعرف شكلك عامل إزاى ورا النقاب، صوت ضحكتك مع هند وحركات إيدك، نظرات عينك وأنتى مرتبكة وأنت فرحانة لدرجة إنى كنت بسرح ساعات وأحاول أتخيل شكلك لكن مفيش ولا مرة ظبطت وطلعتى أجمل بكتير من إللى فى الذاكرة .. كان ممكن أقول  ما أنتوا كتبين الكتاب وأنت دلوقتى جوزها وليك حق تشوفها برضوا دي مراتك لكن كنت باجى فى آخر لحظة وأقول لأ، كنت دايما بشوفك ياقاعدة لوحدك أو مع هند فإستغربت لإنك مكونتيش صحاب لا فى الثانوى لا الكلية ولا عمرى شوفت ليكى صاحبة .. عرفت بالصدفة من هند إنك بتحبى تقرأى وكنتى بتشتريها من مصروفك من ورانا فكنت بشتريها وبخلى قاسم يديهالك، بس أقولك أنا قلبى وقع لما سمعت صوت ضحكتك، لسة فاكرك ياغزال بعد موت أبويا .. لسة فاكر الحواديت إللى كنتى بتحكيهالى وأنا نايم  والشكولاتة إللى كنتى بتسبيها فى إيدى، كنت بحتفظ بيها ولما أزعل أو أضايق أطلعها أكل منها وأفتكر وأنت قاعدة جانبى وماسكة العروسة بتاعتك وبتملسى على شعرى بحنان .. عارفة ياغزال أنا محدش حسسنى بالأمان إلا لما كنت بحس بوجودك رغم ضعفك بس كنت بحس بالقوة وأنت جانبى، رغم إننا كنا صغيرين وكنا عيال لكن أنا حسيت بالحنان وأنا جانبك، لما أبويا مات أمى مخدتنيش فى حضنها ولا قالت ليا أى حاجة تخلينى أستحمل بيها فراقة .. أنا فاهم إنى الراجل بس كنت صغير وقتها، جدي كمان مكانش مستحمل بعد موت ولادة الإتنين، كنت كل يوم بعيط فى أوضتى وأنا مقهور على موتة بس لقيتك بتتسحبى لأوضتى وتفضلى قاعدة جانبى وأنت فاكرة إنى نايم، حسيت لأول مرة إن حد بيحتونى، حاجة جوايا بتدوب لما بتقربى أو ألمسك .. كنت بتجنن لما أفكر إنكهتكبري وهتتجوزى وتبعدى عننا وحد تانى هيجى ياخدك،
من يوم ما بقيتى على ذمتى وكل حاجة أتغيرت، كنت فرحان، أنت الوحيدة إللى كان فى إيدك  تفرحنى بكلمة وتزعلينى لما كنت بدخل الأوضة ألاقيكى إرتبكتي منى، جرحتبنى كتير ياغزال كرهتينى فيكى وفي قربك وأخرهم كنتى عايزة تطلقى منى علشان تعرفى إية حكاية أمك، بمنتهى السهولة قولتى عندك إستعداد إنك تطلقى وإنك موافقة أتجوز نرمين كل كلمة وكل فعل كنتى بتجرحينى فية وأنا بحاول أقدر صدمتك لكن أنا تعبت ياغزال .. تعبت من علاقة حاسس إنى بدى فيها مش باخد أى حاجة مع إنى مش عايز غير إنى ألاقيكى متمسكة بيا لكن أنت عملتى إية؟؟ بتتخلى عنى ببساطة، أنا بس نفسى أحضنك وأنا مطمن، نفسى ألاقى غزال العيلة إللى كانت بتخفف عنى بدون ما تخطط لدة، أنا حبيتك ياغزال، حبيتك مع كل حركة .. سفرية شرم كانت بالنسبة ليا أجمل حاجة حصلتلى، كنا قريبين أوى، حسيت لأول مرة إنى قادر أتنفس بجد.
غزال كانت بتسمعة وهى مش عارفة تقول إية وحاسة إنها بتنهار مع كل حرف بيقولة بصدق...
= بس أنا مستهلش كل دة ياشهاب، أنا مستهلش إنى أكون مصدر سعادتك أنا...
شهاب مرر إيدية فى شعرها...
= أنت مش عارفة نفسك ياغزال ودة إللي تاعبك ومحيرك، أنا مش هسيبك ولا هطلقك مهما قولتى أو عملتى هتفضلى على ذمتى لحد ما ربنا يإذن وهيبقى عندى منك أولاد كتير وعمرنا ما هتخلى عنك علشان أنت أهم عندى من الهوا إللى بتنفسة.
غزال كانت حاسة بسعادة كبيرة جواها وكأن كلامة طمنها...
= شهاب ممكن أطلب منك طلب؟؟ وأوعدك هقفل بعدها أى موضوع يضايقك منى.
شهاب كان عارف طلبها فرد بجدية...
= طلب إية؟؟
غزال/ عايزة أشوفها، نفسي أتكلم معها أبوس إيدك ياشهاب نفسى أتكلم معها وأفهم منها لية عملت فيا كدة؟؟ علشان خاطرى عندك لو بتحبنى زى ما بتقول خلينى أشوفها.

غزالة الشهاب.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن