غزال فتحت عنيها وهى حاسة بأنفاسة قريبة منها أوى، كان دافن رأسة فى رقبتها بيبوسها بلهفة وبيمرر إيدة فى شعرها.
غزال بدموع/ أنا خايفة منك .. أنا بخاف منك.
شهاب سمع الجملة دى حس بالضيق وهو بيبصلها فقام بعد عنها سابها ودخل الحمام .. غزال شدت البطانية عليها وفضلت تعيط كل حاجة بتحصل هى مش عيزاها، فضلت تعيط لوقت طويل كانت سامعة صوت الدش شغال.
شهاب كان واقف تحت المياة وهو حاسس بالغضب مش عارف لية!! هو بنفسة كان دايماً بعيد عنها من يوم ما أتولد وهو سند جدة ومعاة فى المزرعة وفى الشغل قضى إللى فات من عمرة معاة .. كان صغير
لما أبوة مات وسابة وقتها كان محتاجة ومحتاج يكبر معاة لكن كان صغير هو وقاسم أخوة لكن شهاب كان قريب جداً منة وموتة كان صعب علية جدا كبر شوية وبدأ يحس بالمسئولية أنة مسئول عنهم كلهم مش مهم يعرفوا هو بيعمل إية علشانهم ومش فارق معاة ياخد مقابل لكن هدفة دايما إن عيلتة تكون بخير مهما حصل .. يمكن دة السبب إللى خلاة زاهد عن الحب وزاهد أنة يخلى إللى حوالية يحبوة المهم إنهم يكونوا كويسين مدورش على الحب وعمرة ما فرق معاة حتى لو كان بيحميهم فى الخفي مش لازم يقدروا إللى بيعملة المهم أنة يكون قادر يحميهم.
رغم أنة ذكي جدا وبيتعامل مع الناس وهو فاهم نيتهم لكن بيحس نفسة جاهل فى المشاعر، جاهل فى إنة يعبر عن إللى جواة .. الشغل واللامبالة خلوة ينسى أنة بني أدم هيجى علية وقت ويتعب ويحتاج يلاقى حد يحضنة، هو الكبير يعنى لازم يحتويهم لكن محدش فهم أنة هو كمان محتاج إللى يحتوية
وهو معبرش عن إحتياجاتة دى كان لازم يبان صلب علشان يعتمدوا علية من غير مايحسوا إنهم ضعاف
وصلابتة كانت سبب فى إنهم ينسوا أنة أحيانا بيتعب وحتى لو تعب بيكون جوة أوضتة بين أربع جدران محدش يحس بضعفة.
غمض عنية بقوة وخرج بعد شوية بص لغزال إللى بتعيط وحس بالعجز وأنة قليل أوى فى نظرها وميستاهلش يكون جوزها، للدرجة دى كارهة لمستة ليها؟؟ عارف إن الموضوع صادم بالنسبة لية وإنها إتفاجت بجوازهم لكن حاسس بالغضب غصب عنة
أخد غطا ومخدة فتح باب البلكونة وحط المخدة على الأرض، قفل الستاير كويس علشان تعرف تنام براحتها، نام على الأرض بدون مايقول كلمة واحدة أو يفرغ غضبة.
غزال كانت متضايقة من نفسها فقامت فتحت الستارة بحزن تعاتب نفسها لكنة بردوا غصب عنها غصب عنها بتخاف منة ومن قربة.
شهاب بحدة وغيرة بدون ما يبصلها/ إقفلى الستارة وأدخلى نامى.
غزال مهتمتش أخدت حجابها وطلعت قعدت جنبة على الأرض فهو لف وأدالها ضهرة.
غزال بتردد/ شهاب.
شهاب غمض عنية وضغط على إيدة بقوة وهى سندت على الجدار وراها وإتكلمت بإستسلام وهى نفسها يكون نايم وميسمعهاش...
= عارف أنا لية بخاف منك؟؟ أنا وأنت عدينا بنفس الأزمات تقريباً بس أنت غيرى، أنت لما أبوك توفى الله يرحمة لقيت جدو فى ضهرك وأمك معاك وأخواتك وخيلانك لقيتهم كلهم معاك .. لكن أنا لما أمى وأبويا ماتوا محستش بالحنان من حد فى البيت دة حتى جدى كان مشغول محدش جة أخدنى فى حضنة وطبطب عليا، أمك أذتنى نفسيا كتير وأهانتنى وكسرت قلبى .. عارف حتى الأكل كانت بتسمم بدنى بكل لقمة باكلها وتحسسنى إنى واحدة من الشارع وفى مرة قالتلى...
= "أنت أبوكى مات فى حياة أبوة يعنى مالكيش ورث ووجودك فى البيت دة بس علشان الناس ميكلوش وشنا"
شفقة، عطف، الله أعلم أنت عمرك ما إتكلمت معايا عمرك ياشهاب .. قاسم هو الوحيد إللى كان بيهتم بيا وأنا صغيرة، كان بيطمن عليا وكان بيدينى فلوس من وراكم كل شهر يدينى مبلغ ويقولى أشترى بية كل إللى فى نفسك بس متقوليش لماما علشان هتعمل مشكلة لو عرفت .. أنا وأنت عمرنا ما إتقابلنا، عايزنى أكون إزاى لما أعرف إنك جوزى ومكتوب كتابى عليك من غير ما أعرف؟؟
شهاب كان بيسمعها بدون ما يبصلها، غزال مدت إيدها حطتها على دراعة بإرتباك وهو غمض عنية بقوة وتأثر من لمستها...
= أنا أسفة على حصل من شوية بس مين قال إننا نملك قلوبنا ياشهاب؟؟ حقيقى أسفة لو زعلتك منى أنا ميرضنيش زعلك وميهونش عليا حتى لو مش متفقين لكن أنت هتفضل إبن عمى.
كانت هتقوم لكن بسرعة شهاب إتعدل مسك إيدها وشدها ناحيتة وهو نايم ومغمض عنية فحست بالإرتباك والغيظ منة أنة بعد كل الكلام دة خلاها تنام فى حضنة.
غزال بتوتر/ هو ينفع أقوم؟؟
شهاب بجدية/ لأ وخلينا ننام بقى علشان عندى شغل كتير بكرة.
غزال بخجل من قربة/ بس أنا مش هعرف أنام فى البلكونة كدة مش هكون مطمنة.
شهاب بتأكيد وهو بيحضنها بحماية...
= سور البلكونة عالى محدش هيقدر يشوفنا الجو هنا حلو.
سكتت وهى بتبص للسماء بتحاول تتغلب على توترها من قربة لكن بعد ربع ساعة تقريباً كانت نامت ودست رأسها فى صدرة ولفت إيدها حوالية بدون وعى.
شهاب كان مستمتع وهو بيبصلها عن قرب بالشكل دة ونايمة فى حضنة وحضناة .. أبتسم وهو بيزيح شعرها وراء ودانها وأخدها فى حضنة بقوة وغمض عنية بيحاول ينام.
●○●○●○●○●
●○●○●○●○●
تاني يوم بعد العصر...
في بيت بعيد عن بيت شهاب...
صباح كانت قاعدة فى أوضتها وبتفكر إزاى تاخد فلوس من شهاب ومن الحاج محمود، سمعت صوت الباب بيتفتح فإبتسمت...
= أنت جيت يا رأفت؟!!
دخل رجل كبير فى منتصف الأربعينات بصلها بخبث وأبتسم.
[رأفت المنشاوى/ أخو حليمة والدة شهاب شخصية جشعة متسلط ونسوانجى]
رأفت بخبث/ أيوة جيت ياحبيبتى عاملة إية ياقلبى؟؟
صباح بضيق/ مش ولابد بصراحة يارأفت أنا زهقانة أوى، أنا بفكر أرجع مصر.
رأفت/ لية كدة بس؟؟ تعالى نقعد وإحكيلى إللى حصل لما روحتى لشهاب وجدة.
صباح قعدت وطلعت سيجارة بدأت تدخن وباين عليها الضيق...
= روحتلهم المزرعة وأتمسكنت وإترجيتة أشوف غزال لكن طبعاً جدها رفض وشك إنى بعمل كدة علشان عايزة فلوس .. الصراحة أة أنا عايزة فلوس عايزة فلوس كتير أوى عايزة كل فلوسهم بس طردونى وقالولى مالكيش بنات عندنا.
رأفت بضيق و غضب...
= ماهو دة إللى كنغ متوقعين أنة يعملة .. تعرفى ياصباح لو الواد طة إبنى كان أتجوز بنتك كان زمنا بقينا فى حتة تانية، دي البت تملك أرض بملايين وبصراحة البت كانت عجباة لكن سى شهاب أخدها لنفسة علشان يضمن إن الأرض متروحش لحد من عيلة المنشاوية ومحدش يضحك عليها.
صباح قربت من الكرسى إللى هو قاعد علية وأتكلمت بقوة/ بلاش نضحك على بعض يارأفت .. من يوم ما أخدت الفلوس ومشيت الحاج محمود قال إنى ميتة وعملوا عزاء ولما غزال كبرت قالوا إن الأرض دى ورثها من أمها وأنا أصلا مملكش حاجة.
رأفت/ ماهو دة إللى أنا مكونتش فاهمة إزاى الأرض تبقى ورث غزال منك وأنت أصلا متملكيش حاجة فيها؟!!
صباح/ أكيد شهاب هو إللى أشتري الأرض دى من جدة وأتنازل عنها لغزال علشان يقول إن ليها ورث
وحليمة متبعش وتشترى فى البت ولو إتكلمت غزال ترد عليها وتقول إنها عايشة من ورث أمها من إيراد المحاصيل إللى بيزرعوها فى الأرض وميخليهاش تحس إنها مذلولة لأمة .. إسألنى أنا عن شهاب رغم إنى لما سبت البيت بعد وفاة سعد كان هو وقتها صغير لكن كان نسخة من أبوة بس البت طلع حظها أحسن من حظ أمها بقى عيلة زى دى تملك أرض تعيشها ملكة!!
رأفت وهو بياخد منها السيجارة وبيدخن...
= هو أنتِ مش وحشتك بنتك ياصباح و لا إية؟؟
صباح ببرود/ وحشتنى؟! مظنش، أصل البنى أدم بيوحشة الناس إللى بيحبهم، الناس إللى عاشرهم وحبهم .. لكن أنا بقى يوم ما خلفت غزال مكونتش عيزاها لأنها كانت تربطنى بسعد وأنا لما أتجوزتة
كنت عايزة أقلبة فى قرشين وخلاص لكن هو أخدنى من مصر وجابنى المنصورة وخلاني أعيش في بيت عيلة فى البلد دى وأنا بقى بحب أعيش فى الحرية وعيشة الأرياف دى مش بتاعتى .. منكرش إن سعد كان بيتمنى ليا الرضا أرضى لكن كلام أبوة هو إللى كان بيتنفذ مكونتش بحس أبدا إنى مع راجل، لا كان شخشيخة فى إيد أبوة لحد ما قابلتك فى العزومة إللي كانوا عاملينها فى البيت وقتها حسيت إن قدامى راجل بجد ولما إتقابلنا صدفة فى السوق منكرش إنك لفت نظرى .. لما كنت حامل كانت بفكر أسقط نفسى لكن معرفتش ولما خلفت مكونتش طيقاها كل شوية تعيط وعايزة ترضع كانت بتزهقنى أوى لحد اليوم إللى سعد مات فية فى حادثة وقتها مكنتش قادرة أقعد فى البيت أكتر من كدة لكن قابلتك بعد العزاء وقولتلى إنك عايز تتجوزنى وهتاخدنى ونقعد فى مصر لكن لازم لما أخرج من بيت الحسينى أكون معايا فلوس كتير .. وقتها بدون ما أفكر قولتلهم إنى هرجع مصر وأعيش عند خالتى وأربى البنت بعيد طبعا الحاج محمود رفض وواجهنى إنى بقابلك .. مخوفتش منة وقولتلة أة بقابلة وبحبة وهتجوزة على الأقل هتجوز راجل بجد مش واحد زى إبنك إللى بيسمع كلامك لسة فاكرة اليوم دة كأنة النهاردة ضربنى بالقلم وهددنى أنة مش هيسبنى فى حالى ومش هيسيب ليا غزال لكن أنا كنت جاهزة .. المحامى إللى أنت بعتة ليا قولتلة هرفع قضية وهاخد البنت وهو كان عارف إنى هكسب حضانتها فقرر يجى معايا سكة ودوغرى عرض عليا فلوس مقابل إنى أمشى من البلد ومرجعش تانى وأنا أصلا عملت كدة علشان الفلوس مع إنى مكونتش عيزاها ولا كنت هيستحمل زنها، أخدت الفلوس ومشيت وأتجوزنا أنا وأنت فى مصر فى السر.
أكدت على أخر الجملة بضيق وهى بتبصلة.
رأفت/ مخلاص بقى ياصبوحة ما قولتلك مكانش ينفع نتجوز فى العلن وبعدين ما إحنا سوا أهو بتقلبى فى إللى فات لية؟؟ ما أنا كنت معاكى خطوة بخطوة.
صباح بسخرية/ أصلك سألت عن غزال فرديت عليك المهم أنا مش فاهمة أنت لية خلتنى أرجع تانى وأطلب منة فلوس؟؟ أنا لو مش خايفة من الحاج محمود فأنا لازم أخاف من شهاب دة مش سهل أبداً.
رأفت/ أقولك ياستى، أنا يهمنى أوى الأرض إللى مكتوبة بإسم غزال .. الأرض دى بالذات هتفرق مع المنشاوية أوى وأنت بقى الوحيدة إللى تقدرى تساعدينى تبقى ملكى والخير إللى هيعم هيبقى بينا بالنص.
صباح/ إزاى مش فاهمة؟؟ وبعدين أنا لازم أرجع مصر شهاب لو عرف إنك أخدت ليا بيت هنا مش هيسبنى فى حالى.
رأفت بطمع/ أقولك إزا، كل الحكاية تتلخص فى غزال.
صباح/ لا فهمنى براحة كدة.
●○●○●○●○●
●○●○●○●○●
في بيت الحسينى...
غزال كانت بتنشر الهدوم فى البلكونة فسمعت صوت الباب بيخبط وحليمة بتنادى عليها بسخرية ففتحت الباب/ نعم يامرات عمى فى إية؟؟
حليمة بإستفزاز/ بقالى ساعة بنادى عليكى قافلة باب الأوضة بالمفتاح لية؟؟
غزال بإستغراب/ دة باب أوضتى من حقى أقفلة إفرضى قاسم جة فجأة وأنا قالعة النقاب أبقى أعمل إية؟؟ وبعدين ما أنا طول عمرى بقفل الباب بالمفتاح حتى قبل ما أتجوز!!
حليمة لوت بوقها بسخرية/ أنت هتحكى قصة حياتك!! يلا تعالى هنخبز.
غزال/ هى هند مش تحت؟؟
حليمة/ لا ياختى مش تحت وبعدين هو أنا كل مرة هعتمد على هند ولما تتجوز نبقى نعمل إية؟؟ ولا على إيدك نقش الحنة.
غزال/ مش قصدى بس أنت عارفة إن الفرن عطل المرة إللى فاتت وأنا بتعب من دخان الصاجة.
حليمة/ بقولك إية يابنت صباح سهوكة الحريم دى مش عليا ولا فاكرة إنك لما تتجوزى إبنى هحبك لا ياحبيبتى أنا لا بحبك ولا طايقة الجوازة دى وهاين عليا يطلقك النهاردة قبل بكراً ف لمى الدور وإنجزى إنزلى خلينا مخبز الرغيفين قبل ما يجيوا.
غزال/ حاضر يامرات عمى إنزلى وأنا هغير وهاجى وراكى.
حليمة/ ماشي ياختى إتفضلى
غزال قفلت الباب وإتنهدت بتعب منها لكن دخلت غيرت ونزلت.
بعد مدة...
كانت بتخبز مع حليمة والبنت إللى شغالة معاهم
حليمة بصت لغزال إللى بتعمل فطير وقاعدة بعيد شوية عن الصاجة وحست إنها متغاظة منها فقالت
بخبث/ نعيمة أطلعى هاتى الطبق الصغير.
نعيمة/ حاضر ياست حليمة.
إستنت لحد ما نعيمة مشيت وطلعت عود الحديد من الفرن تطلع العيش حطيتة فى المشنه إللى جنب غزال وبسرعة مدت إيدها ووقعت من على الكرسى إللى قاعدة علية، غزال صرخت بقوة بعد ما عود الحديد كوى إيدها، المطرحة وقعت منها وبدأت تعيط وهى بتبص لإيدها إللى أحمرت بشكل واضح وكبير.
عيطت بقهر ووجع وبصت لحليمة إللى قامت بسرعة وراحت ناحيتها...
= يلهووى .. إيدك!! بت يانعيمة هاتى تلج بسرعة من عندك.
●○●○●○●○●
●○●○●○●○●
في نفس الوقت...
كان شهاب وصل البيت مع قاسم لكن سمعوا صوت والدتة بتتكلم بصوت عالى من أوضة الخبيز فبسرعة جرى على هناك لكن وقف مذهول وهو شايفها ماسكة دراعها وبتعيط بحرقة ودراعها أحمر زى دم.
أنت تقرأ
غزالة الشهاب.
Romansaتبدو لك الحياة أحيانا حزينة بائسة، تظن أنك تحب أحدهم ثم يأتى الزمان يخبرك بمنتهى الخفة أنك لم تكن ذلك الشخص وأن العشق خلق ليكون من أجل شخص أخر.