كما قلنا لولا صوت قطها العزيز لما استيقظت تلك الغارقة في محيط الذكريات،انتبهت له و نزلت لمستواه و هي تربت عليه بينما تتامله الى ان سقطت قطرة من الماء المالح على فرو القط و اذ بها دمعة نزلت من جوهرتيها،كزت على شفتها السفلى و وقفت و هي تتنهد تحدق في الفراغ الا متناهي و السؤال الوحيد في عقلها "لما؟.." الى ان رن هاتفها..
كم هو أليم أن تتلقى طعنة من خنجر الخيانة من قبل شخص كان العالم بنظرك.حسنا أظنكم تتساألون ماذا جرى و كيف تحول كل هذا، حسنا رويدا رويدا لنعد بالأحداث قليلا حيث أصبح تايجو مالك أكبر سلسلة مطاعم في اليابان و في نفس الوقت عضو في أخطر ياكوزا في اليابان بينما هيكارو في سنتها ما قبل الأخيرة على تخرجها كطبيبة جراحة للقلب ذاهبة على خطى واليدها و حلم أخيها الذي أسس عائلته و أكمل دراسته ليصبح طبيب أسنان و لحد هنا كل شيء كما هو و حب تايجو و هيكارو ما زال كما هو بل و اصبح اكثر جدية الى ان جاء ذاك اليوم المشؤم..
تتمشى تلك الملاك بفستانها الأبيض الملائكي المنقط بحبات الكرز مما زاد جاذبيتها و شعرها المنسدل على الأكتاف بجمال فاتن للقلوب حاملة حقيبتها و هدية صغيرة لحبيبها من أجل إسعاده كونه مبتعد عنها كل هذه الفترة تحت حجة العمل، تدندن و هي تتمشى فهي متحمسة لهذه المفاجاة التي أعدتها له عبرت للشارع حيث يوجد المقر الرئيسي لمطعم تايجو شيبا و العديد من الملاهي الليلية كانت الابتسامة تشق وجهها فقد إشتاقت له و ايضا لديها الكثير لتخبره لكنها تجمدت في مكانها عندما لمحت ذلك المنظر الذي تمنت انها لو ماتت و لم ترى ما رأته، تايجو مع عاهرة؟
نعم السيد تايجو و بجانبه عاهرة ذات فستان فاضح و مكياج بارز متأبطة يده ، كانو يريدون عبور الشارع الى أن فاجئتهم تلك الواقفة عند إشارة المرور توجهت لهم و بدون سابق إنذار صفعت الفتاة نعم الفتاة لا تايجو فقد ظننتها احد تلك العاهرات التي إعتدن الالتصاق بتايجو ثم توجه نظرهها لذلك الذي لم يقدر الرؤية في عيناها "لما لم تبعدها عنك كعادتك" اردف بصوت شبه مسموع .
"لا انها- " ماذا تخالين نفسك فاعلة يا هذه كيف تصفعينني أمام حبيبي يا لها من قلة ذوق من انت حتى تصفعيني" سألتها تلك التي ستنفجر غضبا، تحولت ملامح هيكارو الى الشك،وجهت نظرها لتايجو تنتظره ان يسكتها لكنه صمت و وجه نظره للارض إقتربت منه هيكارو بارتجاف و نطقت بصوت مهزوز"هل هذا صحيح ما تقوله هذه الفتاة؟.."لا رد صرخت بصوت مهزوز"تايجو لا تلعب معي اجبني" همس بصوت شبه مسموع "نعم،نعم استبدلتك انا لم..اسف"ذبت هذه الجملة كرصاصة في قلب تلك المسكينة،تصمرت في مكانها ثم بدات في ضربه على صدره و هي تبكي و تهتز ثم بدون سابق إنذار أوقفها بيده الضخمة و هو يرمقها ببرود مميت أفلتت من يده ثم أخذت تركض كادت ان تصدمها سيارة لكنها لم تبالي فهي فقدت الاحساس فقدت الأمل فقدت الحياة نزفت روحها الرقيقة في تلك الليلة.
تتذكر ذلك اليوم بكل تفاصيله المؤلمة و كيف رمت الهدية عليه و هي تغادر لم تستطع التصديق أنه تايجو،تايجو الذي ضحى بحياته من اجلي هل يعقل؟ نعم في هذه الحياة توقع الغير المتوقع من كان سبب سعادتك سيبكيك يوما...