يتقدم في بستان الورود بينما يشق طريقه وسط الازهار ماسحا بنظره هنا و هناك إلى أن لمحها، لمح ملاكه الواقفة هناك و حينما رأته شرعت بالجري لكي يتبعها، ظل يطاردها و هي تفر منه تحت ضحكاتهم و مناوشاتهم "ها قد امسكت بك" و حينما شارف على إمساكها، و قبل أن يلمح وجهها الذي لهُف له قلبه، بدأ الوقت بالتباطئ إلى أن اختفى ذلك المشهد و حل محله السواد ، ما لبث أن فتح عينيه حتى استوعب "لقد كان مجرد حلم...".يسرح نحو الفراغ متذكرا تفاصيل الحلم بينما قلبه يتسابق في الخفقان، يتذكرها أمس لقد كانت أمامه لكنه لم يقدر على الكلام كيف للاقدار ان تجمعهم ثانية؟ هل هذه لعبة؟ كل هذه الأسئلة جرت في كيانه بينما يجلس على الكرسي منتظرا لوكاس و ما أن لمحه دخل "صباح الخير سيدي أرى أن-" أبصر المساعد أن تايجو يتقدم نحو و قبل أن ينبس ببنت شفة أمسكه من ياقته رافعا إياه نحو الحائط "كيف لك أن تخبئ شيئا كهذا، ظننت أنني قد أطعمتك جيدا لكنك كلب خائن أيضا" يحاول لوكاس الكلام لكن قبضة تايجو لا تمزح ظل يجمع الحروف الذي تستطيع الخروج من ثغره إلى أن نطق "هذا لمصلحة كليكما فأنت تعرف ضريبة تسرعك.." ترك تايجو لوكاس بينما جملته تدور في رأسه، أصلح ياقته ثم أردف "أنت تعرف يا سيدي إن إقترابك منها لا يجلب سوى الأخطار لها هل ترى كيف أن حياتها مستقرة الآن فكر لو ظلت معك كم كانت ستعاني، فضلت أن اخفي الامر لأني أعرف كم أنت مازلت متعلقا بها لا تنسى تضحيتك الكبرى التي ضحيتها من أجلها؟... " لا جواب ظل تايجو ساكنا لا يتحرك، أطلق تنهيدة عميقة ثم عاد لسريره مستلقيا بينما يغطي وجهه بذراعه "اخرج لقد عكرت مجازي و اللعنة.." قبل أن يشرع لوكاس في الخروج سمعه يتمتم "يا ليتني ظللت في ذلك الحلم الجميل "تسك" كنت سألمس شعرها.." لم يفهم لوكاس شيئا من رئيسه الذي يتذمر كطفل صغير لذا فقد خرج دون كلمة أخرى.
"تجنبي الأشياء التي تغضبك و انتظمي على شرب الدواء يا خالة هل تريدين مني أن أحزن"أردفتها هيكارو بينما تصطنع الحزن أمام المرأة الكبيرة ،"لا يا بنيتي حسنا سأشربه الان لا تقلقي" رسمت ابتسامة على شفتيها كرد بينما تغادر رواق المرضى متجهة الى جناح الشخصيات المهمة، بين كل خطوة و أخرى يرتفع صدى دقات فؤادها ، ظلت سارحة إلى أن شارفت على الوصول لكن قبل أن تصل قاطعها هيروتو "هيكارو ما الذي تفعلينه هنا؟" ضيقت أعينها باستفهام ثم أردفت "جئت لأفحص المريض هل هذا سؤال؟" "اوه الم يخبرك الرئيس لقد أعطى ملف السيد يوشي لطبيبة أخرى لأنه لا يريد أن يخاطر أكثر" "من هو السيد يوشي؟"، ظل هيروتو ينظر لها بتعجب فهذه ليست من شيم هيكارو أن تنسى أسماء مرضاها "هل نستيه إنه الرجل الذي أجريتي له العملية" بعد أن أنهى جملته استوعبت ما قاله *ي-يوشي؟ مستحيل إنه تايجو؟ كيف؟* كل هذه الأسئلة عصفت داخل عقل تلك المسكينة التي حنت رأسها و توجهت لإتمام مهامها الأخرى.
في الجانب الآخر كان تايجو الذي ينتظر بأحر من الجمر رؤيتها و هي تفحصه على الرغم من أنه لا يستطيع رؤيتها بسبب القماش الذي يغطي وجهه لكن إحساس أناملها كان بمثابة مداعبة ملاك له، و بينما هو سارح في خياله سمع صوت فتح الباب الذي تزامن مع تسارع دقات قلبه أخذت صوت الخطوات يعلو صداه في تلك الغرفة الهادئة مع كل إقتراب من السرير تٔشتد اعصابه لكن كل ذلك الوهم كسر في لحظة "اهلا سيد يوشي أنا أوساكاي المشرفة الجديدة على ملفك" *أوساكي؟ أين هي ملاكي؟ من هذه و اللعنة لوكاس...*
إنتهت فترة الفحص تحت سب و لعن لوكاس بجميع اللغات في نفس تايجو الذي انهدمت اماله في رؤيتها ثانية."الطلبية الرابعة جاهزة ، نريد هنا كوبين من الماء الغازي، طلب الطاولة 8 ينتظر" أصوات الطبخ و تحرك الصحون مع ضجيج الناس هكذا كان المطعم الذي جلست فيه هيكارو و صديقتها ميكومي ، لا شيء جديد فقط حديث بسيط حيث هيكارو الطرف المستمع دائما فهي تحب سماع صديقتها تتكلم بحماس و فرح فهي تذكرها بنفسها القديمة ، ظلت صامتة إلى أن وضعت شوكتها و أردفت "ميكومي أريد سؤالك" تعجبت الأخرى لأنها لم تتعود على هيكارو السائلة لكنها إستمعت بكل تمعن.
" حسنا...لدي صديقة أعرفها من زمان و لديها مشكلة، كانت تحب شخصا و هو أيضا أحبها و كانو في علاقة أقل ما يقال عنها مثالية، يحبها، يحميها، يهتم لمشعارها، وعدها بأن يكون ملاكها الحارس، لكن تلك العلاقة انكسرت بسبب مشكل كبير و حتى بعض تفارق طرقهما، و هروبها لبدأ حياة جديدة، بطريقة ما التقو ببعضهم البعض و أظن أن شعلة حبها بدأت بالإشتعال ثانية ما الحل؟ سألتك لأنك بارعة في هذا"
همهمت ميكومي بتعمق ثم أردفت "همم الأمر معقد قليلا لأنه من الصعب أن تنسى هذا النوع من العلاقات لكن هل تكلمت معه؟" "لا بطريقة ما كأنه يتخفى أو لا يريد مواجهتها" "أظنه يخاف أن يواجهها" عقدت هيكارو حاجبيها بتساؤل "يخاف..؟ هو لا يعرف الخوف" " قد يكون قويا في الواقع لكن أمامها يضعف أظنه هو الاخر لم يقدر على تخطيها و أظن أن القدر قد جمع بينهما ثانية من أجل تسوية الأمر و أيضا أرى أنه يريد حمياتها" "حمايتها؟" وجهت ميكومي نظرها الجاد لهيكارو ثم أكلمت "حمياتها منه...يبدو أنه لا يريد أن يجرحها مرة أخرى أو أن يسبب لها مشاكل" اكتفت هيكارو بالنظر لها بتعجب بينما تلتقط بعض القضمات من صحنها.تحاول فتح باب شقتها و كلام صديقتها يحوم في عقلها حتى واجهت ذلك الوجه المليئ بالفراء الذي أعادها إلى الواقع، تلتقطه بينما تداعبه و تكلمه ثم تستلقي فوق كنبتها بتعب، إنها تحتاج إلى إجازة من هذه الدوامة "يوشي، هيه إسم مزيف ظريف" ،إبتسمت بجانبية قبل أن تأخذ غفوة و هي تحتضن sky لكنها لم تستطع بسبب تحركه الكثير ،إنه نشيط على غير عادته فهو هادئ أغلب الوقت و رزين تماما مثل صاحبه "تايجو"...
لقد مل كثيرا من هذا المستشفى اللعين و أيضا هناك عمل ينتظره، ظل يتأمل في حديقة المشفى من شرفته إلى أن عقد حاجبيه "أتلك هيكارو؟مع من ؟ ذلك الممرض القزم لما هو معها؟ يقدم لها- قهوة" يقبض على كرسيه بينما يشاهد هيروتو يمزح معها محاولا إسعادها.
كيف سمح لشخص آخر أن يسعدها بينما اكتفى بالمشاهدة مكتوف الأيدي؟ أوليس هو سبب حزنها؟لقد إشتاق لها، إشتاق لها كمدمن وَلْهانٍ لخمره، كسجين يتوق لحريته، تقاسيم وجهها، إبتسامتها التي غدت إكسير حياته، غمازتها التي تزين ثغرها، جوهرتاها اللمعتان حيث يغرق فيهما كلما نظر لهما.
يريد أن يحتضنها ثانية، أن يغرقها بالقبل و يشفي غليله و غليل تلك الأيام التي فرقتهم لكنه لا يستطيعفاقترابه لها كمن حكم على ابنه الوحيد بالإعدام...
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
هاي معاكم الكتبة تشان💗
اسفة عالقطعة ادري مقصرة بس و الله الإمتحانات الأخيرة على الأبواب و هذا العام هو عام حاسم و النفسية صفر بس شنسوي و أيضا دعمكم مو قادر يحفزني وين اختفيتووو خلص نسيتو روايتيي😞☝🏻
المهم انتو كيفكم أتمنى تكونو بأحسن أحوال و لا تنسو الدعاء لإخواننا في فلسطين بالنصر القريب إن شاء الله لا تنسو المقاطعة ثم المقاطعة وبس أراءكم و كومنتاتكم اللطيقة و أوشفكم في الفصل الجاي (تراني أقرى كل الكومنتس لا تخافو🎀✨)
Sayonara🌸