10._fratello -

6.1K 476 204
                                    

 (..fratillo= brother )

ماذا لو إلتقينا في ظروف و زمن مختلف ، هل كان حالنا سيكون أفضل من الأن ؟!......

_____  أليجا _____

صفحة جديدة تخط في مجرى دربي  دون إرادتي .

باتت الحياة ترمي مفاجآتها بشكل عنيف في آخر عشر سنوات من حياتي .

قبل سن الخامسة عشر أنا لم أكن أعرف شكل وجه  والدي مطلقا ولا أعرف عنه  شيئا  غير أنه رجل أبيض و ما ذا يعمل ليعيش ،   لم أحاول التعرف عليه بشكل صريح تماما  ....

كنت أعلم أنه موجود و على قيد الحياة  بفضل ظهوره الدائم على الأخبار فقط  .

لكن بعد إصابة أمي بالمرض أصرت على جعلنا نتعرف و نلتقي عدة مرات.

بعد أن علمت من يكون أصبحت  أتحمس دوما عندما أراه يقف على المنبر ليقول ما لديه أمام الصحافة كنت كما لو أنني أشعر بالفخر متجاهلا كل الفروق و الإختلافات بيننا  .

لم أكن أهتم لما يقوله كل ما كان يهمني هو رؤيته ،  كنت أنتظر إتصاله و مقابلته بشدة لكنه لم يلبي مطلبي مطلقا ، رغم محاولتي للوصول اليه ليس فقط من أجلي بل من أجل علاج والدتي أيضا ، كنت صغيرا و بريئا ، ظننت أنه سيرد بسرعة و يهم لمساعدتنا لكن لم يحدث شيء ، إنتظرت أياما ، أسابيع ثم أشهر ، لكن لا شيء أتى منه البتة .

  كانت أمي و قبل وفاتها تحاول الإتصال به  مرارا أيضا  لكن في كل مرة تقابل بالرفض من طرف  مساعديه ، يتحججون بأنه خارج البلاد أحيانا و أحيانا أخرى أنه مشغول..تبا لهم !!  هذا ما كانت تقوله لي هي  .

رأيت أمي كل يوم تذبل كزهرة في سرير المستشفى ، كل يوم بعد أربع ساعات تدريب أركض إليها هناك  مع شبح الخوف من أني لن أستطيع اللحاق بها يوما ما  !.

ذلك أسوء شعور عشته في حياتي و لن أنساه مطلقا !.

أردت الإعتزال عن اللعب في فريق الهوكي المحلي  و التفاني في الإعتناء بها في أيامها الأخيرة لكنها رفضت تماما أن أتوقف عن تحقيق حلمي .

الهوكي هو وصية أمي ،  كنت فتى فقيرا حينها لا أملك قرشا واحدا و بفضل أمي أنا لم أنم يوما جائعا أو أذهب للمدرسة أو التدريب حافيا أو عاريا ، و الأن أنا لدي عقود رعاية تساوي الملايين لكن لم أهتم يوما  بما أجنيه من أموال من  إحتراف اللعب في _HNL _إتحاد الهوكي الدولي ، ليس بعد رحيل والدتي ، أصبحت حياتي بلا معنى على الصعيد الشخصي ، مجرد رجل في منصف العشرينات يملك كل شيء يريده لكنه يشعر بالفقر في داخله .

رحلت عني أمي  ، التي كانت  إمرأة  ذات بشرة سوداء أمريكية الأصل ، قد يراها الناس في الوثائقي الذي صنعه نادي فريقي عني للتعريف بلاعيبي الفريق و عن حياتهم خارج الجليد  و الذي  تم نشره للعامة في الصفحات الشخصية للنادي ،  أن أمي كانت إمرأة سوداء عادية أنجبت طفلا موهوبا لكن للأسف لم تستطع أن تراه نجما لامعا عندما أصبح رجلا  ، لكنها بالنسبة لي محاربة ، حاربت مع إبتسامة بيضاء حتى النهاية كل المشاكل و الأهوال التي وقعت عليها  ، محاربة أنجبت محاربا و هذا هو لقبي على ساحة الجليد .

 جناح العنقاء (#3 ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن