بداية الروزان
نوفمبر 1947
شوارع فلسطين تغلي ، غزة تصرخ حي على الجهاد والتحرير ، بير السبع تزأر الحق حق والحق قوة ، حيفا ويافا وعكا تشهد القادم الجائر ، وتل الربيع أصبحت شتاءً أمطر دماءً ، بيسان الفريدة تشبه الألم ، صفد ما زالت تعطي وستعطي الشهداء ، والقدس قلب فلسطين والعرب رفعت المآذن .. الله أكبر.. هو الأكبر.
وبخطوات سريعة وصل الرجل في زيه العسكري الذي يحمل رتبة ملازم ثانٍ إلي المكتب في ذلك المبنى التابع للمنشأة العسكرية المصرية ليدخل واضعا ملفا أمام رئيسه قائم المقام بالقول الرسمي رغم أسفه" سيد دوير لقد وصلت الأخبار .. صدر قرار منظمة الأمم المتحدة بإنهاء سيطرة بريطانيا على فلسطين و.. وتقسيم فلسطين إلي دولتين .. دولة عربية ودولة يهودية أكبر منها مساحةً .. على أن تظل القدس تحت وصايتهم "
عقد دوير حاجبيه بشدة وغضب ودماء تفور وهو يرفع قبعته العسكرية يضعها جانبا ثم يحيط قبضة يده بيده الأخرى في قبضة واحدة قوية تمنى بها لو يدك عنق كل مَن قرر هذا القرار اللعين ثم ضرب بها على مكتبه قائلا
" لصوص ملاعين يعطون أنفسهم حق تقرير مصائرنا جميعا .. لا تكفيهم سيطرتهم على الوطن العربي بل يسرقون فلسطين عنوة .. المذابح قادمة .. والحرب على الأبواب من جديد "
يناير 1948
مذكرات استنكارية ورفض شديد اللهجة من الدول العربية إلي امريكا وانجلترا .. بلا فائدة ! ، على أرض سوريا أقيمت معسكرات تدريب للمتطوعين الفلسطينيين والعرب على القتال حتى تكون جيش الانقاذ العربي ورغم قلة عدد جنوده السبعة آلاف وسبعمائة جندي مقابل ما يقارب الخمسين ألف جندي من عصابات المنظمات الاسرائيلية الهاجاناه والبلماح والشتيرن والارجون والأسلحة الأمريكية المتدفقة على اسرائيل والذين كانوا في تزايد مستمر حتى تخطوا المائة وعشرة ألف جندي ، إلا أن انجليز بريطانيا الذين يحتلون الوطن العربي إجبارا اعتبروا تدريب الفلسطينيين وتسليحهم - بأسلحة رديئة - عملا غير ودي ! ، فصدرت الأوامر بغلق المعسكرات !
بدأت الحرب بأبشع صورها ، تنكيل تهجير هدم واحراق ، قتل وتعذيب تشريد واضطهاد ، انقلبت العربية إلي عبرية ، وحلت النكبة بإجبار مئات الآلاف من الفلسطينيين على هجرة منازلهم وأراضيهم ، طُرٍدوا والصرخات تدوي والعالم يسمع صامتا بعيون الضباع ، واسرائيل ترقص فوق دماء ضحاياها فرحاً بما اسموه عندهم - حرب الاستقلال - الخاصة بهم !
وبأحد البيوت الفلسطينية على أرض القدس الطاهرة تجمع مجموعة من الرجال بحذر وخفية حريصين من العيون المتربصة بهم وقد خيم الحزن والغضب سائدا على كل البلد ليقول أحدهم بحمية لهجته الفلسطينية
" قلوبنا معك أخي جاهد .. موت السيدة رحيل نكبة حلت على ديارنا كلنا .. اقصد الباقي من ديارنا قبل أن يأتوا لتفجيرها وطردنا مثل اخوتنا وأهلنا في باقي البلد .. نحن معك حتى لو أغلقوا معسكرات الجيش لكننا ما زلنا هنا أحياءً حتى التحرير أو الموت "
أنت تقرأ
روزان للكاتبة نورهان عبدالحميد
Romanceبعد ألماسة الفؤاد وعشقك عاصمة ضباب تعود الكاتبة ساندي نور باسمها الحقيقي و.... " اكتملت القائمة تسعة ، إنها ليست متاهة ، لكن خلف أحد الأبواب هناك الحب ، وخلف آخر هناك الواجب ، وخلف آخر هناك المسؤولية ، وخلف آخر هناك قبر مَن يجده سينجو أحباؤه ، وهذا...