فمتى تعـود؟

445 23 19
                                    

الجزء السابع عشر

بعد شَهـر ..

تجـلس على الكرسي بشعوراً جديد.. مسحت دموعها بظهر كفيها..
دموعي اللتي تترجم هيجان صدري..
اذا مسحتها الان بيدي..
فمن يمحي عني ضيق قلبي !
تنهدت بضيق وهي تقف تتوجهه للمرآه..
اطلت بوجهها وهي ترى إحمرار وجنتيها وانفها من بكائها المستمر.. منذُ الصباح..
وضعت يدها على بطنها ثم بدأت تشاهق ..

في احشائي جنين.. من رجلاً مهين..
من رجلاً هان عليهُ بعدي.. وصد بوجهه عني..
شهراً كامل مضت وهي لاتشاطرهُ الفراش ولا حتى الكلام..
وحينما تجلس معه في حظور الجميع وكأن شيئاً لم يكن ..
وحينما يُغلق عليهم باب غرفة..
يخلع رداء المظهر ليرتدي ردائه المفضل ..
الصمــت ولا سواه

طلبت منهُ منذُ مايقارب الشهر ان يعتذر.. عن امراً .. كسر فيني شيئاً.. كابرَ وابتعد
ظننت انا انهُ سيلين بعد فتره.. سيعتذر واعود انام على عضده وفي حظنه..
اما هذا الذي اراه امامي.. كتاباً قد شُقَ منهُ اول جزئين.. فلا أنا فهمتهُ ولا انا استطيع إكمالهُ..
تعالت شهقاتها حتى تخالطت بالأنيـن..

دخلَ من الباب وهو هلع.. يراها تنتحب أمامهُ وفي وضع سجود.. تقدم اليها وهوَ ينحني : الهنوف وش فيتس ؟
انتحبت اكثر وهي تضم يدها لصدرها ..
مسح على ظهرها وهو يقول بحنيه: طالعيني ..
لم تستجب .. ولاتزال هي على وضعها الا ان انينها قد خف..
رفعها بخفه من عضدها.. وهو يرى ملامحها الباكيه..
قال وهو يبعد شعرها الذي التصق من دموعها على وجنتيها: علميني وش فيتس .. تاركتس الصباح مافيتس شي..
قالت وهي تحاول الوقوف مبتعده: مافيني شي.. ابعد...
قاطعها وهو يجلسها ممسكاً بعضدها بخفه..
ثم قال وهو ينحني بجسده اليها: تعلميني ولا اعرف بطريقتي ؟
رفعت انظارها له وهي ترى ملامحهُ القريبه.. تحاول فهم تهديده الخفي..
ثم قالت وهي تمسح دموعها: متضايقه .. بقوم هالحين اصلي ..
هزَ رأسه وهو يساعدها على الوقوف.. ابتعدت من امامهُ وهي تدخل دورة المياه ..


بينما هوَ تنهد وهو يستند على جذع الكرسي..

شهراً كاملاً ..

حاولت جاهداً ان لاترى عيني عينها.. حتى لا أضعف واصبح أسيرُ رمشيها..
وبين الحظور وامام الناس.. اتعمد لمس يديها .. والتغزل بها.. مفضوحاً انا بلا جدوى..
رأى طيفها وهي تخرج من دورة المياه متوجهه لسجادتها..
صلت وصوت شهقاتها قد هدت.. وحينما انتهت ..

توجهه اليها بخطوات واسعه..
مسك كفها وهو يقول بهدوء: هديتي ؟

هزت رأسها بخفه وهي تشيح بانظارها للاسفل تحاول جر كفها..
تركها وهو يتوجهه لدورة المياه.. استحم وارتدى بجامته.. وحينما خرج رأى الغرفة خاليه منها..

شاهرهَ بسيف رمشّك تحدين الأرقـابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن