جــارح

475 27 244
                                    

الجزء الثالث والثلاثون

صوتُ الرياح العاصف يأتي من نافذةً محكمه وقد وجدَ لِنفسهُ شرخاً وهرب للداخل بضجيج

ويصاحب ذلك
الظلام
غمرتَ وجَهُها فغترتهُ بين يديها وهي نائمه على السرير
بالأمس قد ثَقُلَ صدرها .. وفاضت بها المشاعرُ

وحينما عادت للمنزل ولدارُها القديمه.. بحثت جيداً في مكانً اعدتهُ هي بنفسهُ عن غترتهُ ومعلقاتهُ السابِقه .. عن أشياءً رحلوا أصحابُها وبقت أشياءهم خلفهمُ دونهم

بحثت عن غترتهُ .. غترةُ فـهـد
وقد زاد شوقها ليلة الأمس لهُ.. لأبيها

ووجدت فيها وهي على سريرها
رائحتهُ.. ودفئاً لِقلبها البارد بعد أحاديث شاهب المُثقله

بالأمـس

كان الجوء بارد.. وهكذاُ هو حال شهرُ ديسمبر.. يحمل معهُ نسماتُ هواءً بارده.. وفي هدوئه وسكونه الأوجاع

وتزين السماء بنجوم تأتي في آخر السنه.. وتعاود الرجوع بعد سنه وأشهرُها هي نجمةُ الوثبه

مالت برأُسها على كتفهُ.. وهي تسمح لِنفسها ان تقتص منهُ البعدُ الهالك الذي وقعَ على قلبُها

بينما هوَ كان مسنداً ذراعهُ على ركبتهُ.. ويحرك بيدهُ الأخرى الحطب

كان الوقتُ قد أعلنَ انتصاف ليلهُ .. وقد خلى الجو من أي صوتُ.. الا من الحطب وهو يحترقُ

زفرتَ قائله وهي تحاوط عضدهُ: يبه

أجابها بهدوء: سمي!

بللت شفتيها : سلمت يالغالي.. يبه تسيف تسان ابوي !

رفعت رأسها من كتفهُ .. حينما عاودها الصمتُ
لتردف قائله وبتنهيده: يحقلي يبه أعرف.. لإني انحرمت من السؤال وانحرمت منه !

شاح بوجههِ بعيداً عنها ثم قال بهدوء: وش ودتس تعرفين يابعد حيي !

شاهره وهي تشيح بعينهُا للبعيد : تسيف تسان بصغره! وش تسان يحب! وش تسان يزعل منه !

استدارَ لها ليردف قائلاً بشبه إبتسامه وبعد صمتً طويل:
ابوتس اللي سماهَ هو أبوي الله يرحمه.. وأنولد هو بولاده عسره.. وقعدت امتس التسبيره بطلقها يومين .. تسان الكل يقول ان فهد على ذي الولاده راح يغدي أقشر وبيتعبنا معه لاتسبر

زفر بضيق واستكملَ : الا إني تسنت اغلي ابوتس زودن عن أخوانه.. تسان فهد ذراعي اليمين.. ومن زود ما قويت ظهري به .. تسان ينقال لي بوفهد وهو تسان ثالث أخوانه

شاهرهَ بسيف رمشّك تحدين الأرقـابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن