التاسع والثلاثون
الفصل ماقبل الآخير
رائحةُ الأشياء المفضله يبقى اثرهُا بين الثنايا هارباً من ضوجاء الحياه ، والدفئ القادم من حضناً يضخ القلب من أجلهُ نعيماً لايفنى
غمرَ انفهُ في شِعرها وهو يحتظنُها لِصدرهُ.. وزفر وهو يشد يدهُ من حوله بِقوه.. وقال بهمس: ابطيتي علي ياشاهره.. ابطيتي تسثير
ابعدَها من حظنهُ وهو يستعدل في جلوسه على السرير بجانبها واحتظن وجنتيها بِكف يديه وهو يقرب وجهها لهُ : تسيف هان البعد عليتس !
مالت بِخدهُا على كف يدهُ لتقول بتنهيدةً بواضحه : أي بعد ياجارح ! وش صار فيني !
مد يدهُ لخلف عنقها وهو يدفها نحوهُ قائلاً : نمتي تسثير
ثم قال مشيحاً بوجهه بعيداً عنها : شهرين وزود .. نمتي فيهم ياشاهره
اتسعت عيناها بِصدمه وهي تمد يدُها لكف يدهُ قائله : شهرين !! تس..
ارتفعَ صوتُ جهازُ نبضات القلب حينما بتر كلامُها وهو ينحني واضعاً جبهتهُ على جبهتها: ارجاتس لاتنفعلين ماهو بزين لتس.. بقولتس .. بقولتس وش صار .. بس ودي انتس تهدين
ابتعد وهو يهز رأسه قائلاً : طيب ؟
هزت رأسهُا لتهمس بمثله
زفر وهو يمسك اناملهُا بين كف يدهُ قائلاً : الليله اللي تهاوشنا فيها .. تذكرينها !
هزت رأسها بإيجاب
ليستكمل : داخ راستس وطحتي بين ايدي وخذتس للمستشفى
زفر بضيق وبعد صمت اكملَ : وقالوا لي زوجتك مرتفع ضغطها.. واللي صارلتس تسمم حمل واضطروا علشان يعطونتس العلاج يطلعون رعد .. بس اللي صار ان ضغطتس ارتفع تسثير ودخلتي بغيبوبه منه
رفعَ عينهُ لعينهاُ ليقول بحزنً واضح: شهرين .. شهرين ياشاهره خذاتس النوم مني.. لا اسمع حستس ولا اشوف عيونتس.. وكل اللي تسنت اشوفه.. هو فعايلي فيتس
قال بقهرً واضح: ماصنتس ياشاهره .. ولاصنت الأمانة
كل اللي جابه زواجي فيتس .. مصايب وهالحين...
تنهد بضيق ليقول وهو يخفض عينُه : هالحين صار فيتس ضغط مزمن
رفعَ عينهُ لها مستكملاً : ودوا ينكتب لتس طول العمر.. صدق ابوتس لما قال اني ماصنت الامانه.. اعذرين..
مررت اناملُها على فمهُ لتبتر كلامهُ .. وبالاخرى اسفل ذِقنهُ ترفع وجههُ.. وحينما تلاقت اعينهمُ اردفت قائله بثبات: ترا اللي تقوله ما يستوعبه عقلي ياجارح.. شهرين وانا راقده واحسب اني امس طحت عليك.. والله ما استوعبه
