القبطان

53 10 29
                                    

مدخل البوابة الثالثة / منظور فينيامين أليكسيف 

" تيك ، توك ، تيك ، توك ، تيك ... "

إستغرق نظري لتلك الساعة العملاقة مدة لا يعلمها سوى الرب ، شعرت و كأن دماغي قد تخدر بالكامل و كأنما سافرت إلى أرض سماوية تملؤها الغيوم النقية و القصور الذهبية العملاقة . 

" تيك ، توك ... "

مع ذلك فقد شعرت بكل ثانية عشتها في مكاني هذا ، و كأنني جسدان بعقل واحد . أنظر و أتمعن ، في مكانين مختلفين . كان الأمر سلسا بطريقة ما ، بل علي أن أتسائل عن الأمر و أتفلسف حينما أعود إلى رشدي من جديد ، فأنا بذاتي لا أجد ما يحدث قابلا للتصديق .

كل ما أدركه في الوقت الحالي أنني واقف هنا منذ مدة لا تقل عن العشر ثوان ، عشر ثوان كافية من أجل ولادة بشر و كواكب و نجوم ، لقد شعرت بالخجل عند التفكير في الأمر ، أن أضيع عشر ثوان كاملة ، إن لم تكن دقائق أو ساعات ، في التحديق فقط ؟ كان علي إيقاف الأمر بطريقة ما .

" تيك ! "

أوقفت فمي المنهمك في عد الثواني المفقودة من حياتي قبل أن أخفض رأسي للأسفل . إستقبل نظري أرض ترابية صفراء و بضع حشاوش شبه ميتة مع ، ما كنت أبحث عنه ، يد مغلفة بقفاز أسود من جلد الدب . كانت تلك يدي ببساطة .

دون إرتباك ، و بالطبع ، دون أي تفكير إضافي مني ، كنت قد صافحت وجهي بصفعة حارقة حملت قوة لكمة كاملة ، لكنها كانت ثمنا قليلا أدفعه من أجل استيعاد رشدي . رغم ذلك فهي كانت كفيلة بالمهمة .

و كأنني أخذت حماما جامدا ، استطعت استشعار كل شيئ من جديد ، مستعيدا الإحساس بمحيطي و حالتي الجسدية أنا ترنحت بضع خطوات للجانب .

كنت الآن واقفا على أرض ترابية صفراء منبسطة امتدت حولي بضع كيلومترات على الأقل ، كأرض مقفرة لا تحتوي على مصدر حياة . أمامي ، و على بعد بضع مئات من الأمتار ، إستقر جدار هائل من الصخر الأحمر الصحراوي ، و كأنه وضع هناك بطريقة صناعية ، لم تكن له نهاية من الجهات الثلاث . لكن ما شد نظري منذ نقلي إلى هذا المكان هو تلك البوابة العملاقة و التي نحتت في منتصف الجدار .

إن كان ميزان عيني دقيقا فإن طول هذه البوابة يتجاوز المئة متر بسهولة و عرضها بالكاد نصف ذلك ، مع جزئها العلوي المقوس و الزخرفة البيضاء الخطية أيضا فهي بدت ذات تصميم عصري يتناقض مع البيئة المحيطة . هذا قبل أن أبدأ الحديث عن تلك الساعة النصف كروية التي انبثقت من المركز ، و كأنها مؤقت ليوم تفتح فيه هذه البوابة .

مع ذلك فقد كانت الساعة مثيرة للريبة أكثر من كونها تحفة ميكانيكية ، ببساطة لتواجد خمس رقاصات تتحرك بشكل عشوائي على طول السطح نصف الكروي الزجاجي . لقد كان هنالك رقاص واحد ، و هو الأكبر بين الرقاصات الأربع الأخرى ، يتحرك بحركة الثواني العادية . كان ذلك الرقاص هو ما خدّر عقلي منذ البداية ، مضيعا مني وقتا ثمينا . 

القارات المخفية | Occult Landsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن