قصر الملك لا يأتي بالمجان 1/2

67 7 34
                                    

***

فقرة الكاتب :
لحسن الحظ أنني قررت تقسيم هذا الفصل لقسمين و إلا لم يكن لينتهي أبدا XD . لقد أردت بشدة إيصاله كقطعة واحدة ليكون أطول فصل كتبته لكنني لم أرغب في الإطالة . قد لا يحمل العنوان أي معنى في الجزء الأول لكنه سيفعل في الفصل القادم : )

***

تخللت رياح المساء القوية بين مباني كورينث مشيدة باقتراب سقوط الليل ، و بينما كانت شمس هذا اليوم قاب قوسين من توديع أرض سيسيفس إلا أن القدر كتب لها شهادة حدث غير معهود بالنسبة لهذه المدينة المسالمة .

تناثرت الخصلات السوداء في الهواء لتلك الفتاة الصغيرة ، و التي لم يبدو عليها أنها قد تجاوزت العاشرة بعد ، ممسكة يد أمها بيد و دمية أرنب أبيض لطيف بيدها الأخرى بينما لم تخفى غمازات السعادة تحت وجنتيها ، مستمتعة بكل لحظة من جولتها الأسبوعية في أرجاء المدينة .

لطالما كان هذا الوقت و هذا الجو يرسمان ابتسامة كبيرة على وجهها لكن شيئا ما كان خاطئا هذه المرة ، تلك الإبتسامة قد بدأت تجف في لحظة ما ، مع ذلك ففي عيني أمها كان كل شيئ يبدو طبيعيا .

" أمي . هل تشعرين بهذا ؟ "

إلتفتت الفتاة الصغيرة على يمينها بعد أن توقفت عن المشي تماما ، لقد لفت نظرها ذلك الغطاء القماشي لأحد المحلات بالقرب و الذي كان يتموج بمعدل غريب جراء تيارات الرياح القوية . في نظر أي شخص آخر سيبدو هذا حدثا أكثر من عادي لكن هذه الفتاة قد أبصرت ما هو أبعد من ما قد تراه العين البشرية ، ذلك عندما استبدلت وجهها المعتاد بوجه لم تصنعه في حياتها كثيرا .

" ماذا هناك يا أنين ؟ "

" لا أريد العودة للمنزل الآن . لما لا نقوم بجولة إضافية صغيرة "

سحبت الفتاة الصغيرة ، و التي تدعى أنين ، يد أمها قليلا للخلف في محاولة يائسة منها لتغيير اتجاههما . لقد استشعرت أنين شيئا لم تستشعره أمها ، أو جميع من كان بالجوار تقريبا .

" لكن يا أنين ، الوقت متأخر جدا . لا يجدر بنا العودة في الليل كما تعلمين "

" أعلم . لكن ... "

" سيقلق أبوك علينا إن مكثنا في الخارج أكثر من هذا . هيا فلنعد "

إستمرت أنين بمرافقة أمها بلا حول ولا قوة ، لقد كانت تسمع عزف الخطر الخافت على أوتار الأجواء لكنها لم تملك القدرة على معرفة مصدره ، ما جعلها ترتدي وجه القلق مع كل خطوة .

" لا تحزني يا أنين . في الواقع ، أنا و أبوك نجهز لك مفاجئة خاصة في الأيام القليلة القادمة ! لا تخبري أباك أنك أصبحت على علم بالأمر فسيحزن مني بالمقابل " أفصحت الأم بنبرة حنون ضاحكة

" أمم "

أومأت أنين بصمت ، محاولة إخفاء ما بدى كحزن الأطفال في عيني أمها المحبة . التفتت من جديد متفقدة الأرجاء ، ذلك قبل أن تحط عينها على مدخنة إحدى المنازل بالقرب ، أو بالأرجح على ما كان يقف فوق المدخنة تحديدا . بشعاع طفيف من الضوء الذهبي أنار قطعة من وجهه . لم يخفى أن ذلك الرجل كان ببساطة كانتيس بي .

القارات المخفية | Occult Landsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن