.....بالكاد أحسبه فصلا و إنما هو تكملة للفصل السابق ( ':
نعوضكم في الفصل القادم بإذن الله.....
تلثمت أقطار السماء بحمرة داكنة عكست خط بريقها على وجه البحر المترامية أطرافه ، صورت برزخا ناريا فصَل بين الليل و النهار ، و تحت تلك الحمرة خليج واسع احتضنته أطراف سيسيفس الجنوبية .
أقامت تلك الجزيرة ، و التي سميت بجزيرة الحكيم القرمزي ، في ركن حاد من الخليج ، بعيد نسبيا عن الساحل ، رفقة أزيد من خمسين جزيرة أخرى متفاوتة المساحة مشكلة أرخبيلا عظيما ، و قد كانت أكبرها ، و سميت بذلك للتنوع الخاص و وفرة الأشجار الحمراء ، و الزهور عليها ، و غلبة اللون الأحمر بشكل عام في كل بقعة ، يقال أنها لم تكن هكذا منذ القدم و إنما عمَرها أناس ذوي علاقة وطيدة مع هذا اللون ، و قالوا أنهم طائفة عظيمة ، فاكتست بما شاؤوا و ورّثوها لمن أرادوا .
في بقعة مفتوحة أنارتها شمس المغيب ، تردد صوت طرق عنيف ، و أسمع صداه أنحاء الجزيرة كاملة فاهتزت الأرض به و ترجرجت الأشجار و الصخور ، صوت تصادم شرس بين معدنين يأبى كل منهما الإنكسار ، و إن أخذ المرء نظرة لرؤية الأمر عن قرب فسيتعجب ، فما سيشاهده هو إمرأة تلكم جلمودا ، و أي امرأة و أي جلمود .
جعلت قطرات الدماء الساخنة تأخذ مسارا جديدا لتلون الأرض العشبية مع كل لكمة ، و أبت المرأة التوقف . كانت ملابسها قد اعتلتها دروع من فولاذ و شدت على ذراعيها أساور سمينة من حديد منقوش بعناية ، ومضت نقوشه ببياض لامع عقب كل تسديدة ، جسدها العريض ذاك و شعرها الأحمر الذهبي الذي انسدل على ظهرها مثل عش بجعة قد أبانا على قوة لم يظهرها مئة رجل ، ملامحها أبانت على عزم و سخط واضحين و عيونها الصهباء كادا يقطعان الصخر أمامها ، و أبى الجلمود الإذعان ، كأن من يراها يقول تستعد لقتال حياة أو موت ، و ربما هي كذلك . سَماها ربها ماجِنتا ، إمرأة سيخدعك جمالها لتقول أنها في مقتبل شبابها و إن هي لفي ستيناتها ، قيل أنها لم تنحني لمخلوق قط ، و دخلت في نزال مع نجم سيسيفس السابق ألا و هو المازيراد الثاني ، و خرجت دون أضرار ، لتنال بعد ذلك لقب الأنثى الأقوى ، ليس بين البشر و حسب و إنما في نطاق سيسيفس كافة ، و لا تزال تحمل اللقب حتى هذه اللحظة ، قيل فقط .
" ماجِنتا .. ماجنتا "
استراحت قبضتها على سطح الجلمود المشقق للحظة ، كان ذلك صوت تنبيه صادرا من قلادتها الفضية العتيقة ، صوت فتاة رخيم و هو ينادي ، فأجابت
" ماذا هناك ؟ "
كان صوتها هادئا مهيبا ، عكس ما أوحى به شكلها ، و قد كانت نبرتها نبرة المتضايق ، لعل ذلك بسبب أُلفتها بلبلة الفتاة اليومية في الجانب الآخر ، هذه الأخيرة استرسلت
" عليك رؤية هذا "
" رؤية ماذا .. لما لا تكونين أكثر دقة "
" تعالي و ستعرفين بنفسك "
أنت تقرأ
القارات المخفية | Occult Lands
Adventure" لقد رأيت الشيطان.. تحت شمس المغيب " - إنريو - °°°°°°°°°°°•••••••••°°°°°°°°°° ستحاسب على كل شيئ.. توقف الزمن لبرهة، و أعاد المكان تجميع شتات نفسه، البعض قد انتظر هذه اللحظة منذ عق...