أرملة الحرب

38 9 12
                                    

داخل الكاثيدرال ...

لمعت أشعة الضوء الملونة من النوافذ بخفة على عيني دوروثي المتسعتان ، ربما كانت تلك إشارة مرئية على التنوع الواضح للمشاعر بداخلها ، لكن التباين السري بين ما يمكن رؤيته بالعين و ما هو مخفي في أعماق الظلام كان المفتاح الحقيقي لحل المعادلة . مثلها مثل الكاثيدرال ، مبهجة من الخارج و موحشة من الداخل .

هذا ما كانت تشعر به دوروثي في تلك اللحظة ، قلق و خوف و ارتياب ، و أيضا غرق في بحر غير مفهوم من العجز و الشلل . و بينما تفاقم صوت الكهنة من حولها و بداخل عقلها ، هي في النهاية قد أخرجت كل قطرة من إرادتها لتنهض من ذلك الكرسي و تتوجه مباشرة نحو المخرج .

مطأطأة الرأس مغلقة العينين ، غارقة بين طبقات من الشك و التكذيب ، دوروثي قد وصلت إلى الباب ، و ما بدى كأنه بضع خطوات فقط ، في نفسها كان ذلك مثل مشي الدهر .

فتحت الباب قبل عينيها ، و فتحت عينيها بعدما تسرب الأبيض إليها ، وضعت قدميها خارج الكاثيدرال و كمثل خروجها من زنزانة هي تنفست الحرية أخيرا . متروكة بذاكرة من الأحداث التي لن تزول بسهولة .

 مدينة كورينث / منظور دوروثي فورست 

مهزلة .

" الكاثيدرال اللعينة ... "

دفعت الباب الخشبي العملاق خلفي بقوة قبل أن أهم بنزول الدرجات الرخامية بخطوات سريعة غير متزنة . ما حدث بالداخل ، لم أرغب بتجربته من جديد ، أبدا في حياتي .

" الحاكم تقولون ؟ اللعنة عليكم و على حاك ... "

*إنزلاق*

قبل أن أدرك ما حدث كنت قد أعطيت قبلة مؤلمة للرصيف الحجري ، ذلك عندما صدمتني رغبة فورية في البكاء . أقول رغبة ؟ أنا لم أستطع يوما منع عيني من إنتاج مشروبهم المفضل ، الدموع . هل هذه كارما من نوع ما ؟ 

حملت جسدي المثير للشفقة من الأرض قبل أن ألمح نظاراتي العزيزة بصعوبة ، تقدمت لأحملها هي الأخرى . لقد كانت تحتوي على كسر صغير في الزجاجة اليمنى لكنه لحسن الحظ لم يكن كافيا للإخلال من جودتها . وضعت النظارات لأصدم بمنظر مدن العصور الوسطى من جديد .

" يا للغرابة ، لقد نسيت بأنني إنتقلت إلى عالم آخر لوهلة . أنا أكرهك يا كانتيس بي "

إنكسر صوتي في منتصف إعترافي ، على الأرجح بسبب شعوري بالشفقة على نفسي ، لم أكن تلك الفتاة صاحبة القلب القوي للأسف .

' فلتنسي ما حدث بالداخل يا دوروثي . واصلي التقدم فحسب '

عاينت المحيط من حولي ، كنت الآن واقفة على حافة الرصيف الحجري بينما أعطيت ظهري للكاثيدرال ، إمتدت الطريق المعبدة على يميني إلى نهاية الأفق بينما إنتهت على يساري عند بوابة من الحديد الأسود المزخرف متصلة بجدار طويل نسبيا . إستطعت إبصار العديد من المباني الضخمة خلف البوابة و بالمقارنة بمباني هذه الجهة فالأولى كانت في مستوى آخر تماما من ناحية الجمال و الإتقان .

القارات المخفية | Occult Landsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن