الجزء التاسـع
آخر وطايا حمـدان
.
*
.
*
الماضي
المكان: مقناص كازاخستان
الوقت: ليلًا
كان ابناء العم متدثرين بقطع قماشية ثقيلة عند النار.. لعلّها تقيهم شرَّ البرد القارص
قال سلطان باستغراب: حمدان.. وين ساير؟ تعال بتموت برد
حمدان: أحس إني مصحصح خلني بطالع المكان شوي
سلطان بتحذير: حمدان ودر "اترك" عنك هالمغامرات وتعال ايلس عندنا.. بعدنا ما نعرف المنطقة عدل
مطر بمزح: هذا صدق عمره انه ولي أمرنا؟ نحن ماصدقنا نطلع طلعة شبابية بدون الشياب وقوانينهم.. طلع لنا سلطان
سلطان: موصّيني عليكم
حمدان: بسألك أنته ليش ماترقد من وقت؟ يالس تقول رادار علينا ا(رادار=مراقب)
سلطان ارتشف من شايه الساخن.. والهواء البارد يداعب وجهه
تجاهل كلام حمدان الساخر.. فهو يقبل المزح في أي أمر إلا هذا
قال: حمدان.. شو رايك تشل لنا شلة
جلس حمدان: تم.. في خاطركم تسمعون شي؟
سالم: جن ليلي
التفت عليه غديّر: وأنت بعدك؟ مب باقي شي على عرسك وبعدك تحرس طيوف؟
سالم تنهد: الوقت مايبري عوق القلب ياخوي
قال غديّر ببساطة: كلكم تعرفون إن مالكم نصيب برع العايلة مادري ليش تنفدون قلوبكم (تنفدون=تُلقونها في الهاوية)
سالم ضحك بسخرية: ماعليه.. بنشوفك يوم متولّع وبذكرك حزتها.. يالله حمدان قول بسم الله
تنحنح حمدان قبل أن يبدأ بشل الشلة.. والشلة هي تلحين القصيدة بدون أي موسيقى
جن ليلي وطرفي ما أمسى
يوم كلّن جاوب نعاسه
والخواطر شِرّد وعمسى
مستلمها غم هوجاسه
جنح ليله داجي ودمسى
والهوا يراعي توجّاسه
ما يبدد وحشة الهمسة
غير فوح الضيق بأنفاسه
ضاربٍ للخمسة بالخمسة
يوم حظه اعلن افلاسه
للوصال الصعب ملتمسى
في خشوفٍ بارد احساسه
من جبينه مطلع الشمسى
سولعي دار الظبي ساسه
السما من دونهم طمسى
أنت تقرأ
على وطايا الخيل
Romanceعمّا يحدث خلف جدران المصحّات النفسية، والأمراض الوراثية وعالم الخيول مابين عسف وترويض.. رواية خليجية إماراتية بشخصيات متعددة كلّن يشق طريقه في هذه الحياة وله اختباراته ومعاناته الخاصة.. مابين الحب والرومانسية والألم العتيق هنا على وطايا الخيل