24

787 17 0
                                    

.



الجزء الرابع والعشرين

[ مقاديـر ]



.


كان متكئًا على الباب وهو يراها تضع ملابسها في حقيبة السفر بغضب شديد

كان يشاهدها وهو سارحٌ بافكاره
مالذي عليه فعله؟ أهذا هو التصرّف الصحيح؟

قلبه يخبره بل يمارس عليه ضغطًا شديدًا بأن يذهب ويحتضنها ويمسح كل تلك الدموع ويطيّب خاطرها

ولكن عقله يخبره بالعكس.. لقد جرّب هذا الأسلوب مرات عديدة ولم يزدها سوى عنادًا

ليست لديه تلك الخبرة مع النساء.. وخصوصًا النوعية الصعبة كزوجته.. ولذلك سيعتمد على التجربة

الآن هو يجرّب أسلوبًا جديدًا معها.. بما أن أساليب النصح والارشاد لم تنفع أبدًا
قرر أن يجرب القسوة والتجاهل

لا يعلم إلى أين ستقوده هذه الأفكار.. ولكنّه يدعو الله أن يهديه إلى ما هو خير.. فهو بالفعل يحبّها من كل قلبه ويرغب بها.. ولكن لديها سلوكيات تحتاج بعض التقويم


ذهب إلى باب الشقة، اقفله.. وأخذ المفاتيح.. وفعّل خاصية التأمين العالي.. ثم عاد ليبدّل ملابسه وينام


رآها وهي تسحب حقيبتها الكبيرة جدًّا.. مخالفةً حجمها الأنثوي.. كتم ابتسامته.. ومثّل عدم الاهتمام وأغلق الاضواء لينام


قالت: شو بك ما تشوفني ارتب اغراضي؟

غديّر استلقى على الجانب الآخر: وراي دوام.. ابا ارقد

ريّان قالت بصوت يُنذر على البكاء: تشوفني بدي اروح وانت رايح تنام؟

غديّر: شسوي لازم انش من وقت



ريّان صعدت على السرير وجلست مستندة علي ركبها.. لا ترى سوى ظهره.. تشعر برغبة بالبكاء.. هل يُعقل بأنه ملَّ منها بهذه السرعة؟

كيف يستطيع التسلّح بكل هذا البرود والنوم بينما يراها تكاد هي تخرج من منزله؟
للأمانة هي ليست جادّة بفعلها.. وكانت تنتظره أن يعيق عملية التوضيب هذه ويرضيها.. ولكنه لم يفعل
فليس لديها مكانٌ تذهب إليه من الأساس.. لا تستطيع الذهاب إلى شقيقتها في هذا الوقت.. خصوصًا وأن زوجها موجود


شعرت بغصة عظيمة.. تشعر بشعور سيء جدًّا.. حرفيًا ليس لديها مكان تذهب إليه
شعرت بحزن شديد.. هذه هي الحياة بلا أب وأم.. ضياع.. واجبار.. وانعدام للأمان


كانت تظن غديّر سيكون بديلًا عن والدتها.. لطالما كان حنونًا معها.. ولكنّها بدأت ترى وجهًا آخر له
وجهًا صارمًا جدًّا.. يعاملها وكأنها طالبةٌ لديه.. يعاملها بالمسطرة والقلم
هل يعقل بأن فرحة الحب الأولى اختفت؟ هل يعقل بأن حبه برد؟ أم أنه بدأ يكتشف جوانبها المظلمة ولا يعتقد بأنها تناسبه؟


قالت بصوت متحشرج: انت ما عدت تحبني صح؟

طفر غديّر: يا لييييل.. وأنتي ما عندج الا هالسالفة؟

ريّان بكت: أنا شو سويتلك عشان ما تحبني.. ليش متغير علي؟ ليكون لقيت لك وحدة ثانية تحبها؟

غديّر: ما دورت وحدة غيرج.. ولا ابغي احب وحدة غيرج.. احبج أنتي وهالشي ما يتغير مهما سويتي.. أنتي حرمتي وبس

ريّان: أنت تبغي تغيرني.. ما بتحبني مثل ما أنا

غديّر: بالعكس.. أنا احبج مثل ما انتي وانتي بعد لازم تحبيني مثل ما أنا.. هذا طبعي شو أسوي بعد

ريان: لا أنت ما كنت قاسي

غديّر: امبلى امبوني (من زمان) قاسي بس انتي ما كنتي عايشة وياي.. هالأطباع تبين مع العشرة



نهضت عنه.. تشعر بأنه يستهزئ بها وبمشاعرها.. سحبت حقيبتها بعيدًا.. لن تجلس معه.. رغم دموعها وبكائها وتهديدها بالرحيل إلا وأنه لا يكترث
وكرامتها لا تسمح لها بأن تبقى أكثر


خرجت إلى صالة الشقة ولم تستطع فتح الباب.. حاولت بكل الطرق ولا تستطيع ذلك لأنه أمّن المخارج وتحتاج رقمًا سريًّا


عادت إليه بنفس الغضب: افتح الباب

غديّر مثّل النوم.. شعر بها تقترب.. وتهز عضده: افتح الباب بعرف إنك مو نايم

غديّر نظر إليها بعيون ناعسة: ما بفتح البيبان.. وخليني ارقد قلتلج عندي دوام

صرخت عليه: شوو بدك تحبسني.. وين عايشين احنا؟

غديّر: ما احبسج.. الصبح بفتح الباب.. الحين ليل وأهل بيتي ما يطلعون آخر الليل

ريّان: انا مو اهل بيتك

غديّر: انزين.. خليني ارقد الحين


ابتعدت عنه.. تشعر بقهر شديد.. ذهبت إلى صالة الشقة وهي تبكي بزعل وتتذمر

وهو يستمع إلى كل شيء.. تنهّد بتعب.. لم لا يكون الأمر أسهل عن هذا؟ لم لا يستطيع احتضانها والنوم بين طياتها وحسب؟



لم يكمل تذمراته.. استغفر ربه.. وحمده على هذه النعم

تذكّر حاله السابق وهو يعاني الشوق والحب بعيدًا عنها

وتفكيره اليومي كل ليلة بأهله وتعقيداتهم.. والحلول الممكنة للحفاظ على هذا الزواج

عليه ألّا يجحد تدبير الله العظيم، وكل هذه النعم بسبب مشكلة بسيطة كهذه.. فمنذ أشهر كان يتمنى القرب هذا وكان يظنه مستحيلًا أمام مشاكل أهله

همس لنفسه: مقادير.. والحمدلله عليها


لم يستطع النوم بالطبع.. مرت ساعة أو اثنتان وهو يتقلب في مكانه.. ولم يسمع لها صوتًا بالخارج.. رمى غطاء السرير واتجه إليها


كانت نائمة على شالها الصوفي على الأرض.. بوجنتين متورّدة من برودة الأرضية

كان يودّ الضحك عليها

نائمة بشكل محزن وكأنها بائعة الكبريت.. ويعلم بأنها فعلتها متعمدة لتُشعره بالذنب.. فلقد تعوّد على هذه الدراما


حملها بذراعيه وهو يود دفنها داخل ضلوعه
قبّلها عدة مرات.. يحبّها.. بل يعشقها
ورغم دلالها ومشاكلها.. إلا أنه لم يندم ولو للحظة أنه اختار المضي بحياته معها




.
،





استلقت بجانبه وهي تعاني مع أفكارها.. فكرةٌ تأخذها وفكرةٌ تعيدها.. لا تستطيع النوم.. تقلبت كثيرًا.. سرق حياب النوم من عيونها

لم تظن يومًا بأنه سيشغل بالها بهذه الطريقة.. لا تعلم إن كان حاله مؤلم لهذه الدرجة.. أم أنها هي التي تغيرت، ورقّ قلبها؟

المُحزن بأنها تجهله تمامًا.. لا تعلم كيف تستطيع التحاور معه، ولا تعلم كيف تسحب الكلام منه.. فلم يسبق لها خوض أي حوار مشابه معه

محزنٌ جدًّا.. أن تكونا اثنين فقط.. في منزل واحد.. ومن أم وأب مشتركين.. وتكونا بهذا البُعد

أخذتها أفكارها بعيدًا جدًّا.. كم من مرةٍ يا ترى احتاج لمسةً أنثوية منها ولم يجد؟
كم مرةٍ احتاج أن يتكلم، يفضفض.. إلى شخص يقاربه في العمر ويختلف عنه في الجنس ولم يجد؟


تتذكر أحاديث قرواش عن شقيقاته، أحاديث شقيقات غديّر عنه رغم عيشه بعيدًا، شقيقات سلطان وذكرياتهن معه.. كل ابناء عمومتهم.. عن مقالبهم وضحكهم وشجاراتهم المتكررة


هي سعيدة من أجلهم.. ولكنها حزينة جدًّا على شقيقها الذي لم يجد منها أي شيء يُثبت أخوّتهم.. سوى الاسم والدم.. وقليلًا من الملامح


مسحت دمعة سقطت من عينها بطرف إصبعها.. كل الأخوات يكنَّ لأخوتهن ملاذ.. وإن طال بينهم الشجار
إلّاها هي وشقيقها.. كانت بينهم مسافات وسنين ضوئية


قال قرواش: ما بنرقد اليوم؟

قالت وهي تكتم غصتها: افكر به.. مب قادرة ارقد

قرواش تنهّد وهو يعتدل: ما قالج شي؟

سوادة: ما سألته.. وهو ما قال.. ماعرف كيف آخذ علومه.. أنت ربيعه اسأله

قرواش: لا تحاتين باجر ان شاءالله بيلس وياه وبشوف موضوعه

سوادة: أحس الموضوع يخص حرمته.. مادري

قرواش: أي حرمة.. ماظني حرمة تسوي بحياب جي.. يمكن مسوي له مصيبة او ذابح له حد.. صدقيني كل الاحتمالات اقرب من انها تكون حرمة

غضبت منه: لا تتمصخر فهالمواضيع

ضحك قرواش: هههههههههه صدق.. بتعلميني في حياب.. هذا معاشرنه أكثر عنكم كلكم.. عمره ما عطا الحريم هذا القدر.. مستحيل يكون الموضوع يخص حرمته

سوادة: ما تدري الريال غير ويا حرمته.. أنا بكلمها بعد بشوفها مول مالها حس.. والله قرواش انته ماشفت اللي شفته.. قطع قلبي.. حسيته مب اخوي.. عمري ما شفته جذي

تنهّد: يعينه الله




.
،



صباحـًا

كان يوضّب حقيبة كتف صغيرة ليسافر بها.. بينما كانت ترتدي ملابس العمل
قال: شلي وياج أغراض.. بتباتين اليوم في الفيلا.. أنا رمست أم حسام.. هذي حرمة عودة تشتغل عندنا من سنيين
بتطرش الدريول دوامج وحد وياه من العاملات.. مابغيج تسيرين بروحج لأن الدرب طويل وأنتي حامل أخاف عليج تتعبين أو شي


وضعت رأسها على صدره براحة: وليش كل هالعبالة؟ (التعب) إلا هو يوم واحد حبيبي لا تستوي موسوس


سلطان: ماقدر.. ما بتطمن الا وأنتي هناك.. أما بروحج والله إني أخاف عليج سبحان الله تتعبين أو شي.. محد وياج


نظرت إليه وهي تفكر: شو أروم أقولك؟ أنت تفصّل وأنا ألبس


سلطان: آسف.. والله مابغي اتحكم فيج لكني ماقدر أسافر وأخليج هني.. الود ودي اشلج وياي لكن دوامج المشكلة

مستحيل أتم متطمن وأنتي هني بروحج.. هناك عيال عمي موجودين
وحرمة ولد عمي موجودة اظني تعرفينها.. وأم حسام بعد واثق فيها ثقة عميا.. بتساعدج في اي شي تبينه.. انزين حبيبي؟

هزت رأسها بإيجاب

احتضنها وقبّلها: استودعتج الله الذي لا تضيع ودائعه.. طمنيني عنج من توصلين الفيلا انزين؟

وديمة: من عيوني


نهض خارجًا إلى غرفة صغيرة، ومن ثم إلى المطار



.
،




ربطت حزام الأمان استعدادًا للإقلاع.. كانت ستسترخي.. لو لا أن وصلتها رسالة فتحت هاتفها مباشرة.. ظنّتها رسالةً منه
كانت تنتظر شيئًا منه.. اعتذارًا.. أو أي شيء يبرد ما بداخلها

ولكنّها لم تجد أي شيء

صحيح بأنها كانت ستؤنبه وربما تحظره.. ولكنها كانت تنتظره


كانت الرسالة من سوادة.. قرأت: أنتي وين؟ مالج حس

صورت نافذة الطائرة وأرسلتها

كتبت سوادة: ويييين!! ما خبرتيني؟ درب السلامة حبيبتي

صغيرة: رادة البلاد ويا سلطان أخوي.. و الله يسلمج.. بنقلع عقب شوي برمسج عقب


أغلقت هاتفها وهي تنظر إلى الخارج.. بينما أغلق سلطان عيونه بجانبها.. وكان يحرك شفتيه.. يبدو كمن يقرأ دعاء السفر.. أو قرآن.. لا تعلم

ولكنها قلّدته

تشعر بمشاعر غريبة.. برود غريب.. وحزن يخيم على صدرها.. تشعر بالوحشة في قلبها
تشعر بأنها تركت قلبها تحت إطارات هذه الطائرة
تركت قلبها هنا في هذه البلاد الغريبة.. والتي، رغم اختلافها الكبير عن طباعها وما تربّت عليه.. إلا وأنها تبدو شديدة الألفة.. خصوصًا وأن فيها "ذاك"


أول حبٍّ لها.. أول من استباح النظر إليها، واحتضانها، وتقبيلها


تشعر بأنها تركت كل شيء هنا ورحلت.. غصة عظيمة في حلقها
ولكن عليها ابتلاعها
لأجلها.. عليها التفكير بنفسها وحسب.. لا به

صحيح بأن منظره المكسور، والمستجدي لا يفارق خيالها

ولكنها تريد التفكير بنفسها.. بمستقبلها

هو سيسعد بوجودها.. ولكنها ستعيش الظلمات معه
تريد التفكير بواقعية.. الدنيا لا تمشي بالعواطف
وكما قالت مسبقًا.. البُعد عن حياب مؤلم.. ولكنه بالطبع لن يكون أكثر إيلامًا من العيش معه




.
،





كان يمشي معه في ممرات الجامعة

قال: أنت شو سالفتك؟

عقد حياب حواجبه: شو سالفتي؟

قرواش: شو بلاك؟ حزين ومجروح؟

نظر إليه حياب باستنكار: شو هالكلام بعد؟

قرواش: ها كله عشان العروس؟ الا هي حديد لا تبالغ

حياب: لا حديد ولا غيره.. مب مفتكر بالمرة

قرواش: عيل بلاك مويّم (مكشر/مهموم) طول الوقت وسرحان تقول فاقد لك حبيب

حياب: وأنت بلاك غادي فوزية الدريع تراقبني حزين ولا مجروح؟

قرواش همس له: إذا ذابح لك حد خبرني بفزع لك

حياب قهقه: لا تحاتي لو ذابح حد مستحيل ما أوهقك وياي



كتب لها قرواش: ما بيرمس.. يمكن عشان حرمته.. رمسيه أنتي



أغمضت عيونها بضياع.. مالذي سيحصل الآن؟ تحتاج أحدًا تستشيره
في حيرة شديدة من أمرها.. كيف تحادثه؟ وبأمر خاصٍّ كهذا؟
هل يجب عليها تركه؟ ليهدأ بنفسه؟

نفضت الفكرة من عقله.. عليها محاولة المساعدة وإن رفض ستتركه.. ولكن يجب عليها مد يد العون.. وإخباره بأنها هنا إن احتاجها
هي شبه متأكدة من الأمر.. خصوصًا وأن صغيرة رحلت بدون أي تواصل



أخبرت قرواش بأن يتأخر قليلًا في العودة.. وسجلت رقم حياب في هاتفها
فتحت المحادثة بتوتّر شديد وهي تكتب: مرحبا حياب.. أنا سوادة.. سويتلك فطور تعال افطر عندنا

رد عليها باختصار: بي عقب الصلاة


كانت تشعر بأنها على أعصابها.. بالأمس خفف قرواش عنهم الكثير.. وحمل أغلب الضغط على عاتقه
أما اليوم.. فهما هنا لوحدهما.. وفي فمها كلام في أمر خاص.. ولا تعلم بعد كيف تفتح الموضوع



بدأت بالغرف له.. وهي تقول بتردد شديد: صغور مسافرة اليوم

قالتها بتركيز عليه.. تود دراسة رد فعله.. وأعطاها خير رد وخير دليل
فتح عيونه بصدمة: سافرت!

قالت: هي.. الصبح.. ما تدري؟

تنهد وهز رأسه بالنفي: لا.. الله يحفظها



عضت شفتيها.. ما من شيء يُبكي.. ولكنها تريد البكاء.. حياب لا يقول الكثير.. ولكن كل شيء فيه يصرخ وجعًا


قالت بتردد أكبر.. وهي تحاول أن تستجمع صوتها: ليش سارت؟

قال باختصار: تبا تتطلق

شهقت بصدمة: تتطلق مرة وحدة!

لم يرد عليها

قالت بعد مدة من الصمت: وأنت تبغي تطلق؟

حياب: لا



سوادة بتعاطف شديد: انزين لا تطلقها إذا تبغيها.. حاول تراضيها.. والله يا حياب إن صغور طيبة وايد.. قلبها نظيف.. أطيب قلب فهالدنيا.. تتذكرني كيف كنت أنا؟ منو يتحملني؟ قوللي؟ منو؟ تحيدني كيف كنت ملسونة وكريهة
هي كانت وايد طيبة وتتجاهل أغلب اللي اقوله وأنا زعلانة ولا تركز.. إذا تبغيها لا تخليها.. مستحيل تحصل وحدة مثلها

قال: لو بيدي ما بطلقها.. بس الحين بتسير عند أهلج.. وبتبدا الأفلام.. الله يعلم شو بيسوون وشو بيقولون

سوادة: كلم أمي صغيرة.. أكيد بتوقف وياك

تنهد: أنا تسدني الأيام اللي عشتها وياها.. مابغي زيادة

دمعت عيونها: لا تقول هالكلام.. تونا صغار يا حياب.. بعده العمر فيه وايد

حياب حرّك راسه باستسلام: ما بترد.. عافتني




هادئ جدًّا.. هادئ.. عيونه على الكأس وهو يقلّبه بين يديه.. ولكن كل شيء فيه ينزف.. حياب ينزف ألمًا


كانت تشاهده بحسرة وألم.. لم تستطع تمالك نفسها
تعالت شهقاتها ورمت بنفسها في حضنه: حبيبي أنته.. لا تقول هالكلام.. خل ظنك بالله أحسن عن جذي.. كل شي بايده ممكن.. لا تيأس


تجمّد مع احتضانها.. لم يتوقعه أبدًا.. ولكنه تأثر كثيرًا.. كان يحتاج شيئًا يخفف عنه.. رص عليها وهو يأخذ قدرًا كبيرًا من الحب والحنان
في لحظات الضعف تحتاج مواساة.. تحتاج مؤازرة.. وهذا ما تفعله سوادة
معه
شعر بتعاطفها.. لعلّه أول احتضان يجمعهما.. ولكنه كتم مشاعره وضحك عليها: ههههههه الحين ليش تصيحين انتي؟ ماحيدج صياحة


تجاهلت ضحكه وهي تحاول كتمان ما تبقى فيها من بكاء: لا تعذب عمرك.. إذا تحبها حاول عشانها.. عشانكم حياب انتوا الاثنين.. صدقني هي بعد ما بتكون بخير.. صغيرة قبل لا تعرفك ومن خطبتها وهي تميل لك وتدافع عنك.. كيف الحين عقب ما عاشرتك؟


مسح شعرها وهو يتنهد: لا تشغلين بالج بهالموضوع.. يعين الله


دخل قرواش وهو عاقد حواجبه.. سحب سوادة من يده: خير يالغالي.. خليتك خمس دقايق ويا حرمتي أشوفك حاضننها


شعر حياب باحراج شديد من قرواش.. رغم أنها شقيقته والموقف كان عاطفيًا
الا وأنه شعر برغبة شديدة بالهرب من الموقف

استرخى على الأريكة وهو يطرد احراجه: هي اللي نقزت علي.. يمكن ما تحملت زيني


رفسه قرواش على ريله: يالله يالله بس.. مصختها تراك

التفت قرواش على زوجته يحادثها عن أمرٍ ما.. حين قاطعهم حياب
قال بذهن شارد: بتسيرون نعتمر؟ مب باقي شي على السمستر.. ناخذلنا عمرة سريعة ونرد البلاد

قرواش: غريبة أول مرة تقول تبا تعتمر

حياب عقد حواجبه بغضب: تشوفني يهودي جدامك يالهرم

قرواش: هههههههههههه لا والله بس مستغرب.. شكلك تبا تسير تدعي تتصلح البوغاتي


صغّر حياب عيونه بتركيز.. يبدو بأن هذا الخبيث يرمي إلى هدف آخر
قال: نسير ندعي تتصلح شو المانع.. الله قال ادعوني استجب لكم

على وطايا الخيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن