الجزء الخامس عشرة
.
،
ليل لنـدن
كانا يتمشيان على الأرصفة المبللة.. وكلٌّ منهم غارقٌ بهواجسه.. كان قرواش يختلق بعض الأحاديث، ويصمت أحيانًا أخرى
فرك يديه.. ثم التفت عليها: مب برد عليج؟
سوادة: اممم.. لا عادي
مسك يديها بعفوية تامة: متأكدة؟ "ثم عقد حاجبيه" هي والله ايدينج دافية
اقشعرّ بدنها من لمسته.. قالت بارتباك: ما أبرد بسرعة أنا.. أمي صغيرة تقول من كثر الشحوم اللي على قلبي
ضحك بصوت عالٍ: هههههههههههههه اسميها أمي صغيرة
ابتسمت لضحكته.. وانحرجت قليلًا.. التفتت تتأكد أن ما من أحد يسمعهما
قالت: اممم قرواش
قرواش: آمري
سوادة: ما بتستويلك مشكلة لأنك طلعتني؟ خالي محمد يعني....
قرواش: وشو يخص عمي محمد في الموضوع؟ ريال ومطلع حرمته.. محد له خص
سوادة: ما ابغيك تطيح بمشاكل أكثر بسبتي
وضع يده خلف ظهرها بأريحية.. وانكمشت هي على نفسها
قرواش: ما عليج منهم.. تعالي بناخذ قهوة من هني
سوادة: ما اشرب أنا ماحبها
قرواش: شو تحبين عيل؟
سوادة: اممممم ماحب أي شي مر
قرواش بطنازة: هذا وأنتي يالسة في الدانة وعايشين على القهوة العربية
ابتسمت: القهوة العربية غير!
،
على بعد بضع كيلومترات
دخلت عليها الغرفة: آعدة في البيت هاليومين شو صاير تزاعلتي أنتي والافندي؟
ريان باعتراض: ماما شو هالكلام يعني ما اقعد في البيت الا اذا تزاعلت معاه؟
أم ريان: ايه هاد اللي بشوفوه أنا
ريان: لا لكن راح على البلد.. زواج ولد عمه
أم ريان هزت راسها: ايه ربي يوفئهون.. وعئبال عندك
ريان قلّبت عينيها: طيب
شكّلت أم ريان تعابير عدم رضى على وجهها.. وغادرت الغرفة
بينما ابتسمت هي على ذكراه.. فتحت هاتفها وقلّبت ألبوم الصور
كانت بطبيعتها تعشق توثيق اللحظات.. فتحت أحد المقاطع وهي تبتسم بشوق كبير إلى صاحب هذا الوجه.. إلى ملامحه الحادة.. ووجهه الهادئ بالغالب
هو شخص هادئ ومتزن من الأساس.. عكس شخصيتها تمامًا
ولكنه، رغم اختلافه إلا أنه يعطيها كافة الحرية بممارسة ما تحب
أنت تقرأ
على وطايا الخيل
Romanceعمّا يحدث خلف جدران المصحّات النفسية، والأمراض الوراثية وعالم الخيول مابين عسف وترويض.. رواية خليجية إماراتية بشخصيات متعددة كلّن يشق طريقه في هذه الحياة وله اختباراته ومعاناته الخاصة.. مابين الحب والرومانسية والألم العتيق هنا على وطايا الخيل