32

706 17 3
                                    

،

الجزء الثـانـي والثلاثـون

نظّفت جرح بطنه، وضمّدته بالشاش.. وأتبعت فعلها هذا بجرح رجله السطحي بفعل سقوط المقص بشكل فوضوي عليها

كانت صامتة، مركّزة على عملها

بينما كان هو يشاهدها بشفقة على حالها.. يعلم بأن الصمت هذا زعل، أكثر من كونه تركيزًا على العمل

هذه المسكينة قاست مختلف الصدمات والمواقف الصعبة معه في مدة زواجٍ قصيرة.. ولا يعلم لمَ لم تهرب منه بعد!

ابتداءً من ليلة زفافهم، إلى مشاكله الكثيرة، والآن هذا الموقف المثير للرعب


رآها تخلع قفازاتها بطريقة سريعة واحترافية بدون أن تلوث يديها أو المكان

قال: ماشاءالله اللي يشوفج ما يقول إنج ما مارستي الطب العام من زمان.. محترفة

نهضت بعد أن نظّفت المكان بهدوء: مب شي ينّسي

لحق بها وهو يراها تتخلص من الكيس بعد أن غلّفته بعدة أكياس

سمع صوتها الحازم: جرح بطنك.. لا تضغط عليه.. الحمدلله إنه رغم تهوّرك ما يستلزم خياطة

أحاط رقبتها بذراعيه وهو يدفنها في حضنه: آسف

لم ترد عليه، ولم تبادله الاحتضان

قال: أدري إني معيشنّج في رعب

وديمة: تصرّفك غير مسؤول

سلطان: بس كان ضروري.. لازم أعق هالحِمل.. عني وعنها

وديمة: في مليون طريقة غير!

سلطان: ما تنفع الا هذي.. صدقيني.. لو ما جرّبت ما بتطلع من خاطرها

وديمة: وإذا ما طلعت من خاطرها الا عقب ما تحطه في بطنك؟ أنا شو أسوي بعمري وقتها؟

قال بثقة: لا تحاتين ما بتسويها

ردت بسخط: شو يضمنك؟ بس تسير وتعق بعمرك أي مكان؟ ما تفكر بي ولا ببنتك؟

سلطان: حبيبي أقولج ما بتسويها.. لو شاك إنها ممكن تضرني مستحيل اتصرف هالتصرف

هزت رأسها بتشكيك: مستحيل.. مافي شي يضمّنك.. ما تعرف الناس شو ممكن تسوي في لحظة غضب

سلطان: أدري.. وأدري إنها مابتسوي شي.. "قال يمازحها" هي في خاطرها تذبحني خليها تجرب.. يقولون عني جني أكيد ما بموت

لفّت عيونها عنه بزعل: الموضوع مب مصخرة، وما يضحك.. ماتدري شو النزعة الإجرامية في الناس.. والشيطان حاضر.. أي غلطة صغيرة كنت بتروح فيها

سلطان: هذي حرمة بسيطة عاشت حياتها في الدانة بين نخل ومزارع من وين بتيها النزعة الاجرامية هذي؟

وديمة: يمكن موجودة وماحصلت محفّز

قهقه سلطان: يا كبرها عند الله حبيبي.. اللي يسمعج ما يقول إنج ترمسين عن أم حمدان.. حبيبي اهدي.. الحمدلله ماستوا شي.. وعدّت على خير.. لا تفكرين بالموضوع وايد

على وطايا الخيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن