30

734 18 3
                                    


،

الجزء الثلاثـون

كان جالسًا على دكّة المنزل الخارجية.. يريد الخروج، يريد الابتعاد قليلًا.. ولكنّه لا يستطيع تركها لوحدها

جلس يفكّر، ويفكّر.. بالمشاهد.. ومالذي عليه فعله ليحل هذه المشكلة.. خصوصًا في هذا الوقت الحرج وهي في شهورها الأخيرة

يعلم بأنها متألمة.. وأنها لم تنفجر بوجهه بهذه الطريقة، إلا لأنها لا تمتلك شخصًا آخر قد تبوح له بما فيها

كانت كلماتها قاسيةً جدًّا.. ويائسة أكثر

هذه ليست هي.. ليست شخصيتها

سوادة امرأة ذات إيمان قوي وشديدة القرب من الله

لا يزكّي على الله أحدًا.. ولكن هذا الظاهر منها

تنهّد وهو يعود للداخل

.

،

كان متورّكًا على سجّادته بعد السلام.. يسبّح ويهلل ويذكر الله كثيرًا.. عندما شعر بيديها خلف رقبته، ورجليها تنزل على كتفيه، امتدادًا إلى صدره

رفع رأسه إليها باستنكار، وهو مستمرّ بتحريك شفتيه بدون صوت

بادلته النظر، بعيون ماكرة وشقية

قال وهو يمسك بها لئلا تسقط: أنتي خبلة؟ شو سالفتج؟

ردّت بدلالها المعتاد: شيلني

طوى سجّادته بيمناه وهو يمسك برجلها بيده اليسرى: ابتليت يا غديّر بهاليهال

ضحكت عليه.. تعجبها تذمراته الصغيرة: ههههههههههههههههه

غديّر: بفرّج (سأرميك) في البحر.. يسد إننا تبهدلنا بسبتج البارحة

ريّان: خلاص تخطّى انتهى الموضوع.. Move on

غديّر: move on فعينج.. آخر مرة اعطيج مهمة كبيرة مثل هذي

عقب لا تزعلين وتقولين أنت مب واثق فيني

ريّان: طيب أنا توقعت بنلاقي تكاسي عند المطار مثل أي مكان ثاني.. شو عرفني إنهم متخلفين

غديّر: المفروض تحطين ببالج إنها بلاد صغيرة.. وحتى لو في تكاسي منو يسافر بدون لا يدبر مواصلات من المطار؟

ضحكت عليه: خلاااص غدوري.. لا تعصب علي.. خلاص مرة ثانية أنته رتب طيب؟

تعال شوف المكان معاي.. شو رأيك بذوقي؟

غديّر انزلها من كتفيه: حلو مثلج.. بس انزلي.. كسرتيني

نزلت وهذبت ملابسها وهي تقف أمامه بتغنّج: طيب شو رأيك فيني؟ ما تحس إن فيني شي غير؟

قهقه وهو ينظر إليها: المووت والله هالتان

اقتربت منه بدلال: عجبك؟ بعده مو زابط كثير بعيده بكره

على وطايا الخيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن