18 ) الوقوف مرة أخرى

64 5 3
                                    


إحظى بيوم جيد واستمتع

••

رنين الهاتف يتزايد بعد إزالته للحضن الذي ضمني به وتواجده جانبي .. كلانا صامتان .. هو يضع بيده على كتفي وأنا أناظر الفراغ

...

سريعاً نهض بعد نفاذ محاولاتنا للإبتعاد عن الرد .. ووضع بالسماعة على أذنه حتى نطق

" سيد سميث "

يبدو أن مايدور بينهم حديثٌ من طرف ديمري فعندما رد عليه بدأ يقول

"نحن نعتذر لك بحقٍ لوضعك في مكانة إخبار مارلين وهذا صعبٌ لك ولها .. أنا صديقها هنا لجانبها ولا وحدة لها هذا بعهدتي "


" من فضلك ولدي .. أنا أنا حقاً

وبدأت كلماته تشرح وضع عيناه بسقوط قطراتٍ منها

مارلين عزيزةٌ علي ! عزيزةٌ للغاية ! أريد سحبها من المدرسة وإبقائها معي وزوجتي لكنني لا أعلم بوضع رأيها وما إلى ذلك ولا شك أننا لا نستطيع مناقشتها في ذلك الموضوع الآن "

" لا عمي .. لا تقلق .. إنها في عهدتي وأمانتي وبدوري سأحترمها ورأيها وأستشيرها ولك بالرد قريباً "

أردف بالرد مع معرفته أنه لا سماح بالخروج من هنا .. وماهذا ؟! .. هنا جميعهم أيتام ! 


يكب بقطرات عينيه ويجيب ثانيةً

" فاليبارك الله بك .. أرجوك أعد الاتصال بي واجعلها المتكلمة .. أعرف شعورها الآن تماماً ولا أريد الضغط عليها فلك بعهدتك وأمانتك هي "

••

بعد مرور شهر

سأبقيكِ في قلبي دائماً .. هذه العبارة منه .. أوقعت بحبالي التي أمسكت بي جيداً لعدم الوقوع في روح أحدهم .. كان من المستحيل لي تقبل هذا الشخص بعد أول مرةٍ لي برؤيته .. مرةً بعد مرة .. قد توضح لي أنه يحاول الاعتذار عن فعلته .. أو ربما ..
أنا فقط أريد فهمها بطريقتي الخاصة الآن .. أنه لطيفٌ فحسب ..
أشعر بالغرابة تجاه الأمر أو حتى التحدث به ..
أريد الاعتراف ما بداخلي هذه المرة ..
أريد القول أنني خلال هذه الأيام وماقبلها وإن أتى ما بعدها .. لا أعرف من أنا .. ما جائني كان بمثابة هزةٍ أرضيةٍ حطمت كل ما قد بُني داخلي أو وجد
لكنه .. لكنه هو لم يفلت بي لحظةً واحدة ..
كنت ميقنةً أن كل دمعةٍ تغسل خداي لن يلاحظها أحدٌ أو يكترث لأمرها .. لأن من كانوا يهتموا بالفعل .. قد رحلوا .. وهاجروا لرحلةٍ طويلة عودتها من المستحيل ..
لكنني أخطأت !
للحظةٍ ما غفلت عن أحدهم كان يحاول بشدةٍ التقرب مني
غفلت عن مشاعرٍ صادقةٍ من أحدهم أرادت البقاء معي سواء كنت بخيرٍ أم لا ..
كل ما استيقظت إن حدث وسرقني النوم
كان من أفتح باب الغرفة على وجهه هو
وإن عشت يوماً من صباحه لمسائه كان معه
وعندما يحين موعد النجوم والقمر .. كان آخر من يراني وأراه .. فيضعني أمام بابي ويرحل متأكداً من كوني بخيرٍ سترقد لي عينٌ ..
كل هذا .. ويريد من فتاةٍ ألا تقع في حبه ؟
إنني لمهوسةٌ في من يعامل بلطف .. الأمان حاجةٌ تُصنع من اللطف .. وإنه يمتلك الاثنان أو أكثر ربما
ديمري ذاك .. يعرف نقاط ضعفي على ما اعتقد
" شخصٌ عندما توجد بجانبه تحس كما لو أنك تريد البقاء فقط .. "
الوحيد الذي عرف بممات والداي .. وأبقى الأمر في نفسه كما طلبت منه .. أكره أن اسمع الكثير من المجاملات من حولي فلا إحساسهم إحساسي ولا اهتمامهم اهتمامي .. كرهت في البداية أنه كان معي وعرف الأمر .. لكنني بخيرٍ حتى الآن لمعرفته فقط ..
كرر السيد سميث اتصالاته يومها فأجابه قائلاً أنني سأكمل السنة الأخيرة لي في المدرسة هنا بسبب توفر المسكن وبعدها سنرى إلى أين ستأول الأمور .. عارضه كثيراً محاولاً هو الاعتناء بي وطالباً مكالمتي فأخبرته بنفس الأمر ..
لأنني يومها لم أكن بخير ولا أحفز التطفل على منزل أحدهم وزوجته .. هذا يُشعر بعدم الراحة للطرفين .. وإضافةً لذلك .. هو كان موجود
فلا بأس بالبقاء هنا .. أليس كذلك ؟
أخبرته أنني أريد بكامل إرادتي الدراسة هنا لتوفر المسكن مع أشخاص جيدون ولا مشكلة لي
قائلةً لننتظر حتى ينتهي العام وبعدها سيحدث مايحدث ..
من يومها للآن .. أصبحت أفضل بقليل .. على الأقل لا تنهمر دموعي كل ثانيةٍ أو ربع واحدة
أصبحت آكل جيداً أكثر .. وتحسنت هالتي أكثر
وأصبحت ابتسم لبعض الأشياء وأتناسى الأمر
إنني بالفعل منهكةٌ من ذلك لكن وصيتهم لي يوم ذكرهم الأمر .. كان بعدم الاكتئاب أو العيش داخله للأبد .. أريد تحقيق أمنيتهم والتخفيف من التفكير بذلك مع أنني لا أستطيع !
كلٌ منا لديه حياةٌ سيأتي بها ما يرضي وما لا .. علينا بالإستمرار في هذا الوجود ومحاولة صنع أفضل حياةٍ ممكنة لأننا نحن نُخلق كما نحن لمرةٍ واحدة .. مع نفس النفس .. ونفس الأشخاص
ونفس كل شيء !
ومن سأقدم له شكري أيضاً
ذلك الشخص الذي وقعت في حبه !

Maybe in .. another world حيث تعيش القصص. اكتشف الآن