28

299 20 0
                                    



| هوانغ هيونجين|
" المجدُ دائماً وأبداً للنوم بهيئتي هذه , أشعرُ بأن كل جزءٍ في جسدي قد نال كفايتهُ من الراحه " صاحَ تشان مُتثائباً أثناء تمديدهِ لجسدهِ بكسل


" أوافقك وبشدة " قلتُ بنعاس إذ مازلتُ مستلقياً على جانبي منذُ إستيقظت , الكسل والخمول في هيئتي هذه يتغلبان على مثيليهما في هيئتي البشرية وبكل جدارةٍ أيضاً
" لولا بأن والدكما لم يأخذ راحتهِ في العواء لأسدى لنا خدمةً جليلة " سخِرَ سونغمين بصدق , كما توقعنا أخذَ والدي بالعواء - وبفضله علمنا بأنهم قد وصلوا - ومن ثمّ تبعهُ بعض أفراد القطيع وربما الكُل , لا أعلمُ حقاً ..
أحياناً العواء في الليل أو الفجر خصوصاً يكون كالعدوى , حينما يعوي أحدنا يتبعهُ الأخرون وتلقائياً نجدُ أنفسنا نعوي معاً كأغنية جماعية مزعجه لبقية مخلوقات الغابة
" على كلٍ لنتحرك سريعاً إذا أردنا أن نصل قبل أن يبدأو بالصيد , شخصياً لا أودُ تفويت هذهِ الوجبة العظيمة " إستقام تشان واقفاً على قوائمةِ الأربع بإستعدادٍ لإكمال ماتبقى نحو الغابة , تنهدتُ بكسل قبل أن أقفَ أنا أيضاًهززتُ جسدي لإنعاش فرائي قليلاً ومن ثمَ أملتُ رأسي بتساؤول لسونغمين وهان اللذان لازالا مستلقيينِ ويرمقاننا بإبتسامةٍ غريبة " مابكما؟"
" أقترحُ أن نرتاح قليلاً حتى تتحركَ الشمسُ قليلاً كي نسير في الظلالِ لاحقاً " قال هان وأومأ سونغمين بسرعة موافقاً " ونستطيعُ إصطياد أي حيوانٍ دسم معاً جميعاً وسيكون كافياً لنا دون مشاركة أفرادٍ كُثر "
" أقدرُ مشاكلكما العاطفية لكن تحركا بسرعة قبل أن أضجر من الوقوف هكذا " إستعملتُ سلطتي المستقبلية -بإستغلال عدم وجوي والدي هُنا- , وبالفعل قاما على قوائمهما مع الكثير من التذمرِ والشتم
إلتفيتُ على عقِبي نحو طريق الغابة الأم بفخرٍ وإنتصار , إن القوةَ والسلطة لأمران رائعان جداً !
كانا سيكونان أفضل لو كان ايان هنا ليتعاظمَ فخري بنفسي أمامه , لا آبه إن كان تفكيري طفولياً , من لايريدُ إثارة إعجاب حب حياته؟
" الوطن وأخيراً !" إرتمى هان بجسده مُرهقاً منذُ تخطى مدخل الغابة الأم المليئ بالأشجار الضخمة التي تكادُ تعانقُ الشمس لترحبَ بها صباحاً وتودعها مساءاً ومعيدة ترحيب وعناق القمر , لطالما أحببتُ تصور هذا الروتين الخيالي
إستنشقتُ نفساً طويلاً بكلٍ مافيّ " أخيراً هواءٌ نقي , إفتقدتُ الرياح المحملة برائحة الأشجار والنباتات " قلتُ بهيام معيداً الإستنشاق والزفير بعمق وراحة
" أحبُ الغابة أيضاً وأهيم شوقاً لها لكنما تبالغانِ يارفاق , خصوصاً ايان لقد كنا في غابةٍ أصغر يتواجد فيها ذات الهواء الذي تستنشقهُ بعشقٍ الأن " قال تشان ساخِراً وأكتفيتُ بالنظرِ إليه بإستصغار قبل أن أُكمل طريقي بحثاً عن والدي أو أي أحدٍ أخر
إن لم تكن حاسة شمي قد أصابها مكروه لقلة إستخدامي لها كبشري فأنني متأكدٌ بأن أحداً ما ذو رائحةٍ مألوفة قريبٌ هنا , إشتقتُ لوالدي وأختي والجميع!!
" ماذا كنتَ تتوقعَ من إبني والدهما؟ يكادون يجسدون الغابة كآلهة "إلتفيتُ عائداً بسرعة وفكاي متباعدان من عظمةِ الإبتسامة والسعادة , جينيفر كانت هُناك , تداعبُ هان محاولةً إغاضته وتشان وسونغمين يُقهقهان عليهما بمرح
" أنظر من هُنا ! هل هذهِ المعدةُ الكبيرة جراءَ إلتهامكِ لأي مخلوقٍ حي ترينه؟" صِحتُ بمرح ممازحاً لجذبِ إنتباهها , وبالفعل وجهت إنتباهها كلهُ نحوي قبل أن ترتسمَ إبتسامةٌ واسعة على شفتيها وتجريَ نحوي
" أيها الأسودُ الوغد كيف لكَ أن تتركَ أختك كل تلك المده دون رؤويتها؟ أنساكَ فتاكَ الغابة وطنك وأختك التي ستصبحُ أُماً؟" قالت بإنزعاجٍ مُصطنعَ قبل أن تعانقني بشكلٍ بسيط -نتعانقُ نحنُ الذئاب برِقابنا وأحياناً بقوائمنا الأمامية-
" رويدكِ إنها وطنهُ أيضاً " قلتُ ساخراً مع علمي بأنها قالت ذلك لإغاضتي فقط " ولاتتوقعي مني بأنني صدقتُ بأن هذة معدةٌ طبيعية " قلتُ بإنكار تام مستبعداً تمام الإستبعاد فكرة وجود جنين بداخلها , إنه ليس موعد التكاثر حتى!
" لقد بدأ الصيف أيها الخالُ الرائع , بمنتصف الصيف أو في نهايته سيكونُ العديد من الجراء قد إنضموا للقطيع " شرحَ هان بينما ينظرُ لمعدتها بإبتسامة حنان وكأنهُ يرى الجراءَ بداخلها , وسرعان ما أنضممتُ له نحدقُ بمعدتها ونحاولُ لمسها برفق
" توقفوا عن لمس صغاري ولنذهب جميعاً قبل أن يبدأو بالصيد , والدي كان من أرسلني بالمُناسبة " أبعدتنا بإنزعاج بعد أن إنضمَ تشان وسونغمين بفضول
أومئنا جميعاً بجوعٍ تام إذ لم نأكل شيءً منذُ الأمس , من المفترض بأنني تناولتُ وجبتين سلفاً لولا هذه الرحله التي كانت من المفترض أن لا تستغرقَ كلّ هذا الوقت لو كنتُ وحيداً
" لن تشاركي في الصيد صحيح؟ لابد وأنك مُثقله " تسائل سونغمين وأمالت جنيفير رأسها بتفكير " هل أشعرُ بالثقل مقارنةً بالسابق ..؟ بالتأكيد لكنهم ليسوا بالثقل المتعب طوال الوقت , أحياناً أودُ الإستلقاء فقط وعدم المشي من التعب , وأحيانا أخرى أُشارك في الصيد , يعتمد على الحظ "
كل قطعان الذئاب مهما إختلفت فصائلها وغاباتها لديها تقليدُ الصيد الجماعي هذا , لوجبةٍ واحدة يضعون خطة لإصطياد عددٍ مناسب من حيوانٍ ما يكبرنا حجماً ؛ نحنُ مثلاً غالباً ما ننهي عملية صيدنا بجاموسين تكفي الكل بالغالب , أما بقية الطرائد الصغيرة الأخرى كالأرانب وماشابه فكلٌ يطعم نفسه بنفسه أو يطعم عائلتهيعودُ هذا الأمر بسبب تقديس أمر العائلة والقطيع لدينا كذئاب ,
فصيدنا جماعي وحتى قيلولة منتصفُ النهار غالباً مانقضيها معاً , وكل مشاكل القطيع والغابة يتمُ عرضها على القطيع ككل ومناقشتها وحلُها , إضافة لضخامة حجم بعض الحيوانات التي نقتاتُ عليها لذا نحتاج مجموعة لنطيحَ بجاموسٍ واحد كمثال
إعتقدتُ بأننا سنذهبُ للصخرةِ الكبيرة حيثُ الإجتماعُ المعتاد , لكن يبدو بأننا تأخرنا لدرجة أنهم حددوا نوع الصيد ومكانه , وهذا جيدٌ بعض الشيء لأنني أودُ وبحق إختصار الوقت وملئ معدتي ومن ثم الإستلقاء لأروع قيلولة تجمع بين الراحةِ والشبع
" مابك؟" إستنكرتُ متسائلاً لسونغمين الذي توقفَ فجأة وعيناهُ تتفقدانِ المكان بسرعة وحِرص وذيلهُ متنصمٌ هو الأخرَ , توقفَ البقية محدقين فيه بإستهجان
" تباً الجميع بالقرب من هُنا إنها غرائزهُ بالتأكيد " تأوهتُ بإستيعاب بعدما بدا وكأنهُ يشتمُ رائحةً ما , لا هيونجين الوقت ليس الوقت المناسب للإشتياق لايان
" يا إلهي رفاق أستطيعُ الشعور بها فعلاً , الرائحة والإنجذاب يا إلهي أشعرُ وكأن جسدي بهِ عِلةٌ ما " قال بإندهاش وإعجاب مُختلطان بغرابة وحماس , أنفاسهُ ليست بالمُستقرة وأنفهُ يبدو كخاصةٍ كلبٍ بوليسي , رغم هذا لايقارنُ بجنوني ذاك فغرائزهُ لم تسيطر عليه كما حصل لي - أعترفُ بكونه كان جنوناً -" أُنثى ! هل هي أُنثى ! كيفَ عرفت؟" صاحَ تشان بفضول بينما هان وجنيفير يحاولان إلتقاط الرائحة التي بدأت تسحرُ عقله على مايبدو , تأثير الغرائز لابد منه.
" كلا لا أعلم لكنها أسهلُ من ذِكر كلا الجنسين , على كلٍ لنذهب " مررَ لسانهُ على شفتيه بتشوق قبل أن ينطلق فوراً وكأنهُ ليس ذاك الذئب الخائف والمتوتر بالأمر , كما أخبرته حينها فقط سيتصرفُ كما يجب دون التفكير بالأمر مسبقاً
" لا أصدقُ بأنك ذاك الذي يدور حول محورهِ من التوترِ بالأمس " سخِر هان بينما يتبعهُ كما نفعلُ جميعاً , كانت جنيفر هي من تتقدمنا لكن سونغمين يحتل مكانها الأن
" صحيح !" توقفَ فجأه مما سببَ إصطدامَ جنيفر به بشكلٍ أخرق , إلتفَ نحونا " رجاءاً لاتتركوني لازلتُ متوتراً , جي كوني في المقدمة سأكون بجانب هيونجين "
" لا أسمحُ لك بالتفاخر بصداقتي والمشي بجانبي أمام شريكتك أو شريكك بلا مقابل " دفعتهُ ممازحاً بإغترار , بالطبع ليس طفلاً ليفعل هذا" تباً صحيح أنت جاذبٌ للإنتباه , تعال هان سأكون بجانبك لن أُلاحظَ بسهولة " قال بورطة قبل أن يلتصقَ بهان مجازياً , المسكين يمرُ بوضعٍ أخرق ومضحك ومتناقض ؛ تشوق للقاء شريكةِ أو شريكِ حياته , وتوترٌ وخوف من هذا في نفس الوقت.
" إن لم تنتبه فقد أهنتني للتو , شكراً وكأنك دُستَ على ذيلي " إبتسمَ جاقر بتكلف وأنفجرَ تشان ضاحكاً بينما إستطعتُ -وبصعوبة- كبت ضحكي , أحياناً هان يتحسسُ من الفرق بيننا رغم أن الفارق بيننا في العمر مجرُ دقائق
" هاقد وصلتِ الجراء الضائعة !" صاحت جنيفر ما إن وصلنا لبقيةٍ القطيع ورمقناها بإستنكارٍ جميعاً " لم نكن ضائعين !"
قلناها بوقتٍ واحد وأبتسمت ببراءة " من الواضح بأنني كنتُ أمزح "
" أخيراً في الوقتِ المناسب !" هتفَ والدي بفرح مقاطعاً حديثه مع بقية القطيع المصطفين كدائرة جاذباً جميع الأنظار -رغم أن جنيفر قامت بهذا بالفعل- نحو القادمين الجُدد , أو بمسمى أفضل نحنُ العائدون
تحركَ نحونا بسرعة مُرحباً بي وبهان على الخصوص مع القليل من العناق والملامسات الحميمية وبالطبع لم يستثنِ سونغمين وتشان هذا واللذانِ يكادان أن يكونا بمثابةِ إبنيه
" كنا نقررُ للتو من سيرافقُ يوري وفريقها للجانبِ الأخر للإنتظار , أنتم الأربعة إنضموا لهم , يوري أشرفي أنتِ على فريقكِ بتركيز " أكملَ والدي حوارة الذي قُوطعَ بمجيئنا وأومئنا جميعاً موافقين وأنظارنا نحنُ الأربعه تتفحصُ يوري بالذات وبقية الفريق معها , مازال والدي مُعجباً بذكاء وقوة شخصية يوري على مايبدو.
بما أننا لن نتحرك إلا بعد قليل إستغلَ سونغمين وتشان الوقت البسيط قبل بدءِ الصيد وذهبا لعائلتيهما فوراً الموجودين هنا , أعدتُ نظري نحوَ يوري متجهاً نحوها لإلقاء التحيه كصديقٍ قديم , لكنها بدت هي وثاندر بجانبها مغَيبينِ تماماً فيما يتتبعان سونغمين بأعينهما ..
أحدهما هو شريكُ سونغمين بالتأكيد !
لاسيما وأنَ سونغمين كان قد أطالَ النظرَ بهما مسبقاً قبل أن يلاحظاه وأبعدَ عينيه بسرعة - أجل كنتُ أراقبُ سونغمين بإهتمام منذُ البداية-توقفتُ في مكاني لمتابعة الأحداث وفضولي يشتعلُ إثارةً , كصديق طفولة سونغمين أعلم تمام العلم بأنهُ الأن يقفُ بإستقامة ويتصرف مع عائلتهِ بشكلٍ مصطنعٍ تماماً أي أنه يعلمُ من شريكهُ من بينهما , حتى أنَّ عينيه تزيغانِ قليلاً نحوهما أثناء حديثه , ويبدو على والدتهِ بأنه لاحظت هذا بذكاء إذ أنها هي الأخرى أخذتُ تراقبُ الوضع بإبتسامة ..
الأمهات يعلمن بالأسرار قبل الإفصاحِ عنها!
لم يمضِ الكثيرُ من الوقت قبل أن ينقسمَ الجميعُ لثلاث مجموعات وتذهبَ كل مجموعةٍ في طريقها , الأن وبعد التفكير يبدو الأمرُ غير مألوفاً البته أن أكون في وسط مجموعةٍ لا أقودها بنفسي !
هان في مقدمةِ المجموعة يتحدثُ مع آرثر بشغف عن أمرٍ ما , اللعين لم يخبرني من هو شريكه ولم أفكر بسؤاله عن هذا قبلاً إذ لم أهتم بماهتيه مادام ليس شريكه الفعليه , حاولتُ مراقبة أياً تكن من قد يحملقُ به لوقتٍ طويل لكنني فشلتُ بهذا لذا عدتُ لأمر سونغمين
" هي هل تعلمُ من هيَ أو هو؟" همستُ لتشان وحركَ رأسهُ بالنفي , تبادلنا نظراتِ الخيبه لثوانٍ قبل أن يرتسمَ شبحُ إبتسامةٍ على شفتي تشان , إبتسمتُ معه تلقائياً قبل أن نجري بسرعة لسونغمين الذي يتقدمنا بقليل" هي هي هل علِمـ- اوتش واللعنة سونغمين لما هذا !" صاحَ تشان بألم بعد أن داسَ سونغمين على ذيلهِ فجأة لإصماته , نظرنا حولنا لكن آرثر ويوري -المتوقعان الوحيدان- يتقدمان القطيعَ كُله !
خطفَ سونغمين نظرةً سريعة لمن في المُقدمة " قد تسمع!" همسَ بسرعة وحذر وفتحتُ أنا وتشان فاهينا بوسع قبل أن نهتفَ بصوتٍ عالٍ لإغاضته وربما لإحراجهِ أيضاً
" أخيراً سيصبحُ لدينا شخصٌ آخر يثرثر عن تجاربه !" لكزهُ تشان بصوتٍ عالٍ بشكلٍ جاذب للأنظار عمداً ولكزتهُ أنا بدوري " لم أكن أُثرثر عن ايان أنتم من تسألونني عنه!"
أما سونغمين فهزّ رأسهُ بأسى وورطة بعدما نجحنا بإحراجهِ أمامها , مع أنه لايعتبرُ إحراجاً لكنه في موقفٍ يجعلهُ يظن هذا.
" كاذب كنتَ تثرثر عنه طوال الوقت حتى خشيتُ أن توقطني من نومي لتخبرني شيءً جديداً " قال هان
متجهاً نحونا بصحبةِ يوري وآرثر , هذا هو أخي الذي يفهمُ بمجرد التلميح !!!" عليك أن تصطادَ لنا جميعاً لاحقاً " ركلتُ سونغمين هامساً وركلني هو الأخر بشكلٍ أشد بينما هو مطبقٌ شفتيه بإرتباك وعيناهُ لاتبارحان النظر ليوري المتوجهة نحونا , وبالطبع هي الأخرى عيناها لاترى تقريباً سوا سونغمين , لكن بخلافهِ فهي مبتسمةٌ بجرأةٍ بعض الشيء
" على الأقل أنا لم أوقظك من نومكَ لأسألك مالذي يجدرُ بي أن أرتديه في أول مره " قلتُ لهان قبل أن أغمزَ بخفه ليتذكرَ أول موعدٍ لهُ مع ليكسيند
أمالَ رقبتهُ بحيرة محاولاً التذكر قبل أن يعضّ على شفتيه فجأه وعيناهُ تقدحان شرراً لي " رائع يالعين لقد سمِعت رائع بقي والدي الوحيد الذي لم يعلم " تحركَ هامساً بأُذني بسرعة بصوتٍ بالكاد سمعته أنا , أملتُ برأسي أنا الأخر بعدمِ فهم وأشارِ بعينيه للخلف .. هل شريكه ذلك خلفنا ..؟ رائع أعتقد بأنني أفسدتُ الأمر
رغم بأن الأمور بينهما فاسدة منذ البداية ..
" مرحباً هيونجين وتشان , سونغمين , لم نركم هنا منذُ مدةٍ بارفاق !" رحبت يوري بمرح مستثنيةَ إسم سونغمين لوحدهِ مما سببَ إحتقان ضحكٍ بداخلي ,
لا أعلمُ لما أنا مستعدٌ للسخرية والضحك على كل شيء يدور بينهما.
إلتزمتُ أنا وتشان الصمت منتظرين سونغمين ليجيبَ عليها هو لكن الأحمق ملتزمٌ بالصمتِ أكثر منا , تلاشت إبتسامةُ المسكينه بسبب صمتنا الذي يبدو كتجاهلٍ لها , نظفتُ حلقي بخفه لعل المسحور بجانبي يفيق من تأمله ويجيب لكنه لم يخرج من غفلته إلا حينما داسَ تشان على ذيلهِ بسرعة
" تـ-آه أجل لقد عدنا للغابة للتو " تمالك نفسهُ فوراً وقهقهَ بإرتباك قبل أن يردف " كنا في الجانب الأخر كبشر , على كلٍ كيف حالك؟ "
هل تجاهل أو تناسى وجودَ آرثر أم أنني لم أسمعهُ يسأله عن حالهِ هو أيضاً ..؟ الغرائز اللعينه.
حركتُ قدمي لأركله للمرةِ المئة لكنهَ تحدثَ قبلها " ٱرثر أيضاً كيف أنت؟ تبدو بحالٍ أفضل منذُ أخر مرة رأيتكَ بها "
تنفسنا براحة نحنُ الثلاثة ما إن أنهى سونغمين جملته ودخلَ بحديثٍ ما بنجاح مع يوري وآرثر , هذا من كان يسخرُ من جنوني تحول لأخرق بمجرد تعرفه على ماهية شريكته!
لم أشارك بأحاديثهم كثيراً , سألَ آرثر فقط ما إذا كان صحيحاً بأنني أملكُ شريكاً ذكر وأجبتهُ بالإيجاب وبأنه لم يأتِ معنا لظرفٍ ما -لستُ أنوي إخبار أحدٍ بحالته مالم يكن من عائلتي أو عائلته-
الطريق القليل الباقي نحو المكان الذي إختارتهُ يوري لنا للبقاء والإنتظار فيه كان مليئاً بالتأمل بلغةِ جسدي سونغمين ويوري أثناء حديثهما ,
بطريقةٍ ما أصبحا يمشيان بجانبِ بعضيهما مستغرقين بالحديث وكلاهما يبتسمُ بوسعٍ للأخر أو بخجلٍ من حينٍ لأخر , معظم حديثهما كان يقودهُ سونغمين متحدثاً عن حياة البشر والمدة التي قضاها هُناك
ما إن وصلنا للمكان خلفَ مجموعة من الأحجار أوقفتنا يوري وأملت علينا الخطة والترتيب , الفريق الأول سيطاردون قطيع الجواميس حتى يمسكوا بثلاثةٍ منها -بالعادة نكتفي بإثنين لكن هنالك أكثرُ من حبلى تحمل بداخلها أرواحٌ تأكل معها- , ستأتي الجواميس من هنا هاربة بالتأكيد وهنا سيكون دورنا بمباغتتهم والإمساك بالإثنين المطلوبين بما أن الفريق الأول لن يستطيعَ غالباً سوا الإيقاع بواحد
" بقي فقط بأن نرتب أنفسنا , كل ثلاثة كأقصى حد سينقضون على واحد , لاتنسوا إهجموا على العُنق فوراً لنضمن موتاً أسرع " قالت يوري ثم أخذت تنقلُ بنظرها بين الفريق بينما تقوم بتقسيمنا في دماغها على مايبدو
نظرتُ لسونغمين الذي ينظرُ لي مطولاً وكأنه يودُ إيصالَ شيءٍ ما , أومأتُ بخفه ما إن فهمتُ مايرمي إليه وتقدمَ بسرعة " أتركي أمر واحدٍ منهم لي أنا وهيونجين "
" أنتما الإثنانِ فقط ضدَ جاموسٍ ضخمٍ واحد !" إستهجنت مبتسمةَ بإستخفاف وردَ لها سونغمين الإبتسامةّ بتكلف " ألا أبدو قوياً كفاية؟"
لن أنكر قوة ومهارات سونغمين لكن لما تركني كمجردٍ جذعِ شجرةٍ بجانبه ..؟إبتسمت بوسعٍ أقرب للقهقه والتعجب والتحدي باديانِ على ملامحها " تبدو كذلك بالفعل , أثبت ذلك " غمزت لهُ بتحدٍ
للتو نعتهُ بالأخرق لكنهُ إستطاعَ كسب إعجابها أسرع مما فعلتِ مع ايان !
" أنا وهان ويونغي سنهتمُ بالأخر " تقدم يونغي ليقفَ بجانب هان الذي تحركَ لليسار قليلاً بعدمِ إرتياح مبتعداً بعض الشيء كي لايلتصقَ به
يونغي إحدى أصديقء طفولتي ومازال كذلك , لكن بعد تحرك هان بعدمِ إرتياحٍ هكذا أشعرٌ بمقتٍ كبير في داخلي له , أعلمُ بأن الكل يمتلك الحرية في مايفعله لكن لا أستطيعُ عدم مقته وصورة هان المتحطم أمامي في كل مرةٍ سأراها فيها!
لما يبدو وكأنه يتقرب له بينما هو من رفضهُ مسبقاً !
" حسناً رفاق لنستعد !" صاحت يوري ما إن سمعنا صوت إنطلاق الفريق الأخر وصوت الجواميس الهاربة بحياتها ..
● لاحقاً أثناء المساء ؛
" هل تعتقدُ بأن عشيقه ذاك عاد إليهِ عقلهُ وتركه؟" تنهدَ هان بعمق موجهاً سؤالهُ لأخيه وملاذهِ الأخير دائما مهما تبادلا الإهانات والألقاب وسخرا من بعضيهما طوال اليوم , في نهاية اليوم سيستلقيانِ معاً ويفصحُ كلٌ منها للأخر مابجعبته بحثاً عن نصيحة أو حل أو ربما مجرد تبادل للأحاديث.
أمالَ هاري رأسهُ بتفكير " أو لربما عاد عقله هوَ وقرر فعل ماتوجبَ عليه هو فعلهُ منذُ البداية؟" قال قاصداً يونغي -شريك هان الذي رفضه- , وأفعاله الغريبة طوال اليوم والتي إعتبرها الإثنان كمحاولة تقرب لهان , خصوصاً وأنهما لم يرياه مع عشيقه ذاك أبداً.
" لم قد يفعل هذا الأن؟ بعدما تخطيته بالفعل وتحولت مشاعري للكره ! أيعتقدُ بمحاولاته هذه بأنني لن أرفضه أنا الأخر ! " إستهجنَ هان بحيرة وغضبٍ مكبوتين , داخلياً يعلمُ تماماً بأنه مهما كرهه ففي النهاية لو حاولت أكثر فقد ينجذبُ له مجدداً ونصف هذا بسبب غرائزه ,
ويعلمُ تماماً بأن هيونجين يعلمُ بأنهُ لم يتخطاه تماماً لكنه مازال مُصراً لعل هذه الكِذبة تتحول لواقع." أحيانا لاضيرَ من المحاولة مهما كانت العواقب , والوصول متأخراً خيرٌ من أن لا تصل " تمتمَ هيونجين بحكمة بينما يحاولُ التخفيف عن أخيه بعض الشيء, لأنه يعلمُ تماماً بأن لاحل لهذه العلاقة المعقده سوا محاولة إنجاحها أو أن يستمرا برفضِ بعضيهما للأبد ويواجهان عواقب هذا القرار.
حلّ الصمتُ بين الإثنين وأخذَ كلاهما يتأملان السماء المليئة بألوان الغروب والشمس التي مازالت تناضلُ في الأفق ضد الظلام الذي يقتربُ بالفعل , كل منهما غارقٌ في أفكارهِ الخاصة والتي تتمحور حول علاقاتهما الشخصية ؛ هيونجين الذي لم يتوقع بأن يبدأ بالإشتياق لايان باكراً هكذا وهان وعلاقتاه المعقدتان , يونغي الذئب وليكيسند البشري الذي هو بمثابة بديلٍ أو علاجٍ مشاعري
والذي لم يستوعب هان بعد بأن هذه هي حقيقةُ مشاعره له.
فجأة دوا صوتُ زمجرةِ ما يقابلها صوتُ حيوانٍ غاضب أخر قادمة من الجانب على بعد عدة أشجارٍ وشجيرات , إستقامَ الإثنان واقفان بفزع قبل أن يتبادلا النظرات لوهلة ومن ثمَ جريا بسرعة نحوَ مصدرِ الصوت ,
والذي هما متأكدان منه هو أن الزمجرة تلك تعود لفردٍ ما من القطيع." هل سمعتما هذا؟" إنضمَ لهما سونغمين في منتصف الطريق , إذ كان يستريحُ بعدما أنهى حفرَ جحرهِ الخاص وأنطلقَ نحو مصدر الصوت ما إن إلتقطتهُ أذناه وشعر بشيء في غرائزه
أومأَ هيونجين مجيباً ولم يضيع سونغمين أي ثانيةٍ وتخطاهما بسرعةٍ مفاجئة , تبادلَ الأخوانِ نظرات التعجب من إندفاعه وجديته المبالغ فيها
" أتعتقدُ بأن الأمرَ متعلقٌ بيوري؟" تسائل هان بشك وأومأَ هيونجين " لا أجدُ سبباً مقنعاً لإندفاعه هكذا سوى هذا , لنسرع "
ما إن وصلا كان سونغمين قد سبقهما متخذاً إحدى الشجيراتِ الكثيفة مخبئاً بينما يراقبُ مايحدث أمامه , إنضمَ الأخوان له ليجدا يوري تقفُ بغضب وفي وضعيةٍ قتال وأمامها دبٌ يبدو في أول مراحلِ بلوغه , ويفصلُ بينهما جثةُ غزالٍ صغير مُلقية
" مالأمر؟" تسائل هيونجين محاولاً فهم مالذي يجري , يوري والدب كلاهما صامتان ماعدا بعض الزمجرات وسونغمين يتابعُ بإحتقان
" إنظرا لعنق الغزال , أثار الأنياب تعود ليوري والدب اللعين يحاولُ سرقته , اللعين يعتقدُ بأنه يستطيعُ فعلَ مايريد لأنه ضخمٌ كصخرة لافائده منها " قال سونغمين بغضب وأستحقار , بغض النظر عن أن سرقة صيد الغير أمرٌ مرفوض , فالدبُ الشاب يتجاهل أو غافلٌ عن كون هذا الجزء من الغابة تحت إمرةِ قطيع الذئاب هذا , أي أن السرقة من فردٍ منهم هو غباءٌ قاتل.
هوىَ الدبُ بيدهِ الضخمة غارزاً مخالبهُ في جسد الغزال لجذبهِ نحوه وقفزت يوري هاجمةً بدفاعٍ عن حقها ولم يتوانى سونغمين في القفز من فوق الشجيرات منضماً لها ضدَ الدب , هجمت هيَ على ذراعهِ بأنيابها ومخالبها بينما هجمَ سونغمين على ظهرهِ مسبباً خدشاً واضحاً بينما الدب يحاولُ التخلص من يوري المتعلقة بذراعه التي أدمت بفعلِ مخالب وأنياب يوري
تحركَ هيونجين للمساعدة ما إن وقفَ الدب على قدميه ونجحَ بإبعاد سونغمين ويوري وإلقائهما أرضاً , لكن هان أوقفهُ فوراً تزامناً مع وقوف سونغمين ويوري وإنقضاضهما عليه مجدداً كثنائي " دعنا لانتدخل إلا حينما تسوء الأمور , فرصة لاتعوض لسونغمين كي يثبت قوته وفرصةٌ لها أيضاً , كلاهما قويان ويريدانِ إثارة إعجاب الأخر "
رضخَ هيونجين وبقي هو وهان يراقبان المعركة الغير متكافئة هذه , والتي إنتهت بالدبِ يبحثُ عن طريدته بنفسه مع عدةِ جروح دامية , ويوري وسونغمين يتناولان الغزال معاً بإرهاق وتعب بعدما قررت يوري بأن هذه هي أفضل طريقة لشكر سونغمين.


「Black Wolf 」 HNحيث تعيش القصص. اكتشف الآن