في حياةِ هيونجين كُلها , رغم كل تلك السنين التي عاشها - والتي يجهل عددها بكل فخر - , لم يُضطر يوماً للوقوع في موقفٍ محرج وصعب كهذا ؛ الشعورُ بالذنب والرغبة بالتكفير عن ذلك رغم كونِه شخصٌ لم يحتج يوماً للإعتذارِ من أحدٍ ما أو جربَ الشعور بمثل هذا التأنيب الداخلي مُسبقاً
ويالحظهِ الرائع مع من كانت تجربتهُ لهذه المشاعر الصعبه؟ محبوبهُ الذي لم يعتقد يوماً بأنهُ قد يجرحه أو يغضبه , لا يعلمُ هيونجين ماخطبهُ حينها لكنهُ مقرٌ تماماً بأنهُ كان وغداً حينها !
كان بصراعٍ داخلي طوال الوقت حول كيف سيعتذرُ إليه؟ أيجب عليهِ أن يعانقهُ أو يقبله أو ماشابه ومن ثمَ يعتذر؟ أم أن عليهِ أن يُعِد جملةً مناسبة للإعتذار؟
أيضاً قضى حوالي الساعة يبحث في الشبكة العنكبوتية عن أفضل طرقِ الإعتذار للحبيب وأنجحها , لكنها جميعاً تستغرق وقتاً وتجيهزاً , ولسوء حظهِ فهو لا يمتلكُ الوقت أبداً إذ أنه سيكونُ في الغابة بحلول الفجر ! وبالتأكيد لا ينوي الذهاب دون الإعتذارِ من ايان
في النهاية أيقنَ بأنه سيجدُ الطريقة المُثلى للإعتذار حينما يحين الوقت ويكونان وحديهما , لكن تجاهل ايان له وغضبه زحزحَ كل ثقتهِ بإمكانياتهِ في الإعتذار منه بشكلٍ لائق ومقنع
" تبدو كطفلٍ هكذا وأنتَ تسدُ الباب عني بلا مبرر " علقَ ايان بإنزعاج محاولاً إزاحة هيونجين الذي يسدُ الباب بلا جدوى , منذُ أخذ هان الخل وخرج وايان يحاولُ الخروج دون إلقاءِ أي إهتمامٍ لوجود هيونجين أو محاولاتهِ للتحدث معه مما أثار تصميم هيونجين بأن لا يسمح لهُ بالخروج حتى يرضخ ويستمع له
لذا ببساطة وقفَ بجسدهِ كسدٍ منيع ومصممٍ تماماً على منعهِ من الخروج حتى يحصل على إهتمامه التام
" أمتلك مبرراً لكنك لاتنوي الإنصات إلي " قال هيونجين بعنادٍ تام كصخرةٍ تأبى التزحزح , بينما أدار ايان عينيه بإستخفاف قبل أن يرفع ذراعيه بإستلسلام وأبتسمَ بتكلفً وإصطناع " أنا كلي أذانٌ صاغيه !"
" أخيراً!" هتفَ هيونجين بعفويةٍ وفرح لا إراديين مُبتعداً عن الباب , رفعَ ايان حاجبيه بخفه تعجباً من ردةِ فعل هيونجين الخرقاء الذي أخذ ينظفُ حلقه بإحراج
" حسناً أنصت أعلم كنتُ وغداً حينها وبلا عقلٍ أيضاً و- أعني بحق أنا أسف أنا جاد كنتُ أحمقاً بجدارة وكان ينبغي عليّ أن أعتذرَ باكراً أعلم !
لكنني كنتُ أشعرُ بالخوف , إنها المرةُ الأولى التي أتصرفُ بها بحماقة مع من أحب لذا أنا أسف وصدقني ستكون الأخيرة , لا أستطيع العيش هكذا وأنت تتجاهلني وتتجنب النظر إلي! بجدية كوك على الأقل أنظر لي عوضاً عن النظرِ لساعة الحائط !"
إسترسلَ في إعتذارهِ الأحمق والعفوي تماماً , ثم تذمرَ في النهاية من تجاهل ايان المستمر والحارق والذي بدأ يأخذُ مفعوله ضد هيونجين وبشده !
" ها أنا أنظرُ إليك , سعيدٌ الأن؟ ثمَ ممَ تعتذر؟" قال ايان مكتفاً ذراعيةِ إلى صدرهِ ببرود يشوبهُ بعض الإنزعاج بينما ينظرُ في عينيّ هيونجين بشكلٍ مباشر
وعلى هيونجين الإعتراف بأن نظرات ايان الباردة والغاضبة الآبية مخيفةٌ بعض الشيء
رمشَ هيونجين عدة مراتٍ مطيلاً النظر بايان بتعجبٍ تام من جملتهِ الأخيرة " أعتذرُ عما بدرَ مني في منزلك اليوم؟" قال مميلاً رقبتهُ بتعجب
عقدَ ايان حاجبيه لوهلة " لم يحدث شيءٌ اليوم !" قال بتعجبٍ مصطنع ومبالغٍ فيه قبل أن يبتسمَ مشيراً لهيونجين أن يبتعد عن الباب
رغم أن إعتذار هيونجين العفوي هذا قد يكون كافياً - ايان يقدس عفوية هيونجين التي لاتخرج عادة إلا أمامه-, لكن ايان يود تلقين هيونجين درساً بسيطاً , الإعتذار لايصلحُ كل شيء خصوصاً المشاعر المحطمةأحياناٌ؛ مالفائدةُ من الإعتذار ؟ ليس وكأنه سيصلحُ الضرر الذي خلفه قبله , سواءاً كان ضرراً عاطفياً أم ضرراً من نوعٍ أخر..
أمسكَ هيونجين شعرات مقدمةِ رأسه بين أصابعهِ بحيرة وعدم تصديق من ردةِ فعل ايان هذه , لقد جرحهُ وتصرف كوغد وكان ايان يتجاهلهُ طوال الوقت لكنه يتعامل معهُ الأن وكأن شيءً لم يحدث ..!
" لما تتصرفُ وكأن شيءً لم يحدث !" إستهجنَ ومن ثمَ أردف " إن كنتَ تفعل هذا لكي أعترفَ بخطأي فأنا فعلاً أعي بأنني جرحتكَ وكنتُ وغداً بشكلٍ لايمكنك التصرف وكأنه لم يحدث !"
" لايوجدُ خطأٌ لتعترفَ به , لنخرج فقد تأخرنا " قال ايان بإعتياديةٍ غريبة قبل أن يخطف قبلةً سريعة من شفتي هيونجين ومن ثمَ تخطاهُ للخروجبعد القبلة فهم هيونجين أخيراً خطة ايان لعقابه على تصرفه ؛ تصرف وكأن شيءً لم يحدث , تجاهل الأمر وسيقوم ضميرهُ بتأنيبه بشكلٍ أفضل مما قد تفعل
أمسكهُ هيونجين من ذراعه بخفه وبسرعة " ايان أرجوك لاتفعل هذا لسحقي داخلياً ! تعلمُ بأن هذا يؤلم! أعلمُ بأنني أخطأت ومقرٌ بهذا لكنني أيضاً أشعرُ بالندم وأكرهُ نفسي حينها ولهذا أعتذرُ بكل مافيّ ! قد لايكون إعتذاري مثالياً لكنني فاشلٌ بهذا تماماً وتعلمُ هذا , إغفرلي فشلي في هذه الأمور ولاتفعل هذا !" أوكلَ هيونجين المهمة لقلبه ليتحدثَ هو عوضاً عنهُ معبراً بشكلٍ أفضل مما قد يصوغهُ عقله , تجاهلهُ من قبلِ ايان وتصرفهُ وكأن شيء ما لم يحدث يقتلُ وببطءٍ أيضاً !
" لقد سامحتك بالفعل لما أنتَ مُصِر؟" جادلَ ببرودٍ أقل وأفلتَ هيونجين ذراعهُ بيأس
" على الأقل أصرخ علي ! إشتمني إضربني أفرغ غضبك في كما في الأفلام! ردُ إلي ما فعلتُ لك كي أصدقك بأنك سامحتني بالفعل !" حاول هيونجين بيأس كابتاً إنفعالهُ بينما زمّ ايان شفتيهِ للجانب
" صدق بأنني فعلت دون فعل هذهِ الحماقات " قال بلامبالاة قبل أن يلتف ذاهباً للخارج لإكمال سلسلة التجاهل والتعذيب النفسي هذه . .
- الباعوضة : " كيف جرى الأمر؟ "
قرأتُ رسالة هان بلا مبالاة ثم ألقيتُ بالهاتف جانباً قبل أن أستلقي على جانبي الأيمن , ماكان يجدرُ بي الخروج من الغرفة من البداية.
أنارَ هاتفي مجدداً برسالةٍ جديدة وألتقطتهُ لتفقدها بمضض- الباعوضة : " والدتي تسألني عنك , بماذا تريدُ أن أُخبرها ؟"
أفضل شيء بهان أن لا أحد يضاهيه في كمية المساعدة التي يقدمها لي في مثلِ هذه المواقف
- أنا : " أخبرها بأن معدتي عاودت إيلامي "
- أنا : " جرى بشكلٍ فضيع وفاشل "
زفرتُ مجدداً بكئابة وكدتُ ألقي بالهاتفِ مجدداً لولا أن هان قام بالردِ سريعاً
- الباعوضة : " 😐😐 "
- الباعوضة : " لكن ايان يبدو أقل تجهماً من السابق ومبتهجاً بعض الشيء 😐 "
رائع!! ايان يختبرُ صحتي العقلية بالفعل
- الباعوضة : " كما أنهُ يسترقُ النظر للباب الخلفي ولنافذة غرفتك بين الحين والأخر كمن ينتظرك "
- أنا : " لستُ أهتم حتى تخبرني بهذا "
كذبة لن تجدِي نفعاً لكن لابُد منها لحفظ بعض فراءِ وجهي
- الباعوضة : " سأدعي بأنني صدقتك "
مُجدداً , ألقيتُ بهاتفي جانباً وأستلقيتُ على جانبي آملاً بأن النوم لم يسأم مني بعد , لو كنتُ النوم لسئمتُ من لجوئي إليه دائماً
سحبتُ نفساً عميقاً ثم أخرجتهُ ببطء وتململ ما إن إلتقطت أُذناي صوت القدمين اللاتي تصعدان درجاتِ السلم , أتمنى بأن لا يكون شخصٌ يستوجب أن أدعي التعب أمامه كعذرٍ لإختفائي
لا أريد أن أُفكر بأنه قد يكون ايان , لأنه .. لا أعلم لكن لا أريد.
عدة ثوانٍ مرت قبل أن يُطرق باب غرفتي بخِفه , إعتدلتُ جالساً " من؟"
" لا أعلم أعتقدُ بأن رائحتي تقول بأنني والدك " قال تشان ساخِراً من سؤالي بشري الطراز وتجاهلتُ مزاجة الجيد لأخبره بأن الباب مفتوحٌ بالفعل
" سأختصرُ الأمر فوراً , ماخطبك؟" إقتحم الغرفةَ بلامبالاة ملقياً بجسدهِ على سريري الذي إنخفضَ للأسفل فوراً " ولا تعتقد بأني سأصدقك كذبة معدتكَ تلك , حتى سونغمين قلقٌ أيضاً لكن الأمر سيكون غريباً لو أتى كِلانا "
إستلقيتُ بجانبه متنهداً " هل أستطيع الكذب أو عدم إخبارك؟"
" لا طبعاً "
" تباً لك ! أحظر سونغمين على الأقل كي لا أُضطر لإعادة القصة مجدداً " إنتحبتُ بعجز قبل أن يرفعَ هاتفهُ في وجهي , والذي هو على وضع التسجيل" لا تقلق لن تُضطر لهذا " غمزَ بثقه
رغم مجيئي الشبه يومي للغابة الصغيرة مع ايان إلا أنها تبدو مختلفةً ورائعة الأن , بمعرفةِ أن تحولي هنا هو للعودة للغابةِ الأم يغمرني شعورٌ غامر بالدفئ والحميمية
إنه الفجر الأن , القمرُ بالكاد يغادر السماء التي لازالت تحتفظُ بلونها الأزرق الداكن الليلي , البومة على بعدِ شجرتين لم تنم بعد , رائحةُ ندى الفجر بدأت بالإنتشار والطيورُ بالكاد تُرى في السماء , إضافةً للشجيراتِ التي مازالت تحتفظُ ببرودة الليل , الجو العام هنا رائعُ ومبهج جداً
وددتُ لو كان ايان هنا , نستشعرُ جمال كل مايحيطُ بنا , يسترقُ أحدنا النظر للأخر وسط تأمله مُبتهجاً بأننا سنعودُ للغابةِ الأم معاً ولربما للأبد , الخيال يواسي أحياناً
" أشعرُ بالحنين " تنهدت والدتي بصوتٍ مسموع ممدةً عظام ظهرها للخلف بشكلٍ مريح ثم أردفت " للغابة , للجحر الدافئ , وبالتأكيد لقمري "
أبتسمتُ محولاً نظري للقمر , لطالما أحببتُ وأستلطفتُ حينما يلقبُ والدي والدتي بشمسي وتلقبهُ هي بقمري .. قد تبدو ألقاباً مبتذله لكنهما يحبانها كثيراً ويستخدمانها قبل ولادتي حتى!
" أشعرُ بقليل من الغرابة مع كل خطوةٍ أخطوها , لا أتذكرُ متى أخر مرة كنتُ فيها بهيئتي الطبيعية " قال هان بينما ينقل نظرة بين قوائمة الأربع وكأنما يتأكدُ من وجودها , المجنون يظلُ مجنوناً للأبد.
" من المفترض أن تشعر بهذا حينما كنتَ بشرياً لا الأن " سخرتُ من إعاقة مشاعره هذه
" لولا أن طريق الغابة محفورٌ بقلبي لنسيته , كلهُ بسببكما " قالت عمتي بهيام قبل أن تركل هان الذي كان يمشي بجانبها
" ماهذة العنصرية لما تركليني ولا تركليه؟ ألأنهُ قائد هذه الرحلة؟" صاح هان بإستهجان وألم كجروٍ مزعج
جعلتُ ظهري مستقيماً ومن ثم رفعتُ رأسي بفخر قبل أن أرمقَ هان برسمية " الذئابُ مقامات , مقامي مختلفٌ عن مقامك " غمزتُ في النهاية قبل أن أهرب لأكون في مقدمةِ القطيع الصغير المكون منا , ليس هرباً من هان بالطبع بل من والدتي التي ستضرب كلانا لنكفَ عن الشجار
بالأمس قضيتُ بعض الوقتِ مع تشان قبل أن يعود للأسفل , بالطبع أخبرتهُ عن كل شيء وأبدى رأيهُ حيال ماحدث ومن ثم عاد لهم ,لم أكن في مزاجٍ يسمحُ لي بالأكل لذا رفضتُ أن يبقوا لي البعض وخلدتُ للنوم , تشان وسونغمين أمضيا الليلة في منزلنا
أخبروني بأن ايان قبل خروجه صعِد لغرفتي لكنني لا أتذكرُ دخول أي أحدٍ لغرفتي , أعتقدُ بأنني كنت في سباتٍ عميق حينهاأحترق فضولاً لمعرفة ماذا كان يريد , لما لم يوقظني؟
كنتُ أنوي المرور به لتوديعيهِ قبل الذهاب لكننا أخذنا وقتنا في تناول الإفطار مما يعني بأنه توجب علينا القيادةُ نحو الغابةِ بسرعه كي نصلَ عند حلول الظلام على الأقل
تركتُ له رسالةً صوتية كبديل , لم أستسغ فكرة أن أوقظهُ من نومهِ بإتصالي , خصوصاً وأنه لم يوقظني حينما وجدني نائماً
على كل حال إنها مجردُ ثلاثة أيام كأعلى حد بدونه , هل سأموت ؟ لا
مواساة بائسة للنفس
● لاحقاً بعد حلول الظلام ؛
" بجدية سونغمين قل مالديك أنت توترني " قلتُ بعدم صبر لسونغمين الذي يحومُ في دائرة منذُ دقائق ويبدو عليهِ التوتر والإرتباك بلا أي سببٍ معروف !
توقفنا قليلاً للراحة بما أنهُ لم يتبقَ لنا سوى القليل لندخل الغابة الأم , ولا أعلمُ لما سونغمين طلبَ مني أن يحادثني بإنفراد بعيداً عن البقية!
أخذتُ أحرك ذيلي بتوترٍ أنا الأخر , توترهُ الغريب هذا يربكني!
" هل هذا بسبب شريكك أو شريكتك؟" سخِرتُ مازحاً لكنهُ توقف عن الحركة فجأة " كيف عرفت؟"وقفتُ على قوائمي الأربع بإستهجان بعدما كنتُ أجلسُ على قائمتاي فقط " هل تمازحني؟ كنتُ أمزح لم أعتقد بأن كل هذا التوتر سببهُ هذا السبب السخيف ! "
تنهدُ معيداً رأسهُ للأعلى قبل أن يبسطَ أذنيهِ للخلف لوهله " أجل أنا متوتر بسبب هذا ! سمِ هذا سُخفاً لكنني متوترٌ بحق ! هل سأصبحُ مجنوناً مثلك؟ كيف سأتصرفُ عندما ألتقيهِ أو ألتقيها؟ هل يمكن أن أُرفض؟ ثم إنني لا أمتلكُ جحري الخاص حتى !"
صحيح ..! سونغمين ترك الغابة وغرائزة لم تنشط أي أنه كان يعيشُ مع عائلتهِ في ذات الجحر , لكن الأن من المفترضِ بأنه حفرَ جحره الخاص مسبقاً ولا يمكنه فعل هذا وقد حلّ الظلام وهو متعبٌ أيضاً
عدتُ للجلوس على قائمتاي " سأتجاهلُ نعتكَ لي بالمجنون , لاتقلق من هذا أنتَ لم تمضي أسبوعاً حتى منذُ نشطت غرائزك بينما أنا كنتُ قد أمضيتُ عاماً حينها , إضافةْ لأنني أسود وكل شيء فيّ مضاعف أي أن غرائزي كذلك ؛ هذانِ كانا سبب جنوني ذاك " أدرتُ عيناي بسخرية من شتمي لذاتي " إضافة لأن ايان كان بحاجةِ عونٍ وقتها أي أنهُ إستدعاني تقريباً لذا لاتقلق بشأن هذا "
" أما عن ماذا ستفعل صدقني حينها ستتصرفان من تلقاء أنفسكما لذا لاتقلق أيضاً بهذا الشأن , وأمتلك جحراً لايشاركني بهِ أحد لسوء الحظ " خرجَ هان من بين الشجيرات فجأة بشكلٍ مفزع ومفاجئٍ جداً جعلني أنا وسونغمين نتخذُ وضعية الإستعداد للهجوم
" اوه اوه على رسلكما يارفاق , كنتُ أتٍ لأخبركما بأننا سنكملُ طريقنا وأستمعتُ لمحادثتكما رغماً عني " صاحَ بصخبٍ في البداية ومن ثمَ أردف " كنتما منشغلان ذهنياً لذا لم تشعرا بقدومي "
" تباً لك مازال قلبي يرقصُ في مكانه " قال سونغمين بإرتياح وأبتسمَ هان " أنا جادٌ في أمر الجحر "
" نستطيعُ مبيت الليلة هنا لو أردت , سأخبرُ والدتي وعمتي وروب بأن يكملوا الطريق لوحدهم ونحنُ سنمضي الليلة هنا وغداً صباحاً نلحقُ بهم " إقترحتُ وهزّ رأسهُ رافضاً
" تمتلكون جحوراً وتبيتون هنا في العراء معي؟ أستطيعُ المبيت في جحر عائلتي , في النهاية هم لايعلمون بأن غرائزي نشطت " قال مؤكداً رفضه" حتى لو لم تعلم عائلتك لكنك بالغٌ ! " إستهجن هان بشكلٍ غريب وإنفعالي بعض الشيء , أخذَ يحركُ ذيلهُ للجانبين بإرتباكٍ مفاجئ قبل أن يمررَ لسانهُ على شفتيه " سأكون صريحاً معكما "
" أنا أيضاً لا أودُ الذهاب للغابةِ الأن وداخلياً هنالك حربٌ صغيره تقامٌ بداخلي , لا أودُ رؤويته وأمرُ إمضاء طريق العودة معه يشعرني بعدمِ الراحة , صحيح انا أكرهه لكن غرائزي لاتفعلُ ذلك !"
أنا أخرق أعترف .. لكن هل هان يفعلُ هذا لأجل مساندة سونغمين أم أنه جادٌ فعلاً ؟؟
" إذاً أخبروهم بقرارنا ريثما أبحثُ عن مكانٍ جيد لنمضي الليلة فيه " إستسلمَ سونغمين وأومأتُ " إجعلهُ بالقرب من شجرة وفي منطقةٍ مغلقة "
" سأفعل "
" تباً له , كنتُ أود ردة فعل والدي حينما يرى والدتي , إنها المرة الثانية التي تتركهُ فيها لأيام في حياتهما كلها " قال هان بحسرة وقهقهتُ موافقاً " ستستيقظُ الغابة كلها على عواءهِ فرحاً "
إستدرتُ على عقبي لإخبار والدتي وإحضار تشان , غداً سيكون حافلاً لنا جميعاً ..
أنت تقرأ
「Black Wolf 」 HN
أدب الهواةأسطورةُ المستئذبين .. فكرة مستهلكه تماماً صحيح؟ لكن هنا لا ! هنا حيثُ لاذِكرَ لليلة إكتمالِ القمر. لا وجود لأي ذئبٍ يحاول إخفاء أُذنيه تحت قبعةٍ ما , أو يحشرُ ذيله في بنطالٍ كي لايفضحه. لاوجود لأي عالمٍ أو طبيبٍ يخلقُ هجيناً ما ويجدهُ شخصٌ أخر يبكي...