38

255 16 1
                                    


☽ ﹏﹏ ☾




هيونجين


رغم أن النظام شيءٌ أساسي ومهم ولولاهُ لكانت حياةُ البشر عبارةٌ عن حروب وهمجيةٍ دائمة لكنني أكرههُ وبشدة!النظام يعني الإنتظار والإنتظار هو عدوي اللدود ..رغم بأننا كذئاب نعيشُ على النظام وكل قطيعٍ لديه قوانين وأنظمة يعاقبُ من يخترقها كالبشرِ تماماً لكن أنظمتنا لم تجعلني أنتظرُ في صفٍ طويل لأحصل على طعامي , أو مالي , أو لأستطيع ركوب لعبةٍ ما , أو الخروج من الطائرة كما يحدثُ الأن!!!رغم أننا متأخرانِ بعض الشيء بسبب ايان الذي لم يستيقظ بسهولة -لا أعلمُ كيف إستطاع النوم ونحن معلقون في الهواء هكذا!-, لكن تأخرنا هذا لم يعفنا من الوقوفِ في الممرِ بين المقاعد وكلٌ يحمل حقيبته وينتظر من أمامه ليخطوا خطوتين على الأقل!ومايثير أعصابي حقاً هو الأبله الذي وقعت حقيبته حينما حاول إخراجها من الدرج الذي كانت فيه والأن نحن نقفُ كالأشجار ننتظرُ من سيادته أن ينهي إلتقاط متعلقاته الشخصية وملابسه ,


 لحسن الحظ بأن هنالك من يساعده وإلا لانتظرنا للأبد" أنا مرهق ونعسٌ تماماً " تمتمَ ايان من أمامي ومن ثم عادَ بجسدهِ للخلف ليستريحَ على صدري كحينما تستندُ على حائط , أحطتُ خصرهُ بذراعي وأردف " ليس لدي طاقةٌ لإستقبال عائلتي والحديث معهم أو أي شيءٍ أخر , أودُ الإستلقاء في سريري وإمضاءِ عدةٍ أيامٍ بالنوم "" رغم أنها كانت رحلةً عظيمة لاتنسى لكنها سلبت مننا نومنا تماماً , كم ساعةً كنا نقضيها بالنوم؟" عقدتُ حاجباي محاولاً التذكر وأستقامَ ايان مبتعداً بعدما تحركَ الصفُ أخيراً " ربما ثمان ساعاتٍ في الليل , وساعتا غفوة متقطعتين في النهار "" تباً هذه كانت غفوتي لا نومي الأساسي !" قلتُ مبالغاً بعض الشيء وأبتسمَ ايان رافعاً كتفيه " لهذا قلتُ بأنني أحتاجُ لأيامٍ من النوم "إهتزَ هاتفي فجأه وأخرجتهُ عاقداً حاجباي بسبب رقم هان الظاهر على الشاشة , إنها فقط مجرد ساعة حتى أصل للمنزل وسيكون علي مجابهة كل أسئلتهِ وفضوله .. يُحال أن أجيب!أعدتهُ لجيبي بعدَ أن وضعتهُ على وضع الصمت , أخيراً إستطعنا التحرك والخروج بسلاسة من الطائرة ومنها للحافلة التي أوصلتنا للمطار , قبل عدةِ أيام كان يحدث نقيضُ كل هذا , كنا متجهانِ من الحافلة للطائرة وايان كان متوتراً ومبتهجاً في آن واحد , أما أنا فكنتُ في ظلماتٍ داكنةٍ من الجهل .. لا أستطيعُ التوقف عن الإبتسام للاشيء!بعدها وصلنا للمطارِ أخيراً , أتمينا بضعةَ إجراءاتٍ بسيطة لاتقارنُ بشيء مما مررنا بهِ سابقاً , ما إن دخلنا لصالةِ الوصول حتى أخرجَ ايان هاتفهُ للأتصال بعائلتهِ الذين جائوا لإستقبالنا لذا توقفنا في إنتظارِ أن يجيبوا .." رائع هذا ما كان ينقصني " تمتمَ ايان بغضب قبل أن يعيدَ هاتفهُ لحقيبتهِ بغضب وزفرَ بإنزعاج " نحن ذئاب لما نستخدمُ الهواتف؟ لنتبع حاسةَ شمنا فقط "" تريد أن نجدهم وسطَ كل هذهِ الروائح؟ محاولة واحدةٌ فقط وسأصاب بصداع من كثرة العطور والروائح المختلفة هنا " إستهجنتُ بإعتراض ورفعَ كتفيه مبتسماً بلا حيله " نفذَت بطارية هاتفي "" ألا تتذكر رقميهما؟ تستطيعُ إستخدام هاتفي !" تسائلتُ راجياً بأمل وهزّ رأسهُ نافياً , تنهدتُ بيأس ثم أبتسمتُ بلا حيلةٍ أنا الأخر " لاخيار أخرَ إذاً "" أيها الحقير !!" إلتفَ كلانا بصدمةٍ من صوتِ الصراخ المألوف " لما لا تجيبُ على إتصالاتي أيها الملعون الأسود الأحمق !"" هان؟" عقدتُ حاجباي بعدمِ تصديق , هان وسونغمين وتشان جميعهم هنا يمشون نحوي بـ غضب؟مالذي فعلته ..؟" تباً لما هو أخرقٌ لدرجة أن يناديك بالأسود كشتيمة في مكان مليئ بالبشر؟ سيعتقدون بأنه عنصري " صفعَ ايان جبينهُ بأسى وبالفعل معظم من سمعوه ينظرون نحوه بشزر وإستصغار .." مالذي أتى بكم هنا؟" توجهتُ نحوهم بتعجب وأردفت " لم أتوقـ- هي هي لحظة لا سأسقط لـ- ظهري!" قفزَ الثلاثةُ عليّ فجأةً في عناقٍ لم أتوقعه ولو لمرةٍ في حياتي بأكملها!!! وبالطبع مع هذا الثقل الثلاثي المفاجئ سقطتُ وهم فوقي والضحيةُ ظهري!" إشتقـ- كلا لم أشتق لكنني شعرتُ بالضجر بدون أخرقٍ أضحك عليه أيها الأسود الأخرق يُحال أن أترككَ تسافر مرةً أخرى يالعين لما لم تجب على إتصالاتي؟" صاحَ هانبغضب قبل أن يركل قدمي قبل أن يستقيمَ واقفاً وقد فعلَ تشان وسونغمين قبله" وأنتَ أيها الأخرقُ الأخر لما أجبت بصوتً ناعس أخفتنا !" صاحَ بايان وسطَ أنظارِ الجميع بينما أعطاني تشان يدهُ لمساعدتي " لم أعتقد يوماً بأنني سأفتقدُ وجودك "" وأنا لم أتوقع يوماً بأنني قد أعانقكم في يومٍ ما " أخذتُ حقيبتي من سونغمين مقهقهاً بعدم تصديق وفتحَ ذراعيه " ذلك لا يسمى عناقاً تعال لقد إشتقتُ إليك بالفعل " أخذني في عناقٍ أخوي وبادلتهُ العناق مُرحباً وقد إجتاحتني مشاعرُ حبٍ أخوي لهم فجأة , هذا الأسبوع أسبوعُ المفاجئات والمشاعر وبجدارة!" كان المنزلُ هادئاً بدونك " قال تشان وأخذتهُ في عناقٍ أخوي سريعٍ هو الأخر " رغم بأنني نسيتكم تماماً لكنني أشعرُ الأن بأنني إفتقدتكم أنا الأخر " قهقهتُ بعدمِ تصديق وحينما فصلنا العِناق كان ايان قد إختفى ..؟" إنه هنالك في حضنِ والده لاتقلق " قال هان ساخراً مشيراً بحاجبية إلى أين يقفُ ايان الذي يعانقُ والدهُ بشدة .. والدهُ عريض المنكبين لذا يبدو ايان بين ذراعيهِ هكذا قابلٌ للأكل , كمخلوقٍ لطيف وصغير حنون لاتودُ أن يمسه شيء!صرفتُ عيناي عنه وأبتسمتُ بسخريةٍ بعد أن كنتُ أبتسم بحبٍ للتو " إذاً إشتقتَ إلي؟"وضعتُ يدي على خصري ورفعتُ حاجباي بإستفزاز لينظرَ لي هان بإستهجان من أسفلي لأعلاي " لا واللعنة لما قد أشتاقُ لمزعجٍ مثلك؟ كانت الحياة رائعةٌ بدونك , هادئة ومريحة "" بذكرِ الحياه !" صِحتُ تقريباً بحماس وأبتهجَ وجههُ بحماسٍ هو الأخر " ماذا أأحضرت لي هدية؟!"" أتعلمُ بأننا نبلغُ الرابعةَ عشر!" همستُ بعدمِ تصديق ثم إبتسمتُ بإتساع مراقباً تعابير وجههٍ كيف تحولت من التشوق للصدمةٍ والدهشة " كاذب! كيف عرفت؟"" أُقسم! ايان عرفَ هذا من والدتي! " قلتُ بإندفاعٍ وفرح ورفعَ هان حاجبيهِ بإندهاش قبل أن يحكَ مؤخرة رأسهِ ورمشَ عدة مراتٍ بعدمِ تصديق " واه .. لقد عشنا كثيراً ياصاح !"" ظننتُ بأنني أبلغُ الثانية عشر , أشعرُ وكأنني كهلٌ الأن " قلتُ بصدق وأومأ هان " عظامي بدأت تؤلمني "" فتى الميلاد !" صاحت لوري بمرح قبل أن تعانقني بخفه وبادلتها العناق فوراً " أنتما توأم صحيح؟ عيد ميلادٍ سعيد لكليكما "" اليوم عيدُ ميلادي !!!" صرخَ هان بصدمة جاذباً إنتباه الجميع في المطار وأومأت لوري بصدمة" ألم تكن تعلم بهذا ..؟" تسائلت مميلة رأسها بشك وأومأَ لتتنهدَ لوري بيأس " ظننتُ بأنك أفضل من هيونجين في هذا , لكن في النهاية أنتما إخوة بحق "" اللعنةُ عليك اليوم ميلادي وها أنا أضيعهُ في إستقبال أحمق مثلك !" ركلني على قدمي قبل أن يخرج هاتفهُ بسرعة ويرفعهُ في وضعيةِ تصوير أمامية" إبتسم لستُ مستعداً لأعادة الصورة لأجل وجهك هذا " قال أمراً بينما يقوم بتعديل وضعيةِ الكاميرا الأماميةأدرتُ عيناي قبل أن أبتسمَ كما طلب و- " واللعنة لايمكنك أرسالها قم بحذفها !!!" صحتُ بإستهجان محاولاً أخذ الهاتف منه لكنه هربَ بسرعة " أخبرتك بأن تبتسمَ لا أن تدير عينيك! "اللعين إلتقطَ الصورة حينما كنتُ أدير عيناي !!!" لقد قمتُ بإرسالها وهاتفي محميٌ بنمطٍ سري لذا لاتحاول !" رفعَ يديهِ بإستسلام ما إن تقدمتُ خطوةً نحوه وزمجرتُ بغضب " لما قررتَ فجأة أن تلتقط صورةً معي؟ منذُ متى ونحن نفعلُ هذا !"" البشر يحبون المفاجئات وأعياد الميلاد والحفلات " رقصَ بحاجبيهِ بخبث ونظرتُ له بسخط " وما شأن هذا بموضوعنا؟"" الصورة تلك كانت إعلاناً عن ميلادي , أنتَ لديك حبيبٌ يحتفل بك أنا سأجعل أصدقائي يحتفلون بي "ذكيٌ جداً ..بعدها تحركنا أخيراً للعودة , لحسن الحظ والدةُ ايان قامت بإستئجار سيارة تتسعُ لنا جميعاً عوضاً عن سيارتهم المعتادة والتي يحالُ أن تتسعَ لنا , قضينا معظم الطريق بالحديث عن الرحلة ووصف كل شيء رأيناه وحدثَ مع حذف الكثيرِ الكثير من التفاصيل الخاصة أو المصائب التي قمنا بهاإستغرقَ الطريقُ أقلَ من ساعة , ربما أقل فقط بعشرِ دقائق , في النهاية أصابنا نحن الإثنان -أنا وايان- الخدرُ والخمول تماماً وكأننا هواتفُ بلا بطارية فصلت عن مصدرِ طاقتها ..أخيراً توقفت السيارة أمام منزلنا , تشجنت مؤخرتي من الجلوس من السيارة للطائرة ومن الطائرة للسيارة!تأملتُ المنزل لثوانٍ مبتسماً بحنيه لم أتوقعها , لا أعلمُ كيف لكنني إشتقت لهُ ولم أعد أشعرُ بالراحة والسكينة كبشري إلا فيه , أصبحتُ أشعرُ بالإنتماءِ إليه وكأنهُ جحري!" سأكون صديقاً طيباً وسأحملُ إحدى حقيبتك " أخرجني سونغمين من شرودي ذو الثوانِ ورفعتُ حاجباي من نبالتهِ المفاجئة , الأفضل أن لا أعلق كي لايلقي بالحقيبة على وجهي!" شكراً للإستقبال والتوصيلة , أراكم لاحقاً !" هتفتُ تقريباً مودعاً لوري ووالديها ثم طبعتُ قبلة سريعة على وجنة ايان" وداعاً حُبي أراكَ لاحقاً , خذ كفايتك من النوم "" سأفعل , أحبك " قال بوجنتينِ محمرتين ووالداهُ ينظران نحوهُ بحبٍ وحنية ومن ثم نقلا نظرهما لي , إبتسمتُ بوسعٍ قبل أن أجمعَ كفيَ يدي في شكلِ قلب " أحبك أيضاً !"" واو , أنتَ تتحول لشخصٍ أخرَ تماماً تكون معه أو يتعلقُ الأمرُ به " قال هان بإندهاشٍ وسخرية ما إن إبتعدت السيارة ووافقهُ سونغمين " إنه الحبياصديقي الحب !"" اوهوه أصبحتَ خبيراً بالأمر لانستطيعُ مجاراتك في هذا الأن " هتفَ تشان متهكماً وشهقتُ حينما إبتسمَ سونغمين بخجلٍ حاولَ إخفاءة " صحييح يوري !!!"" إصمت إصمت يا أبله!!!" قفزَ سونغمين مكمماً فمي بيديهِ وعقدتُ حاجباي مقهقهاً " لاتخف لن تسمعنا في الغابة , دعنا ندخل المنزل فقط وأخبرني بكل شيء "" امم حسناً بهذا الشأن " حكَ تشان مؤخرة رأسه بغرابة بينما أخذَ هان يقهقهُ بشدة , عقدتُ حاجباي ناظراً لهم بإستهجان وأبتسمَ سونغمين بورطةٍ هو الأخر" مالمصيبة التي فعلتموها؟"" حسناً .. لنقل بأننا حولنا المنزل لغابةٍ مُصغرة " تمتمَ تشان مبتسماً بتكلف وأردفَ سونغمين " أنتَ أخي الذي لم تلدهُ أمي تعلمُ بأنني أحبكَ صحيح؟"" بسرعة ماللعنة التي فعلتموها؟" تسائلتُ بترقب وتقدمَ هان بلامبالاة لفتح باب المنزل " لاشيء فقط إنتقلا للعيشِ معنا لأن موعد العودة إقترب وجدي قام ببيع شقتهما , وسونغمين أحضر معه يوري من الغابة وكانا ينامان في غرفتك طوال الوقت بينما يوري في غرفةِ عمتي "" يا لعين هذه ليست طريقة للإخبار بأمر كهذا !!!" صاحَ سونغمين بورطة ولاشعورياً إرتسمت وببطء إبتسامة خبثٍ على شفتاي" ألهذا حملت حقيبتي ؟ لتظهر بمظهر الصديق الوفي أمامها؟" غمزتُ بخبث وأتسعت عيناهُ قبل أن يدخل بموجةٍ من النفي بلسانه ويديه وبشكلٍ أخرق أيضاً !أخيراً حان الوقت الذي سأستطيعُ رد سخريته علي!" إحرص على الحقيبة فهي مليئة بهدايا لمن لايستحقونها " قلتُ بعد أن كان يضعها على الأرضِ بلامبالاةإبتسمتُ بوسع قبل أن أجريَ لداخل المنزل وقد تبخرت جميع خطط النوم من رأسي تماماً " أخيراً المنزل !"إرتميتُ بجسدي على الأريكةِ بإرهاقٍ تام كابتاً إبتسامتي على شكل سونغمين الذي لحق بي بسرعةٍ خوفاً من أن أفعلَ شيءً ما , إبتسمتُ ببراءة بينما نسمعُ صوت الخطوات التي تعبر السلالم للأسفلثوانٍ حتى ظهرت يوري بهيئتها البشرية , كنتُ أنوي التظاهر بالإندهاش والصدمة لكنني الأن مندهشٌ ومصدومٌ بصدق ولا أستطيعُ إغلاق فاهي ؛ تبدو مختلفةً تماماً وساحرة!!تماماً كذلك النوع الصارم والجميل من الفتيات ذوي الملامح الحادة لكن اللطيفة , إضافة لشخصيتها الرائعة بهذا المظهر لن أتعجبَ أبداً لو وقع سونغمين في الحب وبعنفٍ أيضاً !" هيونجين ! يا إلهي تبدوا مختلفاً تماماً ! وأبيض البشرة !" صاحت يوري بإندهاش وعقدتُ حاجباي متأكداً من رائحتها " أتمزحين؟ أنتِ تبدين مخلوقاً أخرَ تماماً !"تقدمت للجلوسِ بجانبي وأفسحتُ لها , مددتُ قدماي على المنضدةِ أمامي وذراعاي خلفي , نظرنا لبعضنا لثوانٍ قبل أن أفتحَ ذراعاي طلباً للإذن بالعناق وبالفعل عانقتني فوراً دون تفكير " لم نجلس ونتحدث سويةً منذُ أشهر !"قلتُ قبل أن أفصلَ العناق ووضعتُ إحدى ذراعاي على وإحداهما خلف يوري , أودُ رؤوية تعابير وجهِ سونغمين وحالاً!" دعكَ من هذا بجدية لما أنتَ أبيضُ البشرةِ مع أنك فراءكِ أسودٌ تماماً ! , أخبرني سونغمين بأنني سأندهشُ حين رؤويتك لكنني لم أتوقع هذا !" قالت بعدمِ تصديقرفعتُ كتفاي مبتسماً " أنا نفسي لا أعلمُ لما , إذاً مالأخبار؟ لم أتوقع يوماً بأنك قد تتنازلين وتتحولين لبشرية !"لمن لايعلمُ فقط فأنا ويوري كنا ومازلنا أصدقاءاً مقربين منذُ الطفولة , لهذا نجلسُ بجانب بعضنا بهذا القرب وذراعي خلفها دون مانعٍ منها أو مني , مازلتُ أود رؤوية تعابير وجهُ سونغمين , من يجلسُ أمامي الأن تشان أما سونغمين فلا أعلمُ أين هو بالضبط" من كان يتوقعُ أيضاً بأنك قد تتحولُ لبشري كل هذه المدةِ وتسافرُ أيضاً !" قالت بخبثٍ وأبتسمتُ بوسع وحب لا إراديين " أعتقدُ بأن الحب يقلبُ الموازين؟"" هو كذلك " أجابت بعفوية وأبتسمتُ بخبثٍ فوراً " إذاً أنتِ هنا لنفسِ سببي؟"عقدت حاجبيها مومئة بشك كمن لم تفهم مقصدي كاملاً , إبتسمتُ بوسعٍ وصرختُ فوراً " سونغمين بسرعة تعال بسرعة إسمع ماقالتهُ يوري إنها هـ-ابتع هي سونغمين أبعدها "أخذتُ أغمغمُ بكلماتٍ غير مفهومة وبصعوبة في النهاية بسبب يوري التي قفزت وأخرستني بيديها وسط نظرات سونغمين المتعجبة والذي جاء من المطبخِ لتوه" مالخطب ..؟" تسائلَ مميلاً رأسهُ بشكٍ وأبتسمت يوري بوسعٍ وبراءة " لاشيء , إنه أحمقٌ فقط يحاول الكذب لأنني ذممتُ ايان "" ياكاذبة!" غمغمتُ بغباء ورمقتني بحده لإصماتي , جعدتُ أنفي مكشراً قبل أن أعضّ يدها لتصرخَ بألمٍ مبتعدةً عني" اوه تباً أأنتِ بخير؟" تحركَ سونغمين مسرعاً نحوها وأنفجرَ تشان ضاحكاً " لم يأكلها لاتقلق "" ما رأيكَ لو تصمت؟" إبتسمَ سونغمين بتكلف متفقداً يدها وأنا وهان نهتزُ من شدةِ الضحك على مظهريهما , هي محرجةٌ وخجلة وهو يأخذ الأمر بجديةٍ لاتصدق" لاتفرح كثيراً أنت التالي حينما تنشطُ غرائزك " قلتُ لتختفي ضحكة تشان وإبتسامتهُ فوراً , وعدتهما مسبقاً بأنني سأسخر منهما بكل ما أوتيت من قوةٍ حينما تنشطُ غرائزهما!" تباً لك مازالت أنيابك بهذة الحدةِ حتى بعد تحولك !" صفعتني يوري بخفه قبل أن تعاود الجلوس بجانبي " صحيح أين ايان !! لم أرهُ بهيئته كبشري مطلقاً "" عاد لمنزلهِ مع عائلته " أجبتُ ببساطة وأتسعت عيناها بصدمةٍ طفيفه " ظننتُ بأنكما تعيشانِ معاً!"" كونكِ أنتِ وسونغمين تعيشان معاً كبشر لايعني بأن كل الأحباء يفعلون هذا , لديهِ عائلته مادمنا هنا " أجبتُ ببساطة وفي ثانيةٍ كانت علبة المناديل الورقية قد تخطتني من قِبل سونغمين بعد أن كادت تصطدم بوجهي , وقدمُ يوري قد إستقرت في معدتي . ." واللعنة أنتما حبيبان لاتُستفزانِ أبداً !" أمسكتُ معدتي منتحباً بألم , وكالعادة تشان وهان يكادان يبكيان من الضحك.." أمتأكدةٌ بأنك لم تنسي قدمكِ في مـ- لا لاشيء " قطعتُ كلامي مبتسماً للذكرى التي مرت في عقلي فجأة , حينما قضيتُ ليلتي في منزلِ ايان لأول مرةٍ وركلني من سريره .." ماخطبك؟ لما تبتسمُ لساعةِ الحائط؟" إستهجنت يوري برعب وتدخل هان قبل أن أفتح فاهي حتى " هذهِ الإبتسامةُ لاتظهر إلا إذا كان هنالكَ أمرٌ يتعلقُ بايان ""صحيح تعال بجدية هيونجين أودُ رؤوية ايان ! إنه صديقي أنا أيضاً إن لم تكن تتذكر! أريدُ أن أرى كيفَ أصبح !" إنتحبت يوري راجيةً لكنني هززتُ رأسي رافضاً " حينما يأتي هنا لاحقاً ستستطيعين رؤويته "" أكرهك!" صاحت منتحبةً وأخرجَ سونغمين هاتفهُ مربتاً على المكانِ بجانبه " مازالت أخز صورٍ إلتقطها لنفسها في السناب شات موجودة , ولدي صورٌ قديمة أيضاً !"تحركت يوري مبتهجةَ بسرعة " تعلم منه!" وبالطبع كان لابد وأن تركلَ قدمي قبل هذا .." صدقيني لاتريدين من صديقكِ أن يتعلم ويصبح أفضل من شريكِ عمرك " غمزتُ بخبثٍ لهما ورغم أنهما يدعيان عدم سماعي لكن تعابير وجهيهما التي تود قتلي تفضحهماإستقمتُ واقفاً ومتثائباً " تشان سونغمين سأستعيدُ غرفتي ! تشان لديك غرفةُ هان لتتشاركها , سونغمين لاداعي لقول أين ستقضي ليلتكَ صحيح؟" غمزتُ ونظرَ لي من طرفِ عينيه " بالقربِ من قبرك "● بعد ستِ ساعات ؛" هيونجين , أسدِ لي معروفاً وأستيقظ بسرعة "" هيونجين هيا بسرعة إنهم على الهاتف !"عقدتُ حاجباي بإنزعاج من صوتِ هان الذي يبدو بأنه خلق ليزعجني فقط , زفرتُ بإنزعاج " ماذا؟"" ليكسيند وبقيةُ أصدقائي يريدون دعوتنا على العشاء بمناسبة عيد ميلادنا " قال وفتحتُ إحدى عيناي أخيراً " أشكرهم وأخبرهم بأنني متعب "" أجل!!" همسَ بإنتصار ومن ثمَ أعادَ الهاتف على أذنه " أسمعتموه؟ لقد أوقظته من نومه !"إلتفيتُ على جانبي الأخر لكن هان وضعَ الهاتف على أذني " أخبرهم بنفسك "" مرحباً؟" قال صوتٌ ما من الهاتف ورددتُ التحية بصوتٍ ناعسٍ تماماً " آه مرحباً , معذرة لكنني مستيقظٌ لتوي ولا أستطيع تمييزَ من أنتَ أو أنتِ لكن على كلٍ شكراً للدعوة لكنني حقاً لن أستطيع الحظور "إختصرتُ الأمر فوراً." جميعنا نسمعك لذا لسنا شخصاً مجدداً , ولن نترككَ تفرُ حتى تخبرنا بسببٍ مقنع , هيا يارجل تستطيعُ النوم لاحقاً تعال ولنستمتع !"يا إلهي . . . سأقتلهم لو هرب النوم مني." أعتذرُ حقاً لكنني قد عدتُ من السفر اليوم وأنا متعبٍ كلياً وأفتقرُ للنوم , إن إستمتعَ هان فأعتبروا بأنني إستمعتُ أنا أيضاً , أنا شاكرٌ لكم حقاً " قلتُ بلباقةٍ لا أعلمُ من أين وكيف ومتى إكتسبتهاسمعتُ صوت تنهداتٍ متفرقة " بجدية كيف لك أن لاتستمتعَ بيوم ميلادك؟"لما مالمميز به؟" لا بأس إستمتعتُ به مع حبيبي مسبقاً " تمتمتُ متثائباً قبل أن يقتنعوا أخيراً بأن لا أملَ فيّ , أغلقَ هان المكالمةَ ثم أخذَ يقفزُ بمكانهِ بفرحٍ كجروٍ صغير" أتعتقدُ بأنه مجردُ عشاءٍ عادي كما يدعون؟" تسائل بتشوق ورفعتُ كتفاي معيداً الغطاء فوقي " لا أعتقدُ هذا , على كلٍ إستمتع وأقضِ وقتاً سعيداً "" لحظة لحظة " أزال الغطاء عن وجهي ومن ثم أردف " قلتَ بأنك إستمتعتَ بهِ مع ايان , كيف ومتى؟"يا إلهي ..تحليتُ ببعضِ الصبرِ قليلاً وأخبرتهُ بكلٍ شيء تقريباً , عن ردةِ فعلي الخرقاء , إذ أنني حتى بعد أن أراني ايان الكعكةَ والحفلة المصغرة لم أستوعب بعد لما كلُ هذا , لا أعلمُ كيف لم يغرقني ايان وقتها !!في النهاية بعد أن إستوعبتُ هذا أخيراً لا أعلم كيف شهقتُ بعدمِ تصديق وفرحة وبقيتُ متصنماً بمكاني لأكثر من دقيقةٍ حرفياً حتى أخفتُ محبوبي المسكين - لم أقصد إخافته لكنني كنتُ مصدوماً وسعيداً بحق- , وفي النهاية إرتميتُ عليه معانقاً بكل ما أوتيت من قوةٍ وربما سقطت بعضِ الدموع رغماً عني .. من يعلم؟بعد أن خرجَ هان أخيراً أعدتُ وضع الغطاء علي والإستلقاء براحة , لا أعلم كم نِمتُ لكنني مازِلتُ أفتقر للنومِ وبشدة!نظرتُ للمساحة البسيطة الفارغةِ بداخلي وأبتسمتُ بخفه مستشعراً فراغاً غريباً بداخلي , مضت مدةٌ منذ أخر مرةٍ إستلقيتُ فيها على السرير لوحدي , إعتدتُ على النوم وايان بجانبي أو متعانقانٍ تقريباً ..كالعادة ذهبتُ لجميع برامج التواصل لرؤوية أخر ماقام ايان بنشرهِ لكنه لم ينشر شيءً منذُ وصولنا , أعتقدُ بأنه وقعَ بالنومِ فوراً !دخلتُ برنامج المحادثات العاديةِ أخيراً وتوجهتُ لمحادثتهِ فوراً , وقشعريرةٌ غريبة مرت بداخلي ما إن شاهدتُ أسفل إسمه " يقوم بالكتابة "فوراً إتصلتُ بهِ قبل أن يرسل أياً يكن ماكان يكتبه , لم يأخذ الأمر سوا رنةٍ واحدة حتى أجاب فوراً " مرحباً محبوبي " تمتمتُ بنعاس" مرحباً , يا إلهي ظننتك بأنك نائمٌ وكنتُ لتوي أقوم بالكتابةِ لك !" قال بإندهاش لتتسعَ إبتسامتي على عفويتهِ هذه متخيلاً كيف هي تعابيرُ وجهه كما لو أنهُ أمامي





" كنتُ أفكر فيك " إعترفتُ بصدق ومن ثمَ أردفت " هذا غبي لكنني إشتقتُ إليك , أفتقدُ إستلقائك بجانبي "" آووه هيونجين " إنتحبَ بخجلٍ وصوتٍ آسر وتخيلتُ كيف دثرَ وجهه في الوسادةِ خجلاً لتتسعَ إبتسامتي أكثرَ فأكثر" كنتُ أفكرُ بنفس الشيء , إستيقظتُ لتوي وشعرتُ بغرابةٍ فضيعه حينما لم يكن وجهك هو أول ما أراهُ بعد إستيقاظي " قهقهَ بخفةٍ ومن ثمَ أردف " لما أنتَ مستيقظ؟ صوتك مليئٌ بالنعاس "" أوقظني هان لأحادث أصدقاه الذين يودون إقامةً إحتفال أو شيءٍ ما لعيد ميلادنا , لكنني إعتذرتُ عن الحظور بالطبع " أخبرتهُ ومن ثم أردفت " وأنت؟ وكم الوقتُ الأن أصلاً؟"" إحتجتُ قضاء حاجتي فحسب , أعتقدُ بأنها التاسعةُ مساءاً كأقلِ تقدير " قال ومن ثمَ عم بيننا صمتٌ غريب ومزعج لكنه مريحٌ في آنٍ واحد , كل مايسمع هو صوتُ أنفاسنا فقط لعدة دقائق" أتعلم؟" قررتُ قطع هذا الصمت " خلال سفرنا إستعمرَ تشان وسونغمين سريري , إنه مقرفٌ تماماً أن تكون رائحتهما عالقةً بسريري بعد أن إعتدتُ على وجود رائحتك " إستنشقتُ رائحة الأغطيةِ قبل أن أشمئزَ منها بصوتٍ عال جعل محبوبي ينفجرُ ضاحكاً" أهذهِ رسالةٌ غير مباشرةٍ لي كي آتي وأعيد تجديد رائحتي عليهِ مثلاً؟" قهقهَ بخفةٍ ونعومة وأبتسمتُ مجيباً " لم أقل شيءً ! أنتَ من يقول هذا "" اوه حسناً في كل الحالات لاتتوقع مني أن أبيت عندكَ مالم تكن ستستذكرُ دروسك معي وستلتحق بالإمتحانات " قال وأدرتُ عيناي " هذا سُخف , أنا ذئب لما أنكرُ هذه النعمة وأذهب لإتعابِ عقلي؟"" لا فائدةَ من هذا , أتعلمُ بأن يوري هنا؟" قلتُ بحماسٍ جاذباً إنتباههُ وصاحَ بعدمِ تصديق ليحثني على الإكمال " لا أعلمُ كيف أقنعها سونغمين بالمجيئ ! علاقتهما مازالت في البدايات , مازال كلاهما يخجلُ من الأخر وتحمر وجنتا كلٍ منهم إن تحدثَ أحدٌ ما عن الأخر , كما أنهما فريسةٌ سهله لمن يودُ السخرية منهما .. "إسترسلتُ الحديث بحماسٍ وإندفاع وسط رداتِ فعله الظريفة والممتعة , وضحكهِ أو شتائمه لي بسببِ مافعلتهُ بهماوصباحاً إستيقظتُ على صوتِ والدة ايان التي تحاولُ إيقاظه .. لا أستطيعُ التصديق بأننا سقطنا نائمين أثناء مكالمتنا هذه !☽ ﹏﹏ ☾



「Black Wolf 」 HNحيث تعيش القصص. اكتشف الآن