41 END

448 28 1
                                    



















" هي جونسان بسرعة إقفز ! "
" جون جون جون جون بسرعة هيا !"
إبتلعتُ بخوف قبل أن ألقي نظرة سريعة ومرتعبة نحو الأسفل , مُحال لا لا لا لا الأوراق لن تكفي سأموت !!!
" هل الأوراقُ كافية؟ ألن تتهشمَ عظامي ؟" تسائلتُ محاولاً إخفاء خوفي لكن الشريرة إيلي أدارت عينها بضجر " يونجين إدفعهُ وحسب "
" لا لا لا لا إياك ! عمي بسرعة عمي أنقذني !" صرختُ مبتعداً عن يونجين الذي ينظرُ لي بخبث ويتقدمُ نحوي ببطء , بينما عمي رفعَ رأسهُ ونظرَ لنا بنصف عين ثم عاد للنوم!!
لما لايوجدُ سواه سأموت ولن يعلم!
" يونجين إبتعد سأخبرُ عمتي !" هددتُ بينما أعودُ عدةَ خطواتٍ للخلف محاولاً الإبتعاد عنه وجسدي منكمشٌ على بعضه من الخوف " لن تفعل أمي شيء "
" إيلي سأخبر والدي وسيعاقبكِ ! إجعليه يبتعد !!" صرختُ راجياً وسمعتها تزفرُ بضجر " جونسان لن تموت لمجرد الققز من صخرةٍ كهذه !"
" إقفز إقفز !" أخذَ البقيةُ يهتفونَ بشكلٍ موترٍ وأبتلعتُ بخوف , يونجين أمامي والقليل من الصخرة تبقى خلفي ومن ثمَ سأسقط , لما أُختي شريرةٌ هكذا !!
" عمي أرجوك ساعدني !" إستنجدتُ بيأس عمي المستلقي بخمولٍ تام , والذي لايلقي لنا أي إهتمامٍ ولايبالي بوجودنا عنده ..
" فقط إقفز وتوقفوا عن إزعاجي " تمتمَ عمي متثائباً بوسعٍ كفرس نهر وأنتحبتُ بيأس وإستسلام لمصيري المحتوم
" فقط لاتدفعني بقوة؟ أرجـ- هي لاا !!!" حاولتُ إستمالةَ يونجين لكنني وجدتُ نفسي فجأة أصرخُ بخوف وإيلي والبقية يصرخون بإنتصار ثم بوم أنا محاطٌ بأوراق الشجر..
" أرأيت لم تمت قم تحرك بسرعة جاء دوري !" صاحَ يونجين من أعلى الصخرة الكبيره ساخراً وزمجرتُ في وجههِ بحقد قبل أن أتحرك نحو الشريرة إيلي " سأخبرُ والداي "
" سيوبخانكَ لأنك جبان " إبتسمت بشرٍ كعادتها لكنني تجاهلتها متمتماً ببحرٍ من الشتائم لها ولعمي عديمِ النفع , والذي يفضلُ النوم على إبن أخيه
" هي لنذهب ولنلعب بمكانٍ أخر , سئمتُ من القفز " قال مارك ووافقهُ بقيةُ الجراء بينما أنا وإيلي ويونجين وبامبام نتبادلُ النظرات بورطه
" لكن اللعبة ممتعة والمكان رائع!" حاول بامبام إقناعهم لكنهم تجاهلوه وتحركوا بسرعة ليختفوا بين الشجيرات .. ونحن هنا ننظرُ لهم بحسره!
" عمي ! إستيقظ نريدُ الذهاب مع البقية !" صاحت إيلي قبل أن تذهب للجهة الأخرى من الصخرة وتتسلقها لتصل لعمي " بسرعة إستيقظ قبل أن يبتعدوا نريدُ اللحاق بهم !"
زفرِ عمي بإنزعاج قبل أن ينقلبَ على جانبه " وما شأني أنا؟ إذهبوا لم أمنعكم من هذا "
تبادلنا نظراتِ اليأس والأسى ومن ثمَ زفرنا جميعاً " نحنُ معاقبون "
فتحَ عمي عينيهِ أخيراً ونظرَ لنا نظرةً فاحصة قبل أن يعاود إغلاق عينيه مجدداً " مجدداً ما شأني بهذا؟"
" خالي هيونجين ووالداي حذرونا بإن لا نتحرك ولا نذهب لأي مكان إلا بصحبةٍ أي بالغٍ معنا وإلا فلن يدربوننا على الصيد " قال يونجين ليعاودَ عمي النظر , دققَ النظرَ فينا لثوانٍ ثم إهتزَ جسدهُ فجأة بضحكةٍ مكبوته قبل أن ينفجر ضاحكاً على تعابير أوجهنا المستاءة ليرتسمَ السخطُ علينا جميعاً ..
" إذهبوا أنتم ولن يعلموا بأنكم خالفتم عقابهم " تمتمَ بلا مبالاة وهززتُ رأسي بأسى , أحبُ عمي جداً وهو المفضلُ لدي بعدَ والداي لكنه لن يساعدنا بهذا أبداً
" لكنهم سيروننا بالتأكيد ! " حاججت إيلي وهزَ رأسهُ بلامبالاة " حينها قولوا لهم بأن هان هو من سيتحملُ مسؤوليةَ هذا "
" حينها سنعاقبُ نحن لا أنت لأنك بالغ ولا أحد يستطيعُ معاقبتك " قلتُ بحِنق ورفعَ كتفيه بلا حيلة قبل أن يغلقَ عينيه مجدداً للعودةِ للنوم , بابا دائماً يقول عن بابا الأخر بأنه قردٌ كسلان لكن أعتقدُ بأن عمي يستحقُ هذا اللقبَ
" بالتأكيد سيعلمون إن لم يرونا فسيخبرهم أحدٌ ما " قال بامبام بتفكير وأومأتُ موافقاً " يملكون أعيناً في كلِ شجرة "
" مرحباً يا أطفال !" إلتفينا جميعاً نحو مصدرِ الصوت وأتسعت إبتسامتي فوراً " يونغي ! " هتفتُ بفرح قبل أن أجري نحوه فوراً وأعتدلَ عمي بسرعة مستلقياً على معدتهِ عوضاً عن الإستلقاءِ على جانبه
" جونسان لطيفي ! لما لستم مع بقيةِ الجراء؟" تسائل مداعبةً أنفي بأنفه وأبرزتُ شفتاي بحزن " عمي يرفضُ أن يأتي معنا مع أننا معاقبون "
" لاتكذب !" صاحَ عمي بشكلٍ مخيف ومفاجئ وألتفينا نحوهُ جميعاً بإستهجان
" لم يكذب أنت تجاهلتنا !" صاحت إيلي موافقةً ومثلَ عمي تعابير الصدمة " أنا فعلتُ هذا؟ "
أومئناً جميعاً ولوحَ بقائمتهِ الأمامية بلا مبالاة " كنت أمزحُ معكم فقط ! "
" سأذهبُ أنا نحو البحيرة, تريدون المجيئ؟" عرض يونغي علينا وهززنا رؤوسنا بحزن " أبي إشترطَ بأن يكون أحد أقرباءنا "
زمم شفتيه بعدمِ حيلة " إذاً بالتأكيد عمكَ سيفعلُ هذا " غمز قبل أن يرفعَ رأسه نحو عمي " وداعاً الشمس حارةٌ هنا " قال بسرعة قبل أن يجريَ بعيداً وعينا عمي تلاحقانه بتتبعيونغي هو صديقُ عمي , إيلي تقول بأنهما يحبان بعضيهما لكنني لا أصدقها , صحيحٌ بأن له تأثيراً على عمي - كما حدث منذُ قليل - لكنهما لايعيشان معاً ولا يتصرفان كالشركاء !
زفرَ عمي مطولاً وأستقام واقفاً " بسرعة بسرعة تحركوا أريدُ الذهاب , أين والديكم؟ سأخذكم لهم لستُ مستعداً لإيصالكم لأي مكانٍ أخر " لهذا أحبُ يونغي !
أنا جونسان, أصغرُ فردٍ في عائلتي , إذ أن إيلي وتان أكبرُ مني بعدةِ دقائق فقط !
إيلي هي أختي الكُبرى الشريرة والذكيةُ القوية , والدايَ يقولان بأنه من المفترضُ بأن لدينا أُختاً أكبر منهما لكنها توفيت بعد دقائق من ولادتها ! كنا سنكونُ عائلة مثاليه , فتاتان وفتيان !
بابا ايان دائماً يقول بأن تان هو نسخةٌ مصغرة من بابا هيونجين ,وبابا هيونجين يقول بأن إيلي لديها الكثير من طباعِ بابا ايان .
أما أنا؟ بابا ايان يقول بأنني خليطٌ من طباعِ كليهما لكنني أعتقدُ بأن هذه كانت مجاملة كاذبة منهما لأنهما لم يقولا هذا إلا حينما تذمرتُ لأنني لا أشبه أحداً منهما ..
بابا هيونجين رائعٌ وكل الجراءِ يحسدوننا لأن والدنا يمتلك فراءاً أسود تماماً ! أتمنى لو أنني ولدتُ مثله لكن هذا مستحيلٌ تقريبا , وهذا محزن! أريدُ أن أكون مذهلاً ومميزاً !
" سام أرأيت أياً من هيونجين وايان؟ أو جينيفر؟ " توقفَ عمي عند سام المستلقي أسفل الظل وأشارَ بقائمتهِ الأمامية نحو الشمال " رأيتُ ايان ويونغي يتوجهانِ نحو البحيرة "
" رائع سأتخلص منكم وأصلُ لوجهتي في آنٍ واحد ! " تمتمَ عمي بفرحٍ وإنتصار ومن ثمَ أردف " مالذي فعلتموه كي تعاقبوا جميعاً؟"" لاشيء فقط نجونا وبقينا على قيدِ الحياة " قالت إيلي بحنقٍ واضح وألتفَ عمي نحونا برقبته مضيقاً عينيهِ بنظرةٍ غريبة " جميعكم متفقون على أن هذا هو السبب؟"
أومئنا جميعاً .
" بجدية؟" توقفَ عمي فجأة لأصطدمَ بهِ وأصطدمَ بي يونجين" لما توقفتَ فجأة !"
" ذهبتم لمنطقة خارج حدودنا دون إخبار أي بالغ رغم كل التحذيرات التي تشبعتم بها منذُ ولادتكم ولا تعتقدون بأن هذا خطأ؟ " إستهجنَ بعدمِ تصديق وغضبٍ طفيف لأبتلع ببطء , لأول مره يخالفنا عمي!
دائماً ماكان يشاركنا التذمر في أي موضوعٍ نتذمرُ فيه !
" صحيحٌ بأننا أخطأنا لكن المخلوقات الطبيعية كانت ستفرحُ بنجاةِ جرائها لا أن تغضب لأنهم مازالوا أحياءَ وتعاقبهم!" إستهجنَ يونجين وأومأنا جميعاً موافقين له , لما قد يعاقبنا والدايَ لأننا نجونا من الموت!
" أتتوقعون من والديكم مكافئتكم لأنكم ذهبتم دون علمهم وأختفيتم بلا أي مقدمات؟ "
إستهجنَ ومن ثمَ هز رأسهُ بعدمِ تصديق وأردف " لو لم يخبرنا كيم أين ذهبتم لبقينا حتى اليوم نبحثُ عنكم بينما أنتم قد تم هضمكم بشكلٍ تام ! لم تروا كيف كان الجميع قلقاً عليكم وخائفين كاللعنه , في حياتي كلها لم أرى هيونجين بمثلِ هذا الخوف والقلق !"
وجهَ كلامهُ في النهايه لإيلي التي فتحت فاهها لتتحدث لكنها أغلقتهُ فوراً قبل أن تُطرق رأسها بصمت
" أتتخيلون كيف كيف كانت ستكون مشاعر أهاليكم وهم يبحثون عنكم ليجدوا بقاياكم بعد فتره؟ مشاعري أنا المسكين اللطيف لن أستطيعَ العيش بدونكم ياصغاري الأشقياء !" إنتحبَ بصدق وأبرزتُ شفتاي منتحباً أنا الأخر
" عميي !" إنتحبتُ ومن ثمَ جريتُ نحوه لإحتضانهِ لكنه .. كبيرٌ جداً !لذا مرغتُ رأسي بفراءهِ قبل أن يداعبَ أنفي بأنفهِ وبالطبع إنضمَ لنا يونجين ومارك وإيلي في هذه الفقرة مع الكثير من التمتمات من عمي بأنه يحبنا لكننا مشاغبون ومغامرون متهورون ..
ومن ثمَ أكملنا السير بعدما أخذنا محاضرةً مطولة عن كوننا نستحقُ هذا العقاب وأننا أخطأنا فعلاً وأن والدينا كادوا يموتون من القلق علينا وما إلى هذا .. وأنقطعَ حديثهُ هذا عندما قابلنا عمتي جينيڤر وأخذت جرويها يونجين وماركمنذُ أسبوع كنا نلعبُ مع بقيةِ الجراءِ وجرو دب بإعتياديه حتى أصابنا الملل وأخذنا نفكرُ بفعلٍ أي شيءٍ ما خارجٍ عن المألوف لكسر روتين ألعابنا المعتاده , كالعادة أختي الذكية الشريرة إيلي إقترحت بأن نجرب تخطي حدود المنطقة الواسعة التي يملكها قطيعنا
في البداية كنا خائفين من أن نضيع أو نُعاقب لكن مارك قال " الجبان ليبقى هنا نحنُ سنذهب "ولأن البقيةَ جبناء فلم يتبقى سواي وإيلي وتان وإبنا عمتي جنيڤير وصديقنا الدب , إضافةً لكيم الذي كان يدعي الشجاعة وأنسحبَ في منتصفِ الطريق وأخبر والداي عنا
قبل المساءِ بقليل واجهنا قطيعَ ثعالب كُثر وجياع , الدبُ هربَ نحو أقربِ شجرةٍ وتسلقها محتمياً بها لأن الثعالب مثلنا لايستطيعون تسلق الأشجار ..
بينما نحنُ حاولنا الدفاع عن أنفسنا لأننا ذئاب لكن ضربة واحدة من أحدهم كادت تجعلني أحلقُ لأخرِ الغابة .. هذا ليس عدلاً البالغون يستطيعون هزيمتهم بسهوله بينما نحنُ لا !!!
كل شيءٍ رائع ومذهل في الحياة يستطيعُ الكبارُ فعله بينما نحنُ لا ! سئمتُ من كوني مجرد جرو ووالداي يقولان بأن المشوار أمامي طويلٌ حتى أكبر !! لما !
على كلٍ , بعد محاولتنا الفاشلة في الدفاع عن أنفسنا أطلقنا العنان لأرجلنا لتسابق الريح حرفياً , في حياتي كلها لم أجري أو أبكِ كما فعلتُ في ذاك اليوم !
في حياتي كلها لم أجرب أن أبكِ وأجري وأصرخُ طلباً للنجدةِ بل وكنا نعوي أيضاً لعل أحداً ما يسمعنا , نحنُ خارقون للطبيعةِ صحيح؟
لكن لا أحدَ كان هناك ! ظننا بأنها النهايةُ لوهلة وتعثرَ يونجين بصخرةٍ صغيرة وتشوهَ وجههُ وكان سيتمُ إلتهامهُ لولا أن جديَ قفزَ من بين الشجيراتِ فجأة وألتقطهُ ومن خلفهِ والداي وعمي وعمتاي لوري وجينيڤير وزوجها وجدتاي وجدي ..
كان الوضعُ جنونياً كل أفراد العائلةِ كانوا هنالك وبكاءنا أصبح بكاء خوفٍ وفرح في آنٍ واحد , بقينا في الخلف بصحبةِ عمتي لوري الحامل بينما والداي والبقية خاضوا قتالاً بسيطاً مع قطيع الثعالب قبل أن يفِروا هاربين
ما إن هربوا جريتُ نحو والدايَ وأحضتنهما وأخذتُ أبكي بقوةٍ أكبر بينما كانوا يتفقدوننا بقلقً ويتأكدون من سلامتنا , تلك الليلة نمنا جميعاً بين والداي كالعادة لكننا كنا متشبثين في فراءهم حرفياً مع قوائم ترتعدُ من الخوف , كان ذلك أرعب يومٍ في حياتي!وبالطبع في اليوم التالي تلقينا توبيخاً شديداً من جدي القائد ومن والدايَ ومن الجميع حرفياً كان يوم التوبيخ العالمي .. لكننا كنا كالأبطال المغامرين بالنسبة لبقية الجراء لذا لا بأس !!!
على الأقل هم لايعرفون بأننا بكينا حتى النخاع , مع أن عمتي لوري هددت بإخبارهم لو قمنا بشيءٍ متهور كهذا مرةً أُخرى..
"ما إن نصل إذهبوا مع والدكم لأي مكانٍ أخر حسناً؟" قال عمي تزامناً مع إقترابنا من صوتِ هدير مياهِ البحيرة , نظرت لي إيلي مبتسمةً بشر ومن ثمَ غمزت بغرابة مشيرةً لعمي
" لماذا؟ أتودُ البقاء مع يونغي لوحدكما؟" قالت مضيقةً عينيها بخبث وجعدَ عمي جبينهُ قبل أن يبتسمَ بغرابة " لا شأن لكِ "
" هو شريككَ صحيح؟" أصرت إيلي لكن عمي ركزَ نظره على الأمام وتجاهلها لنقهقهَ جميعاً عليه , يُحال أن يجيب عمي على هذا السؤال!
سابقاً كنتُ أظن بأن غرائزهُ لم تنشط لذا هو لايملكُ شريكاً أو شريكة , وحينما سألنا والدايَ رفضا الإجابة وأخبرونا بأن نسألهُ هو لأن الأمرَ يخصهُ هوَ
كانت فاجعة عمرنا حينما سألناهُ وأجابنا بـ " لا واللعنة؟ لما قد لا تنشط غرائزي وقدُ وصلت لهذا العمر بالطبع نشطت كـ- اوه تباً لقد شتمتُ أمامكم إنسوا هذا ولا تذكروا هذا الأمر عند والديكم وداعاً "
بالكادِ أستطعتُ النوم تلكَ الليلة , عمي يملكُ شريك لكننا لانعلمُ من هو ولا يعيشان معاً كالشركاء !!!
تهرب من بقيةِ أسئلتنا ورفض إخبارنا عن ماهو شريكه , كان هذا منذُ وقتٍ طويله لكنه مازال يعيشُ وحيداً ويرفض إجابتنا
" بابا!" هتفت إيلي ما إن وصلنا للبحيرة حيثُ يقفُ بابا كوك مع يونغي , واللذان إبتسما بوسع حينما رؤونا " حُلوتي ! "
تحركَ بابا نحو إيلي التي جرت نحوهُ وداعبها بأنفهِ قليلاً " أين كنتم طوال النهار؟ إستيقظت ولم أجدكم !"
" بصحبة عمهم الرائع , صحيح جونسان؟" قال عمي وأومأتُ " مع أروعِ عم !" هتفتُ كاذباً لأجله
ومن ثم إتجهتُ نحو أبي وأحتضنتهُ فوراً - بالحقيقةِ لم أحتضن سوا وجههُ لأنه كل ما أصلُ إليه - وكالعادة رفعَ بابا رأسهُ ليرفعني عن الأرضِ لأصرخَ بضحكٍ وخوف " سأقع سأقع!"
" لن تقع إهدأ " غمغمَ بابا بغرابة بسبب فكه المغلق كي لا أقع قبل أن يعيدني للأرض , رفعَ رقبتهُ محاولاً النظر خلف عمي ومن ثم تغيرت ملامحُ وجههِ للقلق " أين هو تان؟"
" كان نائماً معكما حينما خرجنا " قلتُ بتعجب وأضافت إيلي " ظننا بأنهُ معكما "" رائع ماقصتكم مع الإختفاء المفاجئ؟" إنتحبَ بابا ومن ثمَ أردف " لنأمل بأنه مع هيونجين وإلا سيتوقفُ قلبي حرفياً , لم أعتد على القلق المستمر لما الأبوةُ صعبة ..؟"
رفعتُ نظري لعمي الذي يشيرُ لي بعينيه نحو الغابة , صحيح!" بابا لنذهب عمي يريدُ البقاء مع يونغي لوحدهما "
" جونسان !!" صاحَ عمي منتحباً ويونغي بجانبهِ يكادُ يقع من الضحك , مابه فعلتُ ماكان يريدني أن أفعله!
" أنت أخبرتنا بأن نقول هذا؟!" قالت إيلي بتعجب وصفعَ عمي جبينهُ بينما إنفجرَ بابا ايان ضاحكاً مع يونغي الذي سقط من شدة الضحك ويبدوا عمي محرجاً لكن لا أعلمُ لما !
" تخلصتُ من غباء هيونجين ليرثهُ أبناءه !" صاحَ عمي منتحباً ليتوقف ضحكُ بابا ايان فجأة
" هي لاتتحدث عن حبيبي وصغاري هكذا !" صاحَ بابا ايان مدافعاً وهزَ عمي رأسهُ بيأس
" فقط إذهبوا وأبحثوا عن تان المختفي "
" صحيح!" صاحَ بابا بورطه قبل أن يتحركَ بسرعة وتبعناهُ فوراً " أرأيتما هيونجين؟"
" كلا " أجبنا وضمّ شفتيهِ بتفكير " ولم يكن في الجحر ولم تروهُ في طريقكم لذا .. سيكون هنالك بالطبع " إبتسمَ بابا بحبٍ ووسع لأعلم فوراً مايقصده
مكان بابا هيونجين المفضل , كان دائماً يذهبُ إليه هو وبابا ايان بدوننا ويحبانِ أخذ قيلولتهما فيه !حينما ذهبنا له للمرةِ الأولى أخبرنا بابا هيونجين بأنه شعرَ بأن مكاناٍ مماثلاً لهذا قد زُرع في داخلهِ حينما إلتقى ببابا ايانوبصراحة لا أعلم ولم أفهم كيف لهذا أن يحدث هذا مخيف!





「Black Wolf 」 HNحيث تعيش القصص. اكتشف الآن