" كانت سيئةً بعض الشيء , بغضِ النظر عن الإضافات البشرية عليها من توابل وما إلى ذلك أجدُ أسماك بحيرةِ الغابة ألذُ من هذه "فتحتُ عيناي مُنزعجاً من صوت الحديث والحركة المُزعجين واللذانِ أيقظاني من نومي العميق , فتحتُ نصف عيني بكسل نحو مصدر الصوت لأرى ايان يحادثُ أحداً ما عبر الهاتف بينما يرتبُ الغرفة معيداً الملابس المبعثرة على الأرض , عارٍ تماماً.أفضل طريقة لبدءِ صباحٍ أستطيعُ القول عنه بأنهُ صباح الخير !
أبدو كمنحرفٍ هكذا وأنا أسترقُ النظر من الغطاء وإبتسامةٌ مرتسمة على شفتاي ...تحركتُ منقلباً للجهة الأخرى من السرير وأنتشرَ بظهري وجزئي السفلي ألمٌ رهيبٌ مفاجئ وكأن مؤخرتي وظهري قد قُسما لنصفين .. تباً , لقد مارسنا الجنس؟؟
عقدتُ حاجباي محاولاً التذكر لكن كل ما أتذكرهُ هو أننا مارسنا الجنس وأعتقدُ بأنني إستفزيتُ ايان بعض الشيء لينتهي الامر بمضاجعه بعضنا البعض ..؟ ماللعنة لما رأسي يؤلمني هو الأخر وكأنه قد مارس الجنس هو أيضاً !!!!" بالتأكيد سأفعل , لكن صدقني مهما كانت جودة الصور لن تكون بمثل روعة الواقعِ أبداً " قالَ ايان لأياً يكن من يحادثه وخمنتُ بأنه يقصدُ البحر , أضاء ضوءٌ ما الغرفةَ بأكملها وعقدتُ حاجباي بإنزعاجٍ مجدداً , لما عليه أن يقوم بفتح الستائر بينما أنا نائم؟أين حقوق الشخص النائم في هذا العالم؟أبعدتُ الغطاء بعض الشيء لأتمكن من الرؤوية , وبالفعل كان ايان يقفُ أمام النافذة الزجاجيةِ الكبيرة بينما ينظرُ للبحر الواسع منها وأشعةُ الشمس تبدوا مشعةً جداً حتى أنه يبدوا كمن يقفُ أمام الشمس مباشرة وجسدهُ العاري يصدهاصباحٌ خيرٍ مضاعف!
مددتُ ذراعي بهدوء لأخذ هاتفي من على المنضدة الصغيرة بجانب السرير بينما لازال هو يتحدث في الهاتف , توجهتُ نحو الكاميرا فوراً لإلتقاط صورةٍ له وبالكاد فتحتُ عيناي تماماً لتصبح الصورة جيده رغم أن وجودهُ فيها كافٍ لجعلها إحترافيةًضيقتُ عيناي قليلاً بتركيز ثم ضغطتُ زر إلتقاطِ الصورة ليصدرَ ضوءُ الفلاش وصوت إلتقاطها جاذبين إهتمام ايان الذي إلتفَ نحوي بفزعٍ بسيط . . .إبتسمَ عاقداً حاجبيهِ بإستنكار وأبتسمتُ ببراءة مصطنعة وإحراج , هاتف غبي!" إلتف كما كنتَ للتو ولا تتحرك !" همستُ كي لايصل صوتي لأيٍ يكن من يحادثه وهزَ رأسهُ مبتسماً بوسع والقليل من الخجل قبل أن يعودَ لوضعيتهِ السابقة
أوقفتُ ظهور الفلاش المُزعج ثم عدتُ للتركيز وإلتقطتُ الصورةَ أخيراً , ما إن صدرَ صوت إلتقاطِ الصورة حتى إلتفَ متوجهاً نحوي لرؤوية الصورة على مايبدو , وبالطبع أخذتُ ألتقطُ العديد من الصور العشوائية له أثناء قدومه وما إن وصل للسرير دسستُ الهاتف تحتي بسرعة " محظورٌ عليك "أبعدَ الهاتفَ قليلاً " هيي إنها صوري !" تذمرَ محاولاً أخذهُ من أسفلي لكنني حركتهُ من مكانه بسرعة " أنا من إلتقطها لذا فهي صوري أنا !" عاندتُ بمزاجٍ رائع محاولاً إستفزازه" ايان أأنتَ معي؟" صاحَ تقريباً صوتٌ ما من الهاتف أفزعنا جميعاً وفتحَ ايان فاههُ كمغارة بورطة وأعاد الهاتف لأُذنه بسرعة " أعتذر أبي لكن كان لدي شيءٌ ما لأفعله ونسيتك أعتذر "تحركتُ مقترباً منه لأستطيع سماع والِده , سمعتهُ يتنهد ثم قال بصوتٍ أقرب للضحك " إستيقظَ هيونجين صحيح؟"في ثوانٍ كان وجه ايان كالشفق الأحمر.
نظفَ حلقهُ بإحراج بينما أنا أهتزُ ضحكاً مكتوماً عليه , دائماً مايحدثُ هذا حينما يهاتف والديه معي !" أجل لكن لا ليس هذا السبب , لنعـ- " حاول التبرير مُحرجاً لكن والدهُ قاطعه مقهقهاً " سأحادثك لاحقاً لابأس لدي عملٌ ينتظرني على كلٍ حال , أوصل تحياتي لهيونجين وأستمتعا بيومكما وأبقيا آمنين " ومن ثمَ أغلقَ المكالمة دون إعطاء أي فرصة لاياننظرَ للهاتف بسخط " عملٌ في يوم إجازة ! والدي يشبهك تماماً في الكذب "" وما شأني أنا؟" إستهجنتُ منتحباً وأبتسمَ بتكلف " فاشلٌ بالكذب , والأن دعني أرى !" صاحَ في النهاية قبل أن يحاول أخذ الهاتفِ من يدي لكنني حركتها بسرعة لتبدأ حربَ محاولة الحصول على الهاتفوالتي إنتهت بخسارتي لأنني مستلقٍ فلهُ الأفضلية, إضافة لألام جسدي السفلي ..
" على الأقل لاتقم بحذفِ أيٍ منها " أبرزتُ شفتاي راجياً بحزنٍ متصنع وأبتسمَ منتصراً " لن أفعل "راقبتهُ فيما ينظرُ للصور العديدة والتي أعتقدُ بأنه معظمها مشوشةٌ لأنني كنت ألتقطها بسرعة أثناء سيره , كان يقهقهُ بعض الشيء على بعض الصور حتى وصل لأول صورةٍ على ما أعتقد , أخذَ يتأملها بلا مشاعر أو ملامح وجهٍ واضحة ثم سرعان ما إرتسمت إبتسامةٌ واسعة ودافئة على وجهه فيما يتأملها , يا إلهي أودُ تصويره وهو هكذا لكن هاتفي معه..أنا واقعٌ بالحبِ تماماً , غارقٌ وبشدة!" أنتَ مصورٌ رائع , أتعلم؟" قال ناقلاً نظرهُ لي وقد وضعَ الهاتف جانباً وإتجهت يدهُ للعبثِ بخصلات شعري فيما ينظرُ لي بهذه الإبتسامة والتعابير الساحرة , لو إستمرَ هكذا فسأفقدُ قدرتي على التنفس .." حسناً شيءٌ جديد ينضمُ إلى قائمة مهاراتي الخارقة " قلتُ معتداً بنفسي بشكلٍ مبالغٍ فيه وشدَ شعري بشكلٍ مؤلم " هي هي هذا مؤلم !"" كيف لك أن تستيقظَ بمزاجٍ رائع وسعيد كهذا بعد الأمس؟ " قال مؤنباً وأصابعهُ مازالت تشدُ شعري وأردف " بعدما جعلتني أبكي من الخوف والقلق؟"" ماذا؟" عقدتُ حاجباي مستهجناً " أنتَ بكيت؟ متى حدثَ هذا !" إستنكرتُ بعدم تصديق محاولاً التذكر لكن لاشيء سوا الصُداع الذي يغتصب رأسي وبشدة!إبتسمَ مقهقهاً فجأة " كنتَ ثملاً حُبي "واللعنة المضاعفة!
" أنا ؟" صِحتُ بعدم تصديق ونهضتُ جالساً بسرعة لينتشرَ الألمُ بجزي السفلي لظهري بشكلٍ جعلني أصرخُ كأرنب ضعيف ..وبالطبع ايان إستلقى من شدةِ الضحك علي.يا إلهي " أذلك ما شرِبتُه؟ تلك المياة أم العصير لا أعلم أياً يكن ذلك المشروب سيء المذاق؟" إستهجنتُ آملاً بأن يجيبَ بـ لا لكنه أومأَ موافقاً " كانت كحولاً , من النوع العادي لكن كالتجربةِ الأولى لك كانت كافية وبشدة " ومن ثمَ عاد للقهقهةِ مجدداً ..أسندتُ رأسي على الوسادةِ متنهداً بعدم تصديق " تصرفتُ كبشري وتسببتُ بضياعِ عقلي " تمتمتُ بعدمِ تصديق ورهبة .. هذا مُريع!
" أتعلم؟" قال بصعوبة أثناء ضحكهِ ومن ثم زفرَ من شدةِ الضحك " عندما سألتكَ أين ذهبَ عقلك كنتَ كـ " هل أنت جاد؟ إنه الليل بالتأكيد خلدَ للنوم ! هكذا وكأنهُ شيءٌ بديهيٌ تماماً !" صاح بمرح وعادَ للضحكُ مجدداً" شكراً لا أريدُ معرفة المزيد " خبأتُ وجهي تحت الغطاءِ مُحرجاً , المضحكُ بالأمر هو أنه بالكادِ يستطيع التنفس لكنه لايستطيع التوقف عن الضحك , هذا يجعلني مُبتهجاً رغماً عني!" ألا تتذكرُ بأنك تحولت؟" أزال الغِطاء عن وجهي مطلاً برأسهِ علي , تحولت؟
" توقف عن الكذب ولنذهب لنستحم فمعدتي تحتضرُ جوعاً " تحركتُ هاما بالوقوف لكنهُ أمسكني ووجههُ يكاد ينفجر بسبب الضحك المكبوت " أسف حبي لكنك فعلاً تحولت ونسيتَ أيضاً كيف تعود لهيئتك البشرية " قال بصعوبة محاولاً كتم ضحكته..." وداعاً سأذهب للموت " عدتْ للإستلقاء بسرعة معيداً الغطاء فوقي .. تباً تباً تباً كنتُ أخرقاً بشكلً كلي!" وااه المكان مكتضٌ بالبشر " صحتُ بإنبهار ناقلاً نظري بين العديد العديد من البشر بالأعمار والجنسيات المُختلفة والذين يملؤون المكان عكس ما توقعنا تماماً!!!
" ظننتُ بأن قدومنا في هذا الوقت من السنة لأمرٌ ذكي لأنه يسبق فترة الإختبارات النهائية فسيكون المعظم مشغولين بالإستذكار " تذمرَ ايان بوجنتين منتفختين بحسرة وظرافة وأبتسمتُ مُتهكماً " للأسف لابد وأن كل هؤلاء ظنوا أنفسهم أذكياء مثلك "رمقني بطرفِ عينيه بسخط قبل أن يضربني بخفةً فجأة " لاتحاول إنكار ذكائي كي لا أُعيدك للغابة مشياً "واو أنا أرتجفُ من الخوف . ." لا أحد يستطيعُ إنكار ذلك " رفعتُ ذراعيّ بإستستلام مبتسماً ببراءة وألتفَ برأسهِ للجهة الأخرى عمداً كي تتحركَ خصلات شعره مع الهواء مُفتخراً " أعلم "قهقهتُ مديراً عيناي وقبل أن أتفوه بأي شيء محاولاً إغاضتهُ كعادتي إمتدت يدهُ فجأه لتمسكَ بيدي بإحكام وقبل أن أستوعب سبب سرعته المفاجئة هذة إنطلقَ جارياً فجأة وأنا خلفهُ كأخرق مربوط بحبل " والأن لنحقق أمنيتنا المشتركة ولنركب كل لعبةٍ هنـ- اووتش اوتش اوتش اللعنة تباً تباً نسيت !"
توقفَ صارخاً بألمٍ بعد عدةِ خطوات كأبله جاذباً أنظار من حولناأتذكر انني كنت رقيقا عليه , ورغم أنني أعاني من الأمر ذاته لكنني بالكادِ أحاول كبت ضحكي عليه كي لا أحرجه أمام من لفتَ إنتباههم !" لا بأس إضحك إضحك , على الأقل ليست مرتي الأولى " قال بحنق وأنفجرتُ ضاحكاً على الفور بينما هو يرمقني بحنق وأكادُ أقسم بأنه بالكاد يستطيعُ كبت إبتسامتهِ أو قهقهتهوأجل تصرفنا هذا الصباح كمسعورين بعض الشيء , كان الأمرُ مجرد حديثٍ عادي حول وعدهِ بأنه يعوضني لو نسيت لكنني نسيتُ كل شيءٍ تقريباً سوى هذا مما جعلهُ فخوراً لأنه يعتقدُ بأنه كان رائعاً بشكلٍ لاينسى ؛ وهو كذلك بالفعل!ولا أعلمُ كيف تحول الأمر ببطء وأنتهى بنا نلهثُ بمتعة وتعب وقد تبادلنا الأدوار لأكون انا المسيطر , لذا كلانا متساويان في الألم الأن , رغم أنه ليس بذلك الألم الشديد , لم أعد أشعرُ بهِ إلا حينما أجري كالتو أو أجلس!بينما هو يتألم ان سار خطوه واحده" على كلٍ حبي , بما نبدأ؟" عاودَ الإمساك بيدي مُخلخلاً أصابعهُ بين خاصتي , بقي كلانا ينظرُ للأعداد الهائلة والمحيرة متفاوتة الأحجام والأشكال من الألعاب ؛ نحن نقفُ بوسط مدينة الألعاب.يقول والد ايان بأنه أمرٌ مبتذلٌ لدى البشر ! لكن لي أنا وايان ؟ رأينا موعداً كهذا في فيلمٍ ما وفُتِنّا بهِ كأمنيةٍ مشتركةٍ بيننا , وها نحنُ الأن نحققُ أمنيتنا معاً !
" لنتخطى العجلة الدوارة , بدت مُضجرة في الفيلم " أشرتُ عليها وعلى الحشد الكثير حولها وزمّ لوي شفتيه للجانب بتفكير " لكن منها سنستطيعُ رؤوية المكان بأكمله وسيسهل علينا الإختيار بعدها "ضممتِ شفتاي بهزيمة مومئاً , أخذتُ أنقل نظري بين الحشود حتى جذبني إطارٌ كبير جداً يرتفعُ نحو شيء أشبه بالشلال, أخذَ يرتفعُ ببطء ووجوه من في داخله مليئة بالترقب والإثارة , وما إن وصلَ للقمةِ حتى إنزلقَ بسرعةٍ شديدة كما إندلعت أصوات صراخهم وضحكهم العالي جداً وبالكاد أستطيعُ الجزم بأن هنالك موجات من المياه قد غسلتهم بعض الشيء" ايان أنـ- " هممتُ برفع يداي مشيراً على اللعبة لكن ايان قاطعني فجأة " لنذهب لها !"إلتفيتُ نحوه عاقداً حاجباي برعب " كيف علمت بأنني أقصدها؟"رفعَ حاجبية مبتسماً بإنتصار وكأنه عالمٌ للغيب " كنتَ تحدق بها منذُ دقائق مبتسماً كجروً يريدُ شيءً ما "أدرتُ عيناي متغاضياً عن نعتهِ لي بالجرو وتوجهنا نحوها فوراً , رغم أننا قد نبتل لكن من يبالي؟ نحن هنا للمتعة!ما إن وصلنا حتى إستقبلنا صفٌ طويل بعض الشيء للإنتظار , تبادلنا نظراتِ الأسى قبل أن نصطف مع البقية" أكرهُ الإصطفاف بصف إنتظار !" زفرَ ايان بإعتراض ما إن وقفنا وأومئتُ موافقاً بأسى " سيمضي معظم يومنا بلا هدف إن كنا سنقفُ في صفٍ كهذا عند كل لعبة "" أوافقكما الرأي , إنه لأمرٌ مضجر "
إلتفَ كلانا معقوديّ الحاجبين من الصوت المألوف الحشري الذي حشرَ نفسهُ في حديثنا , إبتسمَ يوغيوم ورفاقهُ من الليلة الماضية بوسع وأرتسمت إبتسامةُ متفاجئة واسعة وصادقة على محَيا ايان بينما مازلتُ أنا بذات التعابير المتجهمة , ولو كنتُ مبتسماً لتلاشت إبتسامتي فوراً." مالذي أتى بكم هنا !" صاحَ ايان بإندهاشِ وفرح وأبتسمت تلك الفتاة التي نسيتُ إسمها بالطبع " ذاتُ السبب الذي جعلكما تأتيان هنا "" هيونجين كيف أصبحت؟ قلقنا عليكَ بحق " راقبتُ يد يوغيوم كيف إرتفعت أثناء حديثهِ لتستقرَ على كتفي , حرفياً رفعتُ رأسي عندما رفعها ومازلتُ أنظرُ ليدهِ المستقرةِ على كتفي .. أشعرُ وكأن باعوضة تطيرُ حولي!ركلني ايان بخفة وأبتسمتُ بتصنع فوراً مبعداً عيني عن يده " لما مالذي كان بي؟" عقدتُ حاجباي متسائلاً لتحل الصدمة على ملامح وجوههم جميعاً وسددَ ايان ركلةً أقوى من سابقتها لقدمي " كنتُ أمزح أنا بخير "قهقهتُ محاولاً تدعيم كذبتي وبالكاد إستطاعَ المساكين تزييف قهقتهم التي تلت قهقهتي , ماكان عليكم أن تجاملوني مادام جميعنا فاشلون بهذا!
بجدية مالذي كان بي؟ بالتأكيد ايان لم يخبرهم عن أمر ثمالتي تلك!" إذاً ماهي خططكما لليوم؟" تسائل يوغيوم مكتفاً يديه بإبتسامة أعلمُ تماماً مالمصيبةُ التي ستليها" آوه الكثير !"" لاشيء سوى تجربة كل شيءٍ هنا !"أجبتُ أنا وايان معاً في نفس الوقت وألتفَ عاقداً الحاجبين بملامح وجهٍ متسائلة " هل إتفقنا على شيءٍ أخر؟"
" امم لا " أجبتُ بغباء قبل أن أستوعب غبائي وأحاول تصحيح الوضع " رائع , سنبقى هنا حتى نشعر بالضجر وبعدها سنذهبُ لتفقد المدينة وإكتشافها والبحث عن أي مطعم رائع أو أي مكان ممتع , لما لا تأتيانِ معنا؟"كلا بالطبع لم يكن ذلك أنا , تلك الفتاةُ اللعينة المخربة وبالطبع ايان أومئ بحماس مُعجباً بفكرتها !حسناً كنت أنوي قبل أن تتحدث تلك بأن أنقذ نفسي بأي كذبة أخبر ايان بها كي لانضطر للبقاء معهم .. لكن يبدوا بأن ايان معجبٌ بفكرة إمضاء اليوم معهم لذا سألتزمُ الصمت
كنتُ آمل لو نقضي هذا اليوم معاً كما خطننا .. لستُ أحبذ التواجد مع الغرباء كثيراً فكيف بغرباءٍ كهؤلاء في وقت ومكان كهاذين؟بعد عدةِ دقائق تحركَ الصفُ أخيراً , طوال الوقت كانوا يتبادلون الأحاديث معاً أما أنا فكنتُ صامتاً معظم الوقت ما لم يشركني ايان في الحديث أو يحاول أحدهم جعلي أتحدث ,ذراعُ ايان كانت تحيطُ بخصري طوال الوقت وما إن بدأنا بالحركة للدخول هبطت حتى شابك يدينا معاً ؛ ومنذُ ظهروا كانت هذه أول إبتسامة صادقة تصدرُ مني!" رائع إنها تكفي لنا جميعاً !" صاحَ الشاب بفرح قافزاً نحو الإطار الكبير بشغب ليتحركَ بالفتاة بداخله حتى وقعت ووقعَ هو معها بالطبع , خسارة وددتُ لو وقعا بالمياه !" أنا وهيونجين سنجلسُ بالقرب من الحافة !" صاحَ ايان بمرح مشيراً على المقعدين الأخيرين وحركَ يوغيوم يدهُ بلا مبالاة " هما لكما لا أحدُ يريد التبلل بالماءِ سواكما "
" التبلل هو نصفُ المتعة " تدخلتُ وقد إنبعث بداخلي شعورٌ مفعم بالحيوية فجأة , تبادلتُ أنا وايان النظرات وكلانا يعضُ على شفتهِ السفلى بتشوق ؛ أومئنا معاً بطريقة لا أعلمُ كيف فهم كل منا ما يصبوا إليهِ الأخر وركبنا الإطار الكبير بإعتيادية بينما يوغيوم والفتاة خلفنا هم من بقيا" يوغيوم هل تكرهُ التبلل بالماء لدرجة أن تختار هذا المقعد ؟" تسائل ايان بتهكمٍ مشيراً على المقعدين بالوسط , أومأ يوغيوم والفتاة المتبقية " إنه لشعورٌ مزعج خصوصاً وأن شعري طويلٌ بعض الشيء , لا أريدُ أن أمرض "تبادلنا النظراتِ مجدداً لكن بإبتساماتٍ مكبوته , عدَ كلٌ منا من الواحد حتى الثلاثة أثناء صعود يوغيوم والفتاة للمركب ثم تحركنا بسرعة للجلوسِ في المقعدين الأوسطين بإبتساماتٍ واسعة وخبيثة ؛ خلفها ألمٌ فضيع بسبب جلوسنا السريع والقوي.شهقَ يوغيوم فاتحاً فاههُ وعينيه بصدمة وأنفجرنا جميعاً ضاحكين فيما تحركَ هو والفتاةٌ بسرعة محاولين إبعادنا " هي أيها السارقان إياكما وووضعها إياكما لا أريدُ المـ- تباً لكما !" إنتحبَ بيأس حينما ثبتنا الشيئين الأشبه بأعمدةٍ سوداء لكنها تساعد على تثبيتنا وأبتسمَ كلانا بتكلفٍ وبراءة
" الجو حار لا بأس بالقليل من الإنتعاش يوغي " غمزتُ محاولاً إستفزازة وعقدَ ايان حاجبية بإستهجاني " يوغي? !"" إنني أحاول إستفزازهُ فقط " رفعتُ يداي بإستسلام أمام غيرته المفاجئة" ملابسي المسكينة !" ركلَ الإطار بقوة ثم صرخَ بألم بينما يقفزُ ممسكاً بقدمهِ بألم مسبباً إهتزاز الإطار لليمين واليسار " توقف سيدي ستقع !"
وقعَ يوغيوم والفتاة والشاب المشرف على اللعبة الذي كان يحاول إعطائنا سُتراً واقية ..حلَ صمتٌ تام علينا جميعاً , الواقعون على الأرض ينظرون لنا بصدمة من وقوعهم المفاجئ ونحنُ نبادلهم نفس النظرات , دقيقة حتى إنفجرت الفتاةُ ضاحكةً على نفسها وأنخرط جميعنا في موجةٍ من الضحك , معدتي أخذت تؤلمني من الضحك!الجميعُ يضحكُ لأن الموقف مضحكٌ بالفعل حتى الشاب الذي يشرفُ على اللعبة وبعض من في الصف , لكنني أضحكُ بإنتصار وشفاء غليلي لأن هؤلاء الحشريون أفسدوا علي نصف متعة يومي ألا وهي بقائي مع ايان وحدنا !!
أشعرُ بأنني أبالغ لكنني حقاً أقدسُ اللحظاتِ الخاصة!ساعدهما الشاب المشرف على الوقوف ومن ثمَ تأكدَ من ثباتٍ الأعمدة السوداء حولنا بعد أن إرتدينا السُتر , عادَ للوقوف خلف ألةِ التحكم وأصدرَ الإطارُ صوتاً غريباً عالياً معلنا عن البدء قبل أن يبدأ بالحركة ببطء وبشكلٍ مستقيم في ممرً ضيق , لا أحد ينطق بشيء وجميعنا ننتظر بتوجس متى سيبدأ بالإسراع أو أياً يكن مايفعله , نظرَ ايان نحوي مبتسماً بتشوق وترقب وبادلتهُ الإبتسامةً راغباً بشدة أن أمسكَ بيدهِ كما كنا قبل الصعود لكن عليه أن يتشبثَ بها ؛ وبالمناسبة قبل إستلامنا لتذاكر الدخول حذرونا من أنه لن يُسمح له بركوب بعض الألعاب بسبب يدهَ المكسورة..
فجأة بدأ الإطار بالدوران حولِ نفسهِ أثناء حركته وقد بدأ الطريق بالإتساع وإزدادت سرعته وأخذَ يتخبطُ بالمياة الجارية المليئة بالمنحدرات واللفات المفاجئة والكثير الكثير من المياه التي تدخلُ فم يوغيوم الذي يصرخُ بسببها ويشتمني بين كل صرخةٍ وأخرى وأجزمُ تماماً بأن والدي في الغابة يستطيعُ صوت ضحكي عليهِ من عُلوه!حينما وصلنا للمرتفع الذي سيليهِ الشلال أصبحَ الإطارُ أبطء بكثير " واللعنة هذا رائع !" صاحَ الشابُ بمرحُ قبل أن يصفرّ ملوحاً للفتاة الأخرى بالأسفل والتي إعتذرت عن الركوب لأسبابٍ صحية على حد قولها" هيونجين أمستمتعٌ أنت؟ " صاحَ يوغيوم بوجهٍ وشعرٍ مبتلين تماماً وأومئتُ مبتسما بتكلف وحاجباي يرقصان بإستفزاز " بالكاد أستطيعُ التنفس من الضحك "
" سأنتقم صدقني " حركَ رأسهُ متوعداً وأخرجتُ لساني بلا مبالاة ثم صرخَ ايان فجأة " ستقع ستقع ستقع!"إنحدرَ الإطارَ بقوةٌ وسرعة مفاجئة من المنحدر لتغمرنا المياهُ وسطَ صُراخِنا العالي ويوغيوم مازال يشتمني ويشتمَ ايان بشكلٍ لا أعلم أأصرخُ من الإنحدار السريع هذا أم أضحك عليه***" أمتأكدٌ بأنك لاتريدُ الركوب؟ الخوف لن ينفعك " صاحَ يوغيوم محاولاً إستفزازي وأبتسمتُ بتكلف وهدوء أعصاب " متأكدٌ تماماً "
منذُ أنتهينا من تلك اللعبة وأنا ويوغيوم في حربٍ إستفزازية , ركِبنا العديد من الألعاب بعدها معهم وها نحنُ الأن نقفُ أمام الأفعوانية الكبيرة , ايان ممنوعٌ من ركوبها لذا رفضتُ ركوبها أنا أيضاً رغم محاولات يوغيوم ونعته لي بالخائف لكنني لم إلقِ لهُ بالاً على غير عادتي , في النهاية أنا هنا لأستمتع مع محبوبي لا معهم." أأنتَ جاد؟ إن كنت تفعلُ هذا لأجلي -والذي أنا متأكدٌ منه-, فتوقف عن هذا وأذهب وأستمتع , إنها نوعك المفضل بالضبط !" حاولَ ايان إقناعي لكنني حركتُ رأسي بالرفض " لن تكون ممتعة معهم "
" وما أدراك وأنت لم تجربها؟" وضعَ يدهُ على خصرهِ مبتسماً بتحجير ورفعتُ كتفاي بجهل " ما أعرفهُ هو أنني وبصراحة لا أريد ولم أرد البقاء معهم منذُ البداية , فبالتأكيد لن أجد أي متعة مع بشرٍ لا أعرفهم ولا أريدهم "سقطت ملامحُ وجهه كما سقطت يدهُ عن خصره " لما لم تخبرني !" صاحَ بإستهجان مؤنباً وحككتُ مؤخرة رأسي بورطة من ردة فعلة الغير متوقعة " لا أعلم بدوتَ سعيداً "" وماذا في ذلك؟" إستهجنَ مجدداً ومرت كهرباءُ في عقلي الذي تعطلَ فجأة " ماذا ماذا؟" رائع عقلي تعطل بالفعل.
" وإن بدوتُ سعيداً بوجودهم أتعتقدُ بأنني سأحزنُ أو ماشابه لو كنتَ أخبرتني بهذا؟ "صاحَ تقريباً وعدتُ لحكِ مؤخرة رأسي بورطة , فتحتُ فاهي للرد عليه لكنني سرعان ما أغلقته غير عالمٍ بما يجدرُ بي قوله" أحمق توقف عن تقديمي على نفسك " تنهدَ بيأس ومازلتُ أقف صامتاً كشجرة , أليس هذا مايفعلهُ الأحباء؟ لن أقدم أحداً ما على نفسي سواه لأنني أحبه , لا أرى خطأً بهذا !
" لا لحظة أنا الأحمقُ الذي لم يلاحظ بأنك لم تكن مستمتعاً " قال وكأنه يحادثُ نفسه ثم أردف فجأة ممسكاً بيدي وأصابعهُ تعانق خاصتي " تعال , سأعوضك عن الوقت الضائع ذاك " قادني متوجهاً نحو الصف الذي يقفُ فيه يوغيوم والبقية لإنتظار دورهم" رفاق !"صاحَ جاذباْ إنتباههم وبالفعل فقد جذبَ إنتباه بقية المصطفين أيضاً , نظفَ حلقه ثم أبتسمَ بإعتذار " سررتُ بلقائكم حقاً لكننا نريدُ قضاء بقية وقتنا معاً , إستمتعوا بوقتكم !"" قد ننضمُ لكم في جولة المدينة تلك لاحقاً " أضفتُ مبتسماً رغم أنني أشعرُ برغبة عارمة بالضحك لأن ايان كان صريحاً كفاية ليستثنيني من جملته الأولى " سررتُ بلقائكم "
" حسناً ايان لديك رقمي صحيح؟ متى ما أردتم الإنضمام إتصل بي " قال يوغيوم وأومئنا معاً قبل أن نلوح لهم مودعين" والأن لنبدأ المتعة الحقيقية "
أنت تقرأ
「Black Wolf 」 HN
Fanfictionأسطورةُ المستئذبين .. فكرة مستهلكه تماماً صحيح؟ لكن هنا لا ! هنا حيثُ لاذِكرَ لليلة إكتمالِ القمر. لا وجود لأي ذئبٍ يحاول إخفاء أُذنيه تحت قبعةٍ ما , أو يحشرُ ذيله في بنطالٍ كي لايفضحه. لاوجود لأي عالمٍ أو طبيبٍ يخلقُ هجيناً ما ويجدهُ شخصٌ أخر يبكي...