|يانغ جونغان |" سيدي هل أنتما الإثنانِ بخير؟"إنحنتُ المضيفة متسائلة بشك وعيناها تتفحصُ ملامح وجهينها التي لم أعتقد بأنها فاضحةٌ لهذا الحد , هانحنُ الإثنان نجلسُ بالطائرة مع قلوبٍ راقصة , هيونجين بجانبِ النافذة وأنا أحتلُ المقعد المجاور لهُ بكل تأكيد
" أجل نحنُ كذلك " إبتسمتُ مجيباً بشكلٍ غريب وإرتباك في محاولة لضبطِ أعصابي المرتعده , تجربة الطيران؟ أتمنى لو أنني بهيئتي الحقيقية كي لايكون الأمرُ محرجاً لو تبولتُ خوفاً حين إقلاعها.
هيونجين بجانبي لم ينفك يتأملُ كل فتحة وكل زرٍ وكل شيء في الطائرة بفاهٍ مفتوح وملامح إنبهار ظريفة خصوصاً عيناهُ المتسعتان الأشبهُ ببيض طائرٍ صغير
" كيفَ إستطعتَ فعل هذا! إدخالُنا في مكانٍ كهذا؟" تسائلَ بإنبهارٍ تام ودهشه أعادا بعثَ شعوري الفخر والبهجة بداخلي
" لايوجدُ شيءٌ لا أستطيعُ فعله حبي " غمزتُ بشكلٍ لعوب وتحركَ بجديه " لا لا بجدية كيف؟ أعني هذا عظيم ! لا أحد يستطيع! كيف فعلتَ هذا؟ ماذا لو علِمَ والدي!" قال بعدمِ تصديق وإنبهارٍ جعلاهُ يبدو ظريفاً جداً رغم كميات الجهل المريع الذي يغوصُ فيه عقلهُ المسكين!
" إنه يعلمُ عن هذا قبل أن تعلم أنت حتى " صدمتهُ مستمتعاً بتعابير وجههِ المصدومة " لأكن صادقاً لم أفكر مجرد التفكير حتى بالطائرة , لجئتُ للجد لأجل شيءٍ ما يخصُ هذه المفاجئة وإقترحَ هو هذا , لكنه لم يكن ممكناً دون موافقة القائد والدك والتي حصلنا عليها بعدما ذهبَ الجدُ للغابة تلك المرة وعاد مع والدتك وشريك عمتك " شرحتُ بتفصيلٍ بعض الشيء , منذُ فترة طويلة وأنا أخططُ لهذا لكنه كان شيء بسيطاً جداً , كل ماكنتُ أحتاجه من الجد هو بعض المعلومات والقليل من المعونة المالية .. لكن أنظروا أين نحنُ الأن!
" الجميعُ كان يعلم !" صاحَ بإحراجٍ وصدمة جاذباً إهتمام كل الرُكاب ثم وضعَ يدهُ على فاههِ بسرعه " ألهذا قررت والدتي الزيارة فجأة؟"
" كانت مرعوبة بعض الشيء حول هذه الفكرة لذا جائت .. لا أعلمُ مالفائدةُ من هذا حقاً " قلتُ بصراحه وبقيَ ينظرُ نحوي بذاتِ المفتوح بلا أي ردةِ فعلٍ أو ماشابه , أبتسمتُ لعله يبدي أي ردة فعل ورمشَ بسرعةٍ فجأة " نحن في الطائرة , هذا يعني بأننا سنذهبُ لمكانٍ أخر !؟"
" تماماً " أجبتُ بيأس وتحركَ فجأه لتصبحَ عيناهُ أمامَ عيناي مباشرة بشكلٍ مفزع " ايان حبيبي محبوبي تعلمُ كم أحبك صحيح؟ وتعلم كم أن الفضول مرهق صحيح؟ لحظة أنا أحبك كثيراً ! حب حياتي أنتَ في حياتي كجاموسٍ سمين بعد ليلتين من الجوع والبحث والتعب , هل ترى كم أنت مهم ورائع ! أرجوك أخبرني إلى أين نحنُ ذاهبان؟"
إنتحبَ مسترتسلاً وقبلَ أن أجد فرصةَ لإعادة ماقالهُ في عقلي إندلعَ صوتٌ ما فجأة " أعزائي الركاب الرجاء التأكد من وضعِ الأحزمة قبل الإنطلاق و.. " إسترسلَ هو الأخر في الحديث باعثاً الشعور بالرهبة بداخلي مجدداً , إبتلعتُ بصعوبة وتأكدتُ من أنني قد أغلقتهُ جيداً قبل أن أعيد إنتباهي لهيونجين
إبتسمتُ بشكلٍ جانبي مدعياً التذكر " لنقل بأنه مكانٌ لطالما وددتَ زيارته " كلانا حقيقة لكن هيونجين أشدُ رغبة بهذا مني
" لا أتذكرُ بأنني كنتُ أريد الذهاب لمكانٍ أخر سوى الغابة " عقدَ حاجِبيه بتعجب وأبتسمتُ بتكلف راقصاً بحاجباي لإغاضته
" معذرة سيدي يجبُ عليك أن تغلقهُ بإحكام سنقلعُ في خلالِ دقيقة " إنحنى أحدُ المضيفين مشيراً لحزام هيونجين الذي كان يضعهُ حوله بإهمال دون إغلاقه , أمسكهُ هيونجين محاولاً إدخال أحدهما بالأخر دون جدوى فتحركتُ فوراً لإغلاقهِ له قبل أن أستوعبَ بأنني لن أستطيعَ فعلها بيدٍ واحده..
هيونجين كان هو من أغلقَ خاصتي في البداية ,و الحقيقة بأننا لم نكن نعلم كيف نغلقها أصلاً حتى رأينا الطفل الذي يجلسُ بجانبنا في وسط الطائرة وقلدناه..هل تلامُ الذئابُ على جهلها بهذهِ الأمور؟
" ييني , سأسئلكَ شيءً لكن لاتعتقد بأنني أخرق حسناً؟" إقتربَ برأسهِ هامساً بأُذني فجأة وأومئتُ بفضول " الشاب للتو قال بأننا سنقلع , أتقلعُ هي كالطيور مرفرفةً بجناحيها؟"
سؤالٌ وجيه , عضضتُ شفتاي بحيرة " لا أعلم لكنها تمتلكُ جناحين لذا أجل ربما " رفعتُ كتفاي مبرزاً شفتاي بعدم علم , زمّ هيونجين شفتيه للجانب بحيرةٍ هو الأخر
فجأة إهتزت الطائرةُ قليلاً ثم بدت وكأنها تتحرك , تبادلنا النظراتِ الفزعه بسرعه بعد أن إبتلع كلانا بخوفٍ وترقب من الحركة الغريبة والمستمرة , الجميعُ هادئٌ بخلافِ بعض الأطفال , ونحن !
إزدادت سرعتها فجأة مصدرةً صوتاً مرعباً ثم إرتفعت تدريجياً بشكلٍ عمودي جعلنا كالمعلقين ولو كنتُ أمسك هاتفي لوقعَ للخلف إضافةً للضغط الفضيع الذي جعل قلبي - الذي ينبضُ بشكلٍ مخيف - يلتصقُ بعظام عمودي الفقري التي إلتصقت مسبقاً بظهر المقعدولا بد من ذِكر سوت بكاء طفل بصوتٍ حاد يرنُ في منتصف رأسي " اللعنه اللعنه اللعنه قلبي سينفجر " تمتمتُ بخوف فيما أصمّ الضغط الجوي أُذناي اللتان أخذتا تؤلمانني بسبب الشيء الغريب بداخلها
هدأتُ قليلاً بإختفاء الصوت وبقاء صوت كالريح في أذناي , إرتفعَ صدري ببطء قبل أن يهبط مجدداً تبعاً لقلبي وأنفاسي اللذان يتسارعانِ معاً كسباق , بهذا الصمم المفاجئ والمزعج شعرتُ للحظات بأن كل شيء توقف ماعداي ومن ثمَ سرت كهرباءٌ سريعة بأكمل جسدي ما إن شعرتُ بيد هيونجين تمسكُ بخاصتي وأصابعهُ تلتحمُ بين أصابعي
نظرتُ له وكان يحركُ فمه لكن صوت الهواء القوي بأذني طغى على صوته , لكن أعتقدُ بأن شفتاه كانتا تتحركان بـ " أسنموت؟" وملامحه الفزعه تؤكد ذلك
شددتُ على يديه في وضعٍ غبي وأخرق , أنا خائفُ أيضاً لكن رؤوية هيونجين هكذا تجعلني أودُ الضحك بأعلى ما أستطيع , الوقتُ خاطئٌ تماماً لكن أتمنى لو وضعنا أمامنا كاميرا لتصوير ملامحنا الخرقاء , يا إلهي أعمي جميع أعين الرُكاب عنا ..
كل ماحدث كان مجردَ ثوانٍ قليلة حسابياً لكن طويلةٌ جداً بالنسبةِ لي , شيءً فشيءً إعتدلت الطائرة وإختفى الضغط السائدُ في الجو بشكلٍ تدريجي , الشعورُ المزعج في أُذناي تناقص قليلاً لكنه مازال موجوداً كصمامٍ بداخلها , نظرتُ لهيونجين وتبادلنا النظراتِ لثوانٍ بملامح جامدة قبل أن ننخرط تدريجياً بنوبةِ ضحك صامته إستنزفت أنفاسنا المُستنزفه مُسبقاً !
" يا إلهي ييني شعرتُ بأن روحي تستعدُ للخروج وأخذتُ أفكرُ بمستقبلي المتلاشي والغابة وكل شيءٍ في آنٍ واحد !" إسترسلَ هامساً بإنتشاء من الجو المرعب الذي مررنا بهِ للتو , مازال صدرهُ يرتفع وينخفض لكن بشكلٍ بسيط والإبتسامة المندهشه مازالت مرتسمةً على وجهه , لا أتذكرُ متى كانت أخر مرةٍ رأيتهُ فرحاً بهذا الشكل العظيم!
فتحتُ فمي لأشاركهُ بمشاعري أنا أيضاً لكن همسٌ ما من المقاعد الوسطى بجانبنا أصمتني " يا إلهي لا أستطيع التوقف كانا مرعوبين كما لو أنهما في إفعوانيه لا طائرة !"
" راي إصمتي معدتي تؤلمني من الضحك "
" تباً إهدئي بسرعة إنهما ينظران إلينا "
أدرتُ رقبتي ببطء نحو هيونجين مجدداً لكن هذه المرة بوجهِ أخر تماماً مليئٌ بالإحراج كما هو وجههُ أيضاً , نظفتُ حلقي مدعياً عدم الإهتمام بالفتيات اللاتي إحمرت وجوههن من شدةِ الضحكِ علينا
" أتعلم؟ ذكرني هذا بشيءٍ فعلناهُ حينما كنا جر-أعني أطفالاً " تلعثمتُ بسرعه مصححاً جملتي قبل أن يسمعنا أي أحدٍ ما " على كلِ حال , ألا تتذكر؟ إدعينا الشجاعه وأنتهى بنا المطافُ نبكي وحيدين " قهقهتُ بينما عقدَ حاجبيهِ محاولاً التذكر
" أنا وأنت؟ لا أتذكرُ وجودك كثيراً في طفولتي " قال بشك وأبتسمتُ رغماً عني بفرح , كنتُ مشاغباً ودائم السخرية والتشاجر معه بسبب غيرتي من فراءة الأسود التام , لم أفكر ولو ليومٍ واحد بأن ذاك الأسود الذي كانت مشاعري نحوه تنحصرُ بالحسد والكره والغيرة قد تتحول لمشاعر حب والغيرة عليه لا منه!
ضغطتُ على يده مجدداً كمن يتأكد من أن أيدينا لازالت تحتضنُ بعضها منذُ ذاك الوقت , الحقُ بأنني أكادُ أفقدُ الإحساس بها لكن مازال الشعورُ بأصابع يديه بين أصابع يدي مُحبباً لدي وبشدة " أتتذكر تلك المغارة الكبيرة بالجبل التي كان البالغون فقط هم من يذهبون إليها؟ كانت هنالك الكثير من الخُرافات حولها والقصصِ المرعبة خصوصاً وأن لا أحد من جيلنا نحنُ الأطفال وقتها قد صعدَ إليها فأقمنا تحدياً لإثبات شجاعة من سيصعدُ إليها " حكيتُ له لعله يتذكر لكن الأبله مازال معقود الحاجبين
" أتذكر المغاره لكنني دخلتها للمرةِ الأولى حينما علمني والدي كيف أتحولُ فقط . . " قال وأدرتُ عيناي بأسى " أي حبيبٍ هذا الذي لايتذكرُ إحدى ذكرياته مع حبيبه؟"
" أخشى بأنه كان مجرد حلم راودك وظننتهُ حقيقة " إبتسمَ بتكلف نافياً التهمة منه ورفعتُ حاجباي ببخبث " أنتَ تدعي النسيان لأنك محرجٌ لأنك بكيت بشدةٍ أكثر مني صحيح؟"
" أنتَ من بكى واختبئ خلفي من الأفعى وقدمتني لها ! أي حبيبٍ يدفعُ بحبيبه المستقبلي لأفعى؟" إستهجن مدافعاً وسرعان ما أرتسمت ببطء إبتسامة إنتصار واسعةٌ على وجهي
" ماذا؟ تبدو مُرعباً هكذا " قال وأتسعت إبتسامتي أكثرَ فأكثر " ألم تقل بأنك لاتتذكر؟" سألتُ بحاجبٍ مرفوع وأعادَ رأسه لمِسند المقعد بخسارة
" حسناً على الأقل أنا كنتُ شجاعاً ولم أختبئ خلف أحدٍ ما كما فعلتَ أنت " حاولَ مجدداً بيأس
" أنا كنتُ ذكيا لأختبئ بحياتي " رقصتُ بحاجباي لإغاضته
أتذكرُ بأننا كنا مجموعة كبيرة ممن إدعينا الشجاعة والقوة وحاولنا الصعود , شيء فشيء مع تسلقنا الجبل تراجع الكثير وبوصولنا للمغارة إنسحبَ أخر جروٍ ولم يبقَ سواي أنا وهيونجين - المنافسة كانت على أوجها بيننا - وحينما تعينَ علينا الدخول بدأ الخوفُ بالتسلل إلينا وتردننا حتى توصلنا لإضاعة الوقت بإستفزاز أحدنا الأخر والشجارِ اللفظيوحينما تشجعنا أخيراً وقررنا الدخول كان بقيةُ الجراء قد قلقوا من تأخرنا فأخبروا أباءنا ظناً بأن إحدى تلك القصص الأسطورية قد حدثت لنا , ورغم أن والدينا يعلمون بأنها مجردُ قصصٍ مختلقه لكن تأخرنا أقلقهم فهرعوا إلينا في الوقت الذي كنا نبكي خوفاً فيه من الأفعى العملاقة القاطنة بالداخل
أتذكرُ كيف هرعَ كلٌ منا لوالدهِ باكياً بين قوائمه ثم حينما عدنا لبقية القطيع تظاهرنا بأن كل شيءٍ كان رائعاً ولم يبدُ علينا أي أثرٍ للبكاء , لم نتفق أن لا نخبر أحداً عن بكائنا لكن رغم هذا لم يعلم أحدٌ عن هذا سوانا ..
" ايان ! كوك بسرعة أنظر !" شهقَ هيونجين فجأة ووجههُ ملتصقُ بزجاج النافذة , عقدتُ حاجباي بينما أحاولُ إبعاد الحِزام بسرعةٍ لأرى ما أدهشة , فتحتهُ بسرعة بيدي السليمة وتحركتُ بسرعةٍ لألصق وجهي أنا أيضاً في الجزء الفارغ المتبقي من النافذة , وهنا حين نسيتُ كيف أتنفس ..
" يا إلهي .. هذا أجملُ منظرٍ رأيتهُ في حياتي " تمتمتُ مسحوراً بمنظر الغيوم البيضاء الناصعة والكبيرة الكثيرة التي تملئُ السماء بشكلٍ لم أرهُ قبلاً !! تحيطُ بجناحيّ الطائرة وأسفلها وفي كل مكان كأنما تحاولُ إحتوائها
" ظننتُ بأنه أنا " قال هيونجين متأملاً بها وعقدت حاجباي " ماهو؟"" أجمل شيءٌ رأيتهُ في حياتك " أجاب مبرزاً شفتيه بدراميه . .
أنت تقرأ
「Black Wolf 」 HN
Fanficأسطورةُ المستئذبين .. فكرة مستهلكه تماماً صحيح؟ لكن هنا لا ! هنا حيثُ لاذِكرَ لليلة إكتمالِ القمر. لا وجود لأي ذئبٍ يحاول إخفاء أُذنيه تحت قبعةٍ ما , أو يحشرُ ذيله في بنطالٍ كي لايفضحه. لاوجود لأي عالمٍ أو طبيبٍ يخلقُ هجيناً ما ويجدهُ شخصٌ أخر يبكي...