أين يُباع النسيان، أين أجد ملامحي السابقة، وكيف لي أن أعود إلى نفسي.
❑❑❑❑❑❑
تخرج فتاة من المرحاض المرفق بغرفتها بعدما
نعمت بحمام دافئ أزال همومها.
حياة وهي تلوح بيدها ببطء في الهواء : آه كان يوم متعب أوي.حياة فتاة تدرس في كلية الطب تبلغ من العمر اثنان وعشرون عاما، تعمل في التصميم الإلكتروني بجانب دراستها، تعيش مع جدتها في بيت خالها المقيم خارج البلاد في مدينة الإسكندرية، تمتلك ثلاثة إخوان: مدحت والذي يكبرها ب أربعة أعوام وسالي تصغرها ب ثلاثة أعوام وشريف الذي يصغرها ب أربعة أعوام.
تسطحت حياة على الفراش بشعرها
القصير والذي يمتاز بلونه البني الداكن.
حياة تتمتع بطول مناسب وجسد رشيق
وملامح هادئه إلى حد ما وعيون ذات أهداب
كثيفة بلون البندق وبشرة قمحية مع بعض من النمش وغمزة على خدها الأيمن وصوت
هادئ أحيانا.حياة: كان يوم متعب أوي بجد مش عارفه هفضل كده لحد إمتا توب علينا يا رب من الهم ده.
أثناء حديثها مع نفسها تنادي عليها جدتها
سوسن: يا حياة يا بنتي يلا علشان العشا .
حياة بنبرة عاليه: حاضر يا سوسو هخلص أهو.شردت للحظة في سقف الغرفة متذكرة حياتها قبل أربعة أعوام........
Flash backتجلس حياة بغرفتها ممسكة الهاتف باستمتاع فها هي قد أصبح لديها وقت فراغ بعد انتهائها من اختبارات الثانوية العامه فلقد اجتهدت
وحصلت على مجموع 96 بالمائة كانت سعيدة بكونها ستحقق حلمها وتلتحق بكلية الطب.
مر الوقت ودخل أخوها بوجه شااحب
وعيون تائهه
حياة بقلق: مدحت في إي مالك؟
مدحت بنبرة تائهه وعايناه زائغتين: بابا وماما يا حياة
حياة بنبرة قلق وخوف من حالة أخيها: مالهم في اي ما تقول
مدحت بعيون دامعة: عملوا حادثه
حياة وقد شحب وجهها هي الأخرى: أنت بتقول إي مين اللي قالك كده حصل إمتا إنطققالت جملتها الأخيرة وهي متمسكة به
حتى لا تنهار هي الأخرى
مدحت بإنفعال يبعدها عنه: راحوا يجيبولك هدية نجاحك وهما راجعين العربية خبطت في ترله
توقف لثواني ثم قال بإنفعال زادت معه ضربات قلبها: إنتِ السبب لو مكانوش راحوا علشانك كانوا هيبقوا موجودين معانا دلوقتي انتِ السبب وعمري ما هسامحك انتِ السبب يا حياة
وهم بالخروج من الغرفة وهو يردد نفس العبارة.
أما هي لم تستطع قدامها الصمود أكثر من ذلك وأخيرا إستطاعت إستيعاب الأمر وانهارت تبكي
بغير تصديق لما حدث.
بعد ثلاثة أيام من الفاجعة دخل شريف إلى غرفة حياة والتي كان يكسوها الحزن
إرتسمت على وجهه معالم الأسى لما حدث له ولأشقائه وخوفا مما سيواجهونه في هذه الحياة.
شريف بصوت يشوبه الألم: حياة في حد عايزك برا.
حياة بحزن: مين.
شريف: واحد بيقول انه صاحب بابا الله يرحمه وعايز يشوفك.
حياة : حاضر .
خرجت حياة إلى ردهة المنزل فوجدت رجل و قور يجلس معى أخيها وخالها عندما رآها هب واقفا ليقول: البقاء لله يابنتي شدي حيلك كده علشان إخواتك .
لما يصدر أي شيء من حياة سوى إماءة بسيطه واتجهت لتجلس بجانب خالها.
راضي خال حياة: خير حضرتك قولت إنك عايزها.
الرجل بنبرة هادئةموجها حديثه لحياة : أنا كنت جاي علشان أديكي هدية والدك ليكي يابنتي.
جلست حياة بترقب مما سيقول ثم أردف الرجل: تسمحلي يا أستاذ راضي أخلي الولاد إلي معايا يدخلوها.
أماء له راضي بموافقه و انتبهت حواس الجميع لما سيدخل.
أدخل العمال الهدية وإذ بها
مكتبة كبيرة تملئها الكتب تجر على عجلات من الأسفل لثقل وزنها.
اتسعت أعين حياة وحدثت نفسها: يارب قويني يارب يارب إمهلني الصبر يارب.