11_الفصل الحادي عشر

281 17 7
                                    

" لحظات تمر كالدهور و دهور تمر كاللحظات و لا أحد يعلم متى ستزول اللعنة "

❐❐❐❐❐

دلفت حياة إلى العيادة لتجد أن أمامها حالتين و يحين دورها، جلست تتفحص الهاتف و جائتها فكرة أرادت تنفيذها منذ زمن لكنها لم تجد الوقت المناسب.

فتحت تطبيق " فيس بوك " و قامت بإنشاء صفحة عامة للجميع و أسمتها ◎ مَـــــوْجْ ◎ .

نعم هذا هو الإسم الذي نعتها به يوسف، يوسف شغل تفكيرها في الفترة الأخيرة و لا تعرف السبب.

وضعت صورة شخص مُمَوهة باللون الأسود يقف أمام الأمواج و هي تتلاطم.

كتبت أولى المنشورات و كان :

" من بينكم أنا خُلقتُ من رحم المعاناة، فأهلا بكم في عالمي عالم تغزوه الأمواج فنغرق جميعا على هيئة كلمات "

أُرسل المنشور و عُرض على الصفحة و أغلقت الهاتف لا تعرف هل سيُفهم مغزى حديثها أم ستضطر إلى الشرح، لم تكن تعلم أن المنشور سيحوز إعجاب الكثير من الناس فجاءتها إشعارات كثيرة أغلقت الهاتف كليا و انتبهت إلى مساعدة الطبيب التي كانت على معرفة بها من قبل.

" تيسير" بهدوء و نبرة تشوبها بعض العملية : حياة دورك يلا.

ابتسمت لها حياة و دلفت إلى الغرفة بعد طرق الباب و سمح لها الطبيب بالدخول.

وقعت عيناها على الطبيب فكان قد ناهز الستين من عمره و يظهر عليه الحكمة و الوقار و شعره الأبيض و وجهه البشوش.

قالت بنبرة فرحة : دكتور عزمي افتقدت حضرتك جدا بجد.

ابتسم عزمي بود لها وقال : أنا كمان كده ما تتصليش بيا خالص من وقت ما سيبتي اسكندرية.

قالت تبرر : معلش حضرتك عارف الظروف و بعدين انا ماتأخرش على حضرتك أبدا.

قال عزمي : طيب هسامحك المرة دي علشان اكيد جاية بأخبار جديدة ها قوليلي يلا حصل اي كل المدة دي.

قصت له ما حدث معها في نيويورك و عن تصرفات يوسف معها و عما حدث مع بدر في نيويورك و بعد عودتها يوم أمس في حديقة المنزل و إحراجه لها و ما حدث مع صفية و أنها بدأت تتخذ الطريق الصحيح و عن نيروز التي اتخذت مكانة في قلبها و لا تعلم السبب و عن مخاوفها من عماها و ما يخططان له و فارس و عمار و سالي و كل ما يشوب تفكيرها من مخاوف و آخرهم مجيء يوسف إلى البيت و إحضار الهدايا لها و حيرتها في كيفية معرفته أنها كانت ترسم و نعتها ب "موج" انهت حديثها ب تنهيدة بطيئة.

قال عزمي بهدوء و لطف : بصي خلينا نتكلم في كل حاجة لوحدها أهمهم بدر انتي مش عايزة تديله فرصة و لا خايفة أصلا انه تدخله في الجد و جواز بقا و خطوبة.

قالت بتوتر : أنا في الأول كنت هديله فرصة والله بس خوفت يمشي زي ما كتير سابوني و في نفس الوقت مش عايزة أظلمه معايا لما يعرف اللي عندي أنا مش عايزة حد يعرف اني بتعالج و اني مريضة مش هتقبل نظرة الشماتة أو الشفقة اللي هتكون في عيونهم، بدر مش مناسب ليا و خلاص.

ما مرت به حياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن