مرّ الزمن و أنا لسه مكانــي... ٭
قضيت الليل وحدي لحالــي... ٭
مستني لحظة أشوفك فـيها... ٭
راحت اللحظة و أنا لسه مكانـي... ٭
منه سليمان'
❐❐❐❐❐❐❐❐
و أين يُباع النسيان، و أين تُضمدُ الجراح، فهل سنرحل، هل سنمضي أم سنقضي الأيام كسابقها، لا أدري متى، متى سأشعر بالسكينة تحتل تجاويفي.... متى؟!
قامت بنشر تلك الخاطرة في صفحة ' موج ' المكان الذي تُخرج فيه ما يؤرقها، أغلقت الهاتف و نظرت بملل للغرفة التي تقبع بها منذ يومان، جهاز التنفس الذي يزعجها، رائحة المشفى التي تملؤها المطهرات و رائحة العقاقير، تكره تلك الأجواء لذلك لم تقم بإجراء اتجاه مرضها سوى أخذ بعض المخدِرات لمنعها من الشعور بالألم.
قامت بسحب دفترها، أمسكت القلم و خطت :
كنت فين لما كنت أنا هناك ∘∘
روحت فين لما كنت محتاجاك ∘∘
هونت عليك تسيبني... طول المده دي لوحدي ∘∘
كنت فاكرة إني غيرهم ∘∘
بس طلعت مش فارقا لك ∘∘
أغلقت الدفتر بعنف، و ظلت تحدق بالسقف لمدة ليس من الممكن تحديدها، تفكر في ما سيحدث، قال الطبيب أنه يجب إجراء عملية لاستأصال الورم، كلما تتذكر أنها مريضة أو بها علة، ينفطر قلبها، ترى أن الضعف لا يجب أن يظهر للعلن، أثبتت أن لكل قاعدة شيء غير مؤلوف، ثباتها، كتمانها طوال تلك الفترة، اصرارها على عدم إجراء أية شيء اتجاه مرضها، أكد للجميع أنها لا تأبه بشيء.
جلست تتذكر عندما أخبرها مدحت أن يوسف عاد إلى نيويورك مع والدته، من المحتمل ألا يعود، شعرت أنها قُذفت في جمرٍ من النار التي تحرقها بلهيبها.
دلفت سالي بهدوء حاملة بعض الطعام المفضل لها، قالت و الإبتسامة تزين محياها : عملتلك سنداوتشات بيض بالبسطرمة أهو و مخلل و شويبس كمان أهو، يلا تعالي ناكل مع بعض علشان عندي دورة تحفيظ جديدة محتاجة استعدلها.
نهضت حياة متجهة إلى الشرفة و جلست على الكرسي بهدوء و أمامها سالي تنتظر أن تبدأ هي في تناول الطعام.
نظرت إليها حياة بملل و قالت : ما تاكلي يا سالي هتفضلي تتفرجي عليا.
ابتسمت سالي بعذوبة و قالت بمرح : ما هو بصراحة ما حدش يعرف سر إنك بتحلوي كده لما تتعبي.
نظرت لها حياة بجدية و لكن سرعان ما تلاشت و حل مكانها الفخر : يا بنتي العسول عسول على طول.
تحدثت سالي و هي تعطيها شطيرة : أنت صح، يلا كلي بقا.
بدأت الإثنتان في تناول الطعام في أجواء حاولت سالي جعلها لطيفة، نظرت إلى أختها و أحسن بقلبها ينبض بشدة، تغلغل حبها في قلبها و لا تعرف متى، تريد الآن النهوض و احتضانها لأطول فترة ممكنة، تخاف رحيلها، اعتادت على وجودها حولهم، عندما علمت بمرضها دلفت إلى غرفتها، و أخذت تبكي بشدة، لم يكن في مخيلتها البريئة أنها تعاني من مرض ما.