..قلبٌ يدمو.....
روحٌ بائسة...
الفراغ يحتل الأرجاء، و لا زلتُ أشعر بالبؤس" منه سليمان "
❑❑❑❑❑
مر شهران على الأحداث السابقة، أحدثٌ أخذت معها الألم و اليأس، و الجميع تسير حياته بروتينية بحتة، انتهى العام الدراسي و الجميع يجلس في المنزل عدا مدحت و فارس و بدر، يذهبون لقضاء أعمالهم.
في ردهة المنزل الكبيرة.... تجلس سالي ترتدي عبائة منزلية بنفسجية اللون و حجاب أبيض و تضع سماعات الأذن تستمع إلى درس فقه و صفية تجلس جوارها تستمع معها.
ابتسمت لها سالي بعذوبة و حب نبع من قلبها البريء فهما في الفترة الأخيرة أصبحتا مقربتين بطريقة بثت في قلب سالي الراحة..... كونها وجدت و أخيرا رفيقة و صديقة تدفعها الى طريق الصواب و تدفعها إلى الخير.
نظرت إليها صفية بود شابه ودها و قالت : ركزي في الدرس علشان في إختبار مهم عليه.
اماءت لها بابتسامة خفيفة و أكملت ما تفعله.
مر بعض الوقت و انتبه الفتاتان لعمار الذي كان يسير يجر حقيبة صغيرة، نهضت صفية متجهة إليه و قلبها يدق بعنف، بعد ما حدث هي سامحته تعاطفت معه و رق قلبها إليه، لكنه لم يسامح نفسه..... فبعد الكثير من الوقت من تأنيب ضميره و كيف عرض أخته للخطر و الخوف.... شعر أنه يجب عليه الرحيل، لأجل نفسه التي في حاجة إلى هدنة مما مروا به.
كان ينظر إلى سالي التي كانت تتحاشى النظر إليه ، ترك الحقيبة و توجه إليها جاثيا على قدميه أمامها، صدح صوته الذي كان هادئا، متعبا، مرهقا : سالي.
لم تلتفت إليه ، شعر أن روحه تُسحبُ منه، سالي ملاكه البريء تراه الآن مجرما قام بخطف أخته و تسبب في مقتل عمه، جال في خاطره أنه يجب عليه النهوض بلا أيةِ كلمة، ولكنه قال لصفية بصوت متحشرج و هو ينهض و يجلس قبالة سالي : تعالي يا صفية.
اقتربت صفية ببطء تنظر إليه بحزن شديد، تريد احتضانه بشدة، تريد أن تطمئنه أنها سامحته ، رغم ما حدث و معاناتها إلا أنه أخاها، رأت نظرة الإنكسار في عينيه.
خطت ببطء لتجلس جانبه ممسكة يديه تطمئنه أن كل شيء سيكون على ما يرام.... نظر إليها و كادت الدموع تترقرق في بنيتيه لكنه كبح مشاعره و استقام في جلسته.... تنحنح بهدوء و نظر إلى سالي ثم صفية و قال بصوت أجش متحشرج يأبى الخروج، أحس بالإختناق و هو يرى سالي تنظر إليه بتيه.. تشتت تفكيره لكنه تدارك الموقف: صفية، أنا همشي.... حبيت أعتذرلك عن كل الأذى إلى سببتهولك ، أنا آسف بجد ،مش عارف عملت كده إزاي و لا كان عقلي فين بس أتمنى تسامحيني من قلبك.
أدمعت عيناها و احتضنته بشدة و قالت له برجاء : مسمحاك و الله بس علشان خاطري متمشيش.
ابتعدت عنه تنظر إليه بتوسل : علشان خاطري.