𝟎𝟏

1.7K 56 23
                                    








مجدداً..

عدت حتى اعيش مجدداً في المكان الاسوأ وهذا بعد ما مضيت عامين في المكان الاسوأ منه ، ها انا ذا اقف بغير إكتراث لما يحدث من حولي..

اراقب العمال يقومون بوضع اثاث جديد غير الذي اهترء فلقد هجرنا منزلنا لعامين ، وقررت امي العزيزة أن نعود إلى دايجون ، بعد أن اجبرتني أن اغادر منها

كم اكرهها..

"تباً لك انتبه ، كنت ستدفع ثمنها إن انكسرت"

يا إلهي اعتذر لك ايها الطيب..كالعادة تصرخ وتغضب على كل من هب ودب ، والعامل المسكين كاد أن يوقع تلك المزهرية الغبية بالخطأ ، وهل ستصمت؟

"لا يوجد ماء لا بد أن اتصل بالمصلح فهناك مشكلة في أنابيب المياه.." اوه ها هي تلاحظني واخيراً فهي تنظر لي..تحضر جيداً لأوامرها جونق وويونق

"جونق وويونق استبقى واقفاً كالتمثال طوال اليوم ام ماذا؟ ، فلتحرك جسدك واذهب واشتري الماء من المتجر إلى أن يتم إصلاح تلك المشكلة"

حسناً لو أنني خادمٌ عندها كانت لتحادثني بأسلوبٍ ألطف من هذا ، تنهدت على كل حال واخدت منها المال دون أن اجيب عليها وخرجت من ذاك المنزل الخانق

اسير بخطواتٍ بطيئة واتأمل شوارع المدينة ، لا انكر أني اشتقت لها رغم الذكريات المريرة التي عشتها هنا ، لطالما كنت حيوياً لكن وفاة ابي الحبيب جعلني منطفئاً وكئيباً

اكره أن اقول أن امي ومعاملتها السيئة وتحكمها الغبي بي يزيد الأمر سوءاً ، ابي كان أحن علي منها ، كان متفهماً و عطوفاً لدرجة لا تُوصف

لكن امي العكس تماماً ، كانت دائماً ما تحاول السيطرة وفرض نفسها علي ، كنت دائماً ما تشاهدني اعاني وأواجه مشاكلي وضغوطاتي وحدي وعندما تراني ابكي من شدة الضغط تخبرني أن امسح دموعي واتوقف عن البكاء كالفتيات

لم تحاول يوماً أن تربت علي أو تستمع لما يضايقني ، غير متفهمة وكل ما تعرفه هو إلقاء الأوامر والتعايش برفاهية بحياتها ، لستُ صغيراً على كل حال لأكترث واتأثر كثيراً لهذا ، انا في الثامنة عشر بالفعل

كانت تصنع الكثير من الشجارات مع ابي على اتفه الأمور وابي كان يتحمل فقط من اجلي ولكنه لم يعلم يوماً أني لم احتاجها في حال وجوده

لكنه رحل وتركني ، تركني وحيداً بين هذا العالم الموحش والقاسي ، يال حياتي السيئة حقاً ، احاول أن اتجنب امي وسوءها من جهة واسعى أن اجد الراحة والسعادة من جهة اخرى

𝐄𝐮𝐝𝐚𝐢𝐦𝐨𝐧𝐢𝐚 | 𝐰𝐨𝐨𝐬𝐚𝐧حيث تعيش القصص. اكتشف الآن