𝟎𝟔

532 39 1
                                    





قبل عامين..

يجلس فتى ذو شعرٌ بني على احد مقاعد الحديقة المطلة على شارع عمومي تمر من خلاله السيارات كثيراً..

كان يضع سماعته بأذنيه يستمع إلى احد موسيقاه الهادئة لمغنيته المفضلة آيو ، كان يتأمل عُرض السماء ونجومها و يتنهد كلما أحس بالحاجة إلى هذا

بينما كان يحرك شفتيه مع كلمات الاغنية لمح على طريق السير الذي يبعد عنه مسافة قصيرة سيدة تبدو كبيرة في العمر تحمل بيديها أكياس التسوق

كانت تبدو غير قادرة على المشي بالإضافة إلى رباط حذائها ، كان يعيقها في المشي وهي كلما حاولت ثني ظهرها تعود مستقيمة

عندما لاحظ عجزها نزع سماعته وهرع إليها ليحمل عنها الأكياس بيد واحدة وامسك بيدها الأخرى كفها وقادها إلى المقعد الذي قام منه تواً

"هل انتِ بخير سيدتي؟" قالها بلطف وهو جاثٍ امامها و يحاول أن يعقد حبل حذاءها بعد أن منعته عدة مرات..

"اجل بني لقد قمت بعملٍ نبيل ، شكراً لك" قالت واخذت تربت بكفها الذي يملئه التجاعيد على رأسه..اغمض عيناه وابتسم ليشعر بطبطبتها الخفيفة عليه

بعدها قامت السيدة لتحملها اكياسها بغية الذهاب لكن هو منعها عندما هتف:"دعيني احملهم عنكِ سيدتي سأرافقكِ بهم إلى منزلك"

ابتسمت السيدة وهي تتأمل ملامحه ثم قالت:"شكراً ايها الصغير منزلي قريب من هنا ، اعتني بنفسك فقط اتفقنا؟"

هز الفتى رأسه مبتسماً وانحنى إحتراماً لها حتى غادرت ، عادت السيدة إلى منزلها وكانت لاتزال مبتسمة ، وضعت الأغراض في المطبخ وجلست على احد كراسي المائدة بتعب لتمسد ركبتيها..

"امي لقد اتيتِ اين كنتِ؟ ، عدت ولم اجدك قلقت عليكِ ، كنت سأتصل بك الآن" رفعت رأسها عندما سمعت صوت ابنها القلق فنست إرهاقها وفتحت ذراعيها له..

"مابكِ امي ، هل انتِ بخير؟" قالها بهدوء مستمتعاً بيدها التي تربت على شعره الأسود بينما هو يضع رأسه على قدميها ويمسده ساقيها برفق

"اجل عزيزي لا تقلق ، بعض الإرهاق فقط" اجابته فرفع الآخر رأسه لينظر إليها وتكتف ليقول:"هل تناولتِ ادويتك اليوم سيدة تشوي؟"

قهقهت أمه على تشدده المزيف ونفت قائلة:"ليس بعد" فرأته يهز رأسه ويقوم..لحظاتٍ وعاد بأدويتها فلما أراد أن يعطيها إياها رآها شاردة وعلى وجهها إبتسامة صغيرة

"ما سبب تلك الإبتسامة الجميلة؟" اردف مبتسماً هو ايضاً بينما يناولها حبوب الدواء واعطاها الماء لتتناولهم..

𝐄𝐮𝐝𝐚𝐢𝐦𝐨𝐧𝐢𝐚 | 𝐰𝐨𝐨𝐬𝐚𝐧حيث تعيش القصص. اكتشف الآن