غادرت المنزل باكمله
استخدمت الدرج لانني كنت اراه هو اسرع وسيلة الان لاغادر
كدت ان اتعثر مرات عديدة
بسبب بكائي
وقفت امام المبنى مصدومة
لا اصدق ما حدث
شعرت انني حقا الان اواجه العالم
كأنه توضحت لي الرؤية جيدا
لانني لا اخطط الرجوع مجددا الى المنزل
ما جعلني اشعر بالخوف و الوحدانية
اكتشفت اليوم انني لم اكن وحيدة كما كنت اظن
الوحدانية شعور اقصى مما كنت اتخيل
بدات افكر في الموت مجددا
و عن كيف ستكون مواجهتي للحياة صعبة
لا بد ساجرب النوم في الشارع
العديد سيظنون انني مشردة
لا املك عائلة
'لكنني بالفعل لا املك العائلة الان'
كانت الجملة قاسية علي
فبكيت مجددا
بدات قدماي تتحرك الى مكان مجهول
لا اعرف الى اين اذهب
او ما افعل
لم اجد بجانبي شخص يمكنني الاعتماد عليه
لن اذهب الى ليليا و اتعسها بمشاكلي
بالرغم من انها لن تبالي ان كنت ابكي او انني في مشكلة
و لن اذهب الى ساني ايضا
كرامتي لن تسمح بهذا
لكن سمحت لنفسي ان ادخل هذا المكان
وجدتني داخل حانة صغيرة امر عليها كل يوم في طريقي الجامعة
لم تكن بعيدة جدا
رائحة السجائر و الخمر تطغى على المكان هنا
اضواء خافتة
كان الجو كئيب في الداخل
وجدت كرسي في الزاوية مختفي عن الانظار
فتوجهت لاجلس هناك
جلست و انا ادقق في تفاصيل الحانة
الطاولة الخشبية امامي تبدو قديمة جدا
مثل الجدران هنا
كل شيء هنا قديم و لابد انه يحمل ذكريات كثيرة
بقيت هناك في الزاوية
اسند راسي على الحائط
و عيناي تؤلمني
كما رأسي ايضا
يؤلمني بكثرة التفكير في القادم
بالتاكيد الحانة ستغلق و ساضطر للخروج
لكن اين ساذهب ؟
لم اكف عن التفكير
إلا حينما رأيت جونغكوك يدخل الى هنا
' تبا ماذا يفعل هنا ايضا؟!'
اخفضت رأسي لانام على الطاولة حتى اخفي وجهي
بقيت في نفس الوضعية حوالي 30 دقيقة
حتى سمعت صوت هاتفي يرن
'هذا ما كان ينقصني'
بحثت على هاتفي فوق الطاولة حيث كنت اضعه
ثم اجبت بسرعة دون ان ارى المتصل
"اخرجي من هناك حالا ، سالحق بك"
جاءني صوته من الهاتف يأمر بحزم
'تبا لغبائي لماذا اجبت '
عاتبت نفسي مجددا
رفعت رأسي و ضربت يداي على الطاولة لاستند عليها
ثم نهضت من مكاني اخرج
دون ان انظر جهته ابدا
حتى سمعت صوته من ورائي
"لماذا كنتي هناك"
"و انت لماذا تسأل؟"
سالت بحزم
"ماري توقفي عن استفزازي الان ،انا من سالت اولا ، لا تتهربي من الموضوع ،لماذا دخلتي الحانة؟"
امتلأت عيناي بالدموع قبل ان اتكلم
مر امامي كل ما حدث في المنزل
شعرت بالظلم و الكره مجدداً
اقترب مني بضع خطوات ثم تلمس خدي
لابد ان اثار اصابعه لازالت على وجهي
ابتعدت عنه اكثر ثم بدات الومه
رغم انني اعلم انه ليس خطؤه
"هذا كله بسببك، حذرتك مرارا ان لا تظهر امامي لكنك تستمر في ملاحقتي ... حتى هذه الصفعة التي على خدي بسببك ، نعم بسببك لان شخص ما التقط صورنا خبية عندما كنا في الشاطئ و الخطوبة قبل قليل ثم ارسلهم الى ابي . كلهم الان يظنون انني على علاقة معك"
ازداد بكائي اكثر
و اكملت بصوت مختنق
"لماذا اتيت الى حياتي فجأة؟ لماذا تستمر في ملاحقتي ؟كنت بخير قبل ان اعرفك"
نطقت جملتي بضعف كشخص انتهت طاقته بالكامل
كنت بحاجة ان افرغ مشاعري اكثر
لكن توقفت بسبب بكائي
و بسبب تأنيب الضمير الذي عاد فجأة
هو لا دخل له في هذا لكنني القيت عليه كل شيء دون تفكير
اقترب مجددا و اخذني في عناق
كنت استشعر الدفء منه بشكل كبير
توقفت عن البكاء تدريجيا
و اسرع مما تخيلت
اكتسحني هدوء و راحة داخلية
كأنه يخبرني ان كل شيء سيكون بخير
وعيت على نفسي اخيرا فغادرت حضنه
لكنه تكلم قبل مني و هو يخرج مفاتيح من جيبه
"ستصعدين السيارة لاخذك لمنزلي ، ستنامين هناك الليلة و غدا سنبحث عن حل لهذه المشكلة "
كنت بصدد الاعتراض لكنه وضع سبابته على فمي
"من فضلك لا اريد المزيد من الاعتراضات اليوم ، لن انام معك في نفس المنزل ، ساذهب الى صديقي الليلة ... خذي راحتك في منزلي "
اومأت براسي دون ان اضيف كلمة
اتجه نحو السيارة لاتبعه انا ايضا
فتح لي الباب فركبت في الكرسي المجاور له
ثم اخذ مكانه هو الاخر