((الفصل الأربعون والأخير ))
"في حبه رأيت المستحيل"ولكل بداية نهاية، ومع كل نهاية قصه تبدأ قصه أخرى
* * * * *
مرت أربعة أيام وخمس ليالي لم يستطع أحد التوصل لهم، و خاصتاً هي فقد فعلت كُل ما بوسعها لـ تجده ولكن بدون جدوى فقد كان حريصاً أن لا تعثر عليهطالعتها وهي تجلس بتوتر علي الفراش وقد شحب وجهها كثيراً بـ الأيام السابقه ،لا تعلم لم تفعل كل هذا بنفسها تعلم أنها قلقه ولكن ليس هذا كل ما يؤرقها هي أعلم الناس بها
ـ ريناد أهدي آسر وفواد مش أغبيا عشان يتصرفوا من غير عقل
كان هذا صوت حبيبه التي تحدثت لتهدئ من روع صديقتها والتي فقدت كُل ذره على التحمل بـ الأيام الأخيره
نظرت لها نظره لم تستطع الأخرى فهمها
أتاها صوت حبيبه المقترح :طب ما تكلمي ريحان هي الوحيده الي تقدر توصل لمكانهم
ـ أنا معرفش هم ممكن يكونوا عملو أيه فيه وعشان كدا مش عاوزه أي تدخل رسمي قبل ما أفهم آلي حصل، المهم روحي أنتي الشركه وأنا عارفه هعمل أي
نهضت حبيبه متجهه للشركه وهي حقاً لا تعي ما يدور بخولد صديقتها ولأول مره لا تستطيع فهم ما بها
بينما رفعت الأخرى هاتفها وضغطت عدة أرقام وانتظرت ثواني حتى أتاها الرد تعلم أنها تستغله ولكنها قد تفعل أي شئ الأن حتى تصل لـ مرادها و تباً لما قد يفكره به من إتصالها هذا* * * * *
وعلي الجانب الأخر كان يجلس يحدق بالفراغ يهزي بكلمات غير مفهومه وكانه قد فقد عقله بالكامل ولنقل أنه قد فقده بالفعل بعد كل ما حدث له بـ الأيام الماضيه كان أكبر من تحمله ، من قال أن العذاب الجسدي هو أسوء شئ يمكن التعرض له فهو كاذب فـ التلاعب بـ الأعصاب والترهيب النفسي أسوء ما قد يتعرض له أحد في يوم ما
وهذا ما فعلاه معه بعد سجنه بعرفه بيضاء لثلاثه أيام جعلته يفقد الشعور بكل شئ وأي أحد لم يعد يرى أي شئ سوى اللون الأبيض حتي بعد أخرجه من تلك الغرفه ووضعه بغرفه أخرى ولكنه لم يشعر بهذا أبداً وكان كل شئ توقف عند تلك الكلمه أبيض هذا كل ما يراه حتي أنه نسي إن كانت هناك ألوان أخرى أم لا
كل هذا وهما بداخلها نار تحرقهما تأبى الخمود ما فعله بهما وباحبتهما كان كثيراً وها قد أتى دورهم ليستمتعا بتعذيبه كما يحلو لهما كما فعل هو في السنوات الماضيه افكار سوداويه احتلت عقله بمرضيه شديده لم يشعر بها يوماً ما ما أصعب أن تتحول من شخص لأخر لم تكن تظن أن تصبح هو يوماً ما
صوت طرقات علي الباب انتشلته من افكاره التي لو أستسلم لها لاحرقته دون هواده
تبادل كُل منهما النظرات حتي تقدما من الحاسوب ليروا من الطارق
تفاجئ بوجودها لينظر له قائلاً: فؤاد معلش هفتحلها واخرج لحد ما اتكلم معاها
أومى له
بينما هى تقف أمام الباب بتوتر تأمل أن يكون بالداخل مرت عليها ثواني وكانها أعوام وهي تنتظر أن يُفتح هذا الباب اللعين وتراه يقف أمامها
صوت الباب يفتح ورؤيته يقف بطاله لطالما خطفت أنفاسها جعلتها تسترد روحها التي فقدتها منذ ذهابه حتى أنها لم تلحظ فؤاد الذي تخطاها وهو يترجل لاسفل حتى يترك لهم الفرصه للحديث كل كلمه نظمتها لتستطيع التحدث مع ذهبت مع الريح وكان حضوره يُنسيها كُل شئ سواه
شهقه خافته خرجت منها عندما جذبها له فجأه لترتطم بصدره وهو يحكم زراعيه عليها في عناق حاد جمع فيه كُل المشاعر المتخبطه بداخله فبرغم أنه لم يتوقع وجودها إلا أن وجودها أفضل ما حدث له الآن هي ملاذه الوحيد
لا ارادياً وجدت نفسها تحاوطه لا تعلم متى التفت يدها حوا عنقه ولكن لا يهم فكل ما يهمها الأن هو وجوده أما عينيها
ظلا بهذا الوضع لبعض الوقت لا تعلم أن كان دقائق أو ثوان أو حتي لحظات ولكن عليها استعادة وعيها وتذكر لما أتت لجله
ابتعدت عنه برفق و نظرت له قليلاً قبل أن يخرج صوتها بنبره متسائله بتريث : حاتم فين يا آسر
ابتسامه جانبيه علت ثغره وهو يسالها بتلاعب : وانتي عرفتي منين أنو معايا
ـ من عاشر قوم يا سيدي
أمسك كفها بين يديه يسحبها معه للداخل حتى توقفت من تلقاء نفسها بصدمه وهي تراه يجلس علي أريكه ينظر للفراغ غير واعي لأي مما يحدث حوله وكانه شخص أخر غير ذلك الذي ظلت تعمل لاشهر كثيره حتى تستطع الإيقاع به ولكن لحظه ما هذه الغرفه البيضاء لحظات حتي توسعت حدقتيها الزرقاوتان بصدمه بعد ما فهمت لما وصل حاتم لتلك الحاله نظرت له لعله ينفي ما توصل له عقلها ولكن ابتسامته المتشفيه تلك اكدت لها كل ما تفكر به
ـ ليه يا آسر كدا ليه تعمل كدا
تحولت نظرته للقهر وهو يغمغم بالم متشفي لكل ما فعله به: يستاهي يحصل فيه أكتر من كدا، انا عمري ما كنت هسيب حقي
ـ حاتم لازم يرجع
ـ مش دلوقت يا ريناد لسه مكتفتش
جذبته من ذراعه بخفه ليقف بمقابلها نظرت بعينه وهي تحدثه بمنطق: تقدر تولي وأنت كدا أختلفت عنه أيه بعد كد الي بتعمله وعاوز تكمل فيه دا، ما تقول ولا أقولك أنا ،هتتحول لحاتم تاني بيأذي ولا بيهمه أي حاجه ومتفكرش أنك لما تكمل في الي بتعمله دا هترتاح الذنب دا ما هو الا بدايه لـ ذنوب تانيه كتير أنت في غنا عنها
نظرت له بعينين احتقنت بالدمع مكمله لعلها تجعله يتراجع عن اكمال ما بدأه: أنت إجمل وأنقى بكتير من أنك تبقى زي واحد حقير زي حاتم دا، أنا اكتر واحده عرفاك يا آسر وعارفه و متاكده إن من جواك مش حابب تكون الشخص دا ارجوك لازم تسيبه وتوكل أمورك على ربنا ربنا مش بيسامح في حق حد هيجبر خاطرك بس لازم تثق فيه
وكانها رأت ما بداخله كيف وصفت أحساسه بالمكقت.علي ما يفعله بهذا الشكل كيف عمته نار الإنتقام لينحدر إلي هذا المستوى عليه إن يعود لرشده ويفعل ما هو صواب ولو كان سيعاقب على ما فعله
أخرج هاتفه وهو يضغط زر الاتصال بـ فؤاد ليخبره بما يفعله وانه عليه الذهاب وهو ستحمل كامل مسئوليه ما حدث لـ حاتم و أختفائه ليرفض فؤاد الفكره رفضاً قاطعاً مصمماً على أنهاء الأمر معه للنهاية كما بدأه معاً
انهي اتصاله وتوجه لها يخبرها بالإبلاغ عن مكانه وانه على أستعداد للمعاقبه علي فعلته الغير قانونيه
ابتسمت وهي ترفع هاتفها قائله: تعالى يا يزن
وخلال ثواني معدوده كان يقف أمامه شاب شديد الوسامه بخصلاته الشقراء وجسده الرياضي وعينان حاده كالصقر وخلفه بعض العساكر ليتحركوا بامر منه للقبض على حاتم ليقف بمقابلها بإعين تفيض عشقاً لها قائلاً بموده مازحه: كدا تمام يا فندم ولا في أوامر تانيه
ضحكت بخفه لمزاحه قائله بامتنان: شكراً بجد يا يزن مش عارفه إقولك أيه
دقت الطبول بقلبه لرؤيته ضحكتها بعد كل تلك السنوات منذ أخر مهمه قاما بها معاً تمالك مشاعره التي تظهر إمام الأخر كالفضيحه وهو يخبرها
ـ شكراً إي بس أحنا مفيش بنا الكلام دا ،أنا تحت أمر في أي وقت مش محتاجه أقولك يعني
كاد أن يرحل ولكن أوقفه ندائها باسمه بصوتها الذي جعل قلبه وكانه في سباق من شدة ضرباته
ـ يزن
التفت لها دون أن يتحدث
ـ متنساش الي اتفقنا عليه أنت إلي لقيته
ـ متقلقيش كلو تظبط
فر من إمامها وهو علي يقين إن ظل إمامها وقت أكثر سيفعد ما لا يحمد عقباه
بينما الأخر يداخله لهيب ونيران قد تُحرق الأخضر واليابس ولكن افاقه دلوف فؤاد القائل بتعجب : هو في أي أنا مش فاهم حاجه
اجابته ريناد بابتسامه: استعنت بصديق وهيقول أنه اتبعه ووصل لمكانه وانتوا بعيد عن الموضوع خالص
ابتسم لها وشكرها علي ما فعلته
بينما امتثل آسر الصمت أراد الفتك بها وبه ولكنه سيخرب كُل شئ إن فعل هذا الان
أنت تقرأ
في حبه رأيت المستحيل
Mystery / Thrillerنعم هي الحياة شئت أم أبيت لم نتعافى دون أن نتألم، لن نتعلم دون أن نخطئ، وكأننا خلقنا حتى تدهسنا الحياة وتغمرنا بحُزنها، تاركة قطار الزمن يأخذنا، تاه ذلك الطفل بداخلي وأصبح متبلداً دفنته بداخل قلبي وأحطته بالصخور القاسية غلفت حنانه بقسوتي الواضحة...