طارِئ

157 11 116
                                    

أكملت وهِيَ تبكي:
-م أعرف م توقعت أن يصير هالشيء، توي أوعى على نفسي، أصلًا...-

وضعَ صالِح يدهُ على فمِهَا ونظرَ في مُنتصفِ عينيها وقال بِـ خُذلان:
-لا، لا تكملي-

أزالت يدهُ مِن على ثغرِها ثُمَ وضعَت رأسهَا على العويس وقالت:
-ليش ليش توي عرفت، م أدري وش بيصير، هو أصلًا يشوفني كـ صديقة-

أنتصَبَ صالِح واقِفًا وأستدار وتوجه للبَاب دون أن ينطِق ثُم قال عِندَ الباب:
-انا بروح، أرجعي بأمان-

وأكمل طرِيقهُ قبلَ أن يشدهُ صوتَها قائِلةً:
-عادِي أرجع معك؟-

أسندَ جسدهُ الثقيل على الحائط ولم يتفوه بكلمة، أومأ برأسه دون أن ينظر لها، أخذت ما أتت بِهِ مِن أغراض، ثُم أعطتهم لِـ صالِح وقالت:
-أنتظر، نسيت شيء...-

توجهَت نحو سريرِ العويس وأحتضنتهُ لِـ ثوانٍ وحاولت أن لا تبكي للمرةِ الألف، رآها صالِح ثُم أشاح النظَرَ للخارِج وكأنهُ لا يُريدُ أن يراهَا ولا يُريد أن تراه.

ذهبَت بِرفقةِ صالِح للمصعد، ثُم لاحظتهُ مِن المرآة، نظرت لهُ بينما كان يتجنب النظرَ لها، قالت له:
-صالح، أنت بخير؟-

هزَ رأسهُ بالإيجاب ودون أن ينظر لها حتى، أمسكتهُ مِن ذِراعيه ووجهتهُ نحوها، ثُم قالت:
-صالح ناظرني، شفيك؟-

فُتِحَ بابُ المصعد وخرجَ صالِح مُتقدمًا ثمُ تبعتهُ مالكية، وذهب الإثنان متوجهِان للبوابةِ الرئيسية، وقِفُوا قليلًا، ثُم قالت مالكية:
-طلبت تاكسي؟-

أومأ رأسهُ نافيًا، فـ أخرجت هاتِفهَا لتطلب، مِن بعدِهَا، أخذت تنظُر لصالِح، بينما هو يتفاداها أمسكت بِـ وجههِ بيديهَا وجعلتهُ مواجِهًا لوجهِها.

أبعد صالِح يديهَا ووضعَ يدهُ على عينِه وأشاحَ بوجههِ عنها، أقتربت مِنهُ وبِحركةٍ مُفاجئة أحتضنته، إبتعدَ عنهَا صالِح بِحجةِ إن سيارة الأُجرة قد وصلت.

ركِب الإثنان في المقعدِ الخلفي، وكان الطريقُ طويلًا للفُندق، كُلٌ مِنهما ينزوي في زاويته، وينظرُ مِن النافذة، ولو سألته ماذا رأيت لن يُجيب، لأن الهواجِس نالت مِنهُما، ألتفتت لِصالح وقالت:
-هيه، صالح صالح-

مسحَ صالِح وجههُ وألتفت لها، ثُم قالت وهي تقترب منه:
-شفيك؟ جالس تبكي؟-

قال ضاحِكًا بأسى:
-وش أبكي يابت الحلال، بس مشغول بالي شوي-

أقتربَت مِنهُ ووضعت يدَها على ظهرِه تطبطب عليه، ثُم نظرَ ليدها ثُم لها وقال:
-ليه تسوين كذا؟-

همسُ الملاعب | playgrounds whisper حيث تعيش القصص. اكتشف الآن