همسُ الملاعب | playgrounds whisper

الغرَّافة...

أغلقَ هاتِفه وأخذ النسخة الإحتياطيةُ من الأوراق من المقعدِ الخلفِي، قرأ الأوراقَ عِدةَ مرَات، كَان مِن الشروط أن لا يأخُذَ رَاتِبًا فِي نِهَايةِ الموسِم ولا حتَى نِصفه، كذلِكَ يتوجبُ علِيهِ دفعَ أجرَ تدرِيباتِهِ فِي المقر.

ألقَى العويس بالأورَاقِ علىَ المقعدِ الأمامِي ووضعَ رأسهُ على المِقود بـ بؤس، ثُمَ شغَّل السِيارةَ بـ همجِيةٍ وأنطلقَ لا يعلمُ وِجهته.

قد طرأت بِبالِه فِكرةَ زيارةِ مَالكِية، لكِنهُ أغلقَ قبضتهُ بـ قوةٍ علَى المِقودِ وقالَ كاشِفًا عن أسنانِه:
-أروح لها شسوي وهي ماتبيني...-

قلَّبَ عِينيه وزَاد سُرعةَ السيارة.
____________________________

10:20am⌛

فِي مكَانٍ آخر تستلقِي مَالكِية علَى سرِيرِ المشفى، تُقومُ بـ رفعِهِ بـ جهَازِ التحكُم، أسندت رأسهَا، وفكرَّت أخيرًا بـ فتحِ هَاتِفهَا بأسى.

الكثِيرُ مِن الإشعَاراتِ والرسَائِل، لم تكُن ترغبُ فِي الرد فِي الوقتِ الرَاهِن، نفسِيتُهَا مُدمَرة، فِي أثنَاءِ تقلِيبهَا للمُحَادثَات ألقت ناظِرهَا على إحداها.

"العويس 21"

كَانت الرسَائِل تفوق العِشرونَ رِسالة، فوجِئت وأخذت تنظرُ لـ ثوَانٍ قبلَ أن تضغطَ على المُحادثة، كَانت كُل الرسَائِل محذوفة...محذوفةٌ لدَى الجمِيع، أرادت أن تُرسِلَ لهُ رِسالة، أرادت السؤَال عن أحوالِه، لكِنَ شيءً مَا يمنعُها.

تنَاولت إفطَارهَا أخيرًا بعدَ أن ضغطت على نفسِها، دخلَ الطبِيب مُستبشِرً وأردفَ قَائِلًا:
-السلام عليكم، ياصباح الخير، حلو نتايج التحاليل كلها في السليم، والكسور بتلتأم بكم شهر، هاه كيفك اليوم أحسن؟-

أومأت بِرأسِهَا وقَالت بِـ نبرةٍ هَادِئة:
-وعليكم السلام، صباح النور، اي الحمد لله-

ضحكَ الطبيب وقال:
-ما شاء الله تردين على كل جُملة، يعني بعد وظائفك الإدراكِية بالسليم-

قلَّبَ مجمُوعةٍ مِن الأورَاقِ بِـ يديهِ وقَال:
-فِي خبرين حلوين، أول شيء إن فِي شخص جاي يزورك، وثَانِي شِيء إن بكرة تقدرين تروحِين البيت-

نظرَت نَاحِية البَاب وهِي تُفكِرُ من أتَىَ لـ زِيارتِهَا، قَال الطبيبُ وهُو يُغادِر:
-شكلك متحمسة، يلا بروح أناديه انا-

أخذَت تُفكِر، هل يُعقلُ إنهُ هُوَ؟ هل جَاءَ حقًا؟ بعدَ كُلِ ما حدث، لا تعلم، يبدو أنهَا تنتظِرُه، لِمَا؟