كِتَاب...

138 12 216
                                    

إبتلعَت رِيقهَا وتصنَّمت لـثوانٍ حتَى قاطعَ شرُودهَا:
-الو؟ أروى معي؟-

قالَت وهِي تُحاوِل لمَام شَتاتِ عقلِهَا:
-ااءء، اي...شتبي؟-

جَاوبهَا بِبساطة:
-لا بس شفتك أنتِ الوحيدة الي ماجيتي تمرين اليوم قلت أسأل عنك-

قال ونبضَاتُ قلبِهَا تتسَارع:
-انا..قصدي..أنت كيف...!-

قاطعَهَا وهُو يقُول:
-الزبدة يلا سلام دقايق وأكون عند البيت خلك جاهزة-

وأقفلَ الخط...

أستردَت مالكية أنفَاسَها بِـ صعُوبة وكَان حقًا لا داعِي للمِعطفِ الصُوفي الفَاتِح الذِي ترتدِيه، فالأجوَاء أصبحت أكثرَ سخُونة، أو كان ذلِك بالنسبةِ لهَا وحسب.

لم تمرُ دقيقتِين إلا وهُوَ قد جَاء بِالفعِل، تقدمَت لسيِارتِهِ بِـ تردُد، ثُمَ مدت يدهَا للبابِ الخلفي، لكن قبل أن تفتحه، سبقهَا العويس وفتحَ البابَ الأمامِي وقال:
-معليش مرة زحمة وكركبة ورى-

صعدَت في مِقعد مُرافِق السائِق، قَاد العويس سِيارته وكانَ الصمتُ القاتِل يكَادُ يفتِكُ بالأثنِين، قررَ العويس أن يُبادِر فـ ألتفتَ لهَا وقال:
-هههه شكله براسك أسئلة كثيرة، قولي قولي-

ألتفتت لهُ وصمتت لِعدة ثوانٍ وقالت:
-الصدق اي، كيف عرفت مكان بيتي وأنت معك فُقدان بالذاكرة، وكيف جيت بهالسرعة، وليش تسوي كل ذا وأنت تكرهني أصلًا-

قَالت جُملتَها الأخيرة وقد تجمعَت قطرَات الدمعِ بـ عينِهَا كـ حباتِ لؤلؤ، ثُم أجابهَا:
-مكان بيتك سهل أجيبه، وجيت بذي السرعة لأني كنت جاي أصلًا، والصدق انا أحاول أعدل علاقتي معك لأننا بالنهاية لاعبين فريق واحد-

قَالت وهِي تمسحُ عِينيها:
-يعني...أنت ماتكرهني؟-

قَال وقد ألتفتَ مرةً أخرى للطريق:
-مقدر أقولها بوجهك، الصراحة رغم أنك مسوية كل ذا مقدر أكرهك، فيكِ قبول عجيب، ورح نفتح صفحة جديدة وإذا صار شيء بتكون ذاكرتي معي، وقتها أقدر أثبت كرهي لكِ-

سكتَت مَالكية وأشاحت بِـ نظرِهَا للنَافِذة، كانت تُريد أن تُعاتِب وتشرحَ وتُناقِش لكِنهَا خافت أن تخونَها كلمِتها وتغدِرهَا عيونها.

مسَافةُ الطرِيق حتَى وصلُوا للمقر، نزلَت مالكِية بِـ سُرعة وحتَى لم تشكُر العويس، توجهَت لغرفة التبديل بعدَها ذهبت لملعبِ المقر، كانت لا تتمرن فـ قد سرحَت في بحرِ أفكَارِها.

همسُ الملاعب | playgrounds whisper حيث تعيش القصص. اكتشف الآن