خطوةٌ خاطِئة

134 12 134
                                    

طبَّقَ صالِح رأسَ مالكية على صدرِه، ووضعَ يدهُ على شعرِهَا المتطايرِ فِعلُ الهواء، أغمض كِلتا عينيه، ثُم رفعَت رأسهَا ونظرت إليه وقد باغتَها وطبعَ قُبلةً على وجنتِهَا الوردية.

أبعدَتهُ عنهَا بقوة ثُم مسحت وجنتها وأخذت تنظَرُ لهُ بإستغرَاب وغضب، وهو ظلَ صامِتًا، إبتلعت رِيقها بخوف ثُم ذهبَت مِن أمامِه.

ركِبَ هو السيارة وضرب وجههُ بيده، ثُمَ وضعَ رأسهُ بِـ قوةٍ على المِقوَد، أمَّا هيَ فـ قد إبتعدَت عنهُ لـ تُجرِيَ إتصالًا، بعدهَا بـ دقائق وصلت سيارةُ أُجرة وأستقلتَهَا مالكية وذهبت.

كانَ صالِح يشعرُ بـ خيبةِ أملٍ كبيرة، ووجع وإحباط، نزلَ مِن سيارتهِ مُتوجِهًا للبحر، جلسَ وقد نالَ الحُزن منه، فأخذ يبكي وكان الهواء يواسِيهِ فـ يمسحُ الدمع مِن عينيه.

__________________

في مكانٍ آخر قد خرجَ العويس ودوسرية مِن المشفى معًا، فقد تحسنَ بشكلٍ تام، بقِي عليهِ إستعادة ذاكِرته والقدوم بشكلٍ دوري للطبيب، خرجَ مِن المشفى وكان ينظرُ لدوسرية، ثم قالت:
-لا تحاتي حبيبي طلبت لنا تاكسي-

إبتسمَ إبتسامةً جانبِية ووضعَ يديهِ فِي جيبِ مِعطفَهِ الطويل أسودُ اللون، ماهِي إلا ثوانٍ وقد جائت السيارة، ركِبَا هُما الإثنان في المقاعِدِ الخلفية، وبعد فترةٍ زمنيةٍ قصيرة، وفي تِلكَ الأثنَاء إلتفتَ العويس إلى دوسرية وقال:
-عادي قبل م نرجع البيت أروح أشترِي لي جوال وشريحة؟-

قالت دوسرية مُبتسِمةً:
-لبيه بس، ذحين نروح سم-

تحدثَت للسائِق، وبعدهَا ذَهبَا وأختارَا الهاتِفَ معًا، وعِندمَا أنتهوا صعِدوا للسيارةِ مُجددًا.

-عساه أعجبك بس؟-

قالت دوسرية وهي تبتسِمُ إبتسامةً جانِبية، قالَ وهو يضعُ يدهُ على كتفِهَا لـ يُقرِبهَا مِنه:
-دامه أختيارك لا يُعلى عليه-

قالت وهِي لازالت مُبتسمة بِـ غرور:
-دحين أديك رقمي وبتسميني حبيبتي أكيد-

قاطعَهَا صوتُ رنينِ هاتِف دوسرية، التي ما إن نظرت للهاتِفِ أخذت تتأفأف، قال العويس:
-شفيك؟ هههه مين الي متصل؟-

قالت وهِي ترفعُ الهاتِفَ لـ مسامِعهَا:
-الشايب-

ردت عليهِ وبعد أن أغلقت الخط قالت مُستبشِرة:
-أقولك! بتلعب معنا مُباراة بعد بكرة!-

قال مُتسائِلًا:
-دقيقة إيش دراه أنكِ معي، وليه م سأل يمكن لساتي تعبان وبرضو...-

همسُ الملاعب | playgrounds whisper حيث تعيش القصص. اكتشف الآن