ذاكِرة مُضطرِبة

149 12 199
                                    

حاولَ الطبيب إنعاشهُ وبـ ثوانٍ عادَ صوتُ قياسِ ضرباتِ القلب، إبتسمَ الطبيبُ لـ دوسرية وقال:
-تم بإذن الله إنقاذه-

ضحكَت دوسرية التي ما إن رأت العويس يفتحُ عينيه أقتربت، بعدهَا أبعد العويس نفسهُ عنهَا بِمقدارِ إنش وقال:
-وين انا؟ مين أنتِ-

صُدِمَت دوسرية التي نظرَت للطبيب بنظرةٍ تنتظِرُ مِنهُ شرحًا، قال الطبيب وهو يوضِح:
-للأسف هذِي إحد الأثار الجانبِية، بس لا تخافي...-

قاطعَت دوسرية الطبيب وعانقَت العويس بكِلتَا يديِها، الأمر الذي جعل العويس يُبعِدُها عنهُ قليلًا، ولكنهُ أستسلمَ لهَا في نهايةِ المطَاف دونَ أن يُبادِلهَا العِناق.

فصَلت دوسرية العِناقَ وأمسكت وجهَ العويس بِـ كِلتَا يديهَا وقالت:
-أخيرًا صحيت حبيبي، أشتقت لك-

قال العويس مُستنكِرًا:
-مين أنتي، مب فاهم شيء-

قالت وهي لا تزَال تمسِكُ وجهه وتتوسطُ النظرَ في عينيِه:
-انا دوسرية، حبيبتك! مسرع نسيتني-

ثُمَ قال وهو يُحرِكُ رأسهُ ليفتكهُ مِن بينِ يديهَا:
-حبيبتي؟ م أذكر شيء، وليش م تزوجتك؟-

أخرجَت هاتِفهَا وأرتهُ بعضَ الصورِ معًا وقالت:
-صارت مشاكل كثير، بس معليك حبيبي حـ أوضح لك كل شيء، بس خلي زُملائنا بالفريق يتحمدوا لك بالسلامة-

أومأ العويس برأسِه ثُم قال:
-أحس أتذكر بس ناسي، الشيء الوحيد الي أتذكره الفترة الماضية أن فيه وحدة كل ليلة تجي وترفهه عني-

قالت بإستنكار:
-وحدة كل ليلة تجي؟ أوهه ايهه ذي انا م أقدر على فرقاك-

تركتهُ دوسرية وذهبت للإتصال بِصالِح.

إتصَلت دوسرية بِصالِح الذي كَان في طريقِهِ لإيصالِ مالكية، ثُمَ وبحركةٍ مُباشِرة أمسكَ الفرامِل وأعتلت ملامِحُ الصدمةِ وجهه.

أرتعَبت مالكية التي أخذت تسأل عمَا حدث، قالت دوسرية بتساؤل:
-دقيقة مين معك بالسيارة؟-

قال صالِح وكأنَ عينِه ستدمعُ فرحًا:
-نتفاهم هناك مع السلامة-

ألتفتَ لـ مالكية وقال بـ نبرةِ حماس:
-محمد، محمد صحىَ-

صُدِمَت مالكية وبحركةٍ صادِمة أحتضنَت صالِح الذِي صُدِم بدورِهِ هو الآخر.

فكَت ذلِك الحُضن بصمتٍ مُميت، ثُم أبتلع صالِح رِيقهُ وحركَ السيارة.

طوَال الطريق أخذَ يُفكِر فِيما قد يحدُث، هل ستُصارِح مالكية العويس؟ هل سَيرى الفتاةَ الوحِيدة التي "شعرَ بالحُبِ تِجَاههَا" معَ رجُلٍ آخر؟ بل ورفِيقهُ في الفرِيق؟.

همسُ الملاعب | playgrounds whisper حيث تعيش القصص. اكتشف الآن