همسُ الملاعب | playgrounds whisper

المَائِدة

فتح‌َ البَاب وإذ بـ عامِلِ التوصِيل يحمِلُ بيدِهِ اليُمنى كرتُونة البِيتزا، وباليُسرى أكِياسًا لـ بِاقِي الطعَام.

أخذَ العويس الطعَامَ وحَاسبهُ ثُم عَادَ مُحملًا بالأكلِ وذهبَ بِهِ للمطبخ، جلسَ على الطَاوِلة وفتحَ البيتزَا التِي تصَاعدت أبخِرةٌ مِنهَا لـ حرارتِهَا، وزَّعَ باقِي الأكلِ على الطَاوِلة، وقبلَ أن يبدَأ بالأكل، رنَّ هاتِفهُ مِن الغُرفة، أخذَ قطعةَ بيتزَا بـ سُرعة وتوجهَ لِـ غُرفتِه، أكلَ جزءً مِن القِطعة بيدهِ اليُمنى وحملَ هاتِفهُ بيدهِ اليُسرى وهو يُقطِبُ حاجِبيه.

ردَ على الهَاتِف ووضعهُ على إذنه مُسنِدًا إياه بـ كتفِه، بِيدهِ اليمِين قِطعةَ البيتزَا، وبيدهِ اليسَار بدأ يأخذُ الكِتابِين، أكلَ قِطعةَ البيتزَا كُلهَا فِي لُقمةٍ وَاحِدة، ردَ على الهَاتِفِ قَائِلًا:
-أححح هلااءء اح ممم ياسر شبغيت-

ضحِكَ يَاسِر مِن الهَاتِفِ وقال:
-شفيك أنت تتشلوط هههه-

قَال وهُو يمشِي ويُحاوِل تبرِيد فَمِه:
-اووو الزبدة شتبي أنت-

قَال يَاسِر وقد أصبحَ صوتهُ جديًا:
-بكلمك بموضوع...فاضِي أنت؟-

نظرَ العويس للكُتبِ التِي ألقَى بِهم على الطاوِلة:
-اي...بس أتغدى، بخصوص وش الموضوع؟-

قَال ياسر بصوتٍ أقربَ للهمس:
-أروى...-

توسعَت بؤبؤةُ العويس وشعرَ إن اللُقمةَ قد علقت فِي بلعومِه، ضربَ بيدهِ على صدرِه حتى إبتلعهَا بِـ صعوبةٍ ثُم قال:
-مالكية؟ قل قل وشفيها؟-

قَال وفِي صوتِهِ نبرةُ خَائِبِ الظن:
-للحين تحس بنفس المشَاعر تجاهها؟-

قطبَ العويس حَاجِبِيه وجلسَ على الكرسِي بـ هدوء ثُمَ قال:
-مشاعر؟-

قَال يَاسِر بصوتٍ مُستعجَل:
-دقيقة معليش محمد ثواني وأتصل لك-

وأقفلَ الخط دونَ أن يُعطِي مجالًا للعويس لـ يتسنى لهُ الرد.

أسندَ العويس جسدهُ على الكرسي وأخذ يُفكِر... مشاعر؟ أيقصدُ مشاعِر الكُره؟ هل كُره مالكية لِي أمرٌ شَائِع والجمِيعُ يعلمُ بشأنِه؟ ماذَا عن ذلِك التعليقَ الذِي ذكرَ إننا نملُك علاقةً جميلة؟ وماذَا عن ذلِكَ المقطع؟ والتعلِيقات؟

ثوانٍ حتى تسللت أيدِي العوِيس للكِتَابِ الزهري، حاولَ مُقاومةَ فُضولِه، لكِنهُ شعرَ إن مِن الأفضلِ إلقاءُ نظرةٍ خاطِفة.

أمسكَ الورقةَ الأولى التِي كُتِبَ علِيهَا العنوَان لِـ يقلِبهَا، ولكِن أوقفهُ صوتُ رنِينِ الهَاتِف، قال مُتمللًا:
-يليل ذولي، دقيقة شكله ياسر...-