همسُ الملاعب | playgrounds whisper

بِداية النِهاية

...
كتبت البارت كامل بس الواتباد قرر يفاجئني أنه حذفه، عشان كذا عذري معي إن تأخرت🫡
(مسوي فيها مو مقهور وعادي👆🏻)
____________________________

صُدِم العويس وشعرَّ حِينهَا بـ أنها قذفت سكِينًا فِي مركزِ قلبِه، قاطعت صدمتهُ طعنةٌ أخرى وقالت:
-انا أكرهك ما أبي شوفتك، الحمد لله أني أنطردت من النادي...-

سكتَت قليلًا بتوتر وأكملت بتلعثمٍ والدمُع يفيضُ مِن عِينِيها العسلِيتين:
-أصلًا حسنة الموضوع أني مابشوفك مرة ثانية، دايم أفكر أطلع من النادي لأنك فِيه!-

لم يتفوهُ بأي كلِمة، حصلَ بينهَمَا تواصلٌ بصرِي لـ مُدةِ ثلاثِ ثوانٍ قبلَ أن تقومَ مالكِية بـ نفضةٍ من الأريكة وتتركهُ فِي صدمته.

توجهَت للـبابِ دونَ أن تنظُرَ خلفَهَا، وفجأةً! شدَّ العويس مِعصمَها، وإلتفتتَ نحوهُ وكَانَ شعرُهَا الكستنائِي يُسدلُ علَى وجهِهَا المُحمر، ويلتصِقُ بـ دموعِهَا التِي بللت وجنتِهَا القرمزيتَان، إتصلَت نظرَاتهُم لـ ثوانٍ لـ يقطعهُ العويس وهُو يمسَحُ لِحاظهَا بـ إبهَامِه.

أمسكت مِعصمهُ وأنزلت يده، وكُل توتُرِ الدُنيَا بِهَا، لم يتحدثَ أحدهمَ ما زادَ الوسطَ توترًا.

قَال العويس بعد تنهُدٍ طوِيل:
-أروى...-

كَان إسمُهَا يترددُ على مسامِعهَا لعدةِ ثوانٍ، قبلَ أن يُقاطِع العويس ذلِك بـ عِنَاقٍ عمِيق، ضمَّها لـ صدرهِ وحاوطَها بيدِيه، رفعَت يدهَا بِينهمَا لـ تُبعِدهُ بـ بطئ، ثُم قال لها:
-انا آسف، آسف على كل شِيء يا أروى، أوعدك أكون أفضل، أنتِي عارفة أن آخر فترة، كل شيء متلخبط ببالي، حتى الحين ما أتذكر وش صار بعد ما كنت بالمُستشفى، سامحيني عـ الي صار كانت ردة فعل-

قَالت وقد أبعدَت جسدهُ عنهَا وأخذت تنظرُ وقدَ رُسِمت ملامِحُ الإستنكَارِ على وجهِهَا الجميلِ:
-تكون أفضل؟ ردة فعل؟ أنت دمرتني!-

ثُمَ نهرتهُ وخرجَت للخَارِج، لحقهَا العويس بـ قلبٍ تحطَمَ للتو، وقِفَ عِندَ البَاب لم يتوجهَ نحوها، ولم يُنادِهَا لـ يوصِلها، دخلَ المنزِل وذهب لـ غُرفتِه بـ خطواتٍ مُتثاقِلة وألقى بـ وزنِ جسمِهِ الثقِيل فوقَ السريرِ الأبيض، كَان يتألمُ، إنهُ ينزِف بـ داخِله.

لقد بدأت تعودُ ذاكِرة العويس شيءً فـ شيءً مِن بعدِ تصدِي مالكِية المُعَاد، كَان يتقلبُ على سريرهِ فـ قد جافَا النومُ عِينيه المُرهقتَان، ودبَ الرُعب فِي قلبِه ولم تترددُ الأفكَارُ السوداوِية مِن التردُدِ إلَى عقلِه.

خرجَت مَالكِية لا تعلمُ إلىَ أينَ تنزُوي وتذهب، صعدَت فِي سيارةَ أُجرة، وبعدَ تفكِيرٍ أخبرتهُ أن يقِلها إلى الجبلِ البعِيد فِي نِهَايةِ المدينة.