ومشيتَ بي ومشيت ثم تركتني!

154 11 158
                                    

ضحكَت مالكية وأسندت يدهَا فوق كتفِ صالِح وهي تترنحُ ضحِكا، أخذ ينظرُ لهَا بنظرةِ حزن، بنظرةِ خيبة.

بعد عدةِ ثوانٍ توقفت عن الضحِك وأسندت نفسهَا عليه، ثُم أبتعدت قليلًا ونظرت لهُ وقالت:
-هيه شفيك نفسية، مدري كيف تنفس في مكان زي كذا-

تبسَمَ صالِح إبتسامةً مُصطنعة، حدَّثَ نفسهُ، ليسَ بوقتٍ مُناسبٍ للحُزن، فـ العويس يَستعيدُ ذاكِرته، يستطيعُ صالِح الإقدام على شيء على الأقل حتى تعودَ ذاكِرةُ العويس.

وقِفَ أمَامها بشكلٍ مٕستقيم ، ثم أنحنى كـ الأميرِ ببطءٍ وبدأ بميلِ جسده إلى الأمام، أثنىَ رُكبتيه، مدَ يدهُ اليُمنى لهَا وجعلَ اليُسرىَ خلفَ ظهره، رفعَ رأسهُ وقال لهَا وهو يغمز:
-وهل تقبلين الرقص معي؟ يا أميرتي-

وضعَت يدهَا بيدهِ وهي تضحك، أمسكَ يدهَا بِـ لُطفٍ ونظرَ إلى عينيهَا بإبتسامة.

شبكَ يمينَهُ بـ يسارِهَا ويسارهُ بيمينهَا، وأخذَ يُراقِصُهَا، بِـ كُلِ سلاسة، يتحركان بِـ إتقانٍ أثناء رقصِهما، يتأرجحان ويدوران بأناقة وسط
الطبيعة البَارِدة، تَألقَ برقصِهِ كـ تألُقِ ميسي بـ مراوغاته، وسحرتهُ بجمالهَا كمَا سحرَ رونالدو المدريديين بـ مقصيته، يبدوان وكأنهما يتحدثان لغةً خاصة بهما، حيث تتراقص أجسادهما بنغمة واحدة وتتناغم حركاتهما بشكلٍ ساحر.

أنتهَوَا مِن الرقص، أخذَا يتحدثَان، ويضحكَان، وكان ذلِكَ كـ أستشفاءٍ لـ صالِح، في الحقيقةِ لديهم مُبارةٍ بعد يومين، ولكِن كانَ الخوفُ لا يقربهمَا معًا، كانت دقائِق كأنهَا عقود، وساعاتٌ كأنها ثوانٍ.

1:25pm⏳

قالت دوسرية وقد فردت شعرهَا على الثلج:
-أف تأخرنا كثير، تصدق الوقت مشى بسرعة، مرة كان وقت حلووو-

أقتربَ مِنهَا صالِح وقد تربَع بجلسته وقال:
-قلت لك، وشرايك نجي هنا دايم-

رفعَت رأسهَا وقالت:
-أيوه خلينا نجي الليل أبي أشوف المنظر بالليل، يلا مشينا مشينا-

عادَ كُلٌ مِنهم لـ منزِله ومرَ الوقتُ بشكلٍ طبيعي.

7:00pm⏳

كانَت مالكية تستلقِي على سريرهَا وتُشاهِدُ مقاطِعًا لها وللعويس، أخذت تتبسمُ دون أن تُلاحِظ.

قررت الإتصالَ بِه، ولكن ما إن رأت رقمهُ تذكرت كُلَ ماحدث اليوم، قال إن دوسرية حبيبته! وعانقهَا أمامَها، أمسكَ رأسهَا وتوسطَ النظر في عينِهَا، كان كُلُ ذلِكَ أشبهَ بـ كابوس، أخذت تبكي كـ عادتِهَا.

همسُ الملاعب | playgrounds whisper حيث تعيش القصص. اكتشف الآن