البارت الخامس والثلاثون

82 3 0
                                    

ذهبَ معهمُ لِلمركزْ ووجههُ خالي مِن الالوان شاحبْ يكرر بنفسهِ"يارب تفقد ذاكرتها" عَض طرفَ لسانه نزفَ القليلَ من الدمِ فبصقهُ فسقطتْ نظرتهُ على اليدْ الممدودةُ تحمِل بعضًا مِن الشاش فأخذه بقوة فصدَ استغرب رافلْ منْ قوة يده فتمتم :وش ذا الرجال؟يده قوية ابد مهو طبيعيه.خرجَ من الغرفةَ والفضولُ يملأهُ تجاهه دخَل مكتبهُ نظرَ إلى اسمهِ "رَافل بِن داغر آل داغرُ" بفرح وفخرَ بما فعله وهوُ يكرر حمدَ ربهِ دائمًا فلم يستطيع الوصولَ مِن دونهِ جلسَ يفكرُ بالشخص الغريبِ الذي التقى بهِ جاهلاً عن ماحصلَ لاخيهِ عزِمَ على معرفة كُل شيء عنهُ بالتفاصِيلِ المملةِ فأحساسهُ يحثهُ على ذالكَ بِشدةً غِرقَ بالتفكيرِ لساعات طويلَة
استيقظ مِن دوامتهِ فذهب لغسل وجهه سمعَ صوتَ منبهِ يخبره بأن وقت الصلاة اقترب فتوضئ وخرجَ مسرعًا وفِي طريقهِ لمحَ الغريب يجرونهُ إلى الزنزانةِ خطَرت فِي بالهِ فكرِة تعوذَ بداخلهِ" من الشيطان "أكمل طريقهُ فأحسَ بشخصًا يراقبهُ فالتفت فإذا هو يكونُ المقَيدِ بالاقفَالِ الشاحبُ وقفَ بمكانهِ عجزَ عَن إكمال الطريق فرأهُ يدخلْ فنصرفَ للمسجدْ فرأ الامامَ قد انتهى مِن الاذان فسلمَ عليهِ ثم صفَ بالصفِ الأولِ كعادتهِ أقبَلَ النّاس يتوافدون لِلصلاةِ لِتلبيةْ الندَاءِ أمتَلئت الصفوفُ كَبرَ الإمامُ معلنًا ابتداءَ الصلاةْ يدعونَ بما يريدُون المهمُومُ الذي يأتي يطلبُ مِن ربهِ الفرجْ والتائبُ عن ذنوبهِ حالهمْ يختلفْ لَكنْ جميعهمُ أتوا مُجِبيًا للندَاءِ راغبِينَ بأنْ يستشعروا لِذةَ يقفونَ أمامَ مَلكْ الملوكِ " ما اعظمكَ يا الله" يطلبونَ مِن الذي لا يردُ داعيًا اذا دعاهُ يسمعهم يعَلم ما بهم إنتهوا مِن الصلاة فذَهب كُلٌ منهم بطريقهِ وانطلقَ نحو بيتهِ والبَسمةُ لا تفَارقُ محياهْ أرادَ فتحَ الباب فإذا هُو يفتحُ فرأ شَامخ واقفًا حاملًا دُهامِج بَينَ ذراعيهِ وملامحُ الخوفِ باديةٌ عليه أختفتْ بسمَتهُ فسألَ بِقلق: وش فيه دهامج ؟ وش صاير ؟ علامه ينزف؟.
شَامخْ بسخرية:ابوك العود رماه بالرصاص .
رافلْ بتوبيخ: عيب وش هالكلام احترم جدك ابوي مايسويها.
: الا يسويها ونص بعد والحين تلقاها رايح لاخوك اللي انصاب.
صمتْ مِن الصدمةِ فنطق :أي واحد؟من اللي أصابه كيف!!! فهزهُ بقوة غير مصدقًا لما يقول
شَامخ بتردد:أخوك ع....بد الرحمن بالعرس مانعرف من اللي اطلق الرصاصه.قبلَ أن ينطقْ بكلِماتهِ فكَر مرارًا وتكرًار أخفى الأمر عليهِ لانهُ يعلم بشخصيتهِ المندفعةِ الغير مهتمةُ .رافل بندفاع: اي مستشفى؟ اخلص .أخبرهُ باسمهِ فدفعهُ بقوة بعيدًا فأسرعَ حيثُ يتواجدُ أخوهُ.

--------------------------

 

يا أملح  من الدمع واحلى من الديم الملح كله .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن