19 | موقف سيّء

13.9K 914 303
                                    



。⋆୨🌸୧⋆ 。





أنزلتُ الهاتف من أمام أذني بعدما أخبرتُ لاورا أنّنا قادمان للجامعة من أجل لقاءها هي و باقي الرّفاق ...

رميت هاتفي بإهمال داخل حقيبتي فيما كنت أسير بجانب ماثياس و الثّلوج قد بدأت تتهاطل بخفّة ...

أدخلتُ يداي داخل جيوب سترتي حتّى أحسستُ بيد ماثياس تمتدّ بهدوء ليغرسها داخل جيب سترتي ثمّ يشبك أصابعه الباردة مع خاصّتي ، و يقترب منّي أكثر حيث حركاته كان تدلّ على أنّ البرد قد خذّره هنا ...

"أصابعي كادت تُقطع من البرد" ، رمى كلماته بصوت مهتزّ و واضح أنّ السّبب هو البرد الّذي جعل جلّ جسده يهتزّ و ليس فقط صوته ...

إستدرتُ إليه قليلا ثمّ تحدّثتُ بصوت منخفض حيث كنّا نتقدّم للأمام في خطوّاتنا "هذا هو الجوّ الّذي كنت أنتظره منذ مدّة" ، ضحكتُ بخفّة عند نهاية كلامي ثمّ أبعدتُ نظراتي من جهته ...

"يُعتبر جوّي المفضّل لكن البرد المفرط لا أطيقه" ، تحدّث بذات النّبرة ثمّ تخطّينا الشّارع الخلفي و أصبحنا نسير بقرب الجامعة الآن ... حينها ضحكت بخفّة على كلامه ثمّ زفرتُ البخار في الهواء و طالعته بإعجاب فيما كان يختفي تدريجيّا ...

عندها ماثياس إقترب أكثر ليسير بجانبي و يشدّد من قبضة يده على خاصّتي داخل جيب سترتي ليجعلني بذلك ألتفت له و أتحدّث على نحو محذّر "توقّف عن فعل ذلك ماثياس ، أنت تنقل الجمود ليدي"

عندها هو تنهّد بملل ثمّ ترك يدي لكن يده بقيت داخل جيب سترتي ... أبعدتُ وجهي من أمامه ثمّ تسلّلت على شفتاي إبتسامة خفيفة و حاولتُ إخفائها قدر المستطاع ...

كنّا نسير و نتخطّى المدخل الرّئيسي للجامعة في حين الثّلوج تنتشر في كلّ مكان و تغطّي كلّ شيء حولنا بردائها الأبيض ... حتّى خصلاتي كانت تعتليها حبيبات من الثّلج لكن كانت خفيفة كفاية لتذوب في ذات اللّحظة ...

"راسلني فرانشي و أخبرني أنّهم في الحديقة الخلفيّة للجامعة" ، أعلمني بها ماثياس ليجعلني أسير في ذلك الإتّجاه و هو كان بجانبي ، آخر مرّة كنت فيها هنا هي عندما إكتشفت أمر لاورا و أليسّاندرو ، أنا واثقة أنّها سعيدة بالفعل معه ، لكن لا أريدها أن تتدخّل في موضوع إينزو ، لا أودّ أن تنتزع علاقتي بها بسبب ذلك الكاذب ، لكن إينزو لم أستطِع فهمه حاليّا ، هو تركني و الآن يريد عودتي إليه بأيّة طريقة ، و ما الشّيء الّذي يودّ إخباري به ؟! الفضول سيقتلني لمعرفة ما يريد ، و مع هذا أنا لا أستطيع التّحدّث إليه ، ربّما هو أخبر لاورا !

"مدخل الحديقة من هنا جوليا" ، جذبني ماثياس للخلف قليلا أمام مدخل الحديقة و يبدو أنّ شرودي كان يقودني للسّير فحسب ، من دون التّركيز على المكان ، لا بأس ...

ماثياس | Mathiasحيث تعيش القصص. اكتشف الآن